سرّ إجابة الدعاء من كلام ابن الجوزي

الملتقى العام

قال تعالي (وقال ربكم ادعوني استجب لكم)


فصل : سرّ إجابة الدعاء
تأملتُ حالةً عجيبة وهي : أنّ المؤمنَ تنزل به النازلةُ فيدعو ويبالغ فلا يرى أثراً للإجابة ،
فإذا قارب اليأس نُظِر حينئذٍ إلى قلبه ، فإن كان راضياً بالأقدار غيرَ قنوطٍ من فضل الله عزّ وجلّ فالغالب تعجيل الإجابة حينئذٍ ،
لأنّ هناك يصلح الإيمان ويُهزم الشيطان ، وهناك تبين مقادير الرجال ، وقد أشير إلى هذا في قوله تعالى : { حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله } ،
وكذلك جرى ليعقوب عليه السلام ، فإنه لما فقد ولداً وطال الأمر عليه لم ييأس من الفرج ،
فأُخِذ ولده الآخر ولم ينقطع أمله من فضل ربه { أن يأتيني بهم جميعا } ، وكذلك قال زكريا عليه السلام { و لم أكن بدعائك رب شقيا } .
فإياك أنْ تستطيلَ مدّة الإجابة ، وكنْ ناظرا إلى أنه المالك ، وإلى أنه الحكيم في التدبير والعالم بالمصالح ،
وإلى أنه يريد اختبارك ليبلو أسرارك ، وإلى أنه يريد أن يرى تضرعك ، وإلى أنه يريد أنْ يأجرك بصبرك إلى غير ذلك ،

وإلى أنه يبتليك بالتأخير لتجارب وسوسة إبليس ، وكلّ واحدة من هذه الأشياء تقوّي الظنّ في فضله ،
وتوجب الشكر له ، إذ أهّلك بالبلاء للالتفاف إلى سؤاله ، وفقرُ المضطر إلى اللّجأ إليه غنىً كلّه .
( صيد الخاطر ، ص 125 )
10
870

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

((رندا))
((رندا))
ما قنطنا ولا يسنا من رحمته سبحانه
نور عيونيB
نور عيونيB
جزاكي الله كل خير
ربي لاتذرني فردا وانت خير الوارثين
دوقة بيتي
دوقة بيتي
جزاك الله خير كلام جميل
زوجة عوض
زوجة عوض
جزاك الله خير كلام جميل
بنت توتي
بنت توتي
جزاك الله خير