زهرة الابداع

زهرة الابداع @zhr_alabdaaa

محررة برونزية

مشاركتي 3 في فعالية صدقوا ماعاهدوا الله عليه (زيد بن حارثة )

ملتقى الإيمان





بسم الله الرحمن الرحيم



( زيد بن حارثة )

مضت سعدى بنت ثعلبة تبتغي زيارة قومها بني معن ،
وكانت تصحب معها غلامها زيد بن حارثة الكعبي،
فما كادت تحل في ديار قومها حتى أغارت عليهم خيل لبني القين ،
فأخذوا الأموال و استاقوا الإبل و سبوا الذراري ،
وكان في جملة من احتملوه معهم ولدها زيد بن حارثة ....

وكان زيد إذ ذاك غلاما يدرج نحو الثامنة من عمره ،
فأتوا به سوق عكاظ وعرضوه للبيع فاشتراه ثري من سادة قريش
هو حكيم بن حزام بن خويلد بأربعمائة درهم ...
واشترى معه طائفة من الغلمان ، وعاد بهم إلى مكة .
فلما عرفت عمته خديجة بنت خويلد بمقدمه زارته مسلمة عليه ،
فقال لها :
يا عمة لقد ابتعت من سوق عكاظ طائفة من الغلمان ،
فاختاري أيا منهم تشائينه ، فهو هدية لك .

فتفرست خديجة وجوه الغلمان ، واختارت زيد بن حارثة ،
لما بدا لها من علامات نجابته ، ومضت به ..

وما هو إلا قليل حتى تزوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبدالله ،
فأرادت أن تطرفه و تهدي له ،
فلم تجد خيرا من غلامها زيد بن حارثة فأهدته إليه .

وفيما كان الغلام المحظوظ يتقلب في رعاية محمد بن عبدالله ،
ويحظى بكريم صحبته ، وينعم بجميل خلاله ، كانت أمه المفجوعة بفقده
لا تجف لها دمعة ولا تهدأ لها لوعة ولا يطمئن لها جنب ،
وكان يزيدها أسى على أساها
أنها لا تعرف أحي هو فترجوه أم ميت فتيأس منه .
أما أبوه فأخذ يتحراه في كل أرض ، ويسائل عنه كل ركب ،
ويصوغ حنينه إليه شعرا حزينا ، حيث يقول :
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل
أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل ؟
فوالله ما أدري وإني لسائـــــل
أغالك بعدي السهل أم غالك الجبل
تذكرنيــه الشمس عند طلوعها
وتعرض ذكراه إذا غربها أفـــــل
سأعمل نص العيش في الأرض جاهدا
و لا أسأم التطواف أو تسأم الإبل
لم يكن حارثة وهو يواصل الليل بالنهار بكاء على فلذة كبده ،
يعلم أن زيدا ينعم بأهنأ
عيش في بيت خديجة بنت خويلد ومحمد بن عبدالله ...
لقد استطاب العيش معهما حتى إنه لم يفكر في العودة إلى أهله ، إذ أنهما عوضاه بالحب والرعاية و حسن المعاملة عن حنان الأبوين ، فصفات و شمائل الرسول بهرت زيد بن حارثة و جعلته يؤثره حتى على أهله و عشيرته ..
امتحن زيد ذات يوم في حبه لمحمد ، فكان جوابه قاطعا على أن محمدا أحب إليه من أبويه و من عشيرته الأقربين ...
فقد التقى في أحد مواسم الحج بنفر من جيرة والده ، وسرعان ما عرفهم و عرفوه ،
ولما أخبروه أن والده يقيم
في حزن عميق على فقده ، قال لهم أنشدوه هذه الأبيات :
أحن إلى قومي و إن كنت نائيـــا
فإني قعيد البيت عند المشاعـــــــر
فكفوا عن الوجد الذي قد شجاكمو
ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر
فإني بحمد الله في خير أســــــرة
كرام معد كابــــــــرا بعد كابـــــــــر
تلقى حارثة هذه الأبيات بسرور بالغ .....
ومع أنها تحمل كل ما يدعو إلى الطمأنينة ،
فقد ركب هو وأخوه كعب راحلتيهما وانطلقا إلى مكة
و عندما دخلاها سألا عن محمد بن عبدالله ، فقيل لهما إنه بالمسجد ...
فوجئ الرسول برجلين يقفان أمامه و يقولان له :
يابن عبد المطلب .. يابن هاشم ..يابن سيد قومه ..
أنتم أهل حرم الله و جيرانه .. تفكون العاني و تطعمون الأسير ..
جئناك في ابننا عندك ، فامنن علينا و أحسن إلينا في فدائه ..

