بحور 217

بحور 217 @bhor_217

عضوة شرف عالم حواء

وبقيت عندنا أمل !!!! قصة

الأدب النبطي والفصيح

هذه القصة كتبتها من مدة وكنت مترددة في إطلاعكم عليها ..

وأخيرا تشجعت .


**********************************************

كانت زينب في طريقها المعتاد إلى بيت السيدة ليلى ..

تسير بقامتها الممشوقة بصحبتها ستة عشر عاما عاشتها تحلم بحياة لن

تحياها .. وتسارع خطواتها بغية الوصول رغم أنها لا تريد الوصول !!

لم تحب السيدة ليلى أبدا ولم تكرهها ، لا تستطيع أن تكرهها وهي تعلم

طيبة قلبها وحسن معشرها ولكن ... ذلك التمرد في قلبها على كل

الظروف المحيطة بها يمنعها من الحب إلا لشخص واحد فقط هو ... زينـــب !

ها هي تصل إلى ذلك المعرض في وسط السوق .. شعرت بخفة وارتسمت على

ثغرها ابتسامة ودلفت إليه .. لم يكن في المحل أحد سواه كشفت عن

وجهها ونظرت إليه بدلال ، قام إليها مرحبا ومد يده ليلمس يدها

وسحبها معه إلى الداخل ..تبادلا شيئا من الحديث الذي نسج خيوطه

الشيطان ثالث الثلاثة في خلوة .. لم تمكث عنده كثيرا رغم رغبتها

بذلك فهي مضطرة للحاق بموعدها عند تلك السيدة التي ألقتها ألقدار ببيتها ..

طرقت الباب ...

فتحت لها أمل .. حيتها بمرح وراحت تجري في المنزل وهي تردد

جاءت زينب ... جاءت زينب ..

ولكن زينب لم تلتفت لها كثيرا فليس في قلبها متسع لتذوق طعم الطفولة وجمالها ..

دخلت فورا إلى المطبخ وما إن رأت العمل الذي ينتظرها حتى قطبت

وشعرت بالضيق وتمنت لو حطمت كل شيء أمامها ..

لم تكن زينب تنفق على أهلها ريالا واحدا ..كانت تعمل لنفسها فقط ..

لتلبس وتتزين وتترفه وترضي تلك الرغبة العارمة في نفسها للحياة ..

تخيلت نفسها أميرة ومن حولها وصيفات الجمال ..

ثم تذكرت أن أمها ما زالت تعمل حتى الآن رغم كبر سنها ..

هل ستمضي حياتها هكذا ؟؟ ضاق صدرها أكثر .... لماذا أنجبتني ؟؟ لماذا كنت بنتا ؟؟؟

أرى الفتيات في المدرسة يتحدثن عن روعة الحياة ولا أجد ما

أتحدث عنه سوى الصحون والقدور والمكواة ...!!!!

سقط من يدها كوب فانكسر .

جاءت ليلى تسألها : هل أصابك أذى يا زينب ؟

قالت بضيق : لا .... ردت ليلى : الحمد لله ،انتبهي في المرة القادمة .

تبعتها بنظراتها وهي تخرج وتردد في خلدها ذلك الحلم ... يوم تصبح

سيدة لها بيت جميل وزوج يحبها ويحمل لها الهدايا حملا ...

وأطفال ..... لا لا لا ... لا داعي للأطفال وماذا أفعل بهم ؟؟ !!

الحياة بدونهم أجمل !

صوت ينبعث من الداخل حيث تجلس ليلى تستمع الأخبار ..

تسري الحياة داخل خلايا قلبها ..

تشعر أن الألم والحياة في هذا الزمان صنوان لا يفترقان ..

ترى مآسي أمتها وجراحها وتتلمس عجزها وضعفها فتفر دمعة من عينها ..

تأتي امل : ما بك يا ماما ؟؟

- لاشيء يا أمل .... ما دمت أنت هنا .

يوما ما ستصنعون حياة جديدة .. حياة جديرة بكم كما أنتم جديرون

بالحياة ..وتداوون جراحا صدئت في جسد الأمة ، عبثت بها أيدي

أدعياء الطب كثيرا وهي تنزف في انتظاركم .

هل تريدين مني شيئا قبل أن أمضي ؟؟ انتزعها صوت زينب من أفكارها .

قالت ليلى : خذي هذا الشريط محاضرة ستتشوقين جدا لسماعها .

أنت أمل الأمة يا زينب فاحرصي على نفسك ..

ملا يين تقتل وتشرد وتهان والأمل فيكم بعد الله .

تلمظت زينب وأخذت الشريط بلا اكتراث ومضت تحث خطاها حيث تنطلق وتنطلق بلا حدود .......










سأتابع القسم الثاني والأخير من القصة فيما بعد إن شاء الله ..
39
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
السلام عليكم

جميـــــــــــــــــــــــــــــــــــل جدا ً

بانتظار البقيه لنناقش الموضوع لا الأسلوب !!!

