( أسبوع المميزات ) ماذا وجدت في دار رعاية العجزة؟

الأسرة والمجتمع











السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية معطرة بالفل والياسمين
لإدارة المنتدى ومشرفاته وجميع عضواته
أعتقد أنني كملت العامين تقريباً في هذا
المنتدى الحوائي الرائع ..

لم يكن سبق لي التسجيل في أي منتدى من قبل!!
لأني ببساطة كنت أرى المنتديات مضيعة للوقت !!
ولكني إكتشفت لاحقاً خطأ إعتقادي وعرفت يقيناً أن
المنتديات قد تكون مكاناً مناسباً لتبادل الخبرات والثقافات المختلفة..
خاصة أني كنت بحاجة إلى مكان أجد فيه صحبة نتشارك
نفس الهوايات والميول، مكان أهرب إليه من صخب الحياة وضجيجها..
مكان يكون لي رفيقاً في لحظات هدوئي وسكوني
فحطت رحالي في الواحة الأدبية لفصيح العربية ..
وهناك تعرفتُ وتآلفتُ مع أرواح تهفو روحي دائماً
لقراءة جديدهن ومشاركتهن نبض مدادهن..

بالإضافة إلى قسم الإجتماعية برئاسة السوسنة الفواحة تغريد حائل
التي أكن لها كل المودة والإحترام ووجدت في شخصها الشفاف
ميزة الحيادية في تقييم مواضيع العضوات
وإعطاء كل ذي حق حقه من تشجيع ورفعٍ للهمم
فجزاها الله عنا كل خير .. وأرجو من الله أن أكون عند حسن ظنكن بي.




 من يرحم يُرحم

أتى موضوع التمييز وأنا مشغولة بزيارة ميدانية
كانت مدته 5 أيام في دار لرعاية كبار السن
فلم أجد أفضل من هذا الموضوع لأتشاركه معكن ..
هنا بعض مشاهداتي عما وجدته هناك !! 

وجدت نظرات شاخصة ذاهلة تبحث بين الزحام
عن أناس تعرفهم فلا تجد أحداً منهم .. 

وجدت وجوهاً حفر الزمان خطوطه وأخاديده
على صحائفهم فأخذت منهم رونق شبابهم وعنفوانهم ..
وجوه نسجت السنوات خيوطها بلون رمادي شاحب
لتصنع منه كفناً قد يكون أوانه إقترب !!

تلك سيدة في عقدها السابع يأتي بها الباص
المخصص للدار كل يوم الساعة التاسعة
ويتم تجليسها في مقعد الطاولة وتبقى هناك 6 ساعات
وهي بين عالمين .. فجسدها هنا معنا ولكن روحها
تبدو أنها في عالم آخر !! عالم الذكريات البعيدة جداً !
قد تكون ذكريات طفولة أو شباب ولكنها حتماً ليست ذكريات الأمس القريب
لأن الزهايمر سرق منها عالمها !! هذا المرض الذي
 جعلها تتقوقع داخل سنوات طفولتها وريعان شبابها ..
ذلك المرض الذي جعلها فريسة للخوف وفقدان الثقة
في النفس والقدرات !!


وتلك سيدة أخرى لا تزال ذاكرتها منتعشة
ولكنها تعاني من جفاء الأبناء وإهمالهم فتأتي
هنا هرباً من الوحدة وبحثاً عن الصحبة
وأحاديث الرفقاء!! رفيق جمعها بها القدر في هذا
المكان فباتت تهفو إليه وترنو لوجوده عوضاً عن فلذات أكباد
تناسوا إن عجلة الأيام تدور وأنك كما تدين تدان !!


في هذه الدار ينفطر الفؤاد وتتهشم المبادئ
في جدار بارد وموحش ..
كل شئ هنا مثل نظراتهم التائهة الحائرة
التي تبحث عمن كانوا يوماً براعم
صغار في حديقتهم !! أين هم ؟! لماذا تخلوا
عني وأنا اليوم في أرذل عمري ؟!!
ألم تشفع لي عندهم سنوات صباي التي قضيتها
في رعايتهم ؟! ألم تشفع لي عندهم سنوات
السهر والرعاية بهم حتى إكتمل عودهم وإنحنى عودي ؟!


ترى لماذا أحس أحياناً أن بعض الناس خلقوا
من حجر وليس من طين ؟! لماذا كل هذا التصلب
في المشاعر والإنسانية ؟! 


✿ ✿

وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان 

قد يكون مر  في حياتك عابر سبيل وأحسنت إليه يوماً
فهل تتوقع منه إن جار عليك الزمان شيئاً غير
الإحسان ؟! هذا وهو عابر سبيل غريب فما
بالك بأمك وأبيك ؟!!!


