" ... فاتبعوني ... " ،، ♥ .. فعالية ( شمائل محمدية ) .. ♥

الملتقى العام



بسم الله الرحمن الرحيم



"...
هَلَّ الهلالُ فكيفَ ضلَّ السـَّاري .. وعـلامَ تبقى حَيْـرةُ المحتــار
ضحـكَ الطريقُ لسالكيهِ فقل لمن .. يلوي خطاهُ عن الطريقِ حذارِ
وتنفسَ الصبحُ الوضيءُ فلا تسل .. عن فرحة الأغصان والأشجــار
غنَّت بواكير الصباح فحركـت .. شجـوَ الطيورِ ولهفةَ الأزهــار
هَلَّ الهلالُ فلا العيـونُ تـرددت .. فيما رأتـهُ ولا العقـولُ تـماري
ماذا ترى الصحراء في جنحِ الدجى .. هي لا ترى إلا الضياء السـاري
وترى على طيف المسافر هالـة .. بيضاءَ تسـرق لهفـة الأنظـار
وترى عناقيد الضيـاءِ ولوحـةً .. خضـراءَ قد عرضت بغير إطـار ..."

.
.

اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد و صحبه و سلّم تسليما كثيرا



" {4} وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ
وَقَوْله تَعَالَى " وَإِنَّك لَعَلَى خُلُق عَظِيم " قَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَإِنَّك لَعَلَى دِين عَظِيم وَهُوَ الْإِسْلَام وَكَذَلِكَ قَالَ مُجَاهِد وَأَبُو مَالِك وَالسُّدِّيّ وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَكَذَا قَالَ الضَّحَّاك وَابْن زَيْد . وَقَالَ عَطِيَّة لَعَلَى أَدَب عَظِيم وَقَالَ مَعْمَر عَنْ قَتَادَة سُئِلَتْ عَائِشَة عَنْ خُلُق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : كَانَ خُلُقه الْقُرْآن تَقُول كَمَا هُوَ فِي الْقُرْآن . وَقَالَ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة عَنْ قَتَادَة قَوْله" وَإِنَّك لَعَلَى خُلُق عَظِيم " ذُكِرَ لَنَا أَنَّ سَعِيد بْن هِشَام سَأَلَ عَائِشَة عَنْ خُلُق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ أَلَسْت تَقْرَأ الْقُرْآن ؟ قَالَ بَلَى قَالَتْ فَإِنَّ خُلُق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ الْقُرْآن ... "

جزء مما ورد في تفسير ابن كثير رحمه الله للآية



هي صفحات يسيرة وحسب من سيرة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي نشأ يتيمًا و عاش كريمًا

وكان رحمةً للعالمين

قطرات من بحر سيرته العظيمة نتأملها هنا تفيض جمالاً و جلالاً ، نقرأها لا لنحيط بهذه السيرة العطرة

فما خُط هنا ليس سوى أسطر قلائل من كتاب هديه صلى الله عليه وسلم فأنى لنا(أن نحيط)في هذه العجالة

بصبره

وجهاده

وخلقه

وهديه

وسائر صفاته وحياته

، لكن لتذكرنا بقدوتنا الأولى نسأل الله أن يوفقنا جميعا لحسن الاقتداء به ونعوذ بالله من الخذلان ،،




( صفحة )

شيء من حياته ،،


" كان صلى الله عليه وسلم يتفقد الناس في معايشهم وفي معاملاتهم وفي أسواقهم ، ويغشاهم في مجالسهم ، ويزور مريضهم ويجيب داعيهم ، ويمشي في حاجة الضعيف والمسكين ، فكان يكون عامة يومه فيما أهمه من أمر الدين وأمور المسلمين ، من دعوة ونصح وتذكير وتشريع وجهاد وأمر بمعروف ونهي عن منكر وإعانة محتاج وغير ذلك :

- روى مسلم (102) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا فَقَالَ: ( مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ؟ ) ، قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ( أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي) ."

.
.
( صفحة )

في بيته ،،


سئلت عائشة رضي الله عنها : " مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ ؟ فقَالَتْ : كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ "
رواه أحمد ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسة الصحيحة " .

وفي رواية له أيضا : " كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ " وصححه الألباني في " صحيح الجامع " .

