فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

جاهلية العصر في العنف الأسري (مشاركة في حملة... ماخلف الجدران الصامتة)

الأسرة والمجتمع



بداية :
الأسرة المسلمة بكل مايحتويه الإسلام من معاني الإنسانية، والأخلاق الرفيعة
يفترض بها أن تكون منارة مودة ، وسكناً، وأمانا لأفرادها..
أن تكون كهفاًيلجأ إليه كل واحد منهم ؛ حين تقابله عواصف الحياة الخارجية ..
أن تكون واحة يفيء إليها .. ويستظل بها في هجيرة الحياة ..
أن يكون فيها القلب الكبير مظلة..
تحتوي القلوب التي تلوذ بها .. ترد عنها الوابل المغرق ..!
وحين تستنفذ مشاغل وأعباء العيش الجسد المكدود من عنت النهار ..
يعود مشوقاً ؛ ليسترجع أنفاس الراحة.. ويستعيد صفاء الذهن المرهق
في أفياء الأسرة ..
ولتعود إليها تلك القلوب الصغيرة ..
التي استهلكت طاقتها أعباء ساعات التحصيل والدرس ..
في لهفة إلى ملاذها الآمن ..وإلى الأحضان الدافئة ..
وإلى الغذاء المشبع بالحب والحنان ..
في جو تضيئه السعادة .. ويغشاه الأمان .. ويحيطه الرضا ..!!

****
تلك هي الصورة المثلى لما يفترض أن تكون عليه الأسرة ..
في ظل المفهوم الصحيح لمعاني الرحمة والمودة في الإسلام ..
ولكن ...! هل هذا هو واقع الحال الذي تعيشه أغلبية الأسر الآن ؟؟
بالطبع .. لا !
لم تعد الأسرة التي تمثل اللبنة الأولى في المجتمع ..و المدرسة الأولى
ومهبط الحب .. وموطن السكينة .. وباحة الهدوء والطمأنينة ..
في أغلب الحالات ..كما صورناه مثالاً للمحيط الأسري في الإسلام
لأنها ابتعدت عن جوهر الإسلام .. وعما رسمته لها الشريعة من صورة مشرقة
هناك إذن ناقوس خطر يدق ..
يهيب بنا أن نبحث عن موطن الداء المستفحل ..
قبل أن ينخر سوسه جسد المجتمع ... فتهوي لبناته لبنة أثر لبنة ..
ويحترق الأخضر واليابس ..!

****
واقعنا .. الآن ~
ومع واقع أننا أبناء دين الرحمة والإنسانية ..فإن ظاهرة العنف لدينا تحتل أرقاماً رهيبة تزداد يوماً بعد يوم متخطين نسباً وأرقاماًلبلاد أخرى خالية من الإيمان ..
لايعرف أهلها قيماً ولا خلقا...
فهناك الملايين من الأطفال والنساء ، والخدم ، والمسنين يتعرضون للعنف،
على أيد أناس من المفترض أن يحسنوا رعايتهم ..
ويهيئوا لهم بيئات طبيعية ، يمارسون فيها حقوقهم الإنسانية ..


{ قفي معي ..! لنقرأ }:
ذهب أحمد الشاب العاطل إلى إحدى دول الخليج ليتكسب رزقه .. فلم يوفق ، ورجع ليجد نفسه عاطلاً مرة أخرى مع زوجة يحبها للغاية ويعجز عن إعالتها ، فأصيب باكتئاب شديد .. دفعه إلى ضربها بقالب من الطوب ثلاث مرات أثناء نومها ، ثم فصل
رأسها عن جسدها !



