إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا !!

حلقات تحفيظ القرآن



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين فاطر السموات والأرض الحمد لله وليّ الصالحين وناصر المؤمنين والمستضعفين الحمد لله يليق بجلاله وعظمته وقوته .. ونصلي ونسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد :-



قال تعالى (( تبـارك الذي نزّل الفرقـان على عبده ليكون للعالميـن نذيـرا ))

أحبتي في الله كتاب الله الكريم الفرقان أي القرآن الكريم .. الذي أنزله سبحانه صفتاً لتباركه وأنزله حباً وموعظتاً وهدى ورحمه ونذيراً على العالمين .. يا أيها الناس هذا القرآن كتاب من عند الله أنزله رحمه للعالمين ليقرأو ويتفقهوا ويتعلموا به وليطبقوها في حياتهم ودنياهم اليوميه .. ليلقوها عند الآخرة .

اخواتي.. أين القرآن ؟ أين التلاوة ؟ أين الحفظ ؟ أين العبرة ؟ أين التطبيق ؟
!" نـادراً ما أجد مواضيع تختص عن القرآن الكريم .. ومن الناحيه الأخرى أشاهد الكثير من موضيع في الاقسام الأخر مما يحزن القلب.. أحبتي هذا القرآن سمه من سمات المسلمين وهو أفضل من أي شي ! .. فالقرآن الكريم منزل من رب العالمين .. وتم تفسيرة وحفظه من علمائنا الأفاضل ولازال يقرأ ويتلى ويحفظ حتى هذا اليوم !

قال تعالى (( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ))

أخواتي .. إني أدعوكم إلى تلاوة وفتح القرآن الكريم وحفظه والإيمان والإقرار به .. القرآن رحمه وذكر وهدى ومغفرة ! .. فهيّا أحبتي بقراءته بحسن التلاوة وحسن التجويد حسن الإيمان والحفظ .. هذا القرآن عظيم فقد وصفه الله بعظمته وهداه للناس أجمعين .. فاقرأ أخي الكريم كل يوم صفحه أو صفحتين أو كيف ماتشاء ؟ واحفظ قدر ماتشاء ؟ ..

ولكـن لاتهجـر القـرآن ؟

فسبحان الله .. فمن غاب واستهان بحكمه القرآن فسيكون قلبه قاسياً .. ويصبح ضالاً فالقرآن طريق لنور وهدايه والتقرب إلى الله سبحانه .. فربما يكون شفيعاً لك في دار الآخرة ؟ .. فهيّا واسرعوا وتسابقوا على الخيـرات بقراءة القرآن وتطبيقه ...

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ))

إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا !!

سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن أخلاق النبي صلى الله عيه وسلم، فقالت(( كان خلقه القرآن ))

ما أجمل القرآن .. ما أجمل قصصه .. ما أجمل عبرة .. ما أجمل خلقه .. وما أجمل وما أجمل ..... !! ؟
من منّا لايريد أن يكون خلقه القرآن ؟ ومن منّا لايريد أن يكون مقتدياً الرسول -صلى الله عليه وسلم - ؟
الآن أخي عرفت ماهو خلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- .. أجل إن خلقه القرآن .. فاقرأ يا أخي وطبق آيات الله الكريمه .. فكلها ثواني ودقائق وساعات ! .. تزداد إيماناً ويقيناً وتتعلق بهذا الكتاب .. فعليك أخي أن تحترم القرآن وأن تطبقه وأن تسمعه وأن تتلوه وأن تحفظه .. وهناك الكثير إذ بعض الناس يفتحون القرآن في شهر رمضان .. ويغلقونه في نهايته ! .. أهذا هو الإيمان ؟ .. لاوالله .. فاقرأ القرآن كل يوم بالساعات ولا تبتعد عنه أخي الحبيب !!

