رحلة الشيماء مع كنز القناعة!!!!<<< مُعدل

الأسرة والمجتمع







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قالت لأمها لماذا لسنا كبقية الناس؟ ليس لدينا مال ولا جاه !! حتى حظي في الجمال قليل!!
فأجابتها أمها أن يابنيتي ليست السعادة في المال والجاه ولا في جمال الشكل فقنعي بما أنت فيه واحمدي الله
لم تقتنع الفتاة بكلام أمها وشاحت بوجهها بعيدا وهي تتذمر كعادتها ...



كرت الام ما عساها تفعل بتلك الفتاة التي دائماً تتطلع لما هو ليس لها ..
فكرت وفكرت ثم توصلت الى فكرة سارعت في تنفيذها ، وبعد أن رتبت الامور كلها إستدعت إبنتها
وقالت لها : سوف ندخل في إجازة الربيع ياشيماء وقد رتبت لك إجازة جميلة سوف تعجبك



شيماء وكلها إثارة وفضول: ما هي ياأماه
الأم: سوف أجعلك مثل سندباد تسافرين بين المدن وتقضين إجازتك في الترحال بينها.
شيماء وقد كادت أن تطير من مكانها غير مصدقة ما تسمعه: كيف هل سألبس طاقية الإخفاء؟
الام: تعرفين يابنيتي أن لي صديقات كثر وهن يعشن في مدن مختلفة وسوف تستضيفك كل واحدة منهن فترة من الإجازة فما رأيك؟
شيماء وهي تدور في أنحاء الغرفة من الفرح: وهل هذا سؤال ياأمي !! طبعا موافقة ياأحلى أم
وبدأت الإجازة وبدأت معها الرحلة السندبادية لشيماء.




كان بيت سارة في أبوظبي أول المحطات ..
فيلا فخمة وسيارات من كل الأنواع وخدم وحشم إنه عالم خيالي طالما حلمت فيه الشيماء..
وطالما رغبت أن تعيش مثل حياة سارة لا ينقصها شئ .. كل ما تتمناه تجده تحت أرجلها قبل أن تتفوه به..
حتى اذا طلبت لبن العصفور فأمرها مجاب...
عند سارة زينة الحياة الدنيا المال والبنون ... ولكن سارة لم تكن سعيدة وكان هناك ما ينغص عليها حياتها ..
انه شبح المرض الذي رافقها منذ زمن طويل وسرق منها كل ما هو جميل... فدائها لا دواء له ..
وهي طريحة الفراش معظم الأوقات .. فكرت شيماء ما فائدة المال اذا لم يمنحني ما أنا بحاجته !!!

رثت لحالها وجهزت حقيبتها فغدا ستزور محطتها الثانية.



كانت دبي محطتها التالية
وهناك كانت تعيش نور تلك المرأة التي طالما سمعت عن جمالها الأخاذ الذي يأسر القلوب من أول نظرة ...
فقد أخذت نور من إسمها الشئ الكثير ففي وجهها نور وفي حضورها نور وفي ضحكتها نور ،
ووهبها الخالق زوجا محبا مخلصا متفانيا في اسعادها ولكنها أيضاً لم تكن سعيدة وفرحتها لم تكن مكتملة ..
فرحمها عقيم ... حرمت من نعمة الإنجاب فإنطفأ معه النور كله ...

وقفت شيماء ذاهلة تقول لنفسها وهذا الجمال أيضاً لم يسعد صاحبه ..
وجهزت حقيبتها مرة أخرى إستعداداً للإنطلاق للمحطة المقبلة.




وصلت شيماء الى الشارقة وهناك كانت في إستقبالها جواهر تلك المرأة التي ذاع صيتها بين المحافل العلمية ..
دكتوراة في الاحياء الدقيقة .. من الرائدات في تخصصها، لها في كل محفل بصمة واكتسبت شهرة كبيرة ..
يشار لها بالبنان ولكن !! وآه من كلمة لكن ...
فلم يكتب لها الله نصيبا في جزء يكمل معها مشوار الحياة ..
مضى بها قطار العمر وحيدة ولم تنتبه أنه لا يوجد معها في مقطورتها من يأنس وحدتها ويرسم الفرحة والحب في صفحة وجهها...
وبالرغم ما وصلت اليه في المجتمع ورغم النجاح والشهرة والمردود المادي تبقى فرحتها ناقصة غير مكتملة ...

