إنما النصر صبر ساعة
أمور كثيرة في حياتنا المعاصرة في حالة مخاضٍ عسير ..
يعتصر فيها الألم قلوبنا
ونتجرع الصبر صباراً مُراً !!
والعين معلقة بين اليأس والرجاء
أحياناً كثيرة تجري الأمور عكس الأمنيات
ويمضي بنا القارب في عكس الإتجاه ..
نصارع الأمواج .. وقد نرى الموت قريباً جداً منا..
فيتملكنا اليأس ويتغشانا الهم والحزن..
ولو أننا تأملنا هذه الكلمات الأربع بتدبر
وتأني إنما النصر صبر ساعة لأدركنا جيداً
أنه بالقليل من الوقت قد تكون ثواني
وقد تكون دقائق وقد تكون ساعة قد يتغير
فيها الحال وتتحول المصيبة الى مسرة ..
والبلاء الى رخاء !!
إنما النصر صبر ساعة والنصر هنا قد
يكون نصراً على عدو أو نصراً على مرض أو نصراً على فاقة
أو نصراً على أي نوع من الابتلاء كفقد وظيفة
أو تأخر زواج أو عدم إنجاب .
أكادُ أُجزم أنه لا يوجد منزل خالي من الابتلاء في هذا الزمن ..
والكل يحسب نفسه أنه الوحيدُ المبتلى .. وأنه الوحيد المحروم ..
وأنه الوحيد الذي لا يفارقه المرض !!! وأنه وأنه وأنه......
ولكن الإنسان عندما ينظر الى محنة غيره
يشكر الله على ما به لأنه ألطف
وأخف وطأة مما عند غيره.
قابلت إمرأة عربية بالأمس وكان
معها طفلين أحدهما بالسادسة من عمره والآخر بالثامنة ..
وبعد أن أخذنا الحديث الى أمور الغربة
وضريبتها ومعاناتنا مع الأبناء وتربيتهم
في مجتمع غير إسلامي ..
وصل بنا الحديث الى الإبتلاء والصبر على المحن ،
فقالت لي تلك المرأة أنها عقيمٌ لا تنجب أطفالاً !!!
فبحركة عفوية نظرت الى من كان بصحبتها
من الأطفال ونظرة التساؤل تُقرأ في عيني!!
قالت : هم ليسوا أبنائي!!!
قلت : أبناء زوجك إذاً
قالت : نعم
قلت : وأمهم ؟!
قالت : توفيت منذ فترة بجلطة في الدماغ
قلت : لعل الله عوضك خيراً بهم
قالت : وأنا أحمد الله ليل نهار أن حرمني من شئ وعوضني بآخر..
قالت : أتعلمين؟! هناك إمرأة تعرفت عليها
خلال رحلة العلاج للبحث عن ذرية ..
كانت مثلي تبحث أيضاً ورزقها الله بعد عشر سنوات !!
قلت : الحمدلله الذي عوضها خيراً
قالت : نعم الحمدلله ولكن للقصة بقية
قلت : أكملي فأنا أسمعك!!
قالت : كبر الطفل وإشتد عوده ولما بلغ العشرين
من عمره توفاه الله!!!!!
فهل تعتقدين أنها كانت أحسن نصيباً مني أن رزقها الله وحرمني؟!
أم أني كنت بنعمة لم أعرفها بحرماني؟!
فهلا صبرنا أخيتي !!
وأحسنا الظن بالله !!
وشحذنا الهمم والعزائم للنجاة !!
فإنما النصر صبر ساعة
بالفعل وبشر الصابرين ..............