فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~الإسلامُ مجتَمع بناءٍ و َنماء~

الأسرة والمجتمع





بداية ~
الإسلام هو ذلك المجتمع العظيم ..والمحيط الزاخر
الذي تعج أعماقه بالحياة ، وتفيض بالخيرات
وكل مافي الكون من سمات ومعالم ، وعموم وخصائص..
وقيم وأخلاقيات ، ومعادن وحقائق
ومكنون وظاهر .. روافد تستقي من هذا البحر العظيم
ذلك هو المجتمع الإسلامي :
نهج مستقيم ، ومنهج كامل شامل ..
يكفل لمن يأخذ به حياةً كريمةً.. ويضمن له في الآخرة الجنان ،
ورضوان من الله أكبر.
ونحن .. قد منّ الله علينا بنفحة فضل إلهية .. فكّنا مسلمين ..
فما أحرانا أن نستهدي بهذا المنهج في كل أمور حياتناونسير على ضوءه ..
ونجتهد في وضع الأنظمة التي تستنير بهديه
على أن لايكون هذا الاجتهاد خاضعاً لأهواءٍ مريضة، أو آفاقٍ ضيّقة،
وإنما يكون الأخذ والاقتباس من نوره على بصيرة من الإيمان والعلم معاً.
خاصة أننا نعيش الآن في عصر التناقضات ..
عصر استبدت فيه الحيرة بالشباب المسلم ..
ووقع أكثرهم في معاناة التناقض في المجتمع الذي يعيشون فيه
بين ماورثوه .. وبين مايعايشونه .


يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد)



ماذا تعني القيم الإسلامية ؟~
القِيَمْ هي .. صفات إنسانية راقية ثابتة ..
محكومة بضوابط الشريعة الإسلامية ..
وهي إيجابية النزعة يتفاعل فيها الإنسان مع دينه ومجتمعه وأسرته..
ونقول عنها أنها ( قيمٌ تربوية ) .. كلما أدّت إلى النمو السليم في سلوك المتعلم ،
وكلما زاد تأصّلها في طبعه فزادته قدرةً على التمييز بين الخير والشر ..
والخطأ والصواب .. والقبيح والجميل ..
إذن القيم الإسلامية هي التي تعطي للمجتمع وحدته وهويته..
وهي التي تؤدي إلى التوافق النفسي الاجتماعي..
هي عصارة الأخلاق .. التي تسبق القانون .. فهي الأشمل والأعم .


مامنشأ التعارض والتناقض ؟~
حين نسأل أنفسنا :
ماسبب هذا التناقض الذي لم يكن له وجود يذكر في أجيالٍ سبقت ؟
يحدثنا الجواب أنه انبثق من انسياق الكثير من المسلمين في عصرنا الحاضر،
وراء العادات والتقاليد الدخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية.. بلا تروي ولا تفكير
بل بافتتان ودون تبصر ..
حتى لقد وقر في ذهن البعض أن كل مايفعله الغربي حسن ..
وكل ماورثناه من عادات وتقاليد نوعاً من التخلف والجمود ..!

يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
( من تشبّه بقومٍ فهو منهم )





ماموقف الإسلام من التغيّرات ؟~
لم يقف الإسلام موقف المعارض والرافض للتغيرات ..
وليس في منهجه رفض مايؤدي إلى منفعة .. ولا يخالف حكماً شرعيّاً
فهناك حصيلة التقدم العلمي التي من خلالها يوفر المسلم الجهد والوقت
كالتقدم الذي أدّى إلى اختراع السيارة، أو الطائرة ، أو الأدوات الكهربائية المنزلية
أو غيرها من الوسائل الإنتاجية والإعلامية والعلمية المختلفة .
أو كالتسابق في الميدان العلمي .. وفي ومختلف العلوم الحديثة
من طب وطبيعة ورياضة وفلك وكيمياء وعلوم التكنولوجيا..
كل هذه الأمور وغيرها مما يعود على الأمة بالنفع والخير والبركة
تسمح به الشريعة وتحبّذه .. ويقرّه العقل ..
وليكن معلوماً لدينا أن التغيرات ليست بضارة في ذاتها ،
وإنما يقع الضرر إذا خرجنا عن القواعد الخلقية ومقررات العقيدة والإيمان بالله.


شواهد من التاريخ ~
ترجمت كتب أجنبية عديدة في الطب والطبيعة والكيمياء والفلك ..
في عهد عمر بن عبد العزيز وفي عهد أبي جعفر المنصور .. لأنها تفيد المسلمين

استعمل الورق للكتابة وهو من اختراع الصينيون ، وحين فتح المسلمون سمرقند
استفادوا من الأسرى في صناعة الورق وتعليم صناعته للمسلمين

في غزوة الأحزاب استفاد النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
من تجربة الفرس في ذلك لما ذكرها له الصحابي الجليل سلمان لفارسي
وقد سميت غزوة الخندق لأجل الخندق الذي حفر حول المدينة
بأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومشورة سلمان الفارسي رضي الله عنه، حيث قال:
إنا كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا فأمر النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحفر الخندق حول المدينة وعمل فيه بنفسه
ترغيباً للمسلمين فسارعوا إلى عمله حتى فرغوا ، وجاء المشركون فحاصروهم .


( ضالّة المؤمن الحكمة )~
على ضوء ماسبق نرى أن التغير قد يكون في النافع أو يكون في الضار
فإذا كان في النافع فالمسلم مأمور أن يطلب الحكمةلأنها ضالته المنشودة ،
فأنّى وجدها فهو أحق بها..
وأن يمقت التغير في الباطل ويدفعه عنه ويزدري أهله ، ويتجنب الارتباط بهم ..
فمن العبث الانسياق وراء أهل الباطل بدون تفكير ولا روية..
ولا تمحيص ولا بحث ؛حتى لانفقد هويتناالإسلامية ونجري وراء المظاهر الكاذبة .


عن عائشة رضي الله عنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ياعائشة الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً .. من هم ؟)
قالت : الله ورسوله آعلم .
قال ( هم أصحاب الأهواء وأصحاب البدع وأصحاب الضلالة من هذه الأمّة )


ياليتنــــا ~
ياليتنا تغيرنا فيما ينفع ويفيد ،
لكننا تغيرنا فيما يضر ولا ينفع ،
فقلدناهم في الربا والقمار وتناول المسكرات والمخدرات
والتبرج والخلاعة واللهو .. تحت مسمّيات عصريٌة لاتتفق وشريعة الإسلام .
فهل من صحوة لفئات من الجيل أضاعت هويتها لتعود إلى جادة الصواب ؟
وتلحق الركب الذي يسير حثيثاً إلى الأمام ؟


أخيراً .. ماهو أثر الإلتزام بمنهج الإسلام ؟
في مواجهة رياح التغيّر ، وبعد غربلة الصالح من الطالح ..
واتباع مايوافقنا كمسلمين ويوافق روح الشرع ..
*سنجدنا في أحضان مجتمعٍ تسوده المودة والرحمة والعدالة:
( مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد
إذا اشتكى منه عضوٌتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى )
.

* سنكون على درجة رفيعة من الوعي بالمصالح المادية والمعنوية
والاجتماعية والإنسانية بحيث يسعى الجميع لخير الجميع :
( ولتكن منكم آمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
وأولئك هم المفلحون ).


* سنقيم عوامد مجتمعٍ تسود بين أفراده معاني الطاعة لله والرسول،
والتزكية القلبية والجسدية قولاً وفعلاً، وتعلٌم القرآن والسنة :
( ياأيها الذين أمنوا لم تقولون مالا تفعلون ،
كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ).


فلنعد إلى جذورنا ..

ونستمد قوتنا من عصور الإسلام الزاهرة ..
تلك القوة التي قاومت الفناء في عصر الانحطاط ..
وارتقت بالبشرية إلى أعلى مراتب الرقي الأخلاقي والروحي والاجتماعي
فكان النظام الاجتماعي في الإسلام هو أمثل وأسعد نظام عرفته البشرية
يمسك بزمام الحياة ، ويرسم لها نهجاً مستقراً مبنيٌاً على التوازن والاعتدال .
والله معنا .. ولن يترنا أعمالنا .







9
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

آهات رحلة
آهات رحلة
ما شاء الله

كلامك في الصميم ويلمس القلب

صدقتي ياليت تأثرنا بالغرب بالشي النافع والمفيد
لكن العكس بالضار والذي لا ينفع

بارك الله فيك اختي الغالية ، متابعة لمواضيعك القيمة
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد

فيض وعطر

بكِ يزهو منتدانا
بورود الفائدة
فأنت مثل النحلة
في نشاطها .. تنثرين
الدرر بين مختلف الأقسام
جعله الله في ميزان حسناتك
وشاهداً لك يوم القيامة ..
فمدادك سخي ويكتسي
كل يوم حلة جديدة ..
Yasmena88
Yasmena88
جزاك الله خير
تغريد حائل
تغريد حائل
الغالية فيض:
عذري يسبق أثير شكري
لــ تأخري بالرد
وذلك لانشغالي بمهام القسم الجديد..
فلكِ حبيبتي انحناءة النرجس
وعبق الامتنان لـــ هذا الطرح الفاره والقيم
الذي هو من نبع جمال سابق،
ونداوة فكر تستحق منا فرات التبجيل..!
جزاكِ الله خيراً فيضي
على هذا الوفاء الخالد لـــ قسم لن يوفيكِ ترانيم الثناء..!
سلمتِ يا فارسة البيان، ومبسم النقاء!!
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
ما شاء الله كلامك في الصميم ويلمس القلب صدقتي ياليت تأثرنا بالغرب بالشي النافع والمفيد لكن العكس بالضار والذي لا ينفع بارك الله فيك اختي الغالية ، متابعة لمواضيعك القيمة
ما شاء الله كلامك في الصميم ويلمس القلب صدقتي ياليت تأثرنا بالغرب بالشي النافع والمفيد...
الأخت الفاضلة آهات :
شكراً لروح مشاركتك السخية
ولرذاذ حرفك المنعش
ولرأيك الجميل
بارك الله بك .