لماذا سكوت المرأة ؟
تؤكد الإحصائيات التي أجريت أخيراً حقائق معينة مؤلمة :
أن 90./. من مرتكبي العنف هم من الذكور..
وأن 50./. منها يرتكب ضد الزوجة ..
وأن عمل المرأة وتعليمها لم يساهما في انخفاض العنف ضدها ..
ولكن ..! لماذا تصمت المرأة العربية وتطوي جناحها على هذا الواقع المؤلم ؟
والجواب : أن المرأة في أغلب الأحيان تكون مرغمة ..
تخاف من نبذ المجتمع لها في حال شكواها في المحاكم ..
تخاف على عائلتها الصغيرة فيما إذا وقع الطلاق واستأثر الزوج بالأولاد..
تخاف أن تعود إلى أسرتها التي قد ترفض استقبالها وتعتبر أن مكانها الطبيعي مع زوجها مهما كانت الظروف .. متناسين إنسانيتها المهدورة ، وكرامتها المجروحة .
تخاف من كلمة " مطلقة " تلتصق بها كأنها وصمة عار ..
وقد تكون في المقابل القليل من الحالات التي تستثير العنف وتكون الزوجة فيها هي الملامة.. مثل عنادها واستهانتها بزوجها ، وخيانتها وهي أسباب كافية للتنكيل بها .

****

الطفولة .. والعنف ~
يتعرض الطفل البريء كل يوم لشتى أنواع العنف ..
من إساءاتٍ لفظية ، ٍوالحط من شأنه .. وانتهاء بألوانٍ و أنواعٍ من العنف الجسدي
من ضرب وتعذيب .. قد يصلان إلى القتل والتمثيل به أحياناً..
إلا أن أشد تلك المظاهر وأقساها الاعتداء الجنسي الذي يمثل وصمة عار في عرف الإسلام ..
وأكدت الدراسات القائمة أن 20./. من هذا النوع من الجرائم ..
يكون المدانون فيه أفراد من داخل الأسرة ، أو محيط الأقارب، أو المستخدمين في البيت!


قفي معي لنقرأ }:
إيمان طفلة بريئة جاءت من الأرياف إلى المدينة حيث يقيم شقيقهاسالم ، أملاً في حياة أفضل
لكن ذلك الشقيق عاملها بقسوة متناهية وتفنن في تعذيبها ، ففرت وهامت على وجهها في الشوارع ..
وفي إحدى الليالي الباردة وجدها رجل منزوية في ركن ترتجف قرّا وجوعاً ، فأشفق عليها وسلمها لقسم الشرطة وبعد معرفة أخوها استدعي لتسليمها له .. ولكن ماأن رأته حتى علا صراخها ونحيبها ، مما أثار دهشة رئيس المباحث الذي أخرج الشقيق وبدأ في
التحدث مع الفتاة .. ليكشف آثاراً بشعة من التعذيب في سائر جسدها الغض الطري


آثارٌ سلبية مدمرة ~
تتحول الكائنات الودود .. كالمرأة الرقيقة المملوءة عاطفة ..
والطفل الوديع الذي يبحث عن الحنان و الحب..إلى كائنات أخرى ..
تبعاً لمقدار ونوع ذلك العنف الذي طالهما ..
أما المرأة فتصبح في مهب الرياح ..عرضة للأمراض المختلفة ، جسدية ونفسية..
تفقد الرغبة في العمل وفي الحياة.. وتعيش على الهامش ..
وقد يدفعهاالعنف الممارس عليها، إلى ممارسته ضد أطفالها..
وقد تصبح إنسانة عدوانية راغبة في الإنتقام ..
وتنسحب تدريجياً من المجتمع مع الشعور بإهدار كرامتها .. فتكره الزوج وتكره الرجال !
وأما الطفل فحدث ولا حرج .. فالإعتداءات خاصة الجنسية منها تبدأ في هدم كيانه
كالمعول ..تدريجياً .. فيصاب بالقلق والخوف والأرق..
ويلازمه شعور الذنب الدائم وكأنه ساهم في هذا العدوان ..
وحين يختلي بنفسه يلازمه البكاء .. وتطارده الكوابيس ..
ويشعر بحقارته وضعته.. فينطوي على ذاته وخجله ويصبح عدوانياً لايثق بأحد..
وحين تستفحل المشكلة وتستمر ولا يجد الطفل العلاج ..
يصبح عنده مايسمى بالرهاب الإجتماعي ، والوسواس القهري .
وهذا مدخلاً للهستيريا .. ومرحلة أخرى للتردي قد تفضي إلى الإنتحار..
وقد يتلذذ الولد ويصبح شاذاً .. أو تصاب البنت بالنفور من الزواج .. أو الإباحية
في علاقاتها بالرجال ..!