فكرت شيماء لطالما تمنيت ان أكون بمكانها ولكنها رغم كل شئ تبدو كئيبة .



لم تكمل شيماء بقية رحلتها فقد اكتفت بما رأته ..
فآثرت الرجوع الى حضن أمها وهناك عندما أخذت مجلسها بالقرب من أمها
قالت : لقد عرفت الآن فقط معنى جملتك ( الرضا والقناعة من أجمل كنوز الدنيا ) فشكرا ياأمي .




15
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تغريد حائل
تغريد حائل
مرحبا بصاحبة القلم القصصي البديع...
أستمتعتُ بمحطات رحلتكِ الشيقة،
وفي عنفوان القراءة تناولتُ قلماً وورقةً وكتبتُ على هامش السطر:
سأكسر سهم الغيرة
وأتوج هامة ذاتي بإكليل القناعة
فليس لسرب قناعاتي حصرٌ وعد..!
تركتُ قلمي وعادت ذائقتي تحن لسطور قصة الشيماء
وحنكة الأم الحكيمة في زمن تقطعت أوتار الحوار بين الأم وابنتها،
وتلاشت معالم التواصل الفكري بينهما..!
قصة جميلة... ذات هدف ومغزى جوهري
لا يبرق إلا بصقل أخلاقياتنا وقت المحن...
فالقناعة كنز لايفنى..!
سلَّم الله الفكر اليانع!!
الطفلهـ الصفيرهـ
رووووووووووووووووووووووووووووووووعــهـ
نعمة ام احمد تسلم يدينك
ذوق واحساس 1
ذوق واحساس 1
قصة جميلة بل رائعة ذكرتني بأهم صفتين الرضا والقناعة التي على الأنسان ان يتحلى بها ولكن للأسف القليل منا من يتمتع بهاتين الصفتين .
جزاك الله خيرا غاليتي ووفقك الله دائما
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
مرحبا بصاحبة القلم القصصي البديع... أستمتعتُ بمحطات رحلتكِ الشيقة، وفي عنفوان القراءة تناولتُ قلماً وورقةً وكتبتُ على هامش السطر: سأكسر سهم الغيرة وأتوج هامة ذاتي بإكليل القناعة فليس لسرب قناعاتي حصرٌ وعد..! تركتُ قلمي وعادت ذائقتي تحن لسطور قصة الشيماء وحنكة الأم الحكيمة في زمن تقطعت أوتار الحوار بين الأم وابنتها، وتلاشت معالم التواصل الفكري بينهما..! قصة جميلة... ذات هدف ومغزى جوهري لا يبرق إلا بصقل أخلاقياتنا وقت المحن... فالقناعة كنز لايفنى..! سلَّم الله الفكر اليانع!!
مرحبا بصاحبة القلم القصصي البديع... أستمتعتُ بمحطات رحلتكِ الشيقة، وفي عنفوان القراءة تناولتُ...
مرورك وسام شرف أعتز به
ولا ضير من بعض الغيرة في حياتنا اذا كان
مردودها دافعا للإنجاز !!
وتبقى القناعة كنزٌ لا يفنى
لك مني جنائنَ الياسمين
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
مرورك وسام شرف أعتز به ولا ضير من بعض الغيرة في حياتنا اذا كان مردودها دافعا للإنجاز !! وتبقى القناعة كنزٌ لا يفنى لك مني جنائنَ الياسمين
مرورك وسام شرف أعتز به ولا ضير من بعض الغيرة في حياتنا اذا كان مردودها دافعا للإنجاز !!...
الأخت الغالية أم احمد ::
جميلة رحلة شيماء هذه !
وحكيمة تلك الأم
وطيبٌ جنى تلك الرحلة ..!
استمتعت بكل حرف
وأسطر إعجابي بالمعنى والمضمون
وطريقة السرد الشيقة ..
من البداية .. وصولاً إلى
القناعة كنز لا يفنى ..!
تحيتي لقلمك الهادف
ورسالتك المشرقة ..!