نوره . .

نوره . . @norh_119

محررة برونزية

تعدد النيات

ملتقى الإيمان




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد:
فكثير من إخواننا المسلمين لا يقرأ القرءان إلا بقصد الثواب والأجر وقصر علمه عن عظيم نفع القرءان وأنه كلما قرأ القرءان بنيةً نال فضلها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمريء ما نوى .. الحديث

فالقرءان منهج حياة والنية تجارة العلماء فمن هذا المبدأ والمنطلق أردت أن أذكر نفسي وإخواني ببعض النوايا عند القراءة ومنها:
1
-قراءة القرءان بقصد العلم .

قال الله تعالى (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ) ].
2
-قرءاة القرءان بقصد العمل به .

قال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ) ].
3
-قرءاة القراءن بقصد طلب الهداية من الله .

قال الله عز وجل (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)].
4-
قراءة القرءان بقصد زيادة الإيمان
.
قال الله عز وجل (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )].
5-
قرءاة القرءان بقصد مناجاة الله تعالى .

أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرءان يجهر به ).
6-
قرءاة القرءان بقصد الاستشفاء والرقية من أمراض القلوب والأبدان .

قال الله تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)].
7
-قرءاة القرءان بقصد الحصول على الخيرية والفضل عند الله.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صى اله عليه وسلم :" أوصيك بتقوى الله تعالى ؛فإنه رأس كل شيء .وعليك بالجهاد ؛فإنه رهبانية الإسلام .وعليك بذكر الله تعالى وتلاوة القرءان؛ فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض "
8-
قراءة القرءان بقصد رفعة المنزلة يوم القيامة (في الآخرة).

قال الله تعالى (إنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) ]
9
-قرءاة القرءان من أجل الحصول على الثواب والأجر.

عن عقبة بن عامر الجهني قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان أو العقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثم بالله عز وجل ولا قطع رحم قالوا كلنا يا رسول الله قال فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن من الإبل.
10
-قرءاة القرءان بقصد الحصول على رحمة الله .

قال الله تعالى (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)]
11-
قراءة القرءان بقصد الحصول على شفاعة القرءان في القبر ويوم القيامة .

عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه قال : الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة . يقول الصيام : يارب ، إني منعته الطعام والشراب والشهوات بالنهار ، فشفعني فيه ، ويقول القرآن : يارب ، إني منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان فيه .

منقول بإختصار وتصريف من كتاب تعدد النيات عند تلاوة الآيات / تأليف أحمد كمال


3
380

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نوره . .
نوره . .
و هذه القاعدة ( تعدد النيات ) تنفع في كل العبادات :
فمثلا : في الوضوء يمكن أن ينوي الشخص انه يريد أن يتوضأ للصلاة و للقيام بعبادة , و ينوي انه بهذا الوضوء يقتدي و يتبع أثر النبي صلى الله عليه و سلم , و كذلك ينوي أن يتطهر و يزيل الحدث عن نفسه , و ينوي ان تتساقط ذنوبه مع قطرات الماء .


صلاة القيام : فينوي أن يقوم الليل , و ان يحييه بذكر الله , و ينوي ان تغفر ذنوبه , و ينوي ان ترفع درجاته , و ينوي ان يكتب من الذاكرين الله كثيرا , و ينوي ان تستغفر له الملائكة , و ينوي ان تستجاب دعواته , و ينوي الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عايه و سلم ...... و غيرها .


في طلب العلم : ينوي أن يزيل الجهل عن نفسه , و ينوي أن يتتبع سنة النبي صلى الله عليه و سلم , و ينوى ان يتعلم ليدعو الى الله , و ينوى ان تحفه الملائكة و ان يذكره الله فيمن عنده ...


و هكذا
نوره . .
نوره . .
من يقصد الذهاب إلى المسجد ، فينوي أنه زائر لبيت الله وقاصدا كذلك لصلاة الجماعة التي تعدل صلاة الفذ بسبعة وعشرين ضعفا ، وينوي مع ذلك سماع الذكر من العلماء ، وإفادة العلم بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ؛ إذ المسجد لا يخلو من جاهل يسيء في صلاته ، وينوي مع ذلك أن يستفيدَ أخٌ في الله فإن ذلك غنيمة ونصرة للدار الآخرة ، وينوي كذلك ترك الذنوب حياءً من الله تعالى ، فما من طاعة إلا وتحتمل نيّات كثيرة ..

من كتاب البحر الرائق في الزهد والرقائق ص 21 ، ط دار المجد ، للشيخ الدكتور / أحمد فريد ..
نوره . .
نوره . .
وإليكُنَّ هذه اللفتَات المجتباه من ذات الكتاب-وهي بتصرُّفٍ يسيرٍ من الكاتبة:

كلُّ عملٍ لا بدَّ لهُ من نيّة ، ومن كانَ الغالبُ على قلبه أمرُ الدِّين ؛ تيسّرَ عليهِ في أكثرِ الأحوال إحضار النيّة للخيرات .
ومن مالَ قلبُه للدُّنيا وغلبت عليه ؛ لم يتيسّر لهُ ذلك ، بل لا تتيسّر له في الفرائض إلّا بجهدٍ جهيد .

لفتة: النيّة الصّالحة لا تُغيِّر المعاصي عن مواضعها .
فلا ينبغي أن يفهمَ الجاهلُ ذلك من عموم قولِه صلّى اللهُ عليهِ وسلّم : "إنّما الأعمالُ بالنّيات" فيظنُّ أنَّ المعصية تصيرُ طاعةً بالنيّة!

وينبغي للمُسلم أن يتعلّمَ النيّة ؛ فإنّها كما جاءَ عن الإمام يحيى بن كثير -رحمه الله " أبلغ من العمل" ..
وينبغي له كذلك أن ينوي بأفعاله نيّات كثيرة ، إذ ما من طاعة من الطّاعات إلّا وتحتمل نيّات كثيرة .
ونصحَ بعضُهم ، فقال: " لا تعملنَّ عملاً إلّا بنيّة " .

- وعلى المُسلم أن يتنبّهَ لنيّتهِ في كُلِّ شيء ؛ فما من شيء من المُباحات إلّا ويحتملُ نيّة أو نيّات يصيرُ بها من محاسنِ القُرُبات!
فإنَّ المُباحَ بالنيّة الصّالحة ؛ يرتفعُ إلى قُربة ، وبالنيّة الفاسدة ؛ يُصبح معصية .