فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

الأخوة الإيمانية جوهرها ودورها / فعالية كلنا إخوة

الأدب النبطي والفصيح








~ تكليفٌ وتشريف ~

"وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة "

تلك هي بداية قصة البشرية الأولى حيث منح الله تعالى الإنسان من المواهب والطاقات الكامنة مايجعله أهلاً لعمارة الأرض ،ومن القوى والاستعدادات مايحقق به مشيئة الله..

وبهذا التكريم الآلهي ارتفعت قيمة الإنسان وعلت فوق كل القيم المادية وكانت له السيادة والكرامة !


:::::


~ كلنا لآدم وآدم من تراب ~

وقد شاء الله تعالى أن تكون مادة خلق الإنسان الأول من تراب،

ثم أكرمه سبحانه فنفخ فيه من روحه .. . فكان آدم !

وجعل من نفس آدم زوجها فكانت ... حواء !

وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء ... فكنا !

وعمّرنا مشارق الأرض ومغاربها...

هذه حقيقة علينا أن نضعها نصب أعيننا دائماً ، فلا تغيب عنا ولا نغفل عنها ..!

حقيقة لو تعايشنا بها ما كان هناك بطراً ولا أشراً ، ولا سيطرة لشعور الأفضلية أو الاستعلاء أو الفوقية ..!

فكلنا لآدم .. وآدم من تراب ..!


:::::

~ أكرمنا .. أتقانا ~

فالناس إذن سواسية كأسنان المشط في نظر الإسلام ، ولكن معيارالتفاضل عند الله هو درجة إيمان العبد .. فأفضلهم من كان أشدهم التزاماً بدينه ، وقرباً من ربه، و نفعاً لإخوانه..!


(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات الآية 13)


هذه المعاني الكريمة يجب أن تستقر في نفوسنا وتشكل قاعدة علاقاتنا ببعضنا وتضخ نبض الحياة في عروق أخوتنا الإيمانية..!


:::::

وهنا نتساءل : هل نستطيع أن ننادي بالمساواة والمحبة والتواضع وسائر الفضائل في حين أن صدورنا لم تشف مما فيها من علائق؟

ونفوسنا لم تطهرها المحبة وتغسل أدرانها وتخمد أحقادها

وأنانيتهاوتسلط ملكة حب الذات فيها ؟!

في حين أننا أصبحنا أكثر اهتماماً بالشكليات ، و افتتاناً بالمغريات ، وتمسكاًبالسطحيات ؟!!

هذه السلبيات تضعنا أمام أنفسنا لنفكر في مخارج من المآزق الذاتية .

ويبادرنا السؤال : ماذاعلينا أن نصنع لتوثيق عرى المحبة وهدم الفواصل ؟


:::::

*علينا أن نبدأ بأنفسنا فنتعهدها بالتجديد والتغيير إلى الأفضل فنجلومعدنها ، ونلحم صدعها، ونقوم اعوجاجها.

* وديننا.. فنفهم روحه وجوهره ، وسماحته وسعة آفاقه..فنزداد به عزاً ،ونستقي منه حقيقة السعادة في العطاء والتواصل مع إخوتنا في الإيمان !

*علينا أن نحمل ميزان عدل معنا في تعاملنا مع الناس ، فلا نجعل هوى النفس يطغي علينا فنظلم من هو أحق بالعدل ونتزلف من هو أحق بالردع !..

لنعتنق حقيقة أن لافضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى،

فنقيم علاقاتنا على هذا الأساس ،ونزن الناس بهذا الميزان ، ونقدر المرء لدينه وخلقه وحسن تعامله..!




لننأى عن التفاخر والتباهي بالمال والجاه والنسب ،ونقيم بها الحواجز بيننا وبين إخواننا في الإيمان فنصبح بهذا:

نحن ... وأنتم ...لا كلنا نحن !


:::::

~ تذكر ولا تغتر ~

ولم التفاخر يابن آدم وأنت لم تصنع أصلك أونسبك ؟!

ألا فلتفتخر بما قدمته لنفسك !

وبما أنت عليه الآن !

وما ستكونه !




لاداعي لتجر أذيال الزهو والخيلاء، وتتعالى على إخوتك في الدين و الإنسانية ،وأنت في حقيقتك المادية المجردة مثل أي إنسان آخر على وجه البسيطة ! ذرة في فضاء الكون !!

وغداً ستترك كل ماخولك الله وراء ظهرك ..!

وكأي عبد فقيرٍ سيكون مثواك حفرة في الأرض ولن يملأ فاك إلا التراب !!


اقرؤا معي مقولة الفقير بلسان الشاعر مستنكراً التعاظم والكبر في نفس أخيه الإنسان ومذكراً إياه :

نسي الطين ساعة أنّه طينٌ حقيرٌ فصال تيهاً وعربدْ

وكسى الخزَّ جسمه فتباهى وحوى المال كيسه فتمردْ

ياأخي لاتملْ بوجهك عنّي ماأنا فحمةٌ ولا أنت فرقدْ

أنت لم تصنع الحرير الذي تلبس واللؤلؤ الذي تتقلدْ

أنت في البردة الموشّاة مثلي في كسائي القديم تشقى وتسعدْ

ولقلبي كما لقلبك أحلام حسانٌ.. فإنه غير جلمدْ


:::::

نحن لن نكون أبناء خير أمةٍ أخرجت للناس إلاّ إذا أصلحنا علاقتنا بإخواننا ، ووحدنا صفوفنا ، وحملنا قيمنا الأخلاقية الإسلامية معنا أينما حللنا نتعامل بها ونقوي

آصرتنا وننهض بمجتمعاتنا ونحمل على أكتافنا أمانة نشر الدعوة السمحة بقلوبٍ محبة ، ونفسٍ رضيّةٍ ، ولسان ٍلينٍ ، ووجه بشرٍ، وتواضع جمٍ .أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ، لانخشى في الله لومة لائم !.


~ عندما... ~

*عندما نحب ونكره لغيرنا مانحب ونكره لذاتنا .

*عندما نتحرر من ربقة الحرص والشح والأثرة ،فنؤتي المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين فتنعتق أرواحنامن ربقة المال ، ونطلق أيدينا في الإنفاق..!

* عندما نقضي حوائج الناس برضا وغبطة دون انتظار مقابل.

*عندما نفرج الكربة ،ونجيب الدعوة ،ونحسن الخطاب، ونجيد الإصغاء ونرحم الضعيف ،ونواسي المكروب ،ونعود المريض ونقريء الضيف ،ونرد السلام ونصل الأرحام،ونصدق الحديث؛

نريد بكل ذلك وجه الله وابتغاء مرضاته ، ونسلم بكليتنا

في ذوات أنفسنا وفي الصغير والكبير من أمرنا لله استسلاماً

لايبقى بعده عمل أو نية لاتخضع لأمره .. عندها سترسى قلوبنا

على مرفإ الرضا والاطمئنان ، ونتعايش بمحبة وأمان واستقرار

ونطرح الحيرة والقلق والضياع ونسود..!

لأن الآصرة التي تجمع بيننا وتحقق أخوتنا هي عقيدتنا وهي وحدها كفيلة بذوبان كل المعوقات وانصهارها في هذه البوتقة !


وبعد أن نحقق أخوتنا كما أرادها الله لنا ، نستطيع حينهاأن نقضي على عوامل الشرك وجاهلية العصر في شتى بقاع الأرض ونحمل وسام خير أمة أخرجت للناس عن جدارةٍ

واستحقاق !




~* لنكن يداًواحدة .. . أشداء على الكفار ... رحماء بيننا *~


ولِيَعِمَّ النُّوْر ~






35
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

القــــرآن في قلبي
ماشاء الله تبارك الرحمن

مشاركه من فيض رائعه بروعة قلمك المميز

غاليتي فيض رفعك الله في عالي الجنان واسعدك الله ووفقك لك خير

وجعل الله فيضك هذا في موازين حسناتك ونفع بقلمك الاسلام والمسلمين

تقبلي مروري ونجومي
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
إبداع .. إبداع ... إبداع
ما شالله تبارك الله الآن فقط عرفت سبب إختفائك غاليتي
موضوع متكامل وفي صميم أمة محمد صلى الله عليه وسلم
صمت الحب**
صمت الحب**
إبداع .. إبداع ... إبداع ما شالله تبارك الله الآن فقط عرفت سبب إختفائك غاليتي موضوع متكامل وفي صميم أمة محمد صلى الله عليه وسلم
إبداع .. إبداع ... إبداع ما شالله تبارك الله الآن فقط عرفت سبب إختفائك غاليتي موضوع متكامل وفي...
كلماتك كعقد ماسٍ إكتملت حلقاته ثم احكمت برباط متين..
الأخوة الإيمانية وليس بغيرها نرقى...
وليعمّ النور واحتنا، بل وأرجاء حواء كلها..

بارك الله سعيك يافيضنا الجميلة..
غيـمة
غيـمة
:

قد عمنا نور فيضك يا عطرنا الفواح
وكانت كلماتك كالبلسم على الجراح

نفع الله بك وبما قلتِ
وجعلنا واياك من المتآخين المتحابين في جلاله
لا نبتغي مالا ولا جاه
شطحات الغلا
شطحات الغلا
جزاك الله خير
ولاحرمك الاجر