بحور 217

بحور 217 @bhor_217

عضوة شرف عالم حواء

هي وتلك السنوات .....

الأدب النبطي والفصيح

كم تبدو تلك السنوات بعيدة على قربها ..

سنوات الجامعة..

أيتها الجامعة كم اجتمعنا في مجالس ذكر في رحابك،وكم ضمتنا ندوات ومحاضرات تصب كلها في معين واحد:الدين..

كنا كالمتعطش اللهفان الذي عثر على ماء زلال فهو ينهل منه وينهل دونما ارتواء..وكذلك كنا.

كنا نحسب أننا بذلك سنملك الدنيا ونذلل صعابها،وكثيرا ما شبهنا أنفسنا بالفتية أصحاب الكهف

إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدىكانوا فتية مثلما كنا،لكنهم آمنوا بالله حق الإيمان في

حين كان إيماننا(أفلاطونيا)يحلق في الأجواء مادامت سني الحياة الجامعية ,,ثم كان الفراق

والهبوط إلى الواقع..! فاصطدمنا بالحياة،بالمعنى الحقيقي للحياة..واكتشفنا أنه معنى يحمل

أكثر ما يحمل أطنانا من المحن والدروب الوعرة الاجتياز..

واتبع كل منا طريقه..

فابتلعتنا الدنيا بملأ فيها صهرتنا في بوتقتها ومسحت ما علق بنا من مثل أفلاطونية..

كنا كالمولود الجديد الذي يكتشف محيطه ثم يتأقلم معه ..واكتشفنا وتأقلمنا..

كل حسب جوهره،كل حسب قدرته على الصمود والعطاء،وتشعبت بنا طرق الحياة..

فأخذنا حظنا منها بالقدر المكتوب علينا منذ الأزل..

فمنا من ابتسمت لهم وأقبلت عليهم بإغراءاتها حاولوا المقاومة في البداية،

لكنها انتصرت عليهم في النهاية..فتساقطوا وهووا وأصبحوا عبيدا لها بعد أن كانوا عبيدا لربهم وربها!..

..لكنهم مازالوا أحياء،وباب التوبة ما زال مفتوحا إلى يوم القيامة..وبين مازال ومازال فرصة للرجوع.. والنجاة!.

ومنا من حنت الدنيا عليهم حنو أم على صغيرها،فلم ترهم إلا خيرها،

فعاشوا منعمين ورفلوا بالعافية في الدنيا والدين..فهؤلاء المحظوظون سلمت لهم مثلهم الأفلاطونية ولم تتغير نظرتهم الحالمة إلا قليلا..

أولئك كانوا قلة ولكنهم ظفروا بألطاف من الله فتيسرت رحلتهم.
14
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بحور 217
بحور 217
وصنف منا اكفهرت الدنيا في وجوههم،فلم يروا منها إلا المكدرات والمنغصات!

كلما خلصوا من محنة لاحت لهم أخرى..فانفصلنا فيه أفواجا ثلاثة:

فمنا من هاله ما رأى وأفزعه ما عايش وحينها أدرك أن سنوات الجامعة أهملت الدروس التطبيقية..!

فأحس بالخديعة،وازداد شعوره بالمظلمة بتفاقم المحن فوق رأسه..فأعلن عن تمرده وتخلى عن مبادئه بحجة أن المعادلة غير متوازنة ،فإيمانه يستوجب مكافآت فورية، وهو ما لم يظفر بهذا الحق دائم السخط والتبرم.

..لكنه مازال حيا،وباب التوبة ما زال مفتوحا إلى يوم القيامة..وبين مازال ومازال فرصة للرجوع..والنجاة!.

ومنا من كشفت الابتلاءات عن صفاء جوهره،

كلما ازدادت ضراوة ازداد معدنه الثمين تألقا وبريقا إنه فوج النخبة الذي ورث المشعل الرباني فهو يؤدي حقه خير الأداء بلا خور ولا هوان.

أما الفوج الأخير فهو مزيج غريب من الفوجين السابقين لأنه في تأرجح دائم بين إيمان عارم وكفر قاتم

وبين حالتي إقبال وإدبار متلازمتين فهو سريع السخط عند المحن يعيش حينها لحظات جنون كبيرة،

يسيء فيها إلى آدميته الكريمة ويخرج مؤقتا من دائرة الإيمان ..