****
ظاهرة مؤلمة ~
تتشرد الطفولة البريئة في الشوارع غالباًنتيجة للعنف المنزلي ..
وتتشكل ظاهرة مايعرف بأطفال الشوارع..
والتي تفرز أطفالاً متسولين ، وآخرين. يمتهنون السرقة .
وآخرين يتناولون المخدرات .. وفي أغلب حالات الفتيات المشردات اللاتي تعرضن للإغتصاب يكون طريق الخطيئة هو مورد رزقهن ..!
ناهيك عن معاناة معظمهم لأمراض خطيرة.. وقتل .. ومطاردة من قوى الأمن ..
واحتقار المجتمع لهم ونظرته الدونية لكيانهم ..
ومن غير المشردين هنالك أعداداً هائلة مودعة في مؤسسات الأحداث..
مابين مرتكب لجريمةٍ.. أو فاقدٍ للأهلية ..!
وفي بعض الدول العربية حيث يعيش أبناء ( البدون) على هامش الحياة ..
بلا تعليم .. وفي كنف أسر تفككت من الجهل والحاجة .. نرى مناظراً تذيب القلوب
نرى عند كل إشارة مرورٍ .. زهوراً يانعة تتسابق أمام السيارات المتوقفة ..
لتبيع مالديها من بضاعة زهيدة .. في لفح الهجير .. وقرّ البرد ..
بدلاً من اللوذ بأحضان الأسرة ، والتمتع بدفء العيش .. وحياة الطفولة واللهو والمرح
وإشباع حاجات هذه المرحلة البريئة من كل ماتقدمها لها الحياة ..
يفتقدون حقوقاً إنسانية كثيرة .. كحق التعليم .. وحق الرعاية الصحية ..
فتتضخم مع مراحل نموهم فيهم عقدة الاضطهاد والشعور بالظلم ..
ويصبحوا قنابل موقوتة .. قابلة للانفجار .. والنتيجة مدمرة ..!!
هذه الطفولة .. هي مرحلة وضع حجر الأساس لإنسان المستقبل . .!
وهي تضيع هكذا ..!!

****
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة }:

ألا ماأروع هذه الصورة القرآنية..!
وما أبلغ تأثيرها ووقعها على النفس !!
هكذا رسمت الآيات لنا منهج التعامل مع الوالدين..
حفاظاً على كرامتهما ..
وحباً وإعزازاً لهما ..
وإبقاء لحميمية هذه الأواصر التي لاتقاربها علاقة أو آصرة
علاقة.. البنوة.. والأبوة.. والأمومة ..
ونحن نحمد الله على أن الوالدان في البلاد العربية ،
هما الأوفر حظاً بالنسبة للمجتمعات الأخرى ..غير الإسلامية ،
من حيث التقدير والاحترام وحسن الرعاية.. في مراحل عمرهما المتقدم
إلا أنه في السنوات الأخيرة بدأت تظهر آلاف من حالات العقوق والعنف ..
حتى تكاد تشكل بوادر ظاهرة سلبية تعد وصمة عار على جبين المجتمع..!

****
{ قفي معي ..! لنقرأ} :
في أحدى الصحف قرأت أن رجلاً عاطلا ً قتل والده بعصا الهوكي
مهشماً رأسه بسبب وجبة فول ..
وأن آخر ضرب أمه المقعدة حتى الموت ودفنها ليستولي على البيت ..
وكلاهما نالا عقاب الدنيا ..
وللآخرة أشد بأساً وأشد تنكيلاً ..!


