منذ فجر البشريّة والأرض تستقبل الأنبياء والمصلحين
في مختلف مراحلها ، وفي كلّ أرجاءها.
ولقد أتى على الإنسانيّة حينٌ من الدهر كانت فيه مجزّأة إلى أممٍ منكمشةٍ على ذاتها , فشاءت العناية
الإلهية أن تبعث إلى كلّ أمةٍ بنبيٍّ مستقلٍّ كيِّفت رسالته وفق حاجاتها.
وقد أدّى الأنبياء مهمتهم بإحياء تلك الأمة !
ولكن .. بعد مرور زمن كانت تخبو تلك الطاقات الرّوحية التي بعثوها .. ثمّ تنطفي في نهاية الأمر !
لتعود الحاجة من جديدٍ إلى مصلحٍ آخر ينير الظلمات
التي ترين على القلوب ..!
حتّى جـــاء .. مُحَمَّـــــــــدْ بنُ عبدِ الله ..!
ليختم مسيرة الإصلاح برسالة كونيَّةٍ شاملةٍ.. إلى
الجنس البشريّ كله .!1
نبيٌّ تتخطّى قوّته الرّوحيـــة كل مكان ..!
وتظلّ متوهجة الى آخر الزّمــــــان ..!
نبيٌّ أبدعته يد العناية الإلهية ، وأودعته النور الذي
نفذ خلال سحب الفساد الكثيفة فأضاء كلّ بقعة على الأرض ...!
ذلك هو النور المحمدي الذي أنار أول ماأنار في أرض
العرب ..! أرضٌ تربّت على النظرة القبلية الضيّقة
والثأر ، والقتال ، فصهرهم في وحدةٍ متراصّةٍ، واستأصل منهم تراث أجيال من الجهل ، والوثنية ،والخرافة ، واضطهاد الضعيف ، والانحدارات الأخلاقية
كلّها...!
وماهي إلا سنوات معدودة على الرسالة .. حتّى حلّت الوحدانيّة محل أشكال الوثنيّة..!
وتحوّل أبناء الصحراء الجهلة إلى حملةٍ لدعوة الإسلام حتى أقاصي العالم .. !
وبزّوا في عبادتهم النُّسّاك والزاهدين .. من غير أن
يغلقوا بابهم دون العالم ..!
وكانوا يطرحون همومهم الدنيوية ماأن يلبوا داعي الصلاة .. وينفقون معظم لياليهم في العبادة ..!
كانوا في هذا العالم ... وكانوا منفصلين عنه ..!
فكان لهم أن ملكوا إيماناً حيّاً .. لم يعرفه عابدٌ معتزلٌ
أو راهبٌ زاهد .. !
وفي الوقت نفسه كانوا قمة الإنجاز الدنيوي ..!
ذلك مافعله الرسول المصلح بدأً بالعرب ..وامتداداً
إلى العالم ..!
فعلى وقع سنابك خيل المسلمين انهارت أمبراطوريتي الفرس ، والروم ..! وقامت مملكة الله
على الأرض ، فأضاءت بالنور الإلهي مشارق الأرض
ومغاربها .. وارتفع المسلمون إلى منزلة الفاتحين
العظماء ، وأسسوا أمبراطورية عظيمة صمدت ثلاثة
عشر قرناً أمام محاولات تقويضها ، وكان الرسول
الروح الدافعة في ذلك ..!
وامتدت يد الرسول الكريم في الإصلاح ، لتنشيء
أسلوباً فريداً في السياسة الحاكمة .. جمع بين التقوى والفتح .. !
فأنار العالم الذي كان في ظلام دامسٍ ، وذلك خلال
عقدين من الزمان فقط ..!
فأي شخصيّة عظيمة تلك التي حقّقت هذا القدر من النجـــاح ؟! .. إنها شخصيّة مُحَمَّــــــــدْ ...!!
وعلى يدي هذه الشخصية الفذة عرف العالم معنى
السلام العالمي .. فهو الذي وضع حجر أساسه ..
