: زلْزلتني لكن: أَحْيَت رُوحي مِن جديد! ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى).

الملتقى العام







.


.





بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تحيَّةٌ لـ القلوبِ المؤمنة, أيَّدها الله بـ نصرٍ منهُ و توفيقاً .




...


ابتدأُ, بـ اسْمِ خالق البريَّة, جامع النَّاس لـ يومٍ تَشخصُ فيهِ أبصارُ البريَّة !
بـ حديثٍ لا يَكْسُوهُ إلاَّ ثقةٌ في العزيزِ الجبَّار, ذِي القُوَّة الواحِدِ القهَّار !





فراعنةُ عصورِهِم, استنزفت قَلَمي, شظايا الغَدْر منهم !
و ما آلَ إليهِ مَصيرُهُم .. !





قالَ الله - سُبحانه - :


﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَن يَخْشَى





امتثالاً لِمَا كُتِبَ أعلاه, و تصديقاً لـ وَعْدِ الرَّبِّ - جَلَّ في علاه - :


﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد





ابتدأ .
...

إهداء :





لـ أولئِكَ الصِّنف الخاسر : أهل الظُلمِ و الباطل,من الرؤساء الأطْمَاع, إلى أتباعهمُ الرُّعَاع .
لـ أولئِكَ الصِّنف الصَّابِر : أهلُ الإيمانِ و الحَق, من المُستضعفين ذوي الصَّبْرِ المَتين .





* أهل الباطل : من كانوا لـ طاغوت القَوم, رُعاعٌ سَفَلة .
* أهل الحَقِّ : من استنصروا بـ جبَّار الكَون, فـ ما زادهم ذلك إلاَّ شموخاً .





أُهدي هذا الموضوع .

...




منهجي فيه, مقسَّمٌ إلى أربعةِ أجزاء :





1) وقفةٌ مع رُؤيا .


2) نماذجٌ تاريخية .


3) شذراتٌ تفائليَّة .


4) خِتَام .




(يُتْبَع)







79
7K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

[رسالة خير]
[رسالة خير]





1) : زلزلتني لكن : أَحْيَت روحي من جديد !


ذَلِكَ المَنَام, الذي استشعرتُ فيهِ آياتٌ عِظَام !


رأيته, نحيف الوجه, مشوَّبٌ بالسَّمار, ميِّت, لكن ايقضهُ العذاب !!
شعَّت النَّار بـ نورٍ أحمر, من تحت جسده, حتى خرجت من عينيه !
صَرَخَ صرخةً " لم أسمعها ", فقد كان ميِّتاً لكن من شدَّة الألم !!
تحرَّك ببطءٍ شديد, موضحاً عذابُهُ الذي لا يُطاق .. !


شعرتُ بِتلك الصرخة, التي قطَّعت " أوصال قلبي " !
حتَّى كِدتُ اسقط من هولِ منظره .. !
و أنا اعتصرُ قلبي لكيلا تُذرفَ من عيني دمعة !!

لكن ثباتاً ثبات !!

استشعرتُ عظمةَ ربِّ الأرض و السماوات, كيف يُمهل الظالم و يُمهله !
لكن إذا أخذهُ لم يُفلته !!

استوقفتني نهايته المُؤسفة, فضللتُ واقفةً أمامه !!
كان قبره قريبٌ جداً من سطح الأرض, و جسده النحيل يشكي العذاب !

شعرتُ بـ زلزلةٍ, هزَّت كياني !


لم يَكُن ذلك الشخص, سوى : طاغيةٌ, قَد قُتِل بيدِ شعبه !
في بلادِ المُختار !


مرَّت أمام عيني أحداث ثورة ليبيا سريعاً .. !
لم يلفت انتباهي, سوى طفلةٌ حدَّثني أحدهم عنها أنها من " مصراتة " !

وجدتها مجروحة, قد اخترقت رصاصةٌ خدَّها, لكنها ما زالت شِبْهُ مبتسمة .. !
لكن بـ شعور !! : لم افهمه .


قال لي أحدهم : بسبب كلام هذه الطفلة, سقط الطاغية .
فـ تزلزلت داخلياً, و آمنت بـ قدرة رب البريَّة .. !

كيف خَسِرَ هذا الرَّجُل حياته, و ظنَّ نفسه قويًّا ذو بأسٍ شديد .. !
ظَلَمَ و استبد, و قتل و عذَّب, و ظَنَّ نفسهُ نبيًّا معصوماً, أو إلهاً ذو مجدٍ تليد !!
فـ ما كانَ من أولئِكَ الضحايا, إلاَّ أن كانوا لـ هذا الطاغوت البَليد !
ناراً أُحيطت بِه, حتى أصبحَ من بَعْدِ رِفعتهِ ذليلاً !


تفكَّرت كيف كانت فرحته وجيزة, و أولئِك الذين سَلَبَ حياتهم !
ما تألموا إلاَّ قليلاً !


