المحامية نون

المحامية نون @almhamy_non

🏅نجمة التصوير ✨ عضوة مثابرة

نوافذ الرحمة (مشاركة في مسابقة.. صَفَحاتٌ بَيْضاء مِنْ نَبْضِ الإنْسانيَّةِ)

الأسرة والمجتمع








ملاكٌ صغير قابعاً على كف الزمن ينظر إلى الدنيا العجيبة بعيون واسعة ,
يبحث عن الأمان في زمن لا أمان له ، تحجرت فيه القلوب، وانعدمت في كثير منها الرحمة ..
لهذا الملاك حكاية مؤلمة نسجت أحداثها الأعوام الطويلة ، وشاهدت مجرياتها عن كثب
أمابطليها الرئيسيين فهما الآن في ذمة الخالق ،
فتعالين معي ندخل في تفاصيل قصة قدر ...
ونبدأ السرد بوالد هذا الطفل ذلك الرجل الذي كان يعاني من إعاقة خلقية ونوبات عصبية تنتابه بين فترة واخرى .
كان يعيش في أسرة مؤلفة من عدد من الأخوة .. والوالدة ..
كبر الأخوة وتزوجوا .. وغدا المعاق شاباً..وهو لايزال يمر بهذه الحالات المرضية
والتي اشتدت سوءاً بعد زواج إخوته ،
حيث كان يرى كل واحد منهم وقد استقل بحياته ورزق بالولد
وهو محروم من كل ذلك ، يعاني الوحدة والوحشة ، واشتد عليه الأمر
فبدأ يلح على والدته بطلب الزواج ؛لكن محاولات البحث عن عروس باءت بالفشل الذريع
فأي فتاة تقبل الإرتباط به ..؟!
وتمر الأيام .. وبعد البحث الطويل المضني .. وقع الاختيار،
وتمت الموافقة في نهاية الأمر على فتاة في الثامنة عشرمن عمرها ولكن !!
تلك الفتاة كانت تعاني من اضطراب عقلي..!!
وكانت تعيش بمفردها مع جدها العجوز.. حيث لاأحد لديها سواه..
وهي الوحيدة التي قد تتقبله زوجاً...! وكان النصيب ..



طفل في زوبعة المشاكل :
و بعد أن تم الزواج لم تجرِ الأمور على ما يرام مع الزوجين
لأن تلك الفتاة لم تكن تعلم معنى الحياة الزوجية والأسرة؛
فأغلب الأوقات كانت تقضيها في صراخ وعويل ، وقد ينتهي الامر بها في النهاية
الى التعرض للضرب من قبل الزوج العصبي.
وتمرّ الأيام ..!
و شاء الله أن تحمل تلك المرأة المضطربة ..
ولم تتفهم هذا الامر ، ولم تدرك معنى الحمل أو مسؤولياته ،
فكانت تقفز وتلعب أحياناً مثل الطفل الصغير
وبقدرة الله ثبت هذا الحمل .. ولم يفسده طيشها وجهلها
حتى أتى اليوم الذي وضعت فيه مولوداً جميلاً كامل الخلقة
فسبحان من له في خلقه شؤون..!
فرح الوالد به كثيراً وصب عليه كل حنانه ، وكان يهدهده ويعتني به بنفسه
ولم يترك لاحد أن يتدخل في العناية به ..
لقد كان قطعة منه ، لاينازعه فيه أحد ، هكذا شعر به ، فهو إذن من سيتولى جميع أموره
أما والدته فلم تكن ترغب به منذ البداية ، ورفضت حتى إرضاعه
وكانت تنظر إليه من بعيد ونادراًما تقترب منه..!





بداية المعاناة :
وفي أحد الأيام التي غيرت مجرى حياة الطفل الذي لم يتعد الشهور من عمره
داهمت الأب نوبة عصبية شديدة
نقل على أثرها الى المستشفى ..وهناك فارق الحياة !
وأصبح اليتيم المسكين يتنقل بين أيدي أهل والده
يحنو عليه أحدهم ، ويهمله الآخر
أما الأم فقد فرّت عائدة إلى بيت جدها..
وكانت تأتي بين فترات متباعدة ترمي على طفلها الحلوى
ثم تسرع عائدة ، من غير أن توجه للصغير كلمة حنان ، أو تقبله أو وتحتضنه



