المحامية نون

المحامية نون @almhamy_non

🏅نجمة التصوير ✨ عضوة مثابرة

يداً بيد نرتقي أعوانا

الأسرة والمجتمع







المجتمع بناء يقوم على أساسٍ سليم ويشيد هيكله لبنة فلبنة
من الأسر ومن الأفراد التي تضمها ، وكلما كانت اللبنات مصفوفة
في البنيان بدون ثغرة كلما كان البنيان متيناً يقاوم عوامل الهدم .


يحكى أن شيخاً كبيراً جمع أولاده وأعطاهم حزمة من الحطب
وطلب من كل واحد منهم أن يكسرها لكنهم لم يستطيعوا ذلك
فأخذ الأب الحزمة وفكها الى أعواد كثيرة وأعطى لكل واحد من أبنائه عوداً
وطلب منه أن يكسره فكسره بسهولة ،
فقال لهم : يأولادي كونوا متعاونين متكاثفين مثل هذه الحزمة
فلا يغلبكم عدو أبداً، أما إذا تفرقت كلمتكم ووجودكم فستكونوا ضعفاء
يسهل التغلب عليكم .


هذا المثل البسيط هو دليل حي على أهمية التعاون
لأن الأعمال لا تتم بجهود فرد وإنما تحتاج الى جهد جماعي
فلا حياة بدون التعاون الصادق المخلص بين أبناء المجتمع الواحد.


وخير مثال على ذلك مجتمع النحل حيث لكل مجموعة فيه عمل محدد.
ولوفكرنا قليلاً في أبسط مثل يكون في متناول يد الجميع يومياً
الخبز ، قوتنا اليومي الذي لاغنى لنا عنه
هذا الخبز قد جاء من ثمرة جهود عديد :
من المزارع الى الطحان الى الخباز حتى صار رغيفاً نتناوله
فهذا نموذج على أهمية العمل الجماعي لذا دعونا لاننسى ذلك .






وهناك أدلة شرعية على أهمية التعاون في قوله تعالى :


﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ سورة المائدة


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


(( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضوتَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ))


ولكن العمل الجماعي ياأخواتي له ضوابط وشروط يجب ان يسير وفقها:


* فيجب أن تكون في المجتمع أدوار توزع فيها القيادة ومن ثم يعمل
تحت كل قيادة مجموعة الأفراد أي لايكون التعاون عشوائياً.
* كذلك وجب وضع خطة عمل مرنة يسير عليها فريق العمل لتحقيق الهدف
بالعملية الجماعية ونبذ العصبية والأنانية والفردية
فالمسلم عصبيته للدين وللبر والتقوى وليس للإثم والعدوان .


قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ :
" انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا " ،
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ نُصْرَتُهُ مَظْلُومًا ، فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ ،
قَالَ : " تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ ، فَذَلِكَ نُصْرَتُكَ إِيَّاهُ "
.

إذن التعاون هو أساس نجاح الحياة، فكلنا نجذف في قارب واحد
وبدون أن يساند أحدنا الآخر في السراء والضراء لايمكن أن تكتمل
الرحلة بسلام ، فالمتعاونون يصعب هزيمتهم
ويكون الله معهم ،لأن يد الله مع الجماعة فهم لن يخسرواأبداً .
كما أن الإنسان خلق ضعيفاً بحاجة دائماً الى المساندة من أخيه الإنسان.


يقول ابن خلدون في مقدمته : الإنسان شاركته جميع الحيوانات
في حيوانيته من حيث الحس والحركة والغذاء ، لكنه تميز عنهم بالفكر
الذي يهتدي به لتحصيل معاشه والتعاون مع أبناء جنسه
فالتعاون أول خطوات النجاح.


ومن المثل الرائعة على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بأول عمل تعاوني عقب
وصوله للمدينة النورة وهو بناء المسجد
حيث تعاون الصحابة معه حتى هيأوا له المكان
وأحضروا الحجارة والنخيل التي تم بها بناء المسجد
فكانوا يداً واحدة حتى تم لهم البناء .
كانوا يداً واحدة في حروبهم حتى نصرهم الله على أعدائهم نصراً مؤزراً.
فالمسلمون لاتنتظم مصالحهم ولايهابهم عدوهم إلا بالتضامن
والتكاتف الأخوي النابع من روح المؤمن الصادق .





