متاهات

الأدب النبطي والفصيح





متاهة زمن



زمن السرعة أدخلني في متاهةٍ تأبى عقارب
الساعة فيه إلا أن تطير !
وتعلن إنقلابها على تك .. تك .. تك ...
فتلك التك التك لم تعد ذات جدوى في
زمن يحتضر فيه كل شئ ذو رتمٍ بطئ !!

متاهة زمن سرقت منا الساعات
وأبقت فقط الثواني ! حتى الدقائق ضاعت
بين منحدراتها!

أنظر يمنة ويسرة فلا أجدني
أنتمي لهذا الزمان الصاخب !!
أنظر للخلف لزمن لم أكن يوماً جزءاً منه
فأجدني أقول في داخلي ليت الزمان يعود
يوماً وأكون جزءاً منه !!

ليتني كنت في زمن أمي ! ليتني لم أكن جزءاً
من عصر التكنولوجيا واللمسات الذكية !
ليتني كنت جزءاً من الأبيض والأسود
لأنه أصفى وأطهر من زمن قوس قزح .


أشعر بالغربة عندما أنظر إلى رتم العصر ..
وتلك الغربة تشعرني بالغثيان
فأنا لم أعتد سباقات المئة متر ! 
روحي تحن دائماً أن تكون في زمن وديع ..
يعيش فيه البشر بهدوء وسكينة..
زمن يسوده الإيثار وحق الجار على الجار ..

زمن نتبادل فيه الأطباق
دون خوفٍ أن نتهم بسحرٍ أو شعوذة!!
زمن نستنشق فيه أوكسجيناً لا هواء ملوثاً !




متاهة روح



عندما تحتوي متاهة الزمن في داخلها
متاهة روح تصبح الطرق كلها تؤدي إلى ذات النهاية!
مهما إختلفت البدايات في متاهة الروح
فإن النهايات كلها تتشابه !! 
كم هو صعب أن نعيش في غربة مع ذواتنا
ولا نعرف أين الوطن داخلنا !

الوطن لا يكون أرضاً وموقعاً جغرافياً فقط !
إنما الوطن يبدأ من صميم الروح ومن أنفاس الرئتين ..
إننا نجد أوطاننا في الخريطة عندما نجدها في ذواتنا !!
فمتاهة الذات وغربتها لن تصل بنا إلى بر الأمان
في أوطاننا الجغرافية !

دائماً ما أتأمل في:
( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها إختلف )
في متاهة الروح كم هو أمر شاق أن نجد روحاً نئلفها !!
فهنا جميع الأرواح تتناكر وتتنافر !
إلا من رحم ربي فإن روحه تجد طريقها
للتئالف رغم المتاهة ورغم وعورة الدرب ! 

تلك روح المؤمن الصادق الذي ربط
قلبه بالقرآن وجعل هدفه الآخرة ..
باع الدنيا الزائلة فلم تعرف روحه المتاهات !
فالطريق واضح جلي للمؤمن الصادق طريق
مستقيم سمائه صافية وأرضه ملساء ..
تلك الروح هي التي جعلت القرآن ربيع قلبها ونور فؤادها.




متاهة هوية وما أصعبها من متاهة


تلك الفتاة ولدت وترعرت في تلك البقعة من الأرض ..
كانت تحبو هنا في يوم من الأيام
هنا كانت أولى كلماتها وخطواتها ..
هناك في زاوية الشارع المقابل كانت روضتها
وتلك كانت مدرستها .. كبرت تلك الفتاة وأزهر عودها
وإنتقلت إلى بيت زوجها الذي لا يبعد كثيراً
عن الحي الذي تنتمي إليه.. أصبحت أماً
وبعدها إنتقلت إلى بقعة أخرى من بقاع الله لتكمل
مسيرة حياتها مع أبنائها هناك .. 


ولكن!!

 
إنها تشعر بفقدان هوية !
فخلاياها الجذعية تنتمي إلى
بقعة ثالثة قد تكون هي الأولى!!

