فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ البَديعُ .. هُوَ الله ~

الأدب النبطي والفصيح





مَنْهــَل~

تلفتّ حولي تلفت الظامئ في قفراء .. يغري سرابها بالماء
كنت محاطة بالموج .. قريبة منه قرب الروح لأليفها ..
سرق ناظري آي الجمال من حولي .. معقود بين زرقتين : الماء والسماء
تصاوير بديعة تتبدل كل آن مابين ضفتي :العصر والغروب ..
أمعنت نظري وخيالي في لوحات الغيوم وانعكاساتها ،والصور تتدافع كزفيف الرياح :
هاهنا واحة نخيل ومياه وسماء زرقاء داخل سماء
وغزال سارح في بيداء
ويلاحق فوج منها سابقه فيغزوه ويحيله إلى ركام
ويقيم على أنقاضه صوراً أخرى ساحرة الألوان من وحي الغمام
أتتبعه بأنظاري حتى يتلاشى في سراديب الأفق
وتتوالى قوافل الغيوم وكرنفالاتها لترسم في كل لحظة لوحة تختلس القلب ..
من صنع البديع الذي أحسن كل شيء خلقه..!
وتنحدر شمس الأصيل على تموجات البحر لتحيله خمرة في النور المذاب
وما هي إلا لحظات حتى تلتمس أسراب الطيور أوكارها ..
ويسكت رجع عنادلها .. وصياح نوارسها .. وتغريد طيورها
ويتلاشى خفق أجنحتها وهي تفرد أشرعة العودة .. لتغيب
ويغفو الغروب على صدر الأفق المنحدر..
ثم لايلبث أن يرخي الليل سدوله ، فيغشى الظلام .. لتستيقظ مواكب الضياء
معرض جواهر يقلّد جيد السماء..
آيةً أخرى من آيات البديع .


تَوقٌ~
لمستْ كل تلك المعاني من آيات مبدع الكون شغافي ، فانخطفت روحي !
وهتفتُ ولاعج الشوق وألم الحسرة وحنين القلب تتماوج في أعماقي : يابديع !
هل من لقاء في الجنة مع أفواج المسرة ، وأطياف الأحبّة ؟
وأين سأجد أفقاً لايغرب في غيرها ؟
وأين تعمر روحي المهجورة ، وألتقي أرضي وسمائي ، وتذوب غربتي..إن لم يكن هناك ؟
عجيب أن يختلط الحزن بالبهجة .. والمتعة الروحية بالألم ..
لكنه التوق للجنة المفقودة .. هو الذي يحرك هذا المد الهائل المتضارب من المشاعر . !


رَحّالَةُ الفَضاء~
انهمرت أمام أنظار رواد الفضاء خلال شاشة المركبة صور الكواكب متتالية مسرعة
تبهر العقول !
صوراً تتفتق عنها آيات الإعجاز في الكواكب السابحة في فضاء مفعم الألوان..
سلبت قلوبهم وأذهلتهم
أحسّ هؤلاء الماديون المخدوعين .. بضآلتهم وعقم النظريات التي تردّ كل شيءٍ للصدفة
و بعظم هذا الكون الهائل.. والروعة التي تتلاحق أمامهم صوراً
تمثل الجمال والرهبة والعظمة والنظام البديع ، وتبعث شعور الانبهاروالعجز في آن ..!
آمنوا أن هنالك قوة لاحدود لها هي التي أبدعت وأوجدت وأنشأت هذا النظام المعجز
( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ).



القُدْرَةُ المُبْدِعَــة~

ألا ما أعجب العجب هناك في ملامح السدم والأجرام ..
وتفاصيل المجرات والكواكب..وقسمات محيا الفضاء ..
وتوردات وتوهجات وجنات الضياء ..!
يزخر وينطق بها الكون السادر في العمق والأسرار ،
ويترجمها النظام المتقن العجيب في مسار الأفلاك ...
والتألقات المتوهجة نوراً المشعة ضياءً المتدفقة بالحياة..
تمور بها السماء موراً .. وتتغير تغيّراً .. تولد وتموت .. تتفجر وتتفتت في الفضاء..
شهباً .. ونيازك ..حياة متوهجة بالنبض وبالألوان ..
حياة أخرى في منأى وخفاءٍ عن أبصارنا .. التي لاتدرك هذا الجيشان
ونحن نقف على صعيد الأرض ..
ونتطلع إلى الآفاق ..فلا نرى إلاّ ليلاً مرخي الحجاب ..
وأنجماً زّهراً تأخذ بالألباب ..
وسكوناً رخيّاً .. وسرّاً مطوياً ..
ودجى تغشاه غلالة السحر والصمت والغموض ..!
ولا ندرك ما وراء ه من إبداع وقدرة .. إنها قدرة الله البديع..!



الْبَديعُ ~ هو الله ~

هو الذي خلق الخلق ، وفطره مبدعاً به لاعلى مثالٍ سابق .
وزنه " فعيل " بمعنى " مفعل " .
وقد ذكر البديع مرتين في الكتاب العزيز :
قال تعالى :
( بديع السماوات والأرض ، وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ).
( بديع السماوات والأرض ، أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ،
وخلق كل شيء ، وهو بكل شيءٍ عليم ).