وروى البخاري عن الأسود ، قال : " سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ : كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ " .

.
.
( صفحة )

مع الأطفال ،،


" روى الإمام أحمد في مسنده أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: كنا نصلي مع النبي العشاء، فإذا سجد رسول الله وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما من خلفه أخذًا رفيقًا ووضعهما على الأرض، فإذا عاد إلى السجود عادا إلى ظهره حتى قضى صلاته، ... "

" وعن أم خالد رضي الله عنها قالت: أتيت رسول الله مع أبي وأنا صغيرة، وعلي قميص أصفر، فقال رسول الله : ((سنه سنه))، أي: حسن حسن، قالت: فذهبت ألعب بخاتم النبوة على ظهر رسول الله، فزبرني أبي، فقال رسول الله : ((أبلي وأخلِقي، ثم أبلي وأخلقي))، فعمرت أم خالد بعد ذلك. رواه البخاري. "

.
.
( صفحة )

مع الخدم ،،


عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : " خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ , فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ ، وَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ , لِمَ صَنَعْتَهُ , وَلا لِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ , لِمَ تَرَكْتَهُ ؟ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا ، وَلا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا , وَلا شَيْئًا كَانَ أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلا شَمَمْتُ مِسْكًا قَطُّ , وَلا عِطْرًا كَانَ أَطْيَبَ مِنْ عَرَقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
.
.
( صفحة )

مع أصحابه رضي الله عنهم ،،


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ، لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ ) "

كان أصحابه يحبونه أشد المحبة :

"عن أنس قال : " لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل " . رواه مسلم .

وعن أنس رضي الله عنه قال : " لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مُجَوّب به عليه بحَجَفَة له وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد القِد يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول انشرها لأبي طلحة فأشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك. . .

رواه البخاري ومسلم .

( الحجفة ) هي الدرع ، ويقال لها : جوبة ، والمعنى أن أبا طلحة معه درع يحمي بها النبي صلى الله عليه وسلم .

( شديد القد ) القد هو وتر القوس ، والمعنى أنه شديد الرمي "

.
.
( صفحة )

في حربه ،،


" روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ اليَوْمِ ) فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ ، فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّه ِ، فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ - وَهُوَ فِي الدِّرْعِ - فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : ( سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ، وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ، وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ) القمر/45- 46 .
ورواه مسلم ولفظه : عن ابن عَبَّاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْف ، وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا ، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ : ( اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي ، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ ، لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ ) ، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ ، مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْه ِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ ، فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ ، وَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ َ: ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ
الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ )
الأنفال/ 9 ، فَأَمَدَّهُ اللهُ بِالْمَلَائِكَةِ .

قال النووي رحمه الله :
" قَالَ الْعُلَمَاء : هَذِهِ الْمُنَاشَدَة إِنَّمَا فَعَلَهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَرَاهُ أَصْحَابه بِتِلْكَ الْحَال ، فَتَقْوَى قُلُوبهمْ بِدُعَائِهِ وَتَضَرُّعه " انتهى ."

.
.


(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصولاً للرحم )، معروفاً بالصدق والأمانة وبكل خلق كريم .
.
.

وبعدُ

يقول الله تعالى :
" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا "
الأحزاب 21

ويقول سبحانه :



( ... وإنما حبه صلى الله عليه وسلم يقتضي اتباعه والتمسك بشريعته، والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، هذا هو الحب الصادق، كما قال الله عز وجل: " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " ... )
ابن باز رحمه الله.
.
.


اللهم اغفرلنا ووفقنا لحسن اتباع عبدك و رسولك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم اسقنا من حوضه

وارزقنا جواره ولاتجعلنا من المخذولين ،، اللهم صلّ و سلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


..
المصادر:

http://www.binbaz.org.sa/mat/4855

https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=193

http://islamqa.info/ar

http://saaid.net/

الأبيات في المقدمة من قصيدة عناقيد الضياء للدكتور عبدالرحمن العشماوي

.
37
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مآجستير أنوووثه~
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
سنابل2020
سنابل2020
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بارك الله فيك يا حفيدة الامويين الحبيبة على هذا الطرح القيم

