فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ مُجْتمَعاتُنا ..ورِياح التّغيُّر ~

الأسرة والمجتمع






الإنسان بطبعه .. كائن اجتماعي ~
حينما يخلو الإنسان بنفسه ليستريح من عناء فكري أو تعب جسماني ،
فهو في حقيقة الأمر يهرب من واقعه الخارجي ليواجه عالمه الداخلي
من حقيقة وجود من حوله ، إلى وجودهم بين تلافيف عقله ، وحوارات ذاته
فهم يتحركون و يصخبون .. يتحدثون ويتجادلون .. في باطنه ..
هذه حقيقة وطباع الإنسان ... كائن اجتماعي يمتزج البشر بحقيقة وجوده ،
ويعايشونه في عوالم خياله ..
هم .. في عالمه الحقيقي ، وفي عالمه الإفتراضي المستحدث
وإن اختلفت تشكيلة طينتهم في العالمين بين تخيلاته والواقع
وإن كان البون شاسعاً بينهما
لكن خريطة الدماغ الجغرافية تلغي خطوط الحقيقة ، وحدودها
لترسم معالمها الخاصة لكل نفس بشرية كما تراها وتحبها وتحتاجها
وتختلف جغرافية الشخوص بين امرءٍ وآخر عند كلّ منّا .
والمغزى ..! أن المرء في كل الأحوال يجد نفسه في مواجهة الناس
حتى وإن جدّ في الفرار .. فهم يتنفسون داخله
كما يتعايشون معه في محيطه الخارجي .

فالإنسان إذن اجتماعيٌٰ بطبعه .. مفطور على حب الاجتماع مع الآخرين
وبذا لايستطيع مهما مال إلى الانعزال أن ينزوي بعيداً عن الناس
وإن استوطن وحده مكاناً أشبه بالجنة بهاءً ورونقاً ..
وهناك مثل عاميٌّ متداول يعبر عن حقيقة الحاجة الطبيعية للتواجد في مجتمع :
( الجنة من غير ناس .. ما تنداس !) .


ماذا يعني ارتباط الفرد بمجتمعه ؟~
إن العلاقات الاجتماعية هي الرابطة بين فردين آو أكثر في مجتمعٍ ما ..
والأفراد داخل هذا المجتمع تنشأ بينهم صلات وروابط وتبادل في الآفكار ،
وينبثق عن هذه الصلات نظم إجتماعية ، وأنماط من العلاقات و القيم
والمعايير والعادات والتقاليد التي تحدد هوية المجتمع وتميزه عن غيره،
وتؤثر في سلوك الأفراد وتحدد أدوارهم في مجتمعاتهم .



مفهوم التغيرات الاجتماعية ~
الحياة لاتقف جامدة عند نقطةٍ ما .. لاتتجاوزها ..!
بل هي في حركة وتغير دائبين ..
ففي كل فترةٍ زمنية يطرأ اختلاف على أي ظاهرة من الظواهر الاجتماعية
ويتبع ذلك تعديلات في أنماط الحياة في ذلك المجتمع ..
وهذا مايقصد به التغير الاجتماعي،
وهذا التغيّر ..ظاهرة طبيعية تخضع لها كل مظاهر الكون ..
ويتمخض عنها ميلادُ جديدٍ .. وموتُ قديمٍ .


تأمّلي ~
ألا ترين الليل يولد ويموت كل يوم ليبعث الحياة في النهار ..
وينقضي الآخر بدوره ليولد ليل جديد ؟ ..
( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة )
ألم تعايشي الفصول الأربعة وتقلباتها واختلافاتها وإيقاعات أوتارها المختلفة النغم ؟
بين الرخاء والشدة .. والهجير والقرّ .. والذبول والاخضرار؟
ألم تشهدي أو تتعرفي على ثورات الحياة في تهيجات الزلازل والبراكين والفيضانات ،
وكيف تؤثر على الأحياء والجماد ؟
إن مابين كل شروق شمسٍ وغروبها آيات على حتمية التغير للوصول إلى ماوراءه من غاية ،
فلنتأمل جيداً في حكمة التغير التي هي طبيعة الحياة وسنّة الكون :
( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآياتٍ لأولي الألباب ).
هكذا ندرك أن التغير الكوني يتفق وطبيعة الحياة ، و يخضع لإرادة الله تعالى .
وهو إذ يظهر جليّاً في كل مظاهر الكون فهو أكثر وضوحاً في الحياة الاجتماعية ،
لأنها في تفاعلٍ دائمٍ وتغيّرٍ مستمر .






