أَحسِنوا جِوار نعم الله

الأسرة والمجتمع








أحسنوا جوار نعم الله

نعم الله لا تعد ولا تحصى
وأنا اليوم بصدد الكتابة عن نعمة الطعام...
نعمة حرم منها البعض .. والبعض أُعطي
بمكيال ..والبعض الآخر أُعطي بلا حساب!!




من حُرم منها

كأنه حرم من الدنيا وما فيها .. وتراه هزيلاً
ضعيفاً شاحباً .. تتكالب عليه الأمراض!!
فالطعام هو وقود الإنسان وإذا لم يُزود بالوقود
بطريقة منتظمة آل حاله الى ما ذكرته..
ذلك المحروم يعرف قدر الرغيف وقيمة التمرة ..
لانه قد يأكل يوماً ويجوع ثلاثاً !! فلا شي يذهب الى القمامة..
ولا توجد بقايا أطعمة يأكل منها العفن لإن أصحابها نسوا أكلها!! 
هنا كُل ما وُجِد يكون وقوداً للبدن.. وسداً لجوع وحاجة ماسة !! 
تلك الفئة لا تأكل لتتسلى ..
ولا تأكل لأن وقت الوجبة حان ..
ولا تأكل مجاملة ..
ولا تأكل لتجرب نوعاً جديداً من الأطعمة ..

ولكنها تأكل لأن الجوع فتك بها !!!




من أعطي بمكيال

قد يجد وجباته الثلاثة وأحيانا كثيرة يجد وجبتان فقط !!
ورغم ذلك قد تجده أحياناً يسهو قيمة اللقمة
وتجد بقايا طعامه طريقها الى القمامة أعزكم الله !!!
لماذا القمامة وأنت لست في موضع
يسمح لك بالأسراف ؟!
وأنت قد تكون تكبدت العناء للحصول عليها؟!
حتى وإن كانت كمية ما يُرمى قليلاً جداً ؟!


من أعطي بلا حساب

الا يخاف حساب الله يوم القيامة في تبذير النعم ؟
الا يخشى من تحول النعمة ؟!
لا أعلم صدقاً كيف وصل بنا التبذير
الى هذا الحد الذي ترمى فيه أطنان الطعام في القمامة؟! 

في ولائمنا وأعراسنا مثلاً ما الذي سيحدث
إذا تم تغليف ماتبقى من طعام في كل مائدة
وتم توزيعه على الحضور وهم منصرفون!!!
ليكون غداءً لهم في اليوم التالي
بدلاً من رمي تلك الأطنان في القمامة؟!

أو تغليفها وتوزيعها على الفقراء والمساكين!!


الكاتب : إبراهيم كوكي كاتب سوري
يقول
:

((لما بلغ الترف بأهل العراق أن ما ينزل على المائدة يرفع ما بقي منه إلى المهملات ، حتى اندثر عندهم مصطلح ((اﻷكل الطازج))
ابتلاهم الله بالحصار عشر سنين .. حتى صاروا يأكلون الخبز أسود يابس .. ومات لهم مليوني طفل من الفقر والمرض.

ولما أن أصبحت أرى في دمشق وضواحيها الخبز في الحاويات بكثرة ..
ورأيت امرأة فقيرة سقط منها رغيف خبز فتركته على الأرض ومضت ..
ورأيت آخر يبعد ما سقط منه على الأرض بطرف قدمه ..ووصل الهدر مستويات مخيفة في بلدي ……
أيقنت أننا مقبلون على أيام سوداء سنشتهي بها هذه الخبزات التي كنت أراها في الحاويات …..
رحم الله والدي العالم الجليل :
كان يأكل طعام اﻷمس البائت قبل طعام اليوم (الطازج ) ..
وكان يبلل الخبز اليابس بالماء ويأكل به ولا يرميه …
وكان أول من يشبع وآخر من يقوم عن المائدة ،
فقد كان يلملم الفتات من أرز وهراهير الخبز وغيرها ولا يسمح برميها او مسحها مع تنظيف المائدة …
وإذا وجد في المطبخ صحنا فيه بقايا طعام لأحد الأطفال لم يكمله ، لا يجد حرجا في أكله ..

كان يحافظ على النعمة بقليلها وكثيرها ويحرص عليها فحفظته في حياته :
توفي رحمه الله عن 72 سنة :
لا يشكو من اي مرض . لا ضغط ، ولا سكري ، ولا شرايين ، ولا روماتيزم ، ولا قلب ،
ولا أي مرض مما يشكو منه اي إنسان جاوز الخمسين او الستين ، فضلاً عن السبعين …
كان يكثر من ترداد الحديث علينا :
قال عليه الصلاة والسلام : أحسنوا جوار نعم الله .. لا تنفروها .. فقلما ذهبت عن قوم فعادت إليهم …..
ف “.أحسنوا جوار نعم الله” ..
“ولئن شكرتم لأزيدنكم”

أخواتي الحبيبات عضوات عالم حواء

والله إني لم أكتب هذا الموضوع ليكون فقط كلاماً مرصوصاً لا يستفاد منه!!
ما دفعني الى كتابته هو وصول مقال ذلك الكاتب السوري
عندي عن طريق الوتس أب فجلست أقرأه وأتأمله لأنه يصف حالنا وواقعنا...


