بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بعد السلام:
من لم يتأمـــــل الأمور بعين عقله ..
لم يقع سيف حيلته إلا على مقاتله !
* علي بن أبي طالب رضي الله عنه
...
إن الضربات المتتالية تلين الحديد وهناك كالعود الأعوج أبدا لا يستقيم !!
ما حدث في الآونة الأخيرة من أذيّة للإسلام والمسلمين....
ممّا أثار فورة الغضب و أشعل الحميّة للذود عن الحياض المحمديّة ،
فكان مدّ الغضب كتسونامي كاسح وكأنه لا سلاح لنا إلا الهيجان !!
ككل المواقف نتعاطف بسرعة و ننسى أسرع ثمّ تعاد الكرّة و نلدغ!
لا يمكننا لوم من قاوم البنزين بمزيد من الوقيد وردّ الصاعين!!
طلقة مدويّة أطلقها المسلم ليسمعها العالم بأسره وبهذه العفويّة
تثبت سرعة استنهاض الروح الإيمانيّة فـتحت الرماد لهيب!!
لنتنفس الصعداء و نبرد الغيظ وهو دليل أنه لا مجال للعبث بعقيدتنا .
ومن زرع هذه البلبلة و القلقلة ومن قبلها الفتنة والتفرقة ،،
متأكد من هذه النتائج الفورية والحماسة الفوارة، فالاستفزاز يولد النقمة والثأر
واستثارة المشاعر تجعلها نتحرك بعاطفة و ترد الفعل بعاطفة غلّابة..
وقد لا نحتكم للعقل وهذا ما خططوا له بدهاء ومكر وهو تصوير المسلم
بشكله العصبي المتعصب وكما يصفونه همجي وإرهابي..~عجبي !
ومن خلف الستار يسخر و يستهجن و لعبة ملعوبة و مدروسة ،،
إنه كمين نقع فه للأسف فعاطفتنا الجيّاشة سرعان ما تستجيب ..!
ربما هو يئس من لغة الحوار الراجح.... !
ربما هو تفريغ لما نعانيه من كبت الجماح !
وسلبية التعامل مع مجريات الأحداث ولوازم الموقف...,
وما في النفوس من حنق على ما يحصل في ديار الإسلام
وما حصدناه من نكبات و أزمات و هزائم !!............
فمن يلوم من لم يضبط النفس و يخرج عن الطور !!؟؟
لكن للأسف هذه السبل لا تُؤكل منها الكتف........
وتفضح ما فينا من خلل جهل وضعف.............
وما نختزنه من صمت و قهر وغبن وخوف!!...
ولكن ربّ ضارة نافعة!!!......
فلمَ لانستغل هذه الفرصة المتاحة لننشط للدعوة والتعريف بسماحة ديننا ؟
وبدل تبديد الطاقات في المهاترات والمضاهرات ثم قد لا نجني شيئا يذكر!
وواحد مؤيد وآخر رافض ومندد،، فتزيدنا شتاتا و وفوضى.............!
لمَ لا نعيد ترتيب أولوياتنا وتنظيم صفوفنا وتحكيم عقولنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لنقارع الحجة بالحجة والدليل بالبرهان ومن ليس له إثبات و ثوابت
ستهتز ثقته ويتزعزع خصوصا أن الوازع الديني فتر في جيلنا وتراجع .
بيت الداء أنهم استقووا و تطاولوا لضعف فينا!!............
علينا أن نجابه أنفسنا و نواجه حقيقتنا المرّة نعترف بضعفنا
لإعادة البناء الشامل على أسس متينة و وقواعد سليمة...
بالرجوع والتمسك بديننا بقيمنا بالمبادئ التي بني عليها إسلامنا
ونتعامل بأوامر الله و بأخلاق القرآن وهدي رسولنا الكريم
...
آفة التواكل تغلغلت فينا وأخذنا الحياة بمفهوم الترف والرفاهية !
نريد كل شيء متوفر بأقل جهد وبأدنى تعب ....!!
والمؤسف أكثر أننا نعتقد أننا نواكب العصر ونلاحق التطور!!
بالانسياق وراء ما يصدروه لنا من موضة وتقليعات وصيحات
فيها الكثير من التساهل و الانحلال ودسّ السمّ في العسل....!!
ولا تتوافق عادة مع شخصنا المسلم"" القرآني السنّي"""...
استعمرونا تقنيا وتكنولوجيا ونشتريها بإقبال منقطع النظير!
وبقرارة أنفسنا لا بأس في ذلك وما الضرر ؟؟؟......!!!!!!
غيرنا يدرس الفضاء و جزئيات الذرة ونحن نشتكي من الفراغ والتفنن
في تضييع الوقت هباء سبهللة ؟!!!!
يقع تجنيد الطاقات للتصنيع وتدوير الانتاج ونحن نتفرج بانبهار !!
وكثير منا من يتابع مسلسل يدوم ثلاث أشهر ويحرص على عدم تفويته
ويفوت الكثير من أمور دينه وحتى دنياه!!!
