فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

الصبر والدعاء .. مفتاحي الفرج

الأسرة والمجتمع


width=650 height=450




بسم الله الرحمن الرحيم :
( ولنبلونكم بشءٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )
كل إنسان معرض لإحدى هذه الحالات ..
الخوف .. الجوع .. الفقد ..!
فقد العافية .. فقد الأنفس .. فقد المال ..!
هذه الإبتلاءات تمر بكل إنسان حي .. وهي جزء لايتجزأ من طبيعة الحياة..
هي محن لها وجهان : وجه ظاهر وهو المعاناة والمكابدة ..
ووجه باطن وهو تكفير الذنوب ، وتقريب العبد إلى ربه ،
وجه ظاهره العذاب وآخر باطنه الرحمة ..
حتى يلقى الجزاء الأوفى من عند الله ..
ولكن ذلك الجزاء ليس حتمية الإبتلاء ..
لكنه عاقبة الصبر..!


« لقد خلقنا الإنسان في كبد »
غاليتي :
المشقة والعنت ..تلك هي حقيقة واقعة ، وسنة لا تتغير في الوجود الإنساني ..
فنحن في جهاد مستمر مع النفس من جهة ..
ومواجهة دائمة مع صروف الحياة وتقلبات رياحها .. من جهة أخرى..
ولا شيء أعظم من الصبر والصلاة والتجلد في مواجهة الكبد ..
إنهما باب الفرج ، ومفتاح الأمل ..
فمن لزمهما ..كانت له البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ..
« واستعينوا بالصبر والصلاة ».

تعالي واشهدي صوراً من الصبر تتوالى أمام أعيننا ..
نثرت بين ثنايا آي القرآن الكريم ..
تدعونا إلى التزود بتلك الطاقة الإيمانية من خلال ابتلاءات الأنبياء . .
والتأمل فيها .. والنظر إلى حسن العاقبة .. ومآل الأمر ..!

نوحٌ ~ لبث ألف سنة إلا خمسين عاماً صابراً في نشر الدعوة
مواجهاً التعرض للأذى والسخرية وصنوف العذاب ..
متوجهاً إلى الله في كل آن بالدعاء .. وطلب العون .. ومحق ديار الكافرين
فكانت عاقبة أمره أن أنجاه الله تعالى ومن معه من المؤمنين ،وأهلك أعداءه بالطوفان ..

يونسُ~ لبث في جوف الحوت مستغيثاً ربه .. صابراً على الإمتحان العظيم ..
داعياً .. مستغفراً.. مقراً بالتقصير :« لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين »
فاستجاب له ربه فنجاه من الغم .. وفرج عنه .. وذلك جزاء الصابرين ...!

يعقوب ~ الذي ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ..
يتجرع الصبر في كأس الإيمان
ولا يفتأ يرتقب رحمة الله أن تأتيه بالفرج ، وعودة الغائبين ..
رغم تلاحق الأعوام وامتداد الزمن ..
لا يدركه اليأس وإن تحدث الواقع باستحالة تحقيق ذلك الأمل ..
هاهويقول لبنيه :« يابني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله..».
وحين يأتي البشير ويلقي عليه قميص يوسف يرتد بصيراً ..
فيلتفت إلى بنيه بنظرة عتاب تترجم :« ألم أقل لكم إني آعلم من الله مالا تعلمون »....

أيوب ~ وما أدراك ماصبر أيوب ..!
ابتلي بما يعجز عن تحمله البشر .. إلا من اختصه الله ..
ابتلي بفقد كامل على مختلف أصعدة الحياة .. فقد ماله.. وولده .. ودياره ..
وتخلى عنه أصحابه .. وأصابه المرض في بدنه فأقعده عاجزاًً..
زوجه "رحمة "فقط كانت هي من بقي إلى جواره .. رحمة من الله به ..
وكان لايفتأ يردد بيقين وتسليم لأمر الله : الله أعطى ، والله أخذ ..!
فالحمد لله على ماأعطى وأخذ ..
ولبث سنين يدعو الله الفرج ويسأله العافيه :
« رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين»
فاستجاب له ربه وكشف مابه من ضر .. ورزقه الذرية الصالحة ، والخير الوفير
وذلك جزاء الصابرين ..!

