من هي ..
هي أم المؤمنين حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وأمها زينب بنت مظعون رضي الله عنهم أجمعين .
ولدت قبل المبعث بخمسة أعـوام وهو العام الذي شارك فيه النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الكعبة ولما بلغت سنّ الزواج تقدّم إليها خُنيس بن حُذافة السهمي فتزوّجها
وكان من السابقين الى الإسـلام وبعد وفاة زوجها تزوّجها النبـي -صلى اللـه عليه وسلم-سنة ثلاث من الهجرة ..
زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم ..
وهكذا شرّفها الله سبحانه لتكون زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم ، لتنهل من علمه ، بما حباها الله من ذكاءٍ وفطنةٍ ، وشغفٍ للمعرفة ،
كانت تتمتع حفصة بجرأة أدبية كبيرة ، فقد كانت كاتبة ذات فصاحة وبلاغة ، ولعل هذا ما يجعلها تبدي رأيها ولو بين
يدي الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- ،
ونلمس ذلك من أسئلتها التي تلقيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم استفهاماً للحكمة واستيضاحاً للحقيقة ،
فمن ذلك أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل النار إن شاء الله أصحاب الشجـرة الذين بايعوا تحتها )
فقالت حفصـة ( بلى يا رسـول الله ) فانتهـرها ،
فقالت حفصـة الآية الكريمة
قال تعالى
"( وإنْ منكم إلا واردُها كان على ربِّك حتماً مقضياً ")
فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-
قال الله تعالى "( ثم ننجي الذين اتقوا ونذرُ الظالمين فيها جثِيّاً ")
حارسة القرآن،,,
لقد عكِفَـت أم المؤمنين حفصـة على تلاوة المصحف وتدبُّره والتأمـل فيه ،
ولقد اوصها عمر رضي الله عنه لتحفظ نسخة المصحف الأولى ، والتي جمعها أبوبكر رضي الله عنه من أيدي الناس بعد أن مات أكثر القرّاء ،
وظلت معها حتى خلافة عثمان رضي الله عنه .
الصوامة القوامة ..
لقد عاشت خلال تلك السنين في بيت الرسول تعلمت منه شمائل الاخلاق ومكارمها وحسن العبادات ..
وقد شهد لها جبريل بصلاحها وتقواها ، وذلك حينما طلب من النّبي صلى الله عليه وسلم أن يراجعها بعد أن طلّقها تطليقةً ، وقال له :
( إنها صوّامة ، قوّامة ، وهي زوجتك في الجنة ) رواه الحاكم ، و الطبراني ، وحسنه الألباني .
وفاتها ..
وعاشت رضي الله عنها تحيي ليلها بالعبادة وتلاوة القرآن والذكر ،
حتى توفيت سنة إحدى وأربعين بالمدينة عام الجماعة ، فرضي الله عنها وعن أمهات المؤمنين .