من لي ؟ إن كنت لهآ ؟ ..(مشاركة في حملة... ماخلف الجدران الصامتة)

الأسرة والمجتمع


width=650 height=450



في حي رآقي ..
ومن بين القصور المصممه بذوق وفخامه ..
كان هذا القصر يختلف عن باقي القصور بمن يسكن به ..
يحتضن بداخل جدرانه قصص غريبه ..
لم يعشها المغامرون أو حتى من كان يمثل أدوارها ..
يظنونها مسلسلات رعب أو قصص خياليه ..
أو حتى رواية عاديه .. يستحيل وقوعها ..

تفاصيل الحادثه معقده ..
وإن كان للحوادث نهايه ستنتهي ..

أخفت نفسهآ خلف خزآنتهآ وهي تبذل جهدها لإبقاء نحيبهآ دآخلياً ..

تنصت لصوت صرخآت أمها وهي تحاول إبعاده عن غرفتهما الصغيره ..

رغماً عنها تنصت .. لا تستطيع أن تغلق أذنيها كأختها الكبيره .. التي تجلس في زاويه
الغرفه ذاتها ولكن بصمت ..

مخاوف طفوليه بريئه تتخيلها أمامها .. كأنما هو مسلسل خيآلي وليس بوآقعي ..

تسللت دموعها من خلف رموش عينها المغلقه .. خرجت أول قطره من بحر حزنها والرعب الذي تعيشه ..

كآنت تسمع صوت بكاء مكتوم .. دآخل الخزانه .. هذه هي عادة أختها الصغرى عند البكاء ..
تختبئ عن الجميع وحتى عن نفسها حتى لا تستضعف نفسها ..

إبتسمت الكبرى " مها " .. وهي تحسد أختها على قدرتها في إفضاء ما بداخلها ..

وفي نفس الوقت تشعر بالحزن تجاه طفولتها ..

مآذنبها .. مآذنب أمها وأختها ..

كيف له أن يخون ثقة إبنته ليرميها لزوج إختارها زوجة أخرى مهمشه ..

أمها ..

كآنت كأي فتاة .. تسخر من الفتياة اللواتي يرضين الزواج من شخص يكبرهن سناً وذا طابع فكري حجري ..

وعوقبت على سخريتها بقسوة والدها ..

رفضت .. حاولت .. بكت .. إرتجت الجميع .. لكن لا أحد إتخذ الموقف إليها ..

فكانت ترن بإذنها كلمات بسيطه : أبوك وهو أدرى بمصلحتك وباللي يناسبك ..

ماشاء الله مره يعرف مصلحة أمي ..

رفعت يديها بقهر : الله ينتقم لنا منك .. ذنبنا وذنب أمي برقبتك حتى وإنت بقبرك ..

نهضت من زاويتها لتقترب من الخزانه .. حاولت فتح بابها لكن .. هناك شيئ إستبق كل شيئ ..

إلتفتت بسرعه ناحية الباب الذي فتح على مصراعيه بعنف ..

صوت صرخات أمهم الباكيه .. وهي ترتجيه أن يتركهم وشأنهم : خالد .. خالد .. أذبحني .. سوي اللي تبي .. بس إلا بناتي .. خالد إطلع .. خااالد ..

تصلبت ملامحها وهي تنظر لذاك الطويل .. صاحب الملامح الجامده .. خاليه من أي معنى سوى القسوه ..

تنملت أطرافها .. برود يكتسح جسدها .. فقدت قدرتها على البقاء واقفه لتجلس أمام باب الخزانه الذي يحتضن جسد أختها الصغيره ..

جف حلقها من اي ريق .. عينها متسعه برعب .. قلبها يدخل موسوعه قينس لسرعة نبضاته ..

إلتفت والدها ناحية الأسلاك ليسحبها ويلفها بسلك أخر حتى يصبح لديه سلك متين ..