البديعُ في اللّغَة ~
والبديع يعني في علم البلاغة : تحسين الألفاظ في الكلام .
ومعنى " أبدع " أتى بالبديع في أي شيء.
بدعَهُ : بدْعاً : أنشأه على غير مثال سابق فهو بديع أي فريد من نوعه .
البِدْعةُ: الشيء ليس له سابق ويقال ابتدَعَ : أي أتى ببدعة اخترعها .
البَدْعُ : الأمر الذي يفعل أولاً . وفي القرآن :" قل ماكنت بدعاً من الرسل ".
وهو أيضاً الغاية أو القمة في كل شيء سواء كان عالماً أو شريفاً أو شجاعاً
وجمعها : إبداع .
فالله تعالى بديع السماوات والأرض أوجدهما من العدم ،
وأبدعهما إبداعاً كما أبدع في خلق كل مايحويهما من حي وجماد ،
واختص الله وحده بهذا الإسم ، وهو صفة مطلقة للحضرةالإلهية
ككل الصفات والأسماء الحسنى ،
والله هو البديع إبداعاً تاماً تنزّه عن النقص.


وفي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آيَةٌ~
وكما يتجلى إبداع القدرة الإلهية في السماوات ..
تدل عليها كل آية تنبثق من الأرض فتهتز لها النفس الحالمة طرباً ونشوة
وتتدفق شلالات الأحاسيس منها ، محتفلةً بمواكب الحسن المكنون منها والبادي للعيان
( ذلك الحسن الذي يلتمس النظرة الحية التي ترى روعته وتعطيه معناه)
وكل صنعة لله الذي أتقن كل شيء خلقه ..
فهي تنطق تحت طباق الثرى .. وفوق الثرى
وفي كلّ كمٍّ تتفتح عنه حياة ..
وفي لغة أطياف الضوء الملون المتحلل من بعثرة بياض الشمس
وكل مخلوق من الزهر والندى وأنفاس الفجر
وكل ناطق وصامت من آيات الله التي يمر بها الكثير
وهم عنها معرضون ..
معرضون بالغفلة التي حجبت عنهم بصيرة الإدراك والتأمل ..
مقيدون بمادة الحياة يدورون في فلكها ..




مُسْتَقَرُّ الأَرْواح الطّاهِرَة~
يالتلك الأرواح الشفافة .. !
كيف يشدها توق السفر فتهيم باحثة لاتكاد تستقر على حال ..
تنشد موطن حدائق الأرواح حيث تمتد الأفياء والأطياف والخصب
ولذا تراها إذا اهتاج بها الخيال .. وعقم المكان
واستبد العطش بأوردتها رحلت في لجة الغيب .. واعتلت سفينة الأحلام
وأفردت شراعها لتحلق فوق بحار الضباب .. تجتلي جمال الإبداع الإلهي
في نسمة تحرك موج مشاعرها برفق
في نورس يطلق صيحة بيضاء تتردد في فضاءها الندي
في أكاليل غيومٍ بيضاء تعقد مهرجان عرس في سماء شعورها
ويتوق القلب .. ويهوى الفؤاد..شوقاً إلى امتلاء الروح ..
والتي لاتلبث أن تعود من سفرها الخصب
إلى صحراء الجدب
بذات اللهفة الظمأى : هل من ماء لمنتهل ؟
لكنها في قرارتها تعرف أن البديع أعد هناك ما يملأ الأرواح غبطةً وحبوراً
هناك ستهتف :

يابَديْعَ السَّماواتِ والأَرْضِ ..
أخيْراً .. قَدْ وَجَدْتُ السَّلامَ ..
وفاضَ النَّبْعُ َوامتلأ الْقَلْبُ رِضاً وَسُروْراً..
فَلَكَ الْحَمْدُ ياواسعُ العطاءْ..!



44
7K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

المحامية نون
المحامية نون
الله يافيض ...
جسدت صور الطبيعة بلوحات رائعة
الجمال وكأنني أراها مرسومة أمامي
تعكس عظمة الخالق في إبداع خلقه
مجهود تشكرين عليه اختي الغالية
استمعت حقاً بهذا البهاء
لاحرمنا الله من زهور حروفك اليانعة
ام رمووووووش
ام رمووووووش
كلمات رقيقة ووصف بديع حرك الخيال ولهج اللسان بسبحانك ربي ماعبدناك حق عبادتك
اسال المولي ان يجعلها في ميزان حسناتك
تغريد حائل
تغريد حائل
البديع.. هو الله
سبحان رافع السماء بلا عمد
ومُثبت الأرض بلا وتد
ومُجري السحاب بلا صفد..!

رواء العطر:
تصويركِ استحوذ كوامن الشعور
ونقش في تجاويف روحي لحظات روحانية
تسمو بالتأمل في إعجاز الخالق، وبديع تكوينه،
ويصدح صدى التسبيح والتهليل في عباب الخيال..!
جزالة حرفكِ ألجمت نبض السكون
وداعبت مسرى الفجر..!
أجدتِ يا سمفونية الأدب !!
حنين المصرى
حنين المصرى
ما اروعك يافيض
وما اروع حرفك الشفاف النقي
رحلة مخملية داعبت ارواحنا في سماء الطهر والتفكر في اﻻبداع الرباني
سلمت وسلمت يدك يا فيض الجمال
وتقبلي مرورى واعجابي المتواضع بحرفك الشامخ
امي حب دائم
امي حب دائم
كلمات رائعة ....و جميلة وفقك الله

هل من لقاء في الجنة مع افواج المسرة ..و اطياف الاحبة