تدبر القرآن حوارات الدار الآخرة

لابد لنا أن نسأل أنفسنا: ما الذي استفدناه من القرآن؟ لقد قرأنا القرآن وختمناه مرات عديدة، وفي رمضان قمنا بذلك عشرات المرات، فما الذي تغير في حياتنا؟ وما هو انعكاس ذلك على نفوسنا؟!!
قال تعالى: { لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }. قال القرطبي: وقيل: { فِيهِ ذِكْرُكُمْ } أي ذكر أمر دينكم; وأحكام شرعكم وما تصيرون إليه من ثواب وعقاب ... وقيل: { فِيهِ ذِكْرُكُمْ } أي حديثكم. وقيل: مكارم أخلاقكم, ومحاسن أعمالكم. وقيل: العمل بما فيه حياتكم. قلت: وهذه الأقوال بمعنى والأول يعمها; إذ هي شرف كلها, والكتاب شرف لنبينا عليه السلام; لأنه معجزته, وهو شرف لنا إن عملنا بما فيه.

أجمع أهل العلم من أمة الإسلام على أن القرآن الكريم نزل من السماء الدنيا على قلب خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم مفرَّقاً على فترات، استغرقت أكثر من عشرين عاماً. وكان من وراء نزول القرآن مفرقاً على رسول الله مقاصدُ وحِكَمٌ، ذكر أهل العلم بعضاً منها. وفي مقالنا هذا نحاول أن نقف على بعض تلك المقاصد والحِكَم .

فمن مقاصد نزول القرآن مفرقاً تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ومواساته، لما ينتابه من مشقة تبليغ الرسالة وما يلاقيه من عنت المشركين وصدهم، فكان القرآن ينـزل عليه بين الحين والآخر تثبيتًا له وإمدادًا لمواجهة ما يلاقيه من قومه، قال تعالى مبينًا هذا المقصد: { كذلك لنثبِّت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً } (الفرقان:32) فالمشركون بالله والمنكرون لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم قالوا معاندين: هلا نزل عليه القرآن مرة واحدة، كما نزلت التوراة والإنجيل؟! فردَّ الله عليهم قولهم ذلك ببيان أن الإنزال على تلك الصورة إنما كان لحكمة بالغة، وهي تقوية قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيته؛ لأنه كالغيث كلما أنزل أحيا موات الأرض وازدهرت به، ونزوله مرة بعد مرة أنفع من نزوله دفعة واحدة.

ثم من مقاصد تنـزيل القرآن مفرقاً الرد على شُبه المشركين أولاً بأول، ودحض حجج المبطلين، إحقاقًا للحق وإبطالاً للباطل، قال تعالى:{ ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً } (الفرقان:33) ففي الآية بيان لحكمة نزول القرآن مفرقاً، وهو أن المشركين كلما جاءوا بمثل أو عَرْضِ شبهة ينـزل القرآن بإبطال دعواهم وتفنيد كذبهم، ودحض شبههم .

ومن المقاصد المهمة لنزول القرآن مفرقاً تيسير حفظه على النبي صلى الله عليه وعلى أصحابه الذين لم يكن لهم عهد بمثل هذا الكتاب المعجز، فهو ليس شعراً يسهل عليهم حفظه، ولا نثراً يشبه كلامهم، وإنما كان قولاً ثقيلاً في معانيه ومراميه، فكان حفظه يحتاج إلى تريُّث وتدبر وتؤدة، قال تعالى:{ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنـزيلاً } (الإسراء:106) أي أنزلناه على فترات لحكمة اقتضت ذلك، وهي أن نزوله مفرقاً أدعى إلى فهم السامع،. وفي قوله تعالى: { ورتلناه ترتيلا } إشارة إلى أن تنـزيله شيئاً فشيئاً إنما كان كذلك ليتيسر حفظه وفهمه ومن ثَمَّ العمل به .