فهل أكثر جحوداً وعنفاً من هذا ؟!
نعم ! .. هناك مثله وأكثر ..!!
مادام جسم المجتمع تعاني بعض من أعضاءه انهياراً أخلاقياً ..
مادام الضمير الديني غائباً ..
مادمنا قد نأينا عن القيم الإسلامية ..!
فأي عذر سيقدمه العَقوقُ لربه تعالى يوم الحساب ..؟
لينال المغفرة .. ويلج الجنة .. وقد حرمها الله تعالى على العاق ..؟!!

****

20
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
لنكشف الغطاء~
ولأجل أن نعرف الأسباب التي أوصلت إلى هذا الواقع المخزي
تعالوا نبحث معاً ونكشف الغطاء .. فماذا سنرى ؟
سنجد تحته .. ركام البطالة وتأزم الأوضاع الاقتصادية ..
وما يستتبع ذلك من خلافات مالية تؤدي لأمراضٍ نفسيةٍ ، تدفع إلى ارتكاب العنف ضد الوالدين ..
سنجد المخدرات وقد دمرت السيطرة على النفس ولعبت بالعقول ..
سنجد أحياناًأن قسوة الوالدين مع الأبناء وحرمانهم من حقوقهم..خلفا لديهم ميراث القسوة فارتد الفعل على الفاعل ..
سنجد انشغال الأبناء واهمالهم للوالدين وراء ذلك ..
ويصبح الأمر أشد وأقسى ..إن عانى أحد الأبوين من إعاقة ما ، أو عجز عن العمل والحركة ..وتركا بإهمال ليواجها المصير .. أحدهما أو كلاهما .. سيّان!!
ناهيك عن الإيذاءالنفسي للوالدين من توبيخ وشتم ، وإهمالٍ ..
وحرمان من الطعام والعلاج ..!
هنا نكون قد وصلنا إلى تلك القمة من الانحدار الخلقي والعقوق والجحود.. وخرجنا عن انسانيتنا التي أودعها في فطرتنا .. والتي وضع قواعدها ديننا السمح !!

****

لاننسى ~
ويجب أن لاننسى تلك الفئة التي جعلها الله تحت أيدينا ..
تأكل مما ناكل منه .. وتشرب مما نشرب .. كما الرسول الكريم دعا
إنهم الخدم ..
والمآسي التي نقرؤها كل يومٍ عنهم .. ومايتعرضون له من اضطهاد وتنكيل..
وقد يرتد الأمر على المضطهدين فيصبحوا ضحايا
كردة فعل من الخدم حين يثقل كيل الظلم الواقع عليهم ..!

{ قفي معي ..! لنقرأ !} :
استطاعت أحلام أن تخفي حملها السفاح .. وولدته بمساعدة سرية .. لكنها كانت في
هلع وحيرة من افتضاح أمرها غلبت عاطفة الأمومة وقتلت الرحمة والإنسانية فيها ..
فماكان منها إلا أن ألقته من الدور العاشر حيث كانت تقطن ، فمات في الحال وتمزق
شلواً، وكان لايزال الحبل السري مربوطاً به ..!


عودة إلى الكتاب والسنة ~
بعد تلك الجولة الباحثة في جوانب مشكلة العنف الأسري ،،
ندعو إلى الإفاءة إلى كتاب الله تعالى ..
والتمعن في صفات الخالق - جل وعلا -
وأكثرها شيوعاً وتردداً على ألسنتنا في صلواتنا كل يوم ~ الرحمن الرحيم ~
لتستقر في نفوسنا معانيها .. لنتخذها منهجاً.. لاكلمات تقال وعملاً يخالف ..
لتكون استفتاح كل أمرمن أمورنا الحياتية والأخروية..!
ولو تأملنا في الصفات التي أسبغها الله تعالى على رسوله الكريم في القرآن
لوجدناها تحمل كل معاني الرحمة ، وتدعو إليها ، وتحبب بها ، وتثني عليها:
فمن درر القرآن الكريم في ذلك :
« وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين »
« بالمؤمنين رؤوف رحيم »
ومن ثم وصية الله تعالى لرسوله وأصحابه والمؤمنين كافة .. بذوي الأرحام :
(ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة )

وهناك آية تبين منّة الله على الرسول وأمته بفضيلة الرحمة لتميزها على سائر الأمم:
« محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ».
هكذا تترى آيات الرحمة بين ثنايا الكتاب المبين ..
تعدنا وتروضنا وتغرس في نفوسنا معاني الرفق والرحمة وتجعلها قرينة الإيمان ،، وتوضح لنا بها حسن المآل ..!.