إختي الحبيبة كم أنت رائعة وأنت تعبرين عن رأيك
في مشاكل أخواتك في الله وتعرضين الحلول المناسبة ..
وأنا اليوم أعرض عليكن هنا مشكلة تفاقمت في مجتمعاتنا وحلها يبدأ من الحوائيات !!


الصيف على الأبواب ومعه تزداد الأفراح والليالي الملاح أكثر الله من أفراحكم ..
وطبعاً لا يخلو منتدانا من عضوات سيزفن الى نصفهم الجميل هذا الصيف ..
أو عضوات يجهزن أعراس ذريتهن أو إخوانهن ..
فلماذا لا تكوني أختي الغالية أول من يسعى الى تقديس نعمة الطعام
وأول من ينادي به .. صدقوني أخواتي ما أن تبدأ إحداكن
حتى يكون في إثرها الآلاف وتكون عادة للمجتمع !!



فكري معي أختي

في مناسبة العرس يكون على كل طاولة 8 الى 10 أشخاص
ويكون فوق الطاولة من الأكل ما يكفي عشرين شخصاً إن لم يكن أكثر !!
وطبعاً لا أحد يلمس الأطباق الرئيسية وكل شخص يستخدم
الملعقة المخصصة لغرف الطعام .
بعد إنتهاء الأكل ورفع الصحون لماذا لا يتم تغليفها
بطريقة بسيطة ومقسمة على الأشخاص الثمانية
الذين أكلوا منها ويتم توزيعها عليهم!!


الكل يستغرب وهناك من سينكر عليك ما فعلته!!!!


ولكن الأجر أعظم وبعدك سيتبعك الكثير .


حل آخر


غلفوا الطعام ووزعوها على مساكن العمال الأسيويين أو على البيوت الفقيرة...



أختي بهذه الحلول ماذا ستربحين وماذا ستخسرين؟


المكاسب:

أجر كبير من الله..
دعوة حلوة بظهر الغيب للعرسان يدعوها كل من سُد جوعه بهذه اللقمة..
اذا قلدتك أخواتك في الله سيكون الأجر لك جارياً بإذن الله تعالى..


الخسائر

بضع دراهم زيادة على ميزانية العرس ستذهب لتغليف الطعام وتوزيعه!!


أرجو أن تكون فكرتي وصلت وأن نعين بعضنا على إطعام الطعام ..






38
6K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شموع لا تنطفئ
شموع لا تنطفئ
بارك الله فيك وجزاك الله الجنه ...
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
بارك الله فيك وجزاك الله الجنه ...
بارك الله فيك وجزاك الله الجنه ...
غاليتي ام احمد :
بارك الله بك ..!
وأجزل لك الرزق ..!
أعجبني ماقرأت من جهد قلمك
وجميل طرحك
وعرضك لفئات الناس الثلاث
وكيف قابلت كل فئة ماقدر لها من رزق
ومشكلتنا اليوم هو الهدر والإسراف
وعدم تقدير نعمة الطعام
ولو أحسن كل إنسان تصريف مافاض من الطعام
مابات جائع ..
وحتى الحيوانات كان سيكون لها نصيب ...!
ولكن الحقيقة أن حاويات القمامة هي التي استأثرت بالباقي الكثير ..!
سلمت يدك على حسن الطرح ودقته وإتقانه
رائع ومميز وجهد مثمر !
حكاياالمطر2013
حكاياالمطر2013
من اروع ما قرئت ...والله يا اختي عندما اذهب لمكة لاداء العمرة وانعزم عند اقاربنا اصاب بالذهول لكثرت مايشترى ويرمى وهذا حال كثير من الاسر وعندما اقول وزعوه للفقراء يقولوا مافي فقراء مافي غير المهملات ...لا اله الا الله كم ضيعنا نعم نسال الله ان لا يرفعها عنا وان يحفظها من الزوال
تغريد حائل
تغريد حائل
الغالية أم أحمد:
موضوع قيم في الصميم
يحاكي عقول وضمائر ألجمتها الغفلة، وأعمتها الملذات..!
واقع مؤلم يدمي القلب
فهناك من يحتاج لفتات رغيف كساه الجفاف..!
سلَّم الله البنان..
وزادكِ من فضله وعلمه درجات..!
وطني أجمل
وطني أجمل
مناظر مأساوية أحيانــا نراها في حياتنا ... نسأل الله أن يهدي كل مخطيْء ..


موضوع قيم ... بوركتي أختي ... وكل الشكر ...