فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ كيف تُبدّدي الحزن وتستشعري الفرح ~

نزهة المتفائلين






عندما كنّا صغاراً ...
كانت مجرد قطعة الحلوى تبهجنا، وكان لها في فمنا طعمٌ آخر ..
واللعبة الصغيرة كانت تسعدنا ، نطير بها فرحاًحين تهدى إلينا ،
ونضمّها إلينا في سرورٍوشغف ..
و نبكي ونصرخ لو سلبها منّا أحد ..
وعندما كبرنا تغيّر كل شيء فلم تعد لقطعة الحلوى أو للعبة ذلك البريق الجذاب
ولا تلك الأهميّة ؛ ذلك لأن ( الرؤية ) التي كنا ننظر بها للأشياء ونحن صغاراً
اختلفت عنها عندما كبرنا .
فنظرتنا للأشياء اتسعت .. وأسباب همّومنا كبرت معها ،
فبتنا نحزن ونقلق لأجل أمور أكبر كالمال .. والوظيفة .. والبيت ..والأولاد ..و..و..

وربما ستتبدل نظرتنا إلى مانراه اليوم أساسياً لاغنى لنا عنه ،
ونحزن لعدم حيازته ، ونغدوا.. تعساء لفقده في مرحلة مافي حياتنا؛
حين ننتبه إلى أن هناك شيء أكثر أهميّة من العرض الزائل يستحق أن نحمل همّه ..
كما تبدلت وتغيرت أول مرة من نظرة الطفولة إلى نظرة البلوغ
وهذا التغير يفوز به المؤمن في يقظة قلبه وإدراكه لواقع الحياة ،
وأنها ليست هي الحياة الحقيقية ، وإنما هي أشبه بلعب ولهو للأطفال ..



( وما هذه الحياة الدنيا إلا لعبٌ ولهو ، وإنّ الدار الآخرة
لهي الحيوان لو كانوا يعقلون )
يفيض القرآن الكريم في الحديث عن الدنيا ، كي ندرك أنها إلى زوال فلا نشقى
لأجلها ، ولا نحزن على مافات منها ، ولانحصر وجودنا ونصيبنا من السعادة بها .

( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعبٌ ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال
والأولاد ، كمثل غيثٍ أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاما،
وفي الآخرة عذابٌ شديدٌ ومغفرة من الله ورضوان ، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)

إن استقرار حقيقة أن الحياة ظل زائل في نفوسنا ،
يخفف عنّا الكثير من أثقال الحزن،
ويمدنا بالأمل بحياة أخرى حقيقية غير زائلة ننعم فيها بما نفتقده هنا ..
من سعادة ٍ أو عافيةٍ، أو نعيمٍ ، أو راحة بالٍ ، أو طمأنينة ..
فنتطلع إلى الآتي بصبر جميل .. وننتظره انتظار المؤمن المطمئن إلى رحمة الله
لاانتظار الجزع القلق المتبرم ..

جاء في الحديث القدسي :
( يابن آدم لاتفرح بالغناء فليس بمخلد ،
ولا تجزع من الفقر فليس عليك حتماً وواجباً ،
ولا تقنط بالبلاء ؛ فإنّ الذهب يجرب بالنار ، والمؤمن يجرب بالبلاء ).

إذن ليكن حزننا لأجل الحياة الأخرى وما سنواجهه من مواقف
عند الموت ، وفي القبر ، ويوم يقوم الحساب ..
فذلك سيجعل هموم الدنيا هيّنة .. صغيرة.. لاتستحق أن نشقى بها
ولا أن نرزح تحت أثقالها ، ولا أن نستسلم لها فتفوتنا لحظات الفرح العابرة ..
ولنفرح بما نقدّم من عمل صالح ، ونأسف على مافاتنا من عمر في غير طاعة ،
وليكن أفضل ماننال في أنفسنا من دنيانا إطفاء باطل وإحقاق حق.



لذا أدعوك عزيزتي المبتلاة بعد أن وضعت أمامك القاعدة الأولى
والتي تقرر أمامنا حقيقة أن الدنيا معبر، وأن الآخرة مقر ..
إلى أن تتخففي من الحزن .. وتعيشي على الأمل
بأن ماينتظرك هو الأجمل والأكمل قد يكون هنا في هذه الحياة ،
أو هناك في الآخرة ..
فاعملي لأجل أن تصلي دنياك بآخرتك
وبذلك لن يسحقك الحزن هنا .. ولن يصيبك الحزن هناك .

كوني مؤمنة بأن كل شيء مقدّر .. يقول الله تعالى :
( ماأصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها
إن ذلك على الله يسير )
وذلك البلاء من أجل أن :
( لكيلا تأسوا على مافاتكم ولاتفرحوا بما آتاكم ، والله لايحب كل مختالٍ فخور )

إذن مادام كل شيء بقضاء وقدر فلم الحزن ؟؟

اقرأي معي هذه القصة لتري قوة الإيمان :
يروى عن رجل أنه قال :
خرجت مع صديق لي بالبادية فأضلّنا الطريق ، وإذا بنا نلمح خيمة فقصدناها
فسلّمنا، فإذا بامرأة ردت علينا السلام فقالت :
من أنتم ؟
قلنا : ضالين قصدناكم لنأنس بكم .
فقالت : أديروا وجوهكم حتى أعمل من حقكم شيئاً ففعلنا ، فبسطت لنا مسحاً،
وقالت : اجلسوا حتى يجيء ابني .
ثمّ أرسلت نظرها فلمحت من بعيد ناقة ابنها مقبلة فقالت :
أسأل الله بركة المقبل ، ثم أردفت :
أما الناقة فناقة ابني ، وأما الراكب فليس هو ..
فلما ورد الراكب عليها قال : ياأم عقيل عظم الله أجرك .
قالت : ويحك..! أمات عقيل ؟
قال : نعم . قالت : كيف ؟ قال : ازدحمته الناقة وألقته في البئر..
فقالت : انزل وخذ زمام القوم .!
وقرّبت إليه كبشاً فذبحه وصنعت لنا طعاماً،فأكلنا ونحن نعجب من صبرها
فلما فرغنا خرجت إلينا وقالت : أفيكم من يحسن في كتاب الله شيئاً؟
قلت : بلى
قالت : اقرأ عليّ آيات أتسلى بها من موت الولد .
قلت : الله عز وجل يقول :وَالْأَنْفُسِ

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ والأنفس
وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } .

قالت : الله .. أهذه الآية في كتاب الله هكذا ؟
قلت : إي والله !
فقالت : السلام عليكم ، فقامت وصلت ركعات ثم رفعت يديها بالدعاء فقالت :
اللهم إنّي فعلت ماأمرتني به
فانجز لي ماوعدتني به .
سبحان الله ..! أي قوة إيمان عظيمة بقضاء الله استطاعت تهدئة هذه الثكلى
فلم تجزع ، وفوّضت أمرها لله وصبرت ابتغاء ماعند الله من أجر عظيم وسرور مقيم !
هذا إيمان أعرابية لم تحفظ من كتاب الله الكثير ..
لكنها حملت من قوة الإيمان مايعجز عنه الكثير منّا ..



أختي الغالية :
هذه القاعدة الثانية بسطتها أمامك لتتخففي من الحزن وتفوضي الأمور لله
تفويض المؤمن الذي امتلأ قلبه يقيناً وأملاً وانتظاراً لما عند الله من خير لاينفد
فاصبري على القضاء ، وتمسكي بحبل الرجاء ، والزمي الدعاء ،
ولا تقنطي من روح الله.


وإلى لقاءٍ قريب مع القاعدة الثالثة .. لتبديد الحزن ، واستشعار الفرح ..!







28
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

روح التوت
روح التوت
كلمات تفوح بالعطر كأسمك


ما الدنيا الا زائلة وما نحن الا زائرين فيها لنرجل حياة بها الراحة بعد العناء
سعادة بلا نهاية بإذن الله..
فلنصبر ونتقوى بالايمان ..
ركايز
ركايز
لااله الا الله

كل مبتلى سيعطيه الله الجزاء على قدر صبره وتحمله وتجلده
فندعوا الله ان يرزقنا الصبر على البلاء والرضا بمر القضاء
اللهم آمين
موضوع رائع جزاك الله خير الجزاء اخيتي
تغريد حائل
تغريد حائل
الغالية فيض:
دائماً حرفكِ يلامس الوجدان وأقاصي الروح،
ويضيء دياجير خلوتنا سكينة
وتنساب جداول أمل تقتلع أشواك حزننا الدامي..!
أثابكِ الله يامزهرة الروح
على هذا الموضوع القيم
الذي يترك الأرض القاحلة سنابل تفاؤل وضياء!!
المحامية نون
المحامية نون
فيض الغالية
كلمات لها معنى وعبر ودروس نتعلمها
من الحياة أجدت في قلع بذرة الحزن
بغرس الأمل في نفوس انهكها الشجن
جعل ذلك في ميزان حسناتك
سلمت أختي العزيزة
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد


قواعد ذهبية
نحن بأمس الحاجة إليها
وهكذا عهدنا منك يافيض
بلاغة وفائدة عظمى ..
جعله الله في ميزان حسناتك
وننتظر ما تجود به نفسك
في القاعدة الثالثة .
تقبلي تحياتي