أماالمحن التي تعرض إليها رسولنا الكريم ..
فقد كانت من أشد ماتعرض له نبي من صنوف الأذى ..
من قبل المشركين ..ومن اليهود والنصارى
ومن تكذيب وشتم .. وسخرية واستهزاء ..
واتهام بالسحر والشعر والكهانة والجنون والشعوذة ..
وحرب وطرد وتنكيل بأتباعه..
وجوع وفقر .. واتهام في زوجته ..وفقد لناصريه .. وموت أبناءه..
ومحاولات اغتياله وابتلاءه بحقد اليهود وصلف الأغنياء .
.وغيرها مما لايعد ولا يحصى من ألوان الابتلاءات
صبر عليها كما لم يصبر أحد قبله .. ولا بعده ..
فكانت راحته الصلاة يجلو بها عن نفسه دجى الخطوب ..
والدعاء يستعين به على البلاء .. طالباً الرضا من الله تعالى في كل آن..
قائلاً من ضمن ماقال في إحدى مواقف الهوان الذي تعرض لها من قبل السفهاء :
" إن لم يكن بك غضب عليٌ فلا أبالي.. »
قمة الصبر والذروة الإيمان ..! طلب القربي والرضا من الله والتحمل
بنفس تريد وجه الله في كل ذلك كله وتنشد رضاه ..!
ثم كانت له العاقبة .. وكان الفوز حليفه ..
فأظهر الله دينه على الدين كله .. وجاءه النصر والفتح ..!
ونصر الله عبده .. وأعز جنده .. وأخزى أعداءه ..!

غاليتي :
هذا هو سلاح المؤمن .. الصبر.. ثم الدعاء ..!
يواجه بهما تقلبات الحياة وعواصفها ..
ولنا في رسول الله .. والأنبياء من قبله الأسوة والقدوة ..
وانتظار حسن العاقبة .. وعدم اليأس من رحمة الله ..
مهما ادلهمت الخطوب .. وتكالبت الظروف ..!
واظلمت الحياة.. وضاقت سبل العيش ...
فلابد للضيق من فرج .. ودوام الحال من حزن أو سرور .. من المحال ..!
وخير لنا أن نواجه هذه المحن بالصبر والدعاء ؛ لننال أجر الصابرين المتوكلين ..
لأن المؤمن الحق هو الذي إذا ابتلي صبر .. وإن أعطي شكر ..
فلا تضيعي أجر صبرك بالجزع والشكوى .. والقول : لماذا أنا ؟
اجعلي الصلاة والدعاء ملجأ لك إذا تظافرت الكروب ..
وانقطع حبل الرجاء .. وضاقت الأرض بما رحبت .. واكفهرت السماء ..!
هناك في رحاب الإيمان ستجدين الأمان ..
وأنت تلجئين إلى الحصن الحصين ..والملاذ الأمين ..
فيمسح على قلبك بنور الإيمان .. وتستكين نفسك في ظل الرحمن ..!
فتهدأ أوجاعك .. وتتخففي من ضيق صدرك ..
وتترقبي باب الرجاء أن يشرع لك إذا آن الأوان ..
ولكل شيءٍ أجل ..! فانتظري !
انتظار المؤمن الواثق برحمة الله ..!!


إذا اشتملت على اليأس القلوب ~ وضاق بما به الصدر الرحيبِ
وأوطنت المكاره واطمأنّت ~ وأرست في أماكنها الخطوبُ
أتاك على قنوط منك غوثٌ ~ يمنّ به اللطيف المســــتجيبُ
وكلّ الحادثات إذا تناهت ~ فموصولٌ بها فرجٌ ..قريــــبُ

جعلنا الله وإياك .. من الصابرين المتوكلين ..
وكلل تعالى صبرك بالفرج ..
ومنحك درجة الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب !!





40
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

آلنجـــــلآء .. ؛
آلنجـــــلآء .. ؛
بوركتي ي طيبه ~
تغريد حائل
تغريد حائل
تراتيل حروف إيمانية انسابت من قلم بديع رقراق
وولجت لأعماق روح تتلهف لغيث الصبر والدعاء..!
مرحبا بشعاع حرفكِ الوهاج -صديقتي-
فكم هو رائع هذا السكب الذي يملأ شريان الروح بالأمل والثقة بالله..!
فالدعاء والصبر مفتاحي الفرج، وترياق كل بلاء ومحن.
فمن نعم الله علينا أن زج في طريقنا بعض العراقيل؛
لنعرف مدى حبه لنا -سبحانه وتعالى-، ومدى صبرنا وثباتنا في وقت الشدائد والصعاب.
لله دركِ -غاليتي- لقد نثرتِ عبق الياسمين في خمائل قسمنا
فأنتشينا روحانيات قيمة المعنى... عطرة الكلمات..!
حفظكِ الله ديمة خير...شمعة وعطاء!!
الوردةالذابلة
الوردةالذابلة
الله يفرج همنا وهموم المسلمين يارب
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
بوركتي ي طيبه ~
بوركتي ي طيبه ~
نجلاء الفاضلة :
بورك حضورك أخيتي
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
تلك أنتِ يافيض وذاك مدادك
فيضٌ من العطاء في كل مجال
وصدقت غاليتي فالدنيا دار إبتلاء وفناء
وحري بنا الصبر وإعداد العدة لدار البقاء والخلد
التي لا ضنك فيها !!
ولو أن كل حوائية هنا قرأت مقالك بتأني لأدركت قيمة
الصبر والإحتساب !!
نفع الله بك وبقلمك
ودمتِ قلماً يكتب جمال الحرف أينما حل