أما اذا تجولنا بين بساتين الأحاديث النبوية الشريفة ،، فسنقطف من ثمرها ما يسر
قلب المؤمن ويشرح صدره ،،
فمن معاني الرحمة التي مافتيء الرسول يدعو إليها ،، ويحبب بها ويتخذها منهجاً في حياته ليقتدي بها المؤمنون ،، ألق تلك الأحاديث :

« إن الله يحب الرفق في الأمر كله »
«خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي »
«ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا »
« الراحمون يرحمهم الرحمن .. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»
« إن أراد الله تعالى بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق، وإن الرفق لو كان خَلقاًلما رأى الناس خلقاً أحسن منه ، وإن العنف لو كان خلقاً لما رأى الناس خلقاً أقبح منه
« عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش ».

والرفق صغة من صفات الله تعالى .. يحبها الله ويحب من يتصف بها..
بقول الحبيب المصطفى لعائشة أم المؤمنين : « ياعائشة ! إن الله رفيق ، يحب الرفق، ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف ، ومالا يعطي على سواه ».

فما أحرى أن نتخذ من أحاديث الرسول وسيرة حياته مع أهله منهجاً لنا ،
ممتثلين لقول الحق : « لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا»..!!

الخاتمـــة :
ومع اعترافنا بوجود مشكلة العنف الأسري وتفاقمها..
إلا أنه علينا أن نرفض الإملاءات الغريبة التي تحاول أن تفرض علينا حلولاًما ..
ذلك لأنها تستهدف هدم مجتمعاتنا الصغيرة ، وتسعى لتفكيكها ..
وتلك الاتفاقات الدولية التي تبحث في هذه المشكلة .. لو احتكمنا إليها ستقودنا
إلى مزيد من العنف..!!
والحل بأيدينا وبين دفتي كتابنا الكريم ..
الحل أن ننشر الفكر الإسلامي الصحيح القائم على المودة والرحمة
بتوعية المجتمع بمختلف وسائل الإعلام والتعليم .. وذلك لايتم بين عشية وضحاها ..
إنما يقتضي الصبر والمثابرة .. والله ولي التوفيق~
المحامية نون
المحامية نون
لنكشف الغطاء~ ولأجل أن نعرف الأسباب التي أوصلت إلى هذا الواقع المخزي تعالوا نبحث معاً ونكشف الغطاء .. فماذا سنرى ؟ سنجد تحته .. ركام البطالة وتأزم الأوضاع الاقتصادية .. وما يستتبع ذلك من خلافات مالية تؤدي لأمراضٍ نفسيةٍ ، تدفع إلى ارتكاب العنف ضد الوالدين .. سنجد المخدرات وقد دمرت السيطرة على النفس ولعبت بالعقول .. سنجد أحياناًأن قسوة الوالدين مع الأبناء وحرمانهم من حقوقهم..خلفا لديهم ميراث القسوة فارتد الفعل على الفاعل .. سنجد انشغال الأبناء واهمالهم للوالدين وراء ذلك .. ويصبح الأمر أشد وأقسى ..إن عانى أحد الأبوين من إعاقة ما ، أو عجز عن العمل والحركة ..وتركا بإهمال ليواجها المصير .. أحدهما أو كلاهما .. سيّان!! ناهيك عن الإيذاءالنفسي للوالدين من توبيخ وشتم ، وإهمالٍ .. وحرمان من الطعام والعلاج ..! هنا نكون قد وصلنا إلى تلك القمة من الانحدار الخلقي والعقوق والجحود.. وخرجنا عن انسانيتنا التي أودعها في فطرتنا .. والتي وضع قواعدها ديننا السمح !! **** لاننسى ~ ويجب أن لاننسى تلك الفئة التي جعلها الله تحت أيدينا .. تأكل مما ناكل منه .. وتشرب مما نشرب .. كما الرسول الكريم دعا إنهم الخدم .. والمآسي التي نقرؤها كل يومٍ عنهم .. ومايتعرضون له من اضطهاد وتنكيل.. وقد يرتد الأمر على المضطهدين فيصبحوا ضحايا كردة فعل من الخدم حين يثقل كيل الظلم الواقع عليهم ..! { قفي معي ..! لنقرأ !