وجزاك المولى كل خير
ميسون بنت بني أمية
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد...
على نبينا وعلى آله و صحبه أزكى الصلاة و أتم التسليم ، جزيت خيرا أختي.
ميسون بنت بني أمية
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم بارك الله فيك يا حفيدة الامويين الحبيبة على هذا الطرح القيم وجزاك المولى كل خير
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم بارك الله فيك يا حفيدة الامويين الحبيبة...
بارك الله في عمرك و عملك و جزيت خيرا يا فاضلة.
راقية الفكر
راقية الفكر
جزاك الله خير
اختي الغالية
على الطرح القيم
ومن احب القصائد الي قلبي قصيدة عتاقيدالضياء
واسمحي لي باضافتهالماتحمله من معاني عظيمة

هلَّ الهلال فكيف ضلَّ الساري؟.. وعلامَ تبقىٰ حيرة المحتارِ؟
ضحك الطريق لسالكيه فقل لمن .. يلوي خطاه عن الطريق حذارِ!
وتنفس الصبح الوضيء فلا تسل .. عن فرحة الأغصان والأشجار
غنت بواكير الصباح فحركت .. شجو الطيور ولهفة الأزهار
غنت فمكة وجهها متألق .. أملا، ووجه طغاتها متواري
هل الهلال فلا العيون ترددت .. فيما رأته ولا العقول تماري
والجاهلية قد بنت أسوارها .. دون الهدى، فانظر إلى الأسوار
واقرأ عليها سورة الفتح التي .. نزلت، ولا تركن إلى الكفار
أوما ترى البطحاء تفتح قلبها .. فرحا بمقدم سيد الأبرار؟
عطشى يلمظها الحنين، ولم تزل .. تهفو إلى غيث الهدى المدرار
ماذا ترى الصحراء في جنح الدجى؟ .. هي لا ترى إلا الضياء الساري
وترى على طيف المسافر هالة .. بيضاء، تسرق لهفة الأنظار
وترى عناقيد الضياء، ولوحة .. خضراء، قد عرضت بغير إطار
هي لا ترى إلا طلوع البدر في .. غسق الدجى، وسعادة الأنصار
مازلت أسمعها تصوغ سؤالها .. بعبارة تخلو من التكرار
هل يستطيع الليل أن يبقى إذا .. ألقى الصباح قصيدة الأنوار
ماذا يقول للاتهم ومناتهم؟ .. ماذا يقول لطغمة الكفار؟
ماذا يقول ولم يزل متحفزا .. متطلعا لخبيئة الأقدار؟
طب يا حراء، فلليتيم حكاية .. نسجت، ومنك بداية المشوار
أو ما تراه يجيء نحوك عابدا .. متبتلا للواحد القهار؟
أو ما ترى في الليل فيض دموعه؟ .. أو ما ترى نجواه في الأسحار؟
أسمعت شيئا يا حراء عن الفتى؟ .. أقرأت عنه دفاتر الأخيار؟
طب يا حراء، فأنت أول بقعة .. في الأرض، سوف تفيض بالأسرار
طب يا حراء، فأنت شاطئ مركب .. مازال يرسم لوحة الإبحار
ماجت بحار الكفر حين جرى على .. أمواجها الرعناء في إصرار
وتساءل الكفار حين بدت لهم ..في ظلمة الأهواء شمعة ساري:
من ذلك الآتي يمد لليلنا .. قبسا سيكشف عن خبايا الدار؟
من ذلك الآتي يزلزل ملكنا .. ويرى عبيد القوم كالأحرار؟!
ماباله يتلو كلاما ساحرا .. يغري، ويلقي خطبة استنفار؟
ماباله يقسو على أصنامنا .. باللوم، بالتسفيه، بالإنكار؟
هذا محمد ياقريش، كأنكم .. لم تعرفوه بعفة ووقار!!
هذا الأمين، أتجهلون نقاءه .. وصفاءه، ووفاءه للجار؟
هذا الصدوق تطهرت أعماقه .. فأتى ليرفعكم عن الأقذار
طب يا حراء، فأنت أول ساحة .. ستلين فيها قسوة الأحجار
