من مذكرات أم

نظرت إليها بعد أن وضعت تلك الوردة الصغيرة على شعرها وأنا لاأكاد أصدق ...

أهذه حقا طفلتي ؟؟؟

وضعت يدها في يدي بسعادة واصطحبتني معها إلى أول مكان نذهب إليه سويا أكون فيه تابعة لها ...

هناك علي أن أعرف نفسي بقولي : أنا أم الطفلة سارة .

لكم حملتني الأقدام إلى أماكن مشابهة ذات أيام !!!

دخلت معها صالة الحفل أخذت تشير إلى هنا وهناك : هذه صديقتي ريم .. هذه رفيقتي منة .

هذه معلمتي يا ماما تعالي تعالي وتشدني إليها ..

أخذت مكاني بين الحضور وما زلت أستشعر مذاق الأحلام ..

مرت فقرات الحفل مبهجة سعيدة ومن بينها نشيد البراعم الصغيرة الذي توسطت فيه سارة أجمل الزهور .. زهور قلوبنا وبلسم آلامنا ..

كنت أريد أن أخبر كل من في الحفل بل كل من في الدنيا أن طفلتي هناك ..

كانت تسترق النظر إلي لحظة بعد أخرى وتبتسم من بين ثنايا الحروف التي تنشدها ..

لكم وقفت مثلها هذا الموقف أنظر إلى أمي ولا أعلم ما تخفيه مشاعرها !!!

ثم حان وقت الحصاد وأذيعت أسماء المتفوقات ووزعت شهادات التقدير ...

والدموع تتقافز إلى عيني رأيت طفلتي تجري بمرح والجميع ينظرون إليها ويحيونها ..

ويقفز إلى سمعي صوت يقول ما شاء الله .. وآخر يقول : كم هي صغيرة .. وآخر يقول وفقها الله ...

والقلب مني يردد آآآآمييييييييين .

هل كنت أعلم ذات يوم كم يدعو لي قلب أمي ؟؟؟

جاءت سارة وتعلقت بعنقي واحتضنتني وهي تجهل كيف تعبر عن سعادتها بينما اختفت كل معالم الحياة من حولي ولم أعد اشعر إلا بها ..

مبارك يا حبيبتي ... كوني دوما متميزة ... بتفوقك .. باجتهادك ... بأخلاقك ... بدينك وتقواك ..

ربما تمرين بأيام لاأكون فيها معك ... لكن الله معك دوما فكوني معه ..

خرجنا من الحفل توجهت فورا إلى أمي ...

احتضنتها ...

لقد فهمت اليوم فقط فاعذريني ... اليوم فقط يا أمي ..