التفت إليهما الرسول وقال لهما :من هو ؟
قال الرجلان : زيد بن حارثة نريد افتدائه ..
قال الرسول :ا
دعوه فخيروه ، فإن اختاركم فهم لكم ، وإن اختارني
فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا .

قال الرجلان : زدتنا على النصف و أحسنت .
و على الفور أمر الرسول بمن ينادي
زيد بن حارثة ، ولما مثل بين يديه سأله :
أتعرف هؤلاء يا زيد ؟

قال زيد :نعم هذا أبي وهذا عمي .
قال له الرسول :قد خيرتك ، إن شئت مضيت معهما ،
وإن شئت أقمت معي .

فقال زيد : بل أقيم معك .
فقال له أبوه :
ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك و عمك و أهل بيتك ؟
فقال زيد :
نعم ...لقد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا .
فلما الرسول من زيد ما رأى ، أخذ بيده
ووقف به بالحجر على ملإ من قريش وقال :
يا معشر قريش اشهدوا أن زيدا ابني يرثني و أرثه ...

فطابت نفس أبيه وعمه ، وخلفاه عند محمد بن عبدالله ،
وعادا إلى قومهما مطمئني النفس مرتاحي البال .
ومنذ ذلك اليوم أصبح زيد بن حارثة يدعى بزيد بن محمد ،
وظل يدعى كذلك حتى بعث الرسول
صلوات الله وسلامه عليه وأبطل الإسلام التبني ،
حيث نزل قوله عز وجل
( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ) .



22
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زهرة الابداع
زهرة الابداع





لم يمض على حادثة التخيير
هذه إلا بضع سنين حتى بعث الله نبيه محمدا بدين الهدى والحق ،
فدعاه الرسول للإسلام و قرأ عليه بضع آيات من القرآن ،
اعتنق زيد على أثرها الإسلام ، يقول الرواة :
إنه رابع من دخل الإسلام حيث دخل قبله خديجة و أبوبكر و علي بن أبي طالب ،
وبعض الروايات تقول :
إنه ثاني من دخل الإسلام .


أصبح زيد بن حارثة أمينا لسر رسول الله ،
وقائدا لبعوثه و سراياه ، و أحد خلفائه على المدينة
إذا غادرها النبي عليه الصلاة والسلام .

وكما أحب زيد النبي و آثره على أمه و أبيه ،
فقد احبه الرسول الكريم وخلطه بأهله و بنيه فكان يشتاق إليه إذا غاب عنه ،
ويفرح بقدومه إذا عاد إليه ن فعن عائشة رضي الله عنها قالت :
(( قدم زيد بن حارثة المدينة ، و رسول الله في بيتي ، فقرع الباب ،
فقام إليه الرسول
عريانا ــ ليس عليه إلا ما يستر مابين سرته و ركبته ــ
ومضى إلى الباب يجر ثوبه ، فاعتنقه وقبله ،
ووالله ما رأيت رسول الله عريانا قبله ولا بعده .))

وقد شاع أمر حب النبي لزيد بين المسلمين ،
فدعوه ( بزيد الحب ) وأطلقوا عليه لقب حب رسول الله .

و أراد النبي أن يرفع مكانة زيد في أعين الناس
فخطب له زينب بنت جحش ـ ابنة عمة النبي ـ وزوجه إياها ،
ولكن هذه الزيجة قدر لها أن تنتهي بالطلاق ،
فزوجه النبي حاضنته أم أيمن ،
وكان هذا الزواج خيرا على الزوجين بل على الأمة الإسلامية كلها .
راعى النبي في هذه الزيجة أن يجمع بين اثنين من أحب الناس إلى قلبه ،
فكان يقول عن أم أيمن إنها امي بعد أمي ،
لانها اشرفت على رعايته وهو في السادسة من عمره
بعد أن ماتت أمه آمنة بنت وهب وظلت ترعاه حتى اشتد عوده
و أصبح رجلا ذا شأن في القبائل كلها بل في العالم بأسره .
تم زواج زيد بأم أيمن في حوالي السنة الرابعة بعد بعث النبي
وكانت الثمرة الأولى لهذا الزواج بعد عام واحد طفلا يحمل ملامح أبيه
من حيث البشرة السمراء والانف الافطس ،
واتفق الزوجان على تسميته أسامة ،
و أُبلغ النبي بهذا المولود ففرح به ودعا الله أن يبارك فيه .

وفي السنة الثامنة من الهجرة ، بعث الحارث بن عمير الأزدي
بكتاب إلى ملك بصرى يدعوه فيه إلى الإسلام ،
فلما بلغ الحارث مؤتة بشرقي الأردن عرض له أحد أمراء الغساسنة
شرحبيل بن عمرو فأخذه ،
و شد عليه وثاقه ثم قدمه فضرب عنقه .
فشد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم ،
فجهز جيشا من ثلاثة آلاف مقاتل لغزو مؤتة ،
وأعلن أن أمراء هذا الجيش ثلاثة هم :
زيد بن حارثة فإن أصيب فجعفر بن ابي طالب ،
فإن أصيب جعفر فعبدالله بن رواحة .