المؤلم أنهم سبقونا أشواط ونحن نعد خطوات بعض و نراقب بعض
ونكيد ونحسد والنفوس بغيضة و القلوب البيضاء كساها السواد!
هم انشغلوا بالعلوم والطب ،وفينا من يتعامل بالسحر والشعوذة والدجل!
حملات تهويد و تنصير و تبشير ونحن لازلنا نتجادل هل إطلاق اللحية
قبضة أو قبضتين ؟؟؟؟؟؟ وإسدال الثوب يزيد شبر أو شبرين؟؟؟؟!!؟؟
أين جوهر الإسلام ونحن نجهل معضمه ونتغافل على ما لا يروق لنا ؟
ونستحضر الآيات حسب ما يتوافق مع مزاجنا !!!..................
لا نتفقه في الدين و لا نتدبر القرآن بل نهجره وإن قرأناه لا نترجمه إلى أفعال
لو تمعناه و طبقناه لبنينا بيوت العز والمجد ولصعدنا إلى معالي المعرفة
والإدراك ولغزوناهم من جديد كما فعل أجدادنا السابقين.. لكننا تداركنا
للأسف في أسفل السافلين ...!!!!!!!!!
هزُل منا الجد و ووهن العزم وارتضينا بإيراد ما أحدثوه..........
ركنا للغو والعيش الهنيء المريح و غيرنا يكدح و يتسلق سلم السماء
ويجتهد وثغرة كبيرة كثقب الأوزون أو أشدّ و أنكل و أدهى !!!
وهو التبعية الاقتصادية لازلنا نعتمد عليهم و نمدّ اليدّ و نشتري ما يجودوه
علينا و ليس الأجود بل الأرذل وربما فيه سموم و سرطنة و شبهات..!!
ولازلنا نصدر لهم الأجود بثمن بخس ولازلنا لا نجيد التسويق
و إدارة الأعمال وعلى هذا النسق لن نحقق اكتفاءً ذاتيا و لا كفافًا
وليس لنا لا باع و لا ذراع وسنبقى لهم طيّعا و تبعًا.............
لهذا لا نستطيع مواجهتم سياسيا فموازين القوى قلبوها لمصالحهم
وهنا مكمن الداء العضال طالما بقينا عل هذه الحال ...
والمسؤولية على عاتقنا جميعا لنخرج من هذا الحضيض..
ومن بؤر الفساد و ننزع القمع والارتشاء والربا والغش ورداءة الجودة!
و.................
والسبيل بيّن والأمر هيّن....
بالرجوع لتعاليم الدين فشريعة رب العالمين نزلت "تبيانا لكل شيء"
ولنا في قصص الأولين عبرة ولنا قي سيرة نبيينا الأكرم أسوة
وفي تشييد معالم المجتمع المدنيّ الدرس و القدوة الحسنة ...
نحناج لمبادرات ورسكلة للقدرات وتشجيع للمهارات بِنيّة السعي والعمل .
رسولنا
لم يبنِ صرح الأمة من عدم لم يعلو شأنها من فراغ..لم يكسح العالم ويواجه أعتاه( الفرس و الروم) بالقعود و الوعود،
اجتباه الله لرسالته و اصطفى ولكن لم يمنح له النجاح والفتح
على طبق جاهز ...
كان يمكن أن تطبق السماء على الأرض لمن لا يؤمن به فيعفيه
من المشقة و النصب والله ولي ذلك وقادر عليه ولا يعجزه شيء
لكن نبي الإنسانية تعرض للمحن وأُمتحن ولم يعترض ويمتعض..
ذاق صنوف الحرمان وصروف الدهر حتى يكون مرجعا لكل محروم
و مكلوم و مهموم ...
رعى الغنم فتيّا وهذا تذكير للمتعالين عن العمل بكدّ اليمين
وعرق الجبين ويحتقرون العملة و ذوي الصنعة ...
كان يخصف النعل و يرقع الثوب وهذه صفعة لمن تسخط لأنها
تستعمل فستانها مرتين و شاهدوها تلبسه في مناسبتين !!!
وتجزع لأن زوجها رفض أن تنتعل الكعب العالي و هي قصيرة !
أكيد قصيرة النظر طالما تتعلق بالقشور و لا تنظر في درر السنّة /
فكيف ننسى و يا قلب لا تأسى ؟؟!!...
كان الحبيب يعاني الخصاصة و يربط الحجرين و يشدهما بالحبل
من شدّة الجوع و بعض نساؤنا يتأففن لعدم الغداء بمطعم ذائع الصيت
و الاكتفاء ""بالهمبورجر و الأندومي""
فكيف ننسى و يا قلب لا تأسى ؟؟!!...
كان سيّدنا بلال يقدم لأشرف الخلق كسرة يابسة يخفيها تحت إبطه
ونحن استبدّ بنا التبذير والإسراف وفواضل الطعام يرمى بالمزابل
و الجار يشتهي لقمة!!
فكيف ننسى ويا قلب لا تأسى؟؟!!...