14
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ


لمن يخضع التغير الاجتماعي ؟~

الحياة الاجتماعية طريقة عيش تخضع لقيمٍ معينةٍ ، وعاداتٍ ، وتقاليد، وأحكام ..
تلقي ظلها على تكوين العائلة التي هي لبنة من لبنات المجتمع ،
وتؤثر في طرائق تربية الأطفال .
والتغير الاجتماعي يشمل كلّ ذلك ويدخل أيضاً في العلاقات المختلفة
بين كافة أفراد المجتمع ،مع بعضهم .. وارتباطهم بالمجتمعات الأخرى .
وفي نظام المعتقدات والتقاليد والفلسفة السائدة في المجتمع .


مرور عابر على التغيرات عبر التاريخ~
عرفنا أن التغير الاجتماعي هو حقيقة ثابتة على مر العصور ،
وأمر طبيعيّ يطال كل المجتمعات الإنسانية في جميع نواحيها :
السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية .
لكن لندرك تماماً أن النقطة المضيئة في تاريخ البشرية ..
والتي غيّرت جميع جوانب الحياة مرّة واحدة .. وليس جانباً واحداً ..
غيّرت المجتمع إلى الأفضل ، والأكمل ، والأنقى ، والأسمى ..
ارتفعت به درجات ، ومنحته منهج حياة جديد شاملٍ كلي ..
منهج يعتمد على سلامة الغاية . وسلامة الوسيلة ..ومشروعيتها واحترامها لذات الإنسان ..
تلك النقطة المضيئة هي الإسلام الذي قلب موازين الجاهلية رأساً على عقب،
وأقام بناء مجتمع إسلامي راسخ الأساس ، ثابت الأوتاد ..
لن تتغير أصوله على مرّ الزمان ولكن التغير فيه يكون
إنسانيّاً في خواصه ، أخلاقياً في طبعه ، عقائديّاً في وسيلته
لأن روافده تتزود من منبع الإسلام العظيم .



وماذا عن التغيرات الآن ؟~

الإيقاع السريع في التغير الإجتماعي غدا سمة العصر ،
وأصبح العالم الآن يطلق عليه : العالم المتغيّر ..!
ويقوم العقل المدرك في هذا العالم بهذا الدور الإبداعي في التغير ،
بما أودعه الله تعالى من طاقات وقدرات ؛ ليبصم وجوده على هذه الأرض ، ويكتب تاريخه
وعلى المجتمع المسلم خاصّة أن يعي هذه الحقيقة ، فتكون حركته في التعمير والتغيير موافقة
لإرادة الله الذي شاء للإنسان أن يأخذ على عاتقه أمانة أشفقت الجبال منها وحملها الإنسان،
وبذا وجب أن تكون حركته وتغيراته خلال حرية ملتزمة ، تتطور مع الزمن ،
وتتماشى مع تغيرات مظاهر الحياة دون أن تخرج من إطارها الإسلامي وجذورها الإيمانية .


ماذا يحدث الآن ؟
لكننا في الحقيقة نشهد الآن الكثير من التغيرات الدخيلة ..
وقد تطفٰلت على مجتمعاتنا الإسلامية .. لمست جوهرها وسلبت روحها ..
فمن جهة العادات والتقاليد انسلخ الكثير عن جسد الأمة ،
واقتبس عادات أجنبية لاتمت لعاداتنا وتقاليدنا الإسلامية بصلة
ونجد البعض الآخر قد حلّل الحرام ، واحتال في تحريم الحلال ..
ونرى الكثير من أبنائنا الذين التحقوا ببعثات التعليم إلى الخارج ،
وقد تطبعوا بطباع تلك الأمم ، وفتنوا بطرق معيشتها ، وأدخلوا النمط الغربي على حياتهم ..
ولعبت وسائل الإعلام والقفزات التكنولوجية والهالة المغرية المحيطة بها
والتي تجمّل الأشياء ولا تبين جانبها السلبي .. الدور الأكبر في التغيرات الإجتماعية..
والعيب ليس في ذلك كله .. فالتغيرات حتمية وسنة طبيعية ..
ولكن العيب فينا .. في كيفية التعاطي مع تلك الحضارات المستوردة .
وعدم اهتمامنا في التركيز على انتقاء الصالح والمفيد منها،
وما يوافقنا ويلائم حياتنا ومجتمعاتنا الإسلامية ..
ونبذ مايضر ولا ينفع ولا يغنينا شيئاً ..