لم يتعود زيد بن حارثة أن يودع زوجته أم أيمن وابنه أسامة
والدموع تملأ عينيه إلا في هذه الليلة ...
ولم يتعود كذلك أن يرى أم أيمن تودعه و عيناها دامعتان إلا في هذه الليلة ...
إن نداء خفيا في نفسها يؤكد لها أنه الوداع الأخير ...
ومما زادها اقتناعا بذلك أن زوجها سهر حتى الصباح يحدثها
عن الإستشهاد والجنة وثواب الصبر عند تلقي الأنباء الفاجعة .


تحرك الجيش بقواده الثلاثة في جمادي الأولى من العام السادس للهجرة ...
وظل يقطع الفيافي والقفار
حتى وصل إلى حدود الشام و عسكر بجوار بلدة تسمى مؤتة ،
سميت هذه الغزوة باسمها .
إلا أن هذا الجيش فوجئ ـ وهو لا يجاوز بضعة آلاف ـ
أن جيش الروم يزيد على مائتي الف مقاتل ،
ونزل هذا الجيش الجرار غير بعيد من مواقع المسلمين .
بات المسلمون ليلتين يتشاورون فيما يصنعون ، فقال قائل :
نكتب إلى رسول الله ونخبره بعدد عدونا وننتظر أمره .
وقال آخر :
والله يا قوم إننا لا نقاتل بعدد ولا قوة ولا كثرة و إنما نقاتل بهذا الدين ..
فانطلقوا إلى ما خرجتم له ..
وقد ضمن الله لكم الفوز بإحدى الحسنيين ، إما الظفر و إما الشهادة .



ثم التقى الجمعان على أرض مؤتة ، وتقدم زيد بن حارثة و معه راية النبي ،
وتقدم ورائه المسلمون ن
ودار قتال عنيف لم تشهد مثله أرض البلقاء ،
ولكن زيدا لم يلبث أن شاط في رماح القوم ، وهنا تلقى
الراية جعفر بن ابي طالب ، واقتحم صفوف الروم ،
ولكن جنود الروم ما لبثوا أن حاصروه من كل جانب ،
و أصيبت يمينه بضربة سيف بترتها على الفور ،
فلم يهتم بيده المبتورة قدر اهتمامه براية النبي ،
فحملها على شماله ، وهنا عاجله الروم بضربة بترت بها شماله ،
فأبى أن تسقط الراية و ذراعاه مبتورتان ،
وكانت آخر محاولة له أن ضمها إلى صدره بعضديه ،
وقبل أن تسقط الراية كان عبدالله بن رواحة قد رفعها بيمينه
و مضى يقاتل وسط صفوف الروم حتى حظي بالشهادة ،
فامَر الناس عليهم خالد بن الوليد فانحاز بالجيش ،
وأنقذه من الفناء المحتم ، وعاد به إلى المدينة .

ولكن قبل أن يصل الجيش أو تصل أنباء المعركة إلى المدينة ،
كان النبي قد نعى شهداء مؤتة إلى أصحابه ،
إذ كان جالسا بينهم عندما أخذته إغفاءة لبرهة قصيرة
انتبه بعدها وقال لهم :
(( أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيدا
و أخذها من بعده جعفر بن أبي طالب حتى قتل شهيدا ..
ثم أخذها عبدالله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدا ...
لقد رفعوا جميعا إلى الجنة .))

بُكاء الرسول
حزن النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- على زيد حتى بكاه وانتحب ،
فقال له سعـد بن عبادة
( ما هذا يا رسـول الله ؟!)قال
(شوق الحبيب إلى حبيبه )
.

رضي الله عنه و ارضاه


*هبة
*هبة
جزاكـ الله خير ا
زهرة الابداع
جعله الله فى ميزان حسناتك
وفى انتظار مزيد من مشاركتك المميزة

زهرة الابداع
زهرة الابداع
شكرا هبة على الخلفية الرائعة
وشكرا لمرورك
زهرة سرف
زهرة سرف
بارك الله فيك أ ختي الغاليه (زهرة الأبداع) وجزاك الله كل خير



على طرحك لقصة الصحابي الجليل(زيدأبن حارثة)


طرح رائع أثابك الله عليه ولا حرمتي ألأجر أن شاء الله



وغفرالله لك ولوالديك وجميع المسلمين ورضي الله عن



صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم
زهرة الابداع
زهرة الابداع
^
آآآآآآآآمييييييييين

زهرة سرف شكرا لردك الرائع جزيتي خيرا