أعجبتني هذه القصة عن التعاون فأحببت أن أذكرها :


يحكى أن هناك شخصا يعيش برجل واحدة ،
أما الأخرى فقد خسرها منذ أن كان صغيرا ..
فبدأ يكيف حياته مع خسارته التي لاحياة له فيها ،
فوضع مكان رجله التي فقدها .. رجل أخرى مصنوعة من الخشب
ولكنه لم يكن يعتمد عليها كثيراً . وفي يوم من الأيام ،
كان يمشي وحده بجانب أحد الأنهار ،
فقابل رجلاً أعمى فقد نعمة البصر منذ ولادته .
تقابل الأعرج والأعمى عند شاطىء نهر ،
وأراد الإثنان أن يعبرا ذلك النهر ، وحاول الأعرج عبور النهر ،
ولكنه لم يقدر بسبب رجله الخشبية ،
وهناك خاطبه الأعمى قائلاً له: ما بك أيها الصديق؟
الأعرج: أريد العبور إلى الجهة الأخرى ولكن لا أستطيع ،
الأعمى: أنا أيضا أريد العبور إلى الجهة الأخرى ولكن لاأرى
الأعرج: وما الحل ؟ أنجلس هكذا عاجزين ؟
الأعمى: بل نتعاون معاً ، أنت برجل واحدة لا تستطيع بها عبور النهر وانا مكفوف البصر
ولم أشاهد النهر ولا أعرف الطريق ،
ولكن إذا تعاونا معاً نستطيع العبور ،
فسوف أحملك على كتفي ونعبر النهر وستكون أنت عيني التي تدلني
وأنا سأكون ساقيك التي تمشي بهما .


هذا مثل بسيط ، وما أحوجنا في هذا الزمان الذي انحسر فيه التعاون
أن نحيي هذه الصفة العظيمة فينا لما فيها من خير ومنفعة
تعود على الجميع !
نسأل الله أن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى
لنكون أشداء في مواجهة الأعداء
أقوياء ورحماء بيننا ، ويرزقنا فعل الخيرات.




6
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تغريد حائل
تغريد حائل
الغالية نون:
طرحكِ.. قيّم يزهو بالألق
ومعانيه كـــ عقيق يطرز الفكر..!
بوركتِ حبيبتي
وجزاكِ الله خيراً على هذا القطاف المزهر!!
المحامية نون
المحامية نون
الغالية نون: طرحكِ.. قيّم يزهو بالألق ومعانيه كـــ عقيق يطرز الفكر..! بوركتِ حبيبتي وجزاكِ الله خيراً على هذا القطاف المزهر!!
الغالية نون: طرحكِ.. قيّم يزهو بالألق ومعانيه كـــ عقيق يطرز الفكر..! بوركتِ حبيبتي وجزاكِ...
الرائعة ..تغريد
شكراً لك لهذا التقييم وبارك
الله في جهودك التي تثمر
كل ماهو جميل ...أسعدك الله
واثابك خيراً ... تحياتي لك ياشذا الياسمين
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
الرائعة ..تغريد شكراً لك لهذا التقييم وبارك الله في جهودك التي تثمر كل ماهو جميل ...أسعدك الله واثابك خيراً ... تحياتي لك ياشذا الياسمين
الرائعة ..تغريد شكراً لك لهذا التقييم وبارك الله في جهودك التي تثمر كل ماهو جميل ...أسعدك...


فعلاً يداً بيد نرتقي ..
مدادك مزهر مليئ بالدرر
التي تسمو بحياتنا وترتقي بها..
ومن فطرة الله سبحانه وتعالى للإنسان
أن جعله كائناً إجتماعياً متعاوناً بطبعه
وقد أوجب الله العمل الجماعي على المسلمين من أجل
التمكين الذي ارتضاه لهم .
جعل الله مقالك في ميزان حسناتك يانون
وتقبلي مروري
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
الأخت الغالية نون :
ماأجمل الأمثلة التي أجدت سوقها في هذا الطرح القيّم ..!
التعاون من أبرز الصفات البنّاءة .. وأعظمها ..
فبه يقوم المجتمع .. وترقى الأمم ..
ماأحوجنا إليه الآن في هذا الزمن العصيب ..!
لنتعاون على البر والتقوى .. ونكون حرباً على الإثم والعدوان ..
لنعود كما كنا أقوياء لايسهل كسرنا ..
أجدت إبراز التعاون وأوفيت ..
بارك الله بك ..!
المحامية نون
المحامية نون
فعلاً يداً بيد نرتقي .. مدادك مزهر مليئ بالدرر التي تسمو بحياتنا وترتقي بها.. ومن فطرة الله سبحانه وتعالى للإنسان أن جعله كائناً إجتماعياً متعاوناً بطبعه وقد أوجب الله العمل الجماعي على المسلمين من أجل التمكين الذي ارتضاه لهم . جعل الله مقالك في ميزان حسناتك يانون وتقبلي مروري
فعلاً يداً بيد نرتقي .. مدادك مزهر مليئ بالدرر التي تسمو بحياتنا وترتقي بها.. ومن فطرة الله...
عزيزتي نعمة ....
مرورك رائع كالعادة ...يضفي الفائدة
ويسبغ بالعطاء ....شكراً لك
وجزاك الله بكل خير