ومن المقاصد التي أُنزل القرآن لأجلها مفرَّقاً، التدرج بمن نزل في عصرهم القرآن؛ فليس من السهل على النفس البشرية أن تتخلى عما ورثته من عادات وتقاليد، وكان عرب الجاهلية قد ورثوا كثيراً من العادات التي لا تتفق مع شريعة الإسلام، كوأد البنات، وشرب الخمر، وحرمان المرأة من الميراث، وغير ذلك من العادات التي جاء الإسلام وأبطلها، فاقتضت حكمته تعالى أن يُنـزل أحكامه الشرعية شيئاً فشيئاً، تهيئة للنفوس، وتدرجاً بها لترك ما علق بها من تلك العادات. يشير إلى هذا المعنى أن تحريم الخمر لم ينزل دفعة واحدة، بل كان على ثلاث مراحل، كما دلت على ذلك نصوص القرآن الكريم. وفي قوله تعالى: { ونزلناه تنـزيلا } إشارة إلى أن نزوله كان شيئاً فشيئاً حسب مصالح العباد، وما تتطلبه تربيتهم الروحية والإنسانية، ليستقيم أمرهم، وليسعدوا به في الدارين .

ومن مقاصد نزول القرآن مفرقًا - إضافة لما سبق - مسايرة الحوادث المستجدة، والنوازل الواقعة، فقد كان القرآن ينـزل على النبي صلى الله عليه وسلم لمواكبة الوقائع الجديدة، وبيان أحكامها، قال تعالى: { ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين } (النحل:89) فكثير من الآيات القرآنية نزلت على سبب أو أكثر، كقصة الثلاثة الذي تخلَّفوا عن غزوة تبوك، وحادثة الإفك، وقصة المجادِلة، وغير ذلك من الآيات التي نزلت بياناً لحكم واقعة طارئة .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يتوقف عن البتَّ في حكم مسألة ما حتى ينـزل عليه الوحي، من ذلك مثلاً قصة المرأة التي ورد ذكرها في سورة المجادلة، وكان زوجها قد قال لها: أنتِ علي كظهر أمي، فاشتكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قولَ زوجها، فأمرها أن تتمهل ريثما ينـزل الله في أمرها حكماً، فنـزل فيها قول الله تعالى: { الذين يظاهرون منكم من نسائهم } إلى قوله: { والله بما تعملون خبير } (المجادلة: 2-3) فكان فيما نزل عليه صلى الله عليه وسلم تقريرٌ شافٍ، وحكمٌ عادلٌ، لا يسع أحداً رده أو الإعراض عنه .

وأخيراً فإن من المقاصد المهمة التي لأجلها نزل القرآن مفرقاً الدلالة على الإعجاز البياني التشريعي للقرآن الكريم، وذلك أن القرآن نزل على فترات متقطعة قد تطول وقد تقصر، ومع ذلك فنحن لم نجد اختلافاً في أسلوب بيانه، ولا خللاً في نسق نظمه، بل هو على وزان واحد من أول آية فيه إلى آخر آية منه، وهذا من أهم الدلائل على أن هذا القرآن لم يكن من عند البشر بل هو تنـزيل من رب العالمين، قال تعالى: { كتاب أُحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير } (هود:1) وقال سبحانه في حق كتابه: { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنـزيل من حكيم حميد } (42) .

ومن المفيد أن نشير في نهاية المطاف إلى أن أغلب أهل العلم - المتقدمين منهم خاصة - يستعملون مصطلح "التنجيم" للدلالة على أن القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مفرقاً، وأنه لم ينزل جملة واحدة.

ولا شك أن لنـزول القرآن مفرقاً، وعلى فترات متفرقة مقاصد أخرى غير ما أتينا عليه في مقالنا، ذكرها المفسرون في مواضع متعددة من تفاسيرهم، وخاصة عند تفسير قوله تعالى: { لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا } (الفرقان:32) وإنما اقتصرنا هنا على أهمها .
واخيرا نسال الله ان يجعل القران ربيع قلوبنا وجلاء احزننا وهمومنا وقائدنا الى جنات النعيم ونسال الله الأنس بقربه
2
987

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أمل أمتي
أمل أمتي
دمي ولادمعة أمي
مشرفتنا الرائعه اسعدني تواجدك ولا حرمنا الله الأجر