سنوات العذاب:
أصبح الآن عمر الصغير ثلاث سنوات من العذاب ،
والتشرد بين الأيدي، والحرمان العاطفي، واليتم الأليم ،
وافتقاده الحضن الدافيء ، والقلب الحنون ،
وكان يطيب له كثيراً أن يقف بباب الدار.. يراقب المارة الرائح منهم والغادي
وفجأةً ..! وبينماكان يمارس تسليته الوحيدة في النظر إلى الناس
لمح والدته من بعيد .. تلوح له تلويحة الوداع ..وتبتسم ..
ثم سرعان ماغابت وابتلعها الطريق
فخفق قلب الطفل الصغير لهفةً وانفعالاً ، ودخل مسرعاً إلى الدار
ليخبر جدته بما رآه ،..
لكن الأخيرة لم تبد اهتماماً.. لأنها والكل يعرف حالة أمه العقلية ،
فلم تستغرب أن يصدر عنها ذلك التصرف ..
ولكن ماأن أوشك ذلك اليوم على الغروب ، حتى حدث مالم يكن في الحسبان !
فقد أتى ناعٍ يحمل خبر وفاة الأم قبل يومين بحادث..
حيث أنها كانت تقطن في مكانٍ يبعد كثيراً عن سكن طفلها
واستغرقت الدهشة الجميع ..وعلى ألسنتهم : سبحان الله .. يلهجون بها !!
كيف رأها الصغير قبل بعضٍ من الوقت تبتسم وتلوح له ؟! وهي قد ودعت الحياة من يومين ؟!
والصغير لم يكن ليكذب مما بدا عليه من الانفعال والبكاء ، حينما بلّغ جدته بما رآه ..!!
وآمن الجميع أن ذلك غيب من الله تعالى .. وأنه إلهام تبدّى للطفل
شيءٌ من لطف الله .. ولحكمة في علم الغيب ..! لايعلمها غيره !



سطور الفقد :
اقرأوا معي سطور الفقد في حياة هذا الطفل متفرقات ..
فقد والديه دون أن يعرف معنى الوالدين أو يدرك أحدهما
جدته كانت كبيرة السن لا طاقة لها على العناية به ،
ولا تحمل في قلبها له الحنان الكافي
وأعمامه كلّ مشغول بحياته وأولاده
هو مخلوق اعتبروه عائقاً لسير حياتهم فبحثوا عن أسهل الحلول
وأبعدها عن صلة الرحم ، والإنسانية ..
فقد سلموه لإحدى العوائل لتعتني به مقابل مبلغ شهري،
هكذا ماتت العاطفة من الأقربين..!
فعانى ما عانى من الإهمال ممن لايربطهم به نسب أو رحم ..
إنها طفولة معذبة ولدت لتعاني وتشقى كثيراً..!



ولكن منافذ الرحمة الالهية مفتوحة على مصراعيها،
فالله تعالى لاينسى عباده
وتأتي الرحمة حين يستبد اليأس ..!





*حاضر الآمل ، وتطلعات المستقبل :
الله تعالى لايغلق باباً إلا ويفتح ألف باب ..!
فقد شاء سبحانه أن يسخر لهذا الطفل جنوداً خفية
لتحميه من غول اسمه الحرمان.. فكان ماأراد الله .
.وأمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون
حيث علمت سيدة طيبة القلب من أقربائه بمعاناته الشديدة
فأخذته في كنفها ، وتكفلت برعايته
أحتوته بقلب نابض بالرحمة والحنان مع أولادها
فتعلق قلبه بها وارتوى من ظمإ ، واطمأن من خوف .!
وتمر السنوات تتبعها السنوات،
وهاهو اليتيم الصغير الضائع قد غدا الآن شاباً في الثامنة عشر من العمر
ملء القلوب والأبصار ..
شاباً ذا طموح وذكاء ، لم تحطمه سنوات عمره القليلة الأولى
لأن الله أدركه برحمته .. وأنعم عليه بمن رسم له طريق حياة آمنه
وحقق إيمانه بوجود الخير في الدنيا..
وهاهو نراه يبتسم
حين تأتيه ذكرى والديه ويمر شريط تلك الأيام الباهتة أمامه..!!
ثم يمضي في طريقه مخلفاً تلك الذكريات وراءه
مستقبلاً أمامه خطوات طريق الغد المرسومة بقلم طموحاته ..
وهو يتخيل نفسه رب أسرة سعيدة فتتسع ابتسامة أمله العريضة ..!



*عبر اقتبستها لحياتي :
وبعد كل ماشهدته طوال تلك السنوات ، وما علمته ..
رسخ الإيمان في قلبي رسوخ الجبال برحمة الله
وزدت شكراً له تعالى على نعمة العقل التي حفظتنا وأبنائنا
وزدت حرصاً على تنشئة صغاري محاطين بالحنان والتوجيه السليم والرعاية
وأن أغرس في نفوسهم حب الأسرة وصلة الرحم والعطف على المحتاج
وكبرت في عيني صورة تلك السيدة التي ضمت اليتيم إلى جوارها فاتخذتها قدرة
وتعلمت أن أمسح دمعة اليتيم ، وأفعل الخير مااستطعت..