ثم تهدأ العاصفة بنفس السرعة التي قامت بها،فيستحي ويرجع طامعا في رحمة وسعت الدنيا وما فيها،

متضرعا إلى الله أن يعيذه من شر نفسه ..لكن..

ما إن تجتاح حياته عواصف جديدة إلا وتكررت مراحل السخط والجهل،فالاستغفار والتوبة..إنه فوج دائم المقاومة لنفسه ينجح مرة ويخفق مرات،لكن يكفي أنه يحاول !

..ثم هو في كل ذلك ما زال حيا ،وباب التوبة مازال مفتوحا إلى يوم القيامة..وبين مازال ومازال فرصة للرجوع ..والنجاة !

إن تلك السنوات..سنوات الجامعة ،صنعت منا شيئا لم يكن مطابقا للحقيقة..

إنها سنوات لو بلغ عددها ألفا لما عادلت يوما واحدا من أيام ما بعد الجامعة ..لقد انتقلنا من عالم أفلاطون إلى واقع الحياة بآلامها وآمالها الخاصة بعالم البشر لا عالم الملائكة!

<center>بقلم .. لطيفة عثماني </center>

<center>مجلة الشقائق</center>

<center>العدد الثلاثون </center>
الوائلي
الوائلي
إحساسك بالمرض هو بداية طريق العلاج ، ولا شك أت مرض الروح أشد على المرء من مرض الجسد ، فتور افيمان هذا أمر يتعرض له كل بشر ، وما سلم منه خير جيل وطأ الرض ، أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، لكن المؤمن له نفس لوامة تنهاه عن الاستمرار في الزيغ وإن وقع فيه ، والعبد في هذه الحياة تتخطفه أشياء اربع تريد له الهلاك ، وهو يجاهدها يرد النجاة ، وهي كما قال الشاعر :

إبليس والدنيا ونفسي والهوى .... كيف السبيل وكلهم أعدائي

لكن السبيل بسلوك سراط الله المستقيم ، واللجوء إليه سبحانه والفرار له في وقت الفتن والمحن .

أختلف معك أختي الفاضلة في قلوك :

( ومنا من حنت الدنيا عليهم حنو أم على صغيرها،فلم ترهم إلا خيرها)

فهم لم ينجو ويسلكوا طريق الخير لأن الدنيا قد حنت عليهم ، فالدنيا أصدق ما يقال فيها :

ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابض ... على الماء خانته فروج الأصابع

وقبله وخير منه

قول الله تعالى : { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }

وقوله صلى الله عليه وسلم :


لكن الذي نجاهم وثبتهم هو اعتصامهم بكتاب ربهم وسنة نبيهم ، لذلك لم تجد الدنيا بابا تلجهم عليهم ، ولم يجد الشيطان منفذا يدخل منه غليهم ، ونفوسهم قد روضت على الطاعة فلم تفتنها زخارف الدنيا وبهجتها .

نسأل الله لنا ولكم ولجميع المسلمين الثبات على الدين والحق .
الوائلي
الوائلي
عفوا رددت قبل أن اقرأ تكملة الموضوع ، لي عودة إن شاء الله ، بعد العودة من السفر .
نبع الوفا
نبع الوفا
إن تلك السنوات..سنوات الجامعة ،صنعت منا شيئا لم يكن مطابقا للحقيقة..



اختيار موفق اخت بحور.....

بالفعل الكاتبة لامست واقع عشناه وكنا ننتظر لحظة التخرج ولم نكن نعلم ماتخفيه لنا الحياة .......

والأن انقسمنا وانقسمت افكارنا ونتمنى ان يعود يوم واحد من ايام الجامعة ..
ونعلم بأنه لن يعود..

:::::::::::::::::::
ملاحظة خاصة اخت بحور .....

رأيت بخاطرت الكاتبه نفسي فتألمت بحق احسست بأني اواجه عالم غريب عني لااعرفه وحتى بأحلامي لاارى الا تلك السنوات..
لكن هكذا هي الحياه ..

تقبلي تحياتي واحترامي..

نبع الوفا
أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
السلام عليكم

الغالية بحور ...

فعلا ً

إنها سنوات لو بلغ عددها ألفا لما عادلت يوما واحدا من أيام ما بعد الجامعة ..
لقد انتقلنا من عالم أفلاطون إلى واقع الحياة بآلامها وآمالها الخاصة بعالم البشر لا عالم الملائكة!


جزاك ِ الله خيرا ً فقد ذكرتنا بما مضى