تحاملت الأم على نفسها لتنهض إليه وتقبل يديه بذل ورجاء .. ودموعها تحكي الرعب الذي تعيشه : أبوس يدك أترك بناتي .. خالد .. خاف الله فيهم .. توهم صغار ..حرام عليك خالد ..

دفعها بقوه وصوته يتحشرج بالغضب : حرمت عيشتك إن شاء الله .. إذا أبوك مارباك ورماك علي ماني مثله .. بربي بناتي .. ذولا بناتي .. وقسم بالله ياحميده لو حاولتي مره ثانيه توقفين بوجهي والله القبر بيكون بيتك .. فاااهمه ..

في داخل الخزانه .. كانت تتمسك بالملابس وتحتضنها برعب ..
تعض مجموعه وتمسح دموعها بأخرى .. كادت أن تبلل الخزانه من خوفها ..
والشاب الوحيد في هذه العائله ..كان يهرب من هذا المنزل .. يبذل جهده بالهرب ..
حتى لو كان الثمن أن يصبح مشرداً .. المهم لديه أن لا يذل ويرى ذل إخواته وأمه على يدي والده ..
..

مسحت دموعها وهي تنظر للصغيره التي تنام على فراشها بهدوء ..

يكفيها أنها ضحت بجسدها بدلاً من جسد الطفله الصغيره ..

يكفيها أن تراها تدخل عالم أحلامها وترحل عن واقعهم المرير لفترة بسيطه ..

كل مايحدث لا تصدق أسبابه ..

فقط .. لأن طفلة حاولت أن تعيش طفولتها مع بنات سنها .. حين خرجت من المنزل ..

أشفقت عليها ..

الطفل إن لم يعش طفولته فـ مالذي يعيشه ؟ ..

تفآصيل معقده ..

مخبوئه خلف جدران منزلهم عن الجميع ..

لا أحد يعلم عن أي شيئ داخل هذا البيت ..

لا تنكر أن مظهر منزلهم من الخارج يصف الجمال .. ولكن بداخله ! ..

بدأت تتأمل غرفتهم التي نفاهم بها والدها ..

كانت غرفة الخدم فيما سبق .. ولكن الأن ؟ ..

هم الخادمات لرجل حاك التحجر تفاصيله على إنثنائات عقله ..
نظرت لنفسها .. بجسدها النحيل .. وعيناها السوداويتين .. تشبه أمها كثيراً .. جميله ..
ولكن مافائده الجمال إن كان جسدها قد شوه بخطوط حمراء .. وعين بكدمه زرقاء ..
من لي ؟ .. من لي .. إن كنت أنا لهذه الطفله ؟ ..
..
في اليوم التالي ..
نهضت بصعوبه وهي تحاول أن تُلبس أختها لباسها المدرسي ..
خرجت الطفله على أطراف أصابعها .. تريد الهرب من المنزل إلى المدرسه ..
مدرستها هي المكان الوحيد الذي تستطيع أن تأمن نفسها فيه ..
خرجت بسرعه لتركض وهي تشعر بأن والدها سيمسكها إن لم تصل بسرعه ..
دخلت مدرستها والنور لم يطلع بعد ..
للتو كان البواب قد فتحها ..
دخلتها وداهمت ظلمتها .. دخلت فصلهم لترمي بجسدها الصغير على الأرض وتتخذ من حقيبتها وساده لها ..
نامت بضع دقائق حتى بدت تشعر بحركة أول طفلة تدخل المدرسه بعدها ..
نهضت لتجلس بمكانها بهدوء وكأن شيئ لم يكن ..
في كل *** تدخل معلمة وتسأل عن الفروض التي أعطتهن إياها ..
أغمضت عينها بخوف .. وزمت على شفاهها ..
تلقت الكثير من الشتائم والإستحقار ..
بينما طفلة أخرى لم تنجز فروضها لكنها جميله المظهر .. لم يوبخها أحد ! ..
لما هذا التمييز .. هل ذنبي أنه لآ أحد يهتم بي من أهلي ؟ ..
كيف للطفله أن تعلم مايجب عليها أن تفعله دون أن يخبرها أحد ؟ ..
كان الجميع ينفرون منها لأسلوبها الغريب باللعب .. يرونها طفله غريبه ..
تحل المسائل أسرع منهن لكن لا تحل واجباتها ولا تملك درجات عاليه ..
إستحقار وإستخفاف بها ..
الجميع ينفرون منها .. حتى معلماتها ..
الجميع يظنونها طفله مهمله ..
ماذنبها هي إن لم تكن كبآقي الأطفال ؟ ..
لكن لا يهمها ..
الأهم لديها المكان الهادئ الخالي من العنف ..
هذا مايريحها ..
لكنها تسأل الأطفال في كل لحظه سؤال بريئ : إنتوا تنامون الليل وإنتوا مو خايفين ؟
وما إن يرن الجرس للخروج ..
حتى تبدأ بحمل حقيبتها وتلتف من خلف بيتهم حتى تتسلل من باب الحارس حتى تدخل للبيت ..
ومن ثم يتكرر مسلسل العنف الذس تتلقاه ..
هذه هي نفس تفاصيل حياة أختها الكبرى .. كانت مثلها ..
دخلت لترتمي بحضن الأخت الأم " مها " .. فهي لا تعلم معنى الأم .. سوى تلك التي تعنف كل يوم وهي تدافع عنهم ..
وهذه التي تضحي بنفسها من أجلها وتحميها في حضنها في كل ليل وتعتني بها كل صباح ..