ترى أتكون هذه أيضاً متاهه هوية؟!
فهي لا تعرف سوى النشيد الوطني لبقعة مولدها
ولا تشعر بالإنتماء إلا هناك ..
تهفو روحها إلى كل بقعة وإلى كل حبة رمل هناك ..
تشتاق رئتيها لحرارة الشمس صباحاً ورطوبة الجو مساءً .. 

عندما تشير الخلايا الجذعية إلى وطن
ويدل جواز السفر على وطن آخر
وتهفو الروح إلى وطن ثالث ! فأي الأوطان وطني ؟!


لا أعلم ..
مسائكن سكر


 
17
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حنين المصرى
حنين المصرى
نعمة الحبيبة
ما هذا الجمال
وما هذا الشجن الذي تسيل له قطرات القلوب
حبيبتى كلماتك تنطق بلسان حالى حرفا حرفا يردده صدري معك
وتبقي الاسئلة بلا أجوبة غاليتي
وتبقي المتاهات التى تحتوينا تتسع ولا يشعر بها سوانا
نصك غاية في الابداع حرك حنينى الدائم لوطنى والغريب اننى كتبت منذ يومين كلمات تشبه تماما كلماتك نفس الغربة ونفس التيه
مساؤك فرحة وسعادة باذن الله يا نعمة وعوضك الله بالبركة باهلك واولادك حبيبتى
ودمت بود وحب دائمين
المحامية نون
المحامية نون
صباح ..ينبض بالجمال يا أم أحمد
متاهات ومتاهات فعلاً هو زمن فقد طعم
كل شئ ....فكيف ان أجتمعت معه الغربة
حتماً سيكون الأمر أصعب ....ترجمتي كل ذلك
بكلمات نابضة ...ناطقة ..توحي بالكثير
سلم لنا قلمك الصادق ...ولانقول سوى الحمد لله
على كل حال من الاحوال
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
الأخت الغالية أم احمد :
متاهاتك أصابت معناها في كل نفس ..
وعبّرت عن الخلجات التي تعتري مشاعرنا ..
تجاه غربة الروح ...وتلك حقيقة وتظل قابعة فيها
مهما امتلأ المكان .. فهي لاتفتأ تحلم بما يسد فراغ الوحشة والغربه
تبحث هنا وهناك ...وتبقى رهينة الغربة ..
لأن ملاذها ووطنها ليس هنا ... بل هناك منذ أودع الله تعالى أول جسد نفخة قدسية من روحه
وطنها الجنة .. حيث تعود النسمة إلى المنعم .. تختفي الغربة وتؤوب الروح إلى حيث تنتمي
أما متاهات الزمن فحدثي ولا حرج ..
نحن نتنفس الأيام كما الشهيق والزفير في كل ثانية خلال صدورنا ..
طعم الحياة مفتقد لأننا لانكاد نتذوقه في يومنا حتى تطغي عليه أيامنا المتلاحقات
التي تمر مر السحاب ..
أما أن نفقد هويتنا .. فتلك حالة مخاض عسير ..،!
حين يقع الإنسان في حيرة الضياع بين مسقط الرأس .. والوطن المتبني ..
أطلت ... ولكن نصك الرائع والمعبر ... كان له صدى عميق ..!
بارك الله بك .. وبصدق حرفك
نور يتلألأ
نور يتلألأ
مساءك عسل غاليتي نعمة


ولعلي أجيب على سؤالك في آخر الموضوع من وجهة نظري


وطني الحقيقي هو الجنة بإذن الله
ولكني هنا مجرد عابرة سبيل لبعض الوقت ليس إلا


جمعنا الله في الفردوس على سرر متقابلين :)
امي حب دائم
امي حب دائم
ما اجمل ما خطت يمينك من متاهات

جعلتني اسافر بافكاري الى الزمن الجميل

الذي كان فيه كل شئ هادئ و جميل دون تعقيدات

جزاك الله خيرا