آهات رحلة

آهات رحلة @ahat_rhl

عضوة مميزة

أطفئي نار الحقد

الأسرة والمجتمع






بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين


إن من الناس ، ليس لرضاهم موضع تعرفه ولا لسخطهم موضع تحذره
هذا هو الحاقد الذي لا يرضيه شيء حتى لو وضعت الشمس في يمينه والقمر في يساره..
فلن يرضى الا بالحقد عليك والانتقام منك ..

الحقد داء لا يصيب إلا الجهلاء و ضعاف النفوس و ضائعى الأخلاق ..
الحقد كالنار يحرق صاحبه ويدمره ويلوث قلبه



انني لأعجب من الناس
يخشون انتشار امراض الجسد فيأخذون الحيطه والحذر وبذل الجهود للوقايه منها وينسون ? الا من رحم ربي- الوقايه والحيطه من انتشار امراض القلوب ، إن مرض الجسد يؤثر على صاحبه ، ولكن امراض القلوب "" وخاصة الحقد " يؤثر على المجتمع وروابطه والعلاقات الاجتماعية داخله ، وقد يكون من اسباب قطع صلة الرحم وقسوة القلب .

الحقد حمل ثقيل يتعب حامله ، إذ تشقى به نفسه، ويفسد به فكره، وينشغل به باله، ويكثر به همه وغمه، ومن عجبي أن الجاهل الأحمق يظل يحمل هذا الحمل الخبيث حتى يشفي حقده بالانتقام ممن حقد عليه وحتى بعد الانتقام لا يتخلص من هذا الداء الخبيث بل هو كالورم السرطاني يقتل صاحبه ببطئ

فالحقد في نفوس الحاقدين يأكل كثيراً من فضائل هذه النفوس

الحياة الحقيقية هي حياة القلوب ، فإذا ماتت القلوب انعدمت الحياة حتى لو كان الانسان يتنفس ويمشي.
للاسف هناك الكثير من الاحياء الاموات
احياء بالجسد ولكن القلوب ميته بعد ان احرقتها نار الحقد

السؤال المهم ؟؟

كم منا يستطيع ان يضبط مشاعره واحاسيسه وجوارحه ويتخطي جميع المواقف في حياته باسلوب يجعله
يخرج باقل الخسائر الممكنة ولا ننسى بأننا بشر نخطئ ونصيب وقد نقع في الحقد و الحسد والغيره والغضب والكره

الواجب ان نحافظ قدر الامكان على السير في الطريق السليم الذي يحتاج منا إلى صبر ومجاهدة النفس الاماره بالسوء
لتكن النتيجه بأمر الله إننا نحافظ على قلوبنا حيه ، سليمه ، مليئه بالايمان.

في هذه الحياة قد تصادفنا العديد من المواقف الجيدة والسيئة ونكتشف من خلالها معادن البشر واخلاقهم
و قد نتعرض لإساءات متكررة من الآخرين.. فهناك من تؤذيك بكلمة أو تتهمك اتهامات باطلة ،
وقد لا تتصوري من أين قد يأتيك الأذى، وربما لا تتوقعي أيضا من أن يكون من أقرب الناس إليك..
في هذه الحالة يكون الجرح عميقا، ..

وقد تتعجبي اشد العجب عندما تتعرضي لموقف ما وينفجر مخزون الحقد من أحدهم عليك فجأة
وقد لا يتناسب كمية الحقد المتفجر مع الموقف حتى وان كان هناك خطأ ما ارتكبتيه بقصد او بدون قصد
لترين كميه من السب والشتم والتطاول والغيبه والنم عليك في كل مجلس وفي كل تجمع
وأحياناً يحدث كل هذا بعد موقف واحد
يتم نسيان كل شي ويتم اعتبارك أسوء مخلوق على وجه الارض !!

حينها قد تعيشي صراعا مع الشر لا سيما وإن كان لك قرينا يهتف في أذنك ? يجب أن تردي الصاع صاعين?.

قد تسوّل لك نفسك رد الإساءة بمثلها ويزيّن لك الشيطان حب الإنتقام ..
فتشتعل في قلبك نار حقد متأججة لا همّ لك سوى أن تتربصي لهم وتحصي زلاتهم حتى تسنح لك فرصة الإنتقام ..

هذا بلا شك يجرك إلى الدخول في دوائر لا تنتهي من الحقد والكره فإذا بك في سلسلة عداوات لا أول لها ولا آخر .. بل تشبّ نار تحرق وتقضي على أواصر وعلاقات حميمة .. نار شرارتها إساءة قوبلت بإساءة ..

هل الحل ان تجازي الإساءة بالإساءة وتبادلي الحقد بالحقد ؟؟!!!!




قصة نبي الله يوسف " عبرة وحكمة "

خصّص القرآن الكريم سورة باسم النبي «يوسف» (ع)، وخاطب الله نبيه (ص) بقوله في مستهلها: «نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن». (الآية 3).
قصة يوسف تبدأ برؤياه أحد عشر كوكباً والشمس والقمر له ساجدين، تنتهي بقوله «لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب» (الآية 111).
وهي عبرة تتجدّد على مدى الدهر، حيث كاد الإخوة لأخيهم ليرموه في غيابة الجب، بعدما اختلفوا على قتله، ليلتقطه بعض السيّارة، فتأخذه القافلة إلى مصر، ليباع في سوق العبيد، ويمهّد الله له طريقاً إلى حكم مصر، بعد أن يتعرض إلى سلسلة من المؤامرات النسائية والرجالية، عبوراً بقنطرة السجن.
يوسف نبيٌ ابن نبي، ومن تآمر عليه كانوا إخوته وليس من الأغراب، بدأوا بالكذب على أبيهم، وتلفيق تهمةٍ لأخيهم، واختلاق قصةٍ عن تركهم يوسف عند متاعهم فأكله الذئب، حتى غدا هذا الذئب مثلاً يُضرب على براءة المتهم الغافل، بينما يضرب إخوة يوسف مثلاً على المتآمرين الحاقدين .

ولكن هناك جانب آخر غفل او تغافل عنه الكثير من الناس ،، وهو كيف تعامل نبي الله يوسف مع حقد اخوته وكيدهم
هل بادلهم الكيد بكيد !! او الحقد بحقد أشد منه
او عفى عنهم ودعى لهم بالهداية ؟؟

ذكر القرآن عفو نبي الله يوسف عن إخوته بعدما فعلوا ما فعلوا به
لقوله تعالى " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم"
صدق الله العظيم

هنا نجد قيمة العفو والتسامح ،، في التصدي لداء الحقد البغيض
بالعفو والحلم والصفح .



العفو عند المغفرة عباده مهجورة

من أعظم الأخلاق العفو عند المقدرة فهذه عبادة مهجورة,
وهي من صفات الله وأسمائه الحسنى فهو سبحانه ?العفو القدير?
أي يعفو بعد مقدرته على الأخذ بالذنب، والعقوبة على المعصية،
فالعفو بدون مقدرة قد يكون عجزاً وقهراً,
ولكن العفو مع المقدرة والانتقام فلا شك أنه صفة عظيمة لله فيها الكمال،
فهو سبحانه يحب العفو، ويحب أن يرى عبده يعفو عن الناس..

قال تعالى?خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ? (لأعراف:199)
ويقول تعالى ?فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ? (الشورى: الآية40
" وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم "

فمن أراد أن يعفو الله عنه فعليه أن يعفو عن الناس، ومن أراد أن يسامحه الله
فعليه أن يسامح الناس
وأهل العفو هم أهل الإحسان،
وهم أحباب الله تعالى، وهم الأقوياء العظماء الكرام

فالعفو من خلق المتقين ..

قال تعالى:
( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) (آل عمران: 133ء134)

ولا تكثري من التفكير في تلك الإساءة كي لا تتراكم في نفسك رواسب يصعب انتشالها وإزالتها ..
بل حاولي أن تطهري قلبك من رواسب إساءة الآخرين لك وذلك بالنسيان ..



وأخيرا ..
إن عفوك وصفحك ونسيانك للإساءة دليل طهارة قلبك ونقاء سريرتك
وهي السبيل لوأد الخلافات و الحفاظ على العلاقات والروابط الإجتماعية ..
فطهري قلبك من الحقد تعيشي سعيدة






17
8K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شعاع.الفجر
شعاع.الفجر
جزاك الله ألف خير .. فعلًا لوجهدنا أنفسنا على ترك الحقد وحافظنا على سلامة القلب واللسان لفزنا في الدنيا والآخرة.. اللهم اغفر لنا واهدنا لماتحب وترضاه
زهرة*برية
زهرة*برية
جزاك الله خير
khadaeij
khadaeij
اللهـــــــــــــــمـ صل وسلـــــــــــمـ على نبينا محمد

اللهـــــــــــــــمـ صل وسلـــــــــــمـ على نبينا محمد

اللهـــــــــــــــمـ صل وسلـــــــــــمـ على نبينا محمد
منجو
منجو
بارك الله فيك أختي الغاليه أهات و سلمت يمناك
و الله يكفينا شر الحاقدين
الحاقد يعيش حياه سوداء متعبه يفتقد لراحة البال و العيش براحه في هالحياه
لأنه كرس كل وقته و طاقته و جهده بكيف يرضي حقده !
الله يطهر قلوبنا من الحقد و الغل اللهم أمين
سلمت يا وطني
سلمت يا وطني
اللهم اغسل قلوبنا غسلا اللهم طهرها تطهيرا اللهم عطرها تعطيرا

حتى يتساوى عندنا العدو و الصديق

اللهم امين يا رب


جزااك الله كل خير يا رب