نـــعم أنـــا خـــلقـــت من تـــراب ولكنـــي جـــوهـــرة (فعالية كلنا إخوة)

نعم أنا من تراب ولكني جوهرة

أخواتي الغوالي كل حوائية منذ أن خلق الله الخليقة تجد متعتها الحقيقية في انتقاء أجمل وأغلى

الجواهر...بعض الجواهر لها بريق جذاب ولكن شكلها تحدده اليد التي قامت بصقله وإظهار

جماله...منح الله كل إنسانٍ خلقه جوهرتين في جسده العقل والقلب ...هل تملكين القدرة على صقل

وتشكيل هاتين الجوهرتين ؟؟؟...هل فكرتي يوماً كيف يراني من حولي؟؟؟...هل أبدو كجوهرة تبهر

الأبصار والألباب برقي أخلاقي وسمو درجات كلماتي التي أتفوه بها لأني بذلت ما بوسعي لكي

ارتقي بهاتين الجوهرتين...هل أحسنتُ التصرف مع من يعيشون في محيطي أو خارجه؟؟؟...

خلق الله آدم عليه السلام من تراب ومصيرنا عند نهاية الأجل أيضاً تحت التراب...يوم يقوم

الحساب فإن جميع الناس على اختلاف جنسياتهم وألوانهم وألسنتهم وعقائدهم سوف يحشرون

سوياً على أرض المحشر أمام ملك الملوك...عندها لا ينفع مال ولا بنون إلا من جاء الله بقلبٍ

سليم...كلنا أخوة في الإنسانية وفي دين الحق دين الإسلام...لماذا نتجاهل اللباقة والاحترام

عندما نصادف شخصاً من جنسية أخرى أو من طبقة فقيرة وعيبه الوحيد أنه عامل أو خادم!!!...

هو لم يخلق نفسه ولم ينتقي وضعه ولم يكن له الاختيار في تحديد لونه...

خلق الله الناس شعوباً وقبائلاً لكي يتعارفوا لا فرق بين أبيض وأسود، لا فرق بين عربي أو

عجمي، لا فرق بين جنسية وأخرى، لا فرق بين أجناس البشر كلهم إلا بالتقوى...

لماذا احتقرهم ؟؟؟...أنتِ بذلك تحتقرين خلق الله وقسمته سبحانه وتعالى في توزيع الأرزاق...

أنا لم أختر أهلي ولا شكلي الخارجي ولا حتى إسمي ولكن لدي ما هو أعظم... قلب يخشع لله

وعقل يتفكر في ملكوت الله ليزداد قرباً منه سبحانه وتعالى ويرتقي في جنات النعيم...

خاتم المرسلين كان الصحابة حوله كرجل واحد لا فرق بينهم في اللون أو إلى أي قبيلة ينتمي،

يعاملهم برقي أخلاقه ونقاء سريرته...نحن اليوم نشهد فتناً كثيرة بدأت تفترس شعوباً عربية

وإسلامية ارتوت أراضيها بدماء الشهداء الذين لا يطلبون الكثير ولكنهم يطلبون تطبيق العدل في

بلادهم والانصاف في تقسيم ثروات البلاد بين أفراد الشعب الواحد...

على الصعيد المحلي أي في الدولة نفسها نلاحظ نظرات الاحتقار لجنسية معينة أجبرها ألم الفقر

والحاجة على ترك أوطانهم وأطفالهم لكي يضمنوا لهم عيشة طيبة...نرى بعض الناس هداهم الله

يبتهجون إذا التقوا بمن لهم وزن وكلمة في المجتمع...أما إذا صادفوا إنساناً فقيراً ذا حاجة

أعرضوا عنه وقد يتطاولون عليه بالسب والشتائم وكأن هؤلاء ليسوا كباقي البشر لكن كراماتهم

أغلى ما يملكون...يكفينا فخراً أننا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم...يكفينا فخراً أن نردد

دائماً وأبداً رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد عليه الصلاة والسلام نبياً ورسولاً...

أختي الغالية حاولي بين الحين والآخر أن تصقلي قلبك وعقلك فهما أغلى ما تملكين من جواهر

إن أحسنتِ صقلهما جعل الله لك القبول بين جميع البشر لأنك تعاملينهم كما تحبي أن يعاملك

الناس بغض النظر عن اللون أو الجنسية أو الطبقة الاجتماعية...


http://www.safeshare.tv/w/kgDIMYPwnK