لا تتأخري
صباح الضامن
صباح الضامن
ولماذا التردد يا أخية اننا دائما بشوق لأن نرقى بأنفسنا مع كل كلمة سامية , فليكن موعد البقية قريب ان شاء المولى
عطاء
عطاء
نحن بشغف لإكمال القصة000لاتتأخري يابحور
بحور 217
بحور 217
مشرق النور ..

أحلام اليقظة ..

صباح الضامن ..

عطاء ..

شكرا لاهتمامكم وأعتذر عن التأخير فقد انشغلت بالزيارة ..

.................................................


في ذلك المنزل الصغير وقفت زينب خلف النافذة ترقب قطرات المطر التي

تتساقط بغزارة وتغرق الحي الشعبي الفقير في أوحال من الطين ..

اليوم لن تذهب للعمل بسبب المطر .. ابتسمت لأنها تذكرت أن ليلى

ستعطيها أجر هذا اليوم ..

اليوم لن تذهب أيضا إليه ،صعدت زفرة حارة من جوفها لم تمتلك ردها ..

موعد زفافها اقترب وما زالت على علاقة بذلك الشاب .. داخلها شيء من

الخوف .. هل يكتشف أهلها أو زوجها ما تفعل ؟؟ما الذي يمكن أن يحدث حينها ؟؟

تعلم أنه يعبث بها ولكن لا بأس إنها تعبث به أيضاوتعرف كيف تحمي

نفسها منه !! .. لا تريد منه إلا وقتا ممتعا ينسيها حياتها الشقية ..

لن تحزن لو تركها إنها فقط تحب الكلمات المغرقة في الحب والغزل

كلمات تذكرها بأنوثتها التي تفقدها كل امرأة تعيش حياة بائسة ..

إنها تحبه كما تحب المرآة التي ترى فيها جمالها وفتنتها ..

تحبه لأنه الوحيد الذي لا يعلم أنها ............خادمة!






قالت ليلى لزوجها : أمل تحتاج إلى من يقرؤها القرآن فهل تساعدني

في أمرها ؟؟ زينب لن تأتي اليوم بسبب المطر ولدي عمل كثير ..

أومأ مبتسما بحنان .. فقامت إلى عملها سعيدة وهي تحمد الله على الحياة

التي تحياها في رضاه مع هذا الزوج الكريم .

وبعد أيام قدمت ليلى لزينب هدية زفافها ومعها مجموعة من الأشرطة التي

تتحدث عن الحقوق الزوجية .. قائلة لها : أنت منذ اليوم في إجازة

وسنرى بعد الزفاف متى تستطيعين العودة للعمل ؟

ردت زينب : شكرا لك سأعاود الاتصال بك متى ما استطعت .

وخرجت وهي تحدث نفسها : لن أخبر أحدا أنني في إجازة .. أستطيع أن

أقضي وقتا ممتعا وأياما مرحة قبل أن يحتجزني سجن الزواج .

ذهبت إليه ودخلت المعرض فرحة .. خف لاستقبالها .. أخبرته أنها ستقضي

معه وقتا أطول .. أغلق الباب والنور وقال لها بعد قليل يرفع الأذان

وسيعتقد من بالخارج أنني ذهبت للصلاة .

أحاطها بذراعه فاستكانت إليه هربا من الظلام !!!! سار بها إلى الداخل

شعرت بالخوف ولكنه أحكم قبضته عليها ..تمادت وهي تسعى لعالم مجهول

ومغامرة تطرد عنها الملل ... لن يتمكن من إيذائي هكذا قالت لنفسها

لتكتم صوتا يصيح في أعماقها ..سارت معه إلى حيث يلف الظلام

الخطيئة، وفي ركن غير بعيد كان ذلك الصوت ينبعث من جهاز نسي صاحبه

إغلاقه أو ربما خاف أن تهرب الفريسة كان الصوت يحكي جراح الأمة ويصف

الأشلاء والدماء ..وصرخة مكتومة .. من أمة مكلومة سالت دموعها حتى

جفت وأقحلت ..

صدح صوت آخر من المئذنة القريبة ....... الله أكبر ..

ولكن من يسمع ؟؟؟ .............حي على الفلاح ..

ولكن من يجيب ؟؟؟

وأم زينب ما زالت تخيط الثوب الأبيض !!

وزوج زينب يعد الليالي ليلة ليلة !!


وانبعث صوت الأذان أيضا في مكان آخر يلفه العفاف ويعمره الإيمان ..في

زاوية من زواياه أم تسمع القرآن بصوت طفلتها .. إنه صوت أمل ..

أو صــــوت الأمـــــل ..




انتهت ..
تــيــمــة
تــيــمــة
لا يا بحور .......... هل ختمتيها حقا ؟؟

ياللبؤس .. ويا للغباء والحمق أيضا ...

انه حمق المعصية التي تجعل الانسان يغدو كالبهيمة وينعدم دور العقل تماما فكأنما لم يخلق ولم يكن له وجود ..

رائعة طريقتك غير المباشرة .. لقد استمتعت في قصتك .. أرجو ألا تتركي هذا المجال فهو يناسبك ..