صدقَ الحيُّ الذي لا يموت, حينَ قال في كتابِهِ الشريف :
﴿ لَنْ يَضُرُّوكُم إِلاَّ أَذَى


إنَّما هِيَ آلامُ ساعة, يُعوَّضون بعدها بـ جنَّاتٍ و نَهَر .. !
و مقَامُ صِدْقٍ, عِندَ مليكٍ مُقتدر !!


إن اصطبرَ المستضعفينَ, مُردِّدين, بـ إيمانٍ مَتين !
" حسبنا الله و نِعْمَ الوكيل " !


إِنَّما هِيَ كلمة, لكنَّها " جبَّارة " !


استبشرتُ بـ قولِ أحدهم : إن ذلك الطاغية في بلاد الشَّام سيكون عمَّا قريب ..
في هذا الموضع .


فـ آمنتُ بـ الله و صدَّقتُ وعده من قبلُ و إلى الآن ..
أنَّهُ على الظَّالمين لـ " بِالمِرْصَاد " !


ما كانَ ذَلِكَ إلاَّ مناماً, لا أسعىَ فيهِ إلى تفسير .
فما هُوَ إلاَّ تَذْكِرَة


(يُتْبَع)

[رسالة خير]
[رسالة خير]
2) نَمَاذِجٌ تاريخيَّة :


للعيون النَّاظرة, نماذِجٌ لـ " أكابِرَة " !
هانت في أعينهم ملذَّاتُ العيشِ الهَانئ, فـ استطعموا حلاوة الإيمَان بـ الله !
حتَّى اسلتذُّوا التعذيبَ من أيدي الفَجَرَة !

...


* بلال بن رباح الحبشي (المُؤَذِّن التَّقي, الأسودُ النَّقي) :


يعرفُ المؤمنونَ ما تعرَّضَ لَهُ من عَذابِ شديد, من لَدنِ كفَّارٍ عَنِيد .
كانَ يُلقى " ظُهراً " في لهيبِ الحَر, من فَوقهِ صَخرةٌ من عِظَامِ الصَّخر ..
ما أثنته عن الإيمانِ, ولا هُوَ عن الحَقِّ قد فَتَر .


حينَ اشتدَّ عليهِ العَذَاب و اشَتد, مُلقىً في لهيبِ الحَرِّ يُجْلَد ..
آخذينَ بـ عُنقِهِ بحبلٍ قد امتَد, بَقيِ في ثباتٍ مُردِّد : أحدٌ, أحد .

...


* سُميَّة بنت الخياط : ( صَبْراً آلَ ياسر, فإنَّ موعدكم الجَنَّة ) :


سُميَّة بنتُ خياط, أُمُّ عمَّار, شهيدةُ الدَّار ..

ذاتُ البِشارَة, بـ جنانٍ عامِرة !


خابَ كُلُّ خَاسِر, آذَى آلَ ياسِر .
من قَالَ فيهُم نَبيُّ الأُمَّة :
(صَبْراً آلَ يَاسِر, فإنَّ موعدكم الجنَّة) .


طُعِنَت بـ حِربة, و هِيَ مُلقاةٍ على رَمضاءِ الصحراء .
حتَّى فاضت روحها كـ طَيرٍ في السَّمَاء .


بُشرىَ لها أُمُّ عمَّار, فـ موعدها : دار الأبرار .

...


* عمَّار بن ياسر : (صبراً آلَ ياسر) :


صحابيٌ ذاقَ الأمرَّين, عُذِّبَ و قُتِلت أُمُّه فـ صَبَر .
ألاَ فـ مصيرُ قاتلها إلى : سَقَر, عَنْهَا لا مَفَر .


في رمضاءِ الصحراءِ كانَ يُجْلَد, حتَّى للوَعِيِ كانَ يَفْقِد .
أُكْرِهَ على الكُفْرِ بـ عذابٍ عَنْهُ لَم يتورَّع, حتَى بها نَطَقَ و قلبهُ بالإِيمانِ لم يتزعزع .


بكى و أبكى قلوباً, فَزعَ إلى رسولِ الحَقِّ شاكياً ما حَدَث ..


فـ أنزلَ الله فيهِ لـ الإطمئنان :
﴿ منْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ

...


* خباب بن الأرث :


كانَ عذابُهُ ذُو بأسٍ لا يُطَاق, ما لانَ بِهِ الحقُّ في قلبه .
كانَ مُولى لـ إمرأة, جُرِّدت من الرَّحمة, حتَّى كانت تُوثِّقهُ على أحدِ أعمدةِ البيت ..
فـ تكويهِ بالنَّار, فقد كانت تأتي بالحديدة المُحمَّاة, فتجعلها على رأسه أو ظهره ..


لـ يَكْفُر بـ محمَّدٍ - صلَّى الله عليه و آله و صحبه و سلَّم - ..
فما زالَت تُعَذِّبُه, و ما زالَ عليها صابر, ذو قلبٍ بالإيمانِ عامر !