الخاتمــــــة ~

واقع الحال الآن يقول :
أننا لانتقدم بمعنى التقدم الحقيقي بل نعود القهقرى خطوات ..
وأننا متخلفون عن الركب..
وأننا لانزال نحبو في عالم متدفق يموج بالحركة..
وأننا حتى الآن أمة مستهلكة.. لاأمة منتجة كما أراد الله تعالى لنا في عبادته وتعمير الأرض.
هذا مايحدث الآن، وعلينا تداركه برد الأمور كلها إلى الأصول الإسلامية
وإعمال الفكر ، وتسخير الطاقات ، وطلب أقصى درجات العلم ، وتشجيع المبدعين ،
وصناعة الإنسان المسلم الذي يصدر حصيلة أفكاره ، ونتاج إبداعه ، وطاقاته الخلاقه ،
ويكون مالكاً لما يسمى الاكتفاء الذاتي ، وفي غنى عن إفرازات أفكار الغير والتبعية الفكرية
بل يخلق لنفسه تاريخاً جديداً يأخذه من خلال رؤيته الربانية المنبثقة من مذهبيته الإنسانية الشاملة
وبذا يستحق امتياز الخلافة في الأرض..!


وللموضوع عودة ~
تغريد حائل
تغريد حائل
الغالية فيض:
موضوعكِ قيم
أنفاسه جوهرية تطرق نوافذ الفكر،
وتدور في فلك التغير الدؤوب من صميم مجتمعاتنا..!
فالحياة تسير في منحدرات الروتين والملل
وتصعد سفوح الانسجام الفكري والاجتماعي بين الفرد وأقرانه..!
ونظرية ..( الجنة من غير ناس .. ما تنداس !) صائبة
فمن الصعب أن نعيش وحدنا بجزيرة ساحرة الأجواء بلا رفاق
فحتماً سنزدري مُتع الحياة الإيجابية ، ونتطاول عناقيد اللون القاتم
ونطفئ شموع الأُنس قبل أن تضيء دهاليز ذاتنا..
فالتجديد والتغيير لا بدَّ أن ينبع من كوامن الروح
المتشبثة بنسائم الإيمان، وينابيع السعادة
لا من انسلاخات فكرية وعقيدية صنعها البشر وأعداء الدين..!
أجدتِ الطرح، ونقش الفائدة على جدار الفكر..!
دمتِ يابياض الحرف وسناه!!
آهات رحلة
آهات رحلة
مبدعة عزيزتي " فيض وعطر "

مواضيعك تشدني بقوة

تجمع ما بين المتعة والفائدة ورقي الحرف

بوركت يالغالية
& أم أنوسي &
& أم أنوسي &
الله الله يا عطرنا
دخلتي لدهاليز العقل و الخيال و أجدتي الوصف
و استمر جمال الكلمة يتسرب ليستقر في العقل بطريقة جميلة مفيدة سلسة
و ها أنا أشعر به و أعيشه حقيقة في عالمنا الإنساني الإجتماعي
كل شيء تغير و لم يسر و فق ما أراده سبحانه و تعالى
فقد انقلبت الموازين فلا بناء و لا عمارة و لا حفظ دين و لا تجديد
و لكن الأمل لازال موجود و الأمة لا زال بها خير
فقط ننبه و نحاول التجديد و الوقوف أمام كل تغيير يد واحدة فيد الله دائما و أبداً مع الجماعة
بارك الله فيك حبيبتي فيض و أجزل لك العطاء و سخر لك كل غالي

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
الغالية فيض: موضوعكِ قيم أنفاسه جوهرية تطرق نوافذ الفكر، وتدور في فلك التغير الدؤوب من صميم مجتمعاتنا..! فالحياة تسير في منحدرات الروتين والملل وتصعد سفوح الانسجام الفكري والاجتماعي بين الفرد وأقرانه..! ونظرية ..( الجنة من غير ناس .. ما تنداس !) صائبة فمن الصعب أن نعيش وحدنا بجزيرة ساحرة الأجواء بلا رفاق فحتماً سنزدري مُتع الحياة الإيجابية ، ونتطاول عناقيد اللون القاتم ونطفئ شموع الأُنس قبل أن تضيء دهاليز ذاتنا.. فالتجديد والتغيير لا بدَّ أن ينبع من كوامن الروح المتشبثة بنسائم الإيمان، وينابيع السعادة لا من انسلاخات فكرية وعقيدية صنعها البشر وأعداء الدين..! أجدتِ الطرح، ونقش الفائدة على جدار الفكر..! دمتِ يابياض الحرف وسناه!!
الغالية فيض: موضوعكِ قيم أنفاسه جوهرية تطرق نوافذ الفكر، وتدور في فلك التغير الدؤوب من صميم...
~..
غاليتي تغريد:
رصّعت جبين حرفي بماسات تميّز
زدناه ألقاً ووضاءةً ..
وأضفن عليه سطوعاً وبريقاً
وتحدّرت حروفك هنا شهداً
يحلو ويعذب مذاقه
ويروي الفؤاد سكبه !..
فلك عاطر الشكر لآلئ مودّة
وأكاليل ورود ~