*****************************
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أتى النبي
صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه
قال له : " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟
ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك".








30
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نور يتلألأ
نور يتلألأ
كيف للكلمات أن تعبر عن هذه القصة الرائعة
سلم الله لنا قلمك المتألق
أبدعت غاليتي
تقبلي مروري وإعجابي
تغريد حائل
تغريد حائل
عزيزتي نون:
قصة مؤلمة تُقطع نياط القلب
سطورها نزف وجع، وحروفها شهقات حرمان..!
هنا الدمعة نديمة لحظات الميلاد..
وما أصعب أن تنصهر البسمة وعلى أطرافها ألف سؤال..!
في دنيا الحرمان..
تنهض الأمنيات بثقل،وتتكأ على عكاز الخوف من المجهول
وتبحث عن خيط تنسجه بمحاذاة الهدف..
وقصتكِ شعلة أمل أضاءت دروب الإنسانية
تعلمنا منها أن الحرمان دافع للنجاح..
وأن الصبر بوابة الأفراح
وأن ماتت الرحمة في قلوب البشر
فرحمة الخالق أوسع وأشمل..!
سلَّم الله اليراع الماسي
على هذه القصة الشجية..
فلقد كانت بصمة ذات أثر
نبعت من نبض الإنسانية
ونُقشت على صفحات الروح..!
جزاكِ الله خيراً على رونق المشاركة..
أنرتِ خمائل مسابقتنا الهادفة -ياغالية-
حفظكِ الله!!
قلوب جميلة
قلوب جميلة
الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( حسان إلى اليتيم خلق إسلامي رفيع حثنا الإسلام عليه وندبنا إليه , بل وجعله من أفضل ..الاعمال عند الله وله اجر عظيم

قال الرسول صلى الله عليه وسلم

. أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِى الْجَنَّةِ , وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى , وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلاً. ... إِلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ بِإِصْبَعَيْهُ : أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا ، وَهُوَ يُشِيرُ بِإِصْبُعَيْهِ.

شكرا بحجم السماء

لك من التحايا اعمقها واجلها

قلم رقراق
المحامية نون
المحامية نون
كيف للكلمات أن تعبر عن هذه القصة الرائعة سلم الله لنا قلمك المتألق أبدعت غاليتي تقبلي مروري وإعجابي
كيف للكلمات أن تعبر عن هذه القصة الرائعة سلم الله لنا قلمك المتألق أبدعت غاليتي تقبلي مروري...
مرورك اسعدني غاليتي
بالفعل الكلمات تعجز امام قصص الانسانية
شكرا لذوقك الشفاف
المحامية نون
المحامية نون
عزيزتي نون: قصة مؤلمة تُقطع نياط القلب سطورها نزف وجع، وحروفها شهقات حرمان..! هنا الدمعة نديمة لحظات الميلاد.. وما أصعب أن تنصهر البسمة وعلى أطرافها ألف سؤال..! في دنيا الحرمان.. تنهض الأمنيات بثقل،وتتكأ على عكاز الخوف من المجهول وتبحث عن خيط تنسجه بمحاذاة الهدف.. وقصتكِ شعلة أمل أضاءت دروب الإنسانية تعلمنا منها أن الحرمان دافع للنجاح.. وأن الصبر بوابة الأفراح وأن ماتت الرحمة في قلوب البشر فرحمة الخالق أوسع وأشمل..! سلَّم الله اليراع الماسي على هذه القصة الشجية.. فلقد كانت بصمة ذات أثر نبعت من نبض الإنسانية ونُقشت على صفحات الروح..! جزاكِ الله خيراً على رونق المشاركة.. أنرتِ خمائل مسابقتنا الهادفة -ياغالية- حفظكِ الله!!
عزيزتي نون: قصة مؤلمة تُقطع نياط القلب سطورها نزف وجع، وحروفها شهقات حرمان..! هنا الدمعة...

إليك شكري وامتناني
لفتحك هذا الباب من أبواب الانسانية لنعبر
من خلاله ما يلاقي بعض البشر من ويلاتٍ
في هذه الحياة
التي لاتنتهي قصصها
غاليتي نورك هو ماأضاء ويضئ لنا
دائما بجهودك الاكثر من رائعة
تقبلي فراشاتي مع هذا الصباح
تحمل لك مودتي 505215