سترى توهج لحظة الوحي الذي .. سيفيض بالتبشير والإنذار
(اقرأ) ألم تسمع أمين الوحي إذ .. نادى الرسول، فقال:لست بقاري
(اقرأ) فديتك يامحمد عندما .. واجهت هذا الأمر باستفسار
وفديت صوتك عندما رددتها .. آيا من القرآن باسم الباري
وفديت صوتك خائفا متهدجا .. تدعو خديجة:أسرعي بدثار
وفديت صوتك ناطقا بالحق لم .. يمنعك ما لاقيت من إنكار
وفديت زهدك في مباهج عيشهم .. وخلو قلبك من هوى الدينار
يا سيد الأبرار حبك دوحة .. في خاطري صداحة الأطيار
والشوق ماهذا بشوق إنه .. في قلبي الولهان جذوة نار!!
حاولت إعطاء المشاعر صورة .. فتهيبت من وصفها أشعاري
ماذا يقول الشعر عن بدر الدجى؟ .. لما يضيء مجالس السمار؟
يا سيد الأبرار أمتك التي .. حررتها من قبضة الأشرار
وغسلت من درن الرذيلة ثوبها .. وصرفت عنها قسوة الإعصار
ورفعت بالقرآن قدر رجالها .. وسقيتها بالحب والإيثار
يا سيد الأبرار أمتك التوت .. في عصرنا ومضت مع التيار
شربت كؤوس الذل حين تعلقت .. بثقافة مسمومة الأفكار!
إني أراها وهي تسحب ثوبها .. مخدوعة في قبضة السمسار
إني أراها تستطيب خضوعها .. وتلين للرهبان والأحبار
إني أرى فيها ملامح خطة .. للمعتدين، غريبة الأطوار
إني أرى بدع الموالد أصبحت .. داء يهدد منهج الأخيار
وأرى القباب على القبور تطاولت .. تغري العيون بفنها المعماري
يتبركون بها تبرك جاهل .. أعمى البصيرة، فاقد الإبصار
فرق مضللة تجسد حبها .. للمصطفى بالشطح والمزمار
كبرت دوائر حزننا وتعاظمت .. في عالم أضحى بغير قرار
إني أقول لمن يخادع نفسه .. ويعيش تحت سنابك الأوزار:
سل أيها المخدوع طيبة عندما .. بلغت مداها ناقة المختار
سل صوتها لما تعالى هاتفا .. وشدا بألف قصيدة استبشار
سل عن حنين الجذع في محرابه .. وعن الحصى في لحظة استغفار
سل صحبة الصديق وهو أنيسه .. في دربه ورفيقه في الغار
سل حمزة الأسد الهصور فعنده .. خبر عن الجنات والأنهار
سل وجه حنظلة الغسيل فربما .. أفضى إليك الوجه بالأسرار
سل مصعبا لما تقاصر ثوبه .. عن جسمه ومضى بنصف إزار
سل في رياض الجنة ابن رواحة .. واسأل جناحي جعفر الطيار!
سل كل من رفعوا شعار عقيدة .. وبها اغتنوا عن رفع كل شعار
سلهم عن الحب الصحيح ووصفه .. فلسوف تسمع صادق الأخبار
حب الرسول تمسك بشريعة .. غراء في الإعلان والإسرار
حب الرسول تعلق بصفاته .. وتخلق بخلائق الأطهار
حب الرسول حقيقة يحيا بها .. قلب التقي، عميقة الآثار
إحياء سنته إقامة شرعه .. في الأرض، دفع الشك بالإقرار
إحياء سنته، حقيقة حبه .. في القلب، في الكلمات، في الأفكار
يا سيد الأبرار حبك في دمي .. نهر على أرض الصبابة جاري
يا من تركت لنا المحجة، نبعها .. نبع اليقين، وليلها كنهار
سحب من الإيمان تنعش أرضنا .. بالغيث حين تخلف الأمطار
لك يا نبي الله في أعماقنا .. قمم من الإجلال والإكبار
عهد علينا أن نصون عقولنا .. عن وهم مبتدع وظن مماري
علمتنا معنى الولاء لربنا .. والصبر عند تزاحم الأخطار
ورسمت للتوحيد أكمل صورة .. نفضت عن الأذهان كل غبار
فرجاؤنا ودعاؤنا ويقيننا .. وولاؤنا للواحد القهار