قدم له سادة قريش عرضا مغرٍ حتى يكف عن الدعوة السلطة و الجاه
و ما شاء من النساء ...
فقال مقولته الخالدة ( وَاللَّهِ يَا عَمِّ ، لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي ،
وَالْقَمَرَ فِي شِمَالِي ، عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَمْرَ مَا تَرَكْتُه)
اتهموه بالكهنة بالشعر و الجنون و لم يرضخ ..............
رموه بالقذى سلطوا عليه الأذى وواصل رسالته بثبات راسخ ..
تُفل على وجهه الكريم ووضع سلا الجزور على كتفه الطاهر وهو لله راكع
ونحن ميزانية بأكملها تروح في المساحيق ومواد التجميل ووو
فكيف ننسى و يا قلب لا تأسى ؟؟!!...
وملايين يعانون المجاعة بعالمنا الإسلامي ومن المفارقة أغنى دولة
و أفقر دولة بالعالم دولتين إسلاميتين !!!؟؟؟
وما فعلوه أهل الطائف لا يُخفى على أحد فقد طردوه من ديارهم وأدموا
عقبيه الشريفة بالحجارة
كان غريبا في موطنه ولم يتذمر بل يدعو لهم لعل يأتي من أصلابهم أهل الصلاح
ونحن من أجل كلمة عابرة في منتدى ومن خلف معرف
نستشط و نغلظ بالقول وندعوعلى صاحبته بالويل والثبور
وعدم التحليل!!!!!!!!!!!!!!...............
فكيف ننسى و يا قلب لا تأسى ؟؟!!...
اتهموه بالدجل و الكذب و هو الصادق الأمين بشهادتهم
ونال منه القريب قبل البعيد وما اقترفه عمه أبو لهب و زوجه أم جميل
يندى له الجبين وغيرها من المواقف العظام لنبيّنا العظيم
لكن نور الهدى اعتمد على الله و توكل عليه و بذل الجهد
والنفس والنفيس ففتح الله عليه الفتح المبيـــــــــــــن.....
فأين نحن من عطر السيرة أين نحن فيح التذكرة ؟؟؟؟
إننا في غفلة نخوض و نلعب وبالأعراض نقذف و نغتب
فتهافت من تهافت و توافد من توافد وصارت قلوبنا شتى و ديننا واحد
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبان :
" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها .
فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟
قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ،
و لينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ،
و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل :
يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت "
حتى لا أطيل أكثرأجزل بالقول أن ما حصل نتاجنا نحن !
فمن للأمة الغرقى **إذا كنا الغريقـيــنا
ومن للغاية الكبرى **إذا صغرت أمانينا
ومن للحق يجلوه** إذا كلـّت أيـــاديــنا
هذا ما أنجـــــــــزنا فأفــــــــــرزنا
فقد بِعنا الجنـــــــــة و تسابقنا للدنيا ..
انشغلنا بالحيــــــاة فألهتنا عن ديننا ..
ابتعدنا عن تعاليمنا فنهشوا معالمنا ...
انسقنا خلف التيّــار فمسخنا مسخا ..
غرقنا في لجة التبعية فسلخنا سلخا ..
نحن كأحوج ما يكون لنعود لأصولنا ،
ونتشبث بجذورنا و نكمل رسالة نبيّنا
و نغيّر ما بأنفسنا حتى نغيّر ما حولنا/
هكذا لا غير ننصر رسولنا وننتصر لديننا
فقد كان قرآنا يمشيا فهل حذونا حذوه؟؟
وتتبعنا هديه أم سنكتفي بزمجرة الغضب ثم تنطفئ الجذوة ؟؟
فما أصابنا من تسلط العدو من أنفسنا ،،من تخذالنا و تراخينا
من كثرة ذنوبنا و معاصينا ،،، و تهاوننا في أغلب أمور ديننا
في انجرافنا وراء شهواتنا،،، وانقيادنا لملذاتنا ............
لانتزاع خشية الله من قلوبنا و مجاراة أعادينا!!............
ألا نستحي ألا نستحي ألا نستحي ؟؟؟؟؟!!!
ورسولنا
المصطفى قد قدم وضحى << إنّي تذكرت والذكرى مؤرقة >< مجداً تلداً بأيدينا أضعناه >>
أَنّى اتجهت إلى الإسلام في بلد >< تجده كالطير مقصوصا جناحاه
<< كم صرّفَتنا يدٌ كنّا نُصرّفها >< وبات يملكنا شعب ملَكناه >>
قبل الختــــــام:.......................
ما عاقبتَ من عصى الله فيك ، بمثل أن تطيع الله فيه !.......................
* عمر بن الخطاب رضي الله عنه........................
...
تم بحمد الله
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنَا عَذَابَ النَّارِ،
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ .
...
هذا جهد المُقل ,
ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق!
بقلم وإمضاء :أختكنّ روح الفن
...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الرجاء من أخواتي المشرفات إضافة
(فعالية بدر الأنام ) ــ {ضمن العنوان
فقد فاتني التعديل ولكم الشكر الجزيل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته