| أحلامي بين الطموح والجروح | (مشاركة في مسابقة.. صفحات بيضاء من نبض الإنسانية )

الأسرة والمجتمع








بسم الله الرحمن الرحيم


أحلامي بين الطموح والجروح

كأي فتاة لي طموح وأحلام...
اجتهدت في دراستي منذ الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث الثانوي / علمي ..
كنت مثال للطالبة المتفوقة المحبوبة من الجميع ،
والكل يتسابق على صحبتي ، حتى المعلمات يأتون لزيارتي في البيت ..




تمنيت الدراسة الجامعية كأي بنت تطمح لاكمال تعليمها العالي ..
وكوني في غير بلدي لم يتيسر لي تحقيق هذا الحلم
فكنت وقتها معلمة في الدور لتحفيظ القرآن الكريم عملت فيها بجد واجتهاد
وتعلق قلبي بكتاب الله وتعليمه ،
وذات يوم سألتني إحدى الأمهات بالرغم أني لم أدرس أمهات أبدا ،
هل أكملتـِ تعليمك الجامعي ؟
أخفضت رأسي بأسى وأجبتها بالنفي ، طلبت مني ملفي ..
تذكرت أن دعواتي في سجداتي - بأن ييسر الله لي طلب العلم الشرعي - لم تضع ،
بل لامست العرش وحامت حوله مع تسبيحاتي مذكرة رب العزة بمسكنتي وحالي

كما قال صلى الله عليه وسلم:
"
إِنَّ مِمَّا تَذْكُرُونَ مِنْ جَلَالِ اللَّهِ التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا، أَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَوْ لا يَزَالَ لَهُ مَنْ يُذَكِّرُ بِهِ"



والحمد لله وفقني ربي..
والتحقت بالجامعة وبدأت مشواري الجامعي وحلم التفوق العلمي يلاحقني ..
غير أن هموم العالم الإسلامي وخاصة ما يجري ذلك الوقت في العراق وأفغانستان
نتيجة للغزو الصهيوصليبي والمجوسي أخذ حيزا كبيرا من فكري واهتمامي
حتى صار منهجا لي نصرة الجهاد وأهله ..
فبدأت أصرح بذلك في كل مجلس ،
وإذا تعدت أستاذة وطعنت في أشراف الأمة ( المجاهدين )
رددت عليها .. وأصبحت حديث الطالبات والمعلمات ؟
لا أنكر أنني أحب الشهرة..
لأنني عشت عليها سنين عمري منذ الطفولة أُنادى على المسارح للتكريم !
لكن هذه المرة لم تكون غايتي الشهرة ، لا أزكي نفسي فالله أعلم بإخلاصي ،
لكن كانت غيرة نابعة من فؤادي على حال أمتي الجريحة ..
ونار تلظى في صدري لما أرى أحفاد القردة والخنازير،
وأبي لؤلؤة المجوسي يسومون إخواننا سوء العذاب أسرا وقتلا وتشريدا ..
فلم يرحموا طفلا ولا شيخا كبيرا ..

وصدق الجبار إذ يقول:
" لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً " ..


ونتيجة لتوجهي جرت لي أحداث داخل أروقة الجامعة يشيب لهولها الولدان ..
انتهى مطافها بفصلي من الجامعة ، ذنبي أني أقول :

أمتي أمتي ..

نعم لم أتصور أن يأتي اليوم الذي يتحطم فيه حلمي في نهاية السنة الرابعة ...!

كانت هذه الحقيقة ..
وكنت طالبة يضرب بمثاليتها وتميزها ..

( إنا لله وإنا إليه راجعون ..
اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها )



أصبت في تلك الأثناء من سوء المعاملة - وأنا البنت المدللة طوال سنوات عمري !! -
بالاكتئاب الذي تطور إلى ذهان ، ولازلت إلى يومكم هذا أتعالج منه ..

مضى على جلوسي في البيت 8 أشهر ،
وهاهي بوادر الأمل في انعاش حياتي وبدية مستقبل مشرق
حيث خطبت لشخص فيه كل المواصفات التي أتمنى(دينا وخلقا ومركزا علميا واجتماعيا وثراءً)

ظننت أن محنتي انتهت بذلك اليوم الجميل في حياتي ..
ولم أعلم أنني دخلت مرحلة أخرى من الابتلاءات ..
كلما أردنا اتمام الزواج يتعثر إما بوفاة قريب جدا لخطيبي
أو بحادث سيارة له أو أي عارض أو صارف ...!
وعشت أياما حزينة ..
كنت قبل الخطوبة وبداياتها أرى رؤى مبشرة بزواجي من شخص ثري،
ودلالة رؤى أخرى أنه عالم ..
كنت أقول لنفسي سيكون جامعتي التي أتعلم منها لا سيما وتخصصه مما أحبه
إذ كنت أتمنى لو تيسر لي الماجستير والدكتورة لأكمل في هذا التخصص
فكان خطيبي يحمل نفس المؤهل ..
وقلت لنفسي ليس لك شهادة تتوظفين بها فكان هذا الخاطب ثري جدا يغنيني بفضل الله..



لكن ها أنا إلى الآن أعاني من سحر خطيبي - مدة 8 سنوات -
والذي عمل كل شيء ولازال يسعى بالرقية وبكل ما يستطيع بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه.

مع هذه الابتلاءات أصيبت والدتي بمرض مستعصي ..

لقد صقلتني الابتلاءات وزادت إيماني
ولم يعد همي من الدنيا سوى أن أرضي الله ويرضى عني سبحانه ..
ما مررت به ليس هينا ولكن صدق القائل نحن في جامعة الحياة وتجاربها أساتذة لنا ..

أحتسب كل أعمالي وأقوالي لله .. حتى ابتسامتي وسؤالي عن حال فلان من أهلي ..
بقولي: ( كيف حالك اليوم ) ؟
وأجد اللذة في الإخلاص لله .. وأشعر بالسعادة الحقيقة في ظل سعيي لرضا الله ..
وتأكدت أننا نحن من نصنع السعادة ولا تأتي بالزواج أو المال أو أو من ملذات الدنيا وشهواتها..
أصبح لدي رضا بالقضاء والقدر .. وامتنان لله وقناعة ..

فاللهم لك الحمد حتى ترضا ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا .

علمتني الحياة .. أن الرضا والامتنان لله سبيل زيادة النعم وقيدها .




أختكم / طموحي أن أكون ولية لله ،،








15
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعلاً قصتك جروحٌ نازفة وآلمتني كثيراً أُخيتي
نسأل الله العافية لك ولجميع المسلمين..
فالدنيا دار إبتلاء وصبر أدعوا الله أن يربط
على قلبك ويعوضك خيراً عاجلاً وليس آجلاً.

لم أفهم نقطة أنك تعانين من سحر خطيبك 8 سنوات!!
هل تقصدين أن خطيبك هو من عمل سحراً لك ؟! أم تقصدين
شيئاً آخر ؟! ولماذا يسحرك وأنت خطيبته وزوجة المستقبل ؟!

وكم أنا فخورة بك لأن الأمة الإسلامية كانت هماً من همومك
بالرغم من كونها سبباً في مأساتك !!
عوضك الله خيراً منها غاليتي.
تغريد حائل
تغريد حائل
الغالية طموحي لله وليه:

قصتكِ.. أستنزفت أحاسيسي
وأيقظت هواجس اللوم في نفسي
وأخذتُ أُردد: ماذا فعلتِ -ياتغريد- بهذه القلوب المرهفة؟
بصدق أعتذر منكن -غالياتي-
لقد نزفت جروحكن وآلامكن كثيراً في هذه المسابقة..
وتعالت آهاتكن أنيناً وحزناً حد القاع..
ولكن يشهد الله بأن روحي أنصهرت ألماً مع أرواحكن
وامتزجت مع مسام حروفكن الصامدة المحتسبة ثواب الله..!
قصتكِ عزيزتي..
كنور مشكاة في ليل أظلم..
نقشت دروس عظة وعبرة من نبض الإنسانية..
والإمضاء..
قوله تعالى: "مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ"
لسمو ذاتكِ المؤمنة..
دعوات صادقة مني تعانق عباب السماء..
فالصبر والاحتساب يُدخلان السكينة بأعماقنا
وتحل مباهج السعادة الحقيقية في روض أرواحنا..!
سلمتِ لزرعكِ بساتين مسابقتنا ببتلات العطاء
وأزاهير الأمل والثقة بالله..
وجزاكِ الله خيراً، وحماكِ من كل بأس!!
المحامية نون
المحامية نون
عميق ما كتبت فعلاً
عبر عن معاناة عشتيها
ولكن الأمتحان من الله تعالى يختبر
صبر البشر
حقق الله جميع طموحاتك
ودمت بخير
احلام جزائرية
احلام جزائرية
لا تعليق

؟؟؟؟؟؟
& أم أنوسي &
& أم أنوسي &