في طريق خروجي من الدار كانت
هناك مرآة كبيرة معلقة وقفت للحظات أمامها
وتخيلت نفسي وقد حُفرت الأخاديد في وجهي
وإبيض شعري وضعف نظري وإنحنى ظهري
تخيلت نفسي وأنا في عمرهم

وفقط جملة واحدة دارت في خلدي ( كما تَرحم تُرحم )
لنرحم ونبر آبائنا وأمهاتنا وكل كهلٍ
وضعه الزمان والظروف بين أيدينا...
إرحم لكي ترحم!! 

✿ ✿

إليك يازوجة الإبن

لا تبدأي بوضع حجر الأساس لعقوق
أبنائك لك في مستقبل ليس ببعيد!!
لا يغرنك شبابك وقوتك فغداً ستكونين
مكانهم وغداً ستبحثين عن لمسة حنان ولن تجديها!!
لن تجديها لأنك لم تعملي من أجلها !
لن تجديها لأنك تناسيت أن عجلة الزمان
تدور ولن تحصدي إلا ما زرعت يداك !!

إذا جعلت زوجك يبر أباه وأمه فستجدينها
في أبنائك غداً .. سيبرونك ويرعونك ولن تنتظري
من الغرباء العطف بك .. لن تكوني جالسة
في مقعد لساعات طويلة شاخصة البصر ومنكسرة
الفؤاد !!


إليك يازوج الإبنة

إذا جعل الله والدي زوجتك أو أحدهما
تحت مظلتك فأكرم نزلهما .. وأحسن ضيافتهما ..
فقد لا يكون لهم معيل سوى إبنتهم تلك ،
فلا تتجبر وتذكر دائماً أنك ستكون مكانهما
إذا طال بك العمر وستتمنى لمسة حنان من أي شخصٍ كان ..
فليكن زرعك خيراً لتحصد زهراً ولا يكون شوكاً في ظهرك!!

إستودعتكن الله الذي لا تضيع ودائعه وجُمعة مباركة .







26
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

آهات رحلة
آهات رحلة
الغالية نعمة

موضوع يُلامس كبد الواقع

وضعتي يدك على جرح نازف ..
تألمت وانا اقرأ حال هؤلاء الكبار في السن
وكيف
انتهى بهم الامر
بعد عناء العمر وشيخوخة السن
و مرض الجسد وعقوق الأبناء

رائعة أنتي
تحياتي لك بلون النور
تغريد حائل
تغريد حائل
الغالية نعمة أم أحمد:
طرحكِ.. حكايا وجع
تفتقت من عمر الخريف المنسي،
واحتضرت على مقصلة العقوق والنكران..!
كلماتكِ.. أدمت القلب بأنين حروفها المثكولة
وباحت عن مآسي كانت للجحود عنوان..!
لقد أجدتِ أختي نقش الضياء على أديم الصفحات والروح..
حماكِ المولى!!
المحامية نون
المحامية نون
أم أحمد مبارك لك هذا التميز الجميل
أسعدك الله وأثابك خيراً
موضوعك بالفعل حساس يمس شريحة
وضعت على الرف المنسي بعد كل التفاني
والتضحية التي قدمت ....والآن ليس لها سوى
ذكريات ...تضمد بها جراحها
بعض الأبناء ينسى أنه سيشرب من نفس
الكأس يوماً ما فلا يدوم شباب ولا مال
حروفك صاغت تلك القضية بإتقان ومهارة
سلمت غاليتي .. وجعل ما كتبت في موازين حسناتك

نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
الغالية نعمة موضوع يُلامس كبد الواقع وضعتي يدك على جرح نازف .. تألمت وانا اقرأ حال هؤلاء الكبار في السن وكيف انتهى بهم الامر بعد عناء العمر وشيخوخة السن و مرض الجسد وعقوق الأبناء رائعة أنتي تحياتي لك بلون النور
الغالية نعمة موضوع يُلامس كبد الواقع وضعتي يدك على جرح نازف .. تألمت وانا اقرأ حال...
أسعدني أن تكوني أول الهطول
ياآهات .. شاكرة جمال مرورك
وجزاك الله الجنان
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
الغالية نعمة أم أحمد: طرحكِ.. حكايا وجع تفتقت من عمر الخريف المنسي، واحتضرت على مقصلة العقوق والنكران..! كلماتكِ.. أدمت القلب بأنين حروفها المثكولة وباحت عن مآسي كانت للجحود عنوان..! لقد أجدتِ أختي نقش الضياء على أديم الصفحات والروح.. حماكِ المولى!!
الغالية نعمة أم أحمد: طرحكِ.. حكايا وجع تفتقت من عمر الخريف المنسي، واحتضرت على مقصلة العقوق...
كم أسعدني إنسكاب عطرك الياسميني
في متصفحي المتواضع ..
دمتِ ألقاً ونوراً يتلألأ بيننا