وعلّم الشعوب على اختلاف أماكنها ، ومشاربها ،وأديانها كيف تعيش بتناغم وسلامٍ ووئامٍ تحت جناح
الإسلام ..!
وهذا مالم يحاوله أي مصلحٍ آخر من قبل ..!
ولكنه ليس كأيّ مصلحٍ آخر .. إنّه مُحَمَّـــــــد ..!
إنه الرسول الذي أعتبر نفسه مجرد إنسانٍ من عامّة
الناس فوضع الى جانب صفة التواضع قاعدة المساواة : فالحاكم والرعيّة ، والرجل والمرأة ،والعبد والسيّد .. لهم جميعاً حقوق متبادلة ..
وفي الصلوات الخمس يقف العامل البسيط والغني المالك كتفاً إلى كتف في حضرة ربّ واحد !
ونشر رسالة المساواة بين جميع الشعوب على وجه
الأرض ونادى أن لافضل لأحد على أحد .. إلاّ بالتّقوى.
لقد حمل الرسول الكريم منهجاً اتّسم بطابع الشمولية ، ولم يترك علّة بشرية إلاّ وأوجد لها العلاج
فصارت مشاركته الوجدانية تشمل البشرية كلها..!
لقد بلغ من النجاح في إصلاح العقول والقلوب مالم
يبلغه مصلح من قبل ، ولن يبلغه أحد من بعد ..!
لقد ربى النفوس ، وارتقى بها من هاوية الضلال ..
إلى قمة الهداية .. فارتبط المسلمون بروح مبادئه ،
وتعلّقوا بحبه ..وكان ولا يزال لمجرد ذكر اسمه في
نفوس المؤمنين في بقاع الأرض فعل السحر ..!
إذ يبعث في القلب نبضاً يعلو ويرقى الى روحانية
سماء لن يدركها حب آخر لبشر غير مُحَمَّـــــــدْ !
وها أنَّ الزّبَـد الذي طفا فوق اللجة الصافية لينال من
جوهرها قد وجد من الأرواح المؤمنة سدّاً منيعاً ..
وشدّ الرباط بينهم .. وأرسل ريح الغيرة وروح الإنتصار
للنبي رحمة الله للعالمين في نفوس المسلمين جميعاً في كل بقاع المعمورة ..!
وغداً سيذهب الزبد جفاءُ ..
وسيبقى ماينفع الناس ..!
إنّ ذكر محمّد سيظل حيّاً في القلوب ..!
وإسمه سيظلّ شاهداً في الأسماء ..على صفتي الحمـــــد .. والثناء !!
في ظل العناية الإلهية : أقام الرسول دعائم وحدانية الله من جهة ..
وأقام الأخوة الإيمانية الإنسانية من جهة أخرى .
{ فما لهؤلاء القوم لايكادون يفقهون حديثا ؟
وما لهم يريدون { ليطفئوا نور الله بأفواههم ؟
{ والله متمّ نوره ..
{ ولو كره الكافــــــرون !!
ألا فليعلم الذين ظلموا ...
أيَّ منقلبٍ ... سينقلبون ..!!!
فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr
فريق الإدارة والمحتوى
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
R-N-D
•
جزاك الله خير
درر يافيض...وبدر الأنام...لؤلؤة في جوف محار!!
سيرة عطرة...ونفائس أخلاق!!
همام دين..وجولات وصولات..
تاريخ أمة في كيان إنسان!!
بأبي وأمي...فديتكَ ياحبيب الله...
وجزاكِ الله خيراً...على الروائع العظام..والمنبع الزلال..
وجمعنا الله مع رسولنا الكريم في الجنان...
سيرة عطرة...ونفائس أخلاق!!
همام دين..وجولات وصولات..
تاريخ أمة في كيان إنسان!!
بأبي وأمي...فديتكَ ياحبيب الله...
وجزاكِ الله خيراً...على الروائع العظام..والمنبع الزلال..
وجمعنا الله مع رسولنا الكريم في الجنان...
الصفحة الأخيرة