..
عاشت الأختان حياة أليمه ..
ويعقد الكثيرين حواجبهم حين يرون كرهها لأهلها وللجنس الأخر بشمول ! ..
يكفي رجاءاً ..
مالم تعيشوه لا تنتقدوه ..










17
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

8LB MN ZGAAG
8LB MN ZGAAG
ابدعتي
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنفاس الفجر
كم هي مؤلمة حد الغثيان تلك المأساة!!
إنها في صميم الحملة .. قصور براقة من الخارج
وخاوية من الداخل !!! يصول الرعب فيها ويجول!!
هنا العنف الأسري بكل أوجهه القبيحة ، أم تهان وتضرب .. طفلتان هُدرت طفولتهما ما بين خزانة مظلمة تخنق داخلها العبرات وبين صمتٍ مدمر على أعتاب تلك الخزانة!!
لا تعرفين كم أثرت بداخلي هذه المأساة!!
خفف الله عن الأختين وعوضهما خيراً
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
واقع مؤلم صوره قلمك البارع ..
أثر في النفس أيما تأثير..
موضوع مميز للغاية
حفظك الله وبارك بك ..!
المحامية نون
المحامية نون
جزاك الله خيرا
تغريد حائل
تغريد حائل
هانحن نسمع نحيب القلم، وآهات الحروف المثكولة
هانحن نكفكف العبرات، ونقول للظلم: كفى.!
ما أقسى أن تصبح الأحلام ركام أوهام
وتصبح البراءة نديمة الحرمان..!
ما أقسى انصهار كلمة "بابا" من ثغر الطفولة
وهدم كوخ الأمان بمعول الظلم والقسوة..!
الغالية أنفاس الفجر:
مرحبا بصهيل قلمكِ المتدفق بالحزن والألم.
فلقد أجدتِ بريشتكِ الصادقة تجسيد قضية العنف الأسري
وترجمة أنين ما خلف الجدران الصامتة..!
قصة الأختين.. حكاية معاناة سرمدية الحزن
خطفت خيالنا ومشاعرنا
وأسالت دموعنا، وأحتضنت دعواتنا القلبية بجلاء الهم وبزوغ النور.
فواأسفاه... لقد أحتضرت الإنسانية
ويبقي الأمل بالله حيَّ لا يموت..!
وتبقى حملتنا المباركة وضاءة بمشاركتكِ الطيبة.
جزاكِ الله خيراً على ماسطره قلمكِ الرائع
وجعله في موازين حسناتكِ... قطاف خير لا ينضب..!
ووفقكِ الله لما يحبه ويرضاه!!