} : استطاعت أحلام أن تخفي حملها السفاح .. وولدته بمساعدة سرية .. لكنها كانت في هلع وحيرة من افتضاح أمرها غلبت عاطفة الأمومة وقتلت الرحمة والإنسانية فيها .. فماكان منها إلا أن ألقته من الدور العاشر حيث كانت تقطن ، فمات في الحال وتمزق شلواً، وكان لايزال الحبل السري مربوطاً به ..! عودة إلى الكتاب والسنة ~ بعد تلك الجولة الباحثة في جوانب مشكلة العنف الأسري ،، ندعو إلى الإفاءة إلى كتاب الله تعالى .. والتمعن في صفات الخالق - جل وعلا - وأكثرها شيوعاً وتردداً على ألسنتنا في صلواتنا كل يوم ~ الرحمن الرحيم ~ لتستقر في نفوسنا معانيها .. لنتخذها منهجاً.. لاكلمات تقال وعملاً يخالف .. لتكون استفتاح كل أمرمن أمورنا الحياتية والأخروية..! ولو تأملنا في الصفات التي أسبغها الله تعالى على رسوله الكريم في القرآن لوجدناها تحمل كل معاني الرحمة ، وتدعو إليها ، وتحبب بها ، وتثني عليها: فمن درر القرآن الكريم في ذلك : « وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين » « بالمؤمنين رؤوف رحيم » ومن ثم وصية الله تعالى لرسوله وأصحابه والمؤمنين كافة .. بذوي الأرحام : (ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة ) وهناك آية تبين منّة الله على الرسول وأمته بفضيلة الرحمة لتميزها على سائر الأمم: « محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ». هكذا تترى آيات الرحمة بين ثنايا الكتاب المبين .. تعدنا وتروضنا وتغرس في نفوسنا معاني الرفق والرحمة وتجعلها قرينة الإيمان ،، وتوضح لنا بها حسن المآل ..!. أما اذا تجولنا بين بساتين الأحاديث النبوية الشريفة ،، فسنقطف من ثمرها ما يسر قلب المؤمن ويشرح صدره ،، فمن معاني الرحمة التي مافتيء الرسول يدعو إليها ،، ويحبب بها ويتخذها منهجاً في حياته ليقتدي بها المؤمنون ،، ألق تلك الأحاديث : « إن الله يحب الرفق في الأمر كله » «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي » «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا » « الراحمون يرحمهم الرحمن .. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» « إن أراد الله تعالى بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق، وإن الرفق لو كان خَلقاًلما رأى الناس خلقاً أحسن منه ، وإن العنف لو كان خلقاً لما رأى الناس خلقاً أقبح منه « عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش ». والرفق صغة من صفات الله تعالى .. يحبها الله ويحب من يتصف بها.. بقول الحبيب المصطفى لعائشة أم المؤمنين : « ياعائشة ! إن الله رفيق ، يحب الرفق، ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف ، ومالا يعطي على سواه ». فما أحرى أن نتخذ من أحاديث الرسول وسيرة حياته مع أهله منهجاً لنا ، ممتثلين لقول الحق : « لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا»..!! الخاتمـــة : ومع اعترافنا بوجود مشكلة العنف الأسري وتفاقمها.. إلا أنه علينا أن نرفض الإملاءات الغريبة التي تحاول أن تفرض علينا حلولاًما .. ذلك لأنها تستهدف هدم مجتمعاتنا الصغيرة ، وتسعى لتفكيكها .. وتلك الاتفاقات الدولية التي تبحث في هذه المشكلة .. لو احتكمنا إليها ستقودنا إلى مزيد من العنف..!! والحل بأيدينا وبين دفتي كتابنا الكريم .. الحل أن ننشر الفكر الإسلامي الصحيح القائم على المودة والرحمة بتوعية المجتمع بمختلف وسائل الإعلام والتعليم .. وذلك لايتم بين عشية وضحاها .. إنما يقتضي الصبر والمثابرة .. والله ولي التوفيق~
لنكشف الغطاء~ ولأجل أن نعرف الأسباب التي أوصلت إلى هذا الواقع المخزي تعالوا نبحث معاً ونكشف...
سلام وتحية
أسبغت وأبدعت ,أعطيت للموضوع حقه من
من جميع الجوانب ، تألمنا عندما وقفنا وقرأنا
كيف يتحول الأدمي الى وحش بشري
وعندما تخلو الذات الانسانية من الرحمة
حقاًوفيت وكفيت كما يقال
وبورك لك هذا الجهد الرائع
وفقك الله الى الاحسن دائماً :26:

نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
لله درك يافيض
كم كان بحثك شاملاً مكتمل الأركان
محطات ما بين الواقع الراهن لمجتمعاتنا وبين أصول وجذور
تلك المشاكل مرورا بالحلول المقتبسة من كتاب الله.
قلمٌ هادف ومبدع في جميع الحقول
لا يُزهر الا فلاً وياسميناً
نفع الله بك أختي الحبيبة وزادك من فضله

سؤال خطر ببالي وأنا أتجول بين أروقة بحثك:
أيكون الله قد جعل العنف الأسري عقاباً لأمة هذا
الزمان بعد أن إستفحل فيها الفساد والكبائر؟!
تغريد حائل
تغريد حائل
لقد أستنزفت الإنسانية خصالها النبيلة التي كانت مطبوعة بالفطرة
وأستفحل الجهل في صفوف كيانها، وأنتشر كما النار تنتشر بالهشيم..!
ملامح بعضنا أصبحت قاسية... همجية التعبير
تعكس مرآة شبح العنف القابع في أغوار تلك النفس البشرية..!
هنا..! مررنا بفصول العنف الأسري
زمهرير يقوض أركان المشاعر
وقيض يصهر مسميات الشفقة والرحمة من قاموس الذات.
ماخلف الجدران الصامتة نطق بالألم وحفر ندبات القهر
وأضغاث الظلم ظلت معشعش في العقول الخاوية المتسربلة بالجهل..!
فيضنا الحبيبة:
أجزل قلمكِ وبلغ ببيانه هامة الاتقان والإبداع
وقدم لنا موسوعة مصغرة وافية الأركان عن العنف الأسري
وسرد لنا قصصاً تحاكي واقعاً مريراً يُدمي القلب قبل العين..!
أزاهير حملتنا المباركة زهت بفيض بيانكِ، وفصاحة حرفكِ المترف
وتفتق ازاهار البنفسج لمشاركتكِ البهية..!
جزاكِ الله خيراً على كل ماخطه قلمكِ العبق بالعطاء
وزادكِ من علمه وفضله درجات..!
أثابكِ الله يافيض المشاعر الإنسانية!!
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
سلام وتحية أسبغت وأبدعت ,أعطيت للموضوع حقه من من جميع الجوانب ، تألمنا عندما وقفنا وقرأنا كيف يتحول الأدمي الى وحش بشري وعندما تخلو الذات الانسانية من الرحمة حقاًوفيت وكفيت كما يقال وبورك لك هذا الجهد الرائع وفقك الله الى الاحسن دائماً :26:
سلام وتحية أسبغت وأبدعت ,أعطيت للموضوع حقه من من جميع الجوانب ، تألمنا عندما وقفنا وقرأنا كيف...
نون الغالية :

تقديري لمرورك اللطيف
وجميل مشاركتك
بورك مدادك وقدومك
وردي وودي