لم يَسلم من بَطْشِ الفَجَرة, ذوي القُلُوبِ المتحجِّرة .
فقد كان يُلوى عُنُقه, و يُجْذَبُ شعره, يُلقى في النَّارِ حتى لا يُطفِأُها إلى وَدَكَ ظهره .
فَكم صَبَرَ وَ صَبَر, فما مَوعِدُهُ إلاَّ الجنَّة, و ما مَوعِدُهُم إلاَّ سَقَر .

...


* زِنَّيْرَة (امرأةٌ رومية) :


أسلمت للعزيزِ الجبَّار, فـ لم تسلم من بَطْشِ الكُفَّار ..
عُذِّبت حتى أُعميت, فما زادها ذلك إلاَّ إيماناً ..
قيلَ لها : أصابتك اللات و العُزَّى, فقالت : لا و الله ما أصابتني .
هذا من الله, و إن شاء كشفه .


فأصبحت مُبصِرة, ذاتَ بصيرةٍ مُنِيرة, أُعميت منها بصائِرُ الكَفَرة حتَّى قالوا :
هذا بعضُ سِحر مُحَمَّد .


...


كثيرةٌ هي النَّمَاذِج, تِلكَ الَّتي تُؤجج في النفوسِ الكافرة غِلاًّ و حقارة .
فـ ما تَزيدُ المؤمنينَ إلاَّ رفعةً, و ما تزيد الكافرينَ إلاَّ خسارة .


فـ إلى أولئِكَ المُعذَّبين في أراضيهم, و إلى أولئِكَ المضطهدين في سجونِ أعدائهم .
صبراً أهلَ الحق, فإنَّ موعدكم مع الصَّبرِ إلى النَّصر, إن موعدكم جنانَ الواحدِ البَر .
بإذنِهِ سُبحانه .


صَبراً فما تذوقوا إلاَّ ما ذاقَ الأطهارُ المؤمنونَ من قبلكم
ما عذابكم إلاَّ عذابُ ساعة, و ما عذابهم يومَ البَعثِ إلاَّ عذابُ أَمَد .


ستفرحُ الأرواح المُعذَّبة بأيدي الطُغاة الفَجَرة, ستفرحُ حينَ تُغمسُ في جنان الخلدِ غمسةً ..
تُنسيها ما أورثته الدُّنيا لهم من وَجَع, صبراً فما موعدكم إلاَّ جناناً تتلهفُ لإحتضانِ اجسادكم الطاهرة ..


لن يذوقَ الظالمون بـ ظلمهم إلاَّ ناراً تستصرخُ :
" هَلْ مِن مَزِيْد " !


اعلموا يا من ذُقتم من العذابِ أشدَّه, و من الإستهزاءِ أمرَّه .
أنَّ ما هذه الدُّنيا حينَ تُرفعُ أرواحكم إلى عليين, إلاَّ مرحلةً قد انطوت .


تذكروا, ما قاله الرَّبُّ في عُلاه :
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ
وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ


﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ


ما أنتم إلاَّ في امتحان, يُكرمُ المُؤمن الصَّابِرُ بعدهُ لا يُهان .


ما صبرُ أهلِ الشَّامِ, بأشدَّ من صَبْرِ الصحابة في عهدِ النبوَّة .
إنما أنتم وارثوا المَجْدِ منهم, و إن سُلِخَت ظهوركم, و نُحِرَت أعناقكم .


ما ذَلِكَ لكم إلاَّ عِزَّا و رحيلاً للِجنانِ بإذن الله, و ما ذلك لهم إلاَّ امتهاناً و خُسراناً ..
يومُ يقومُ الأشهاد, للواحدِ الأحد .


صَبراً, فما إيماني بأشدُّ من إيمان ذوي الإبتلاءِ الأعظم في عهدِ النبوَّة .
إنَّما أحذوا حذوهم, في صبري و تجلُّدي, و إيماني العظيم بـ نَصرِ الله ..


ما ذِقتُ من أعدائي ضُرًّا, إلاَّ من ضرركم يا ذوي القلوبِ الطَّاهِرة .
فما أنا إلاَّ أنتم, و ما أنا هُنا إلاَّ مُذَكِّرة .

...


* إلى تِلكَ الجموعُ المؤمنة, من المُسلمين المغلوبُ على أمرهم :


ما ضاقَ ذَرعُ الصابرين في بلاد الشام, إلاَّ من هوانكم .
و ما ضاقوا إلاَّ من ذُلَّةٍ قد أورثها لكم من كانوا قبلكم .


لا تحزنوا على ما هُم عليهِ من بلاء, إنما ذلِكَ لهم تمحيصٌ بإذنِ الله .
و زفافٌ إلى جنانٍ لا يتذكَّرُ ساكنها عذاباً, ولا يُخلدُ فيها المؤمنُ إلاَّ كريماً سيِّداً .


احزنوا على ما أنتم عليهِ من هوان, و ابكوا على ما ورثتموهُ من خُسران .
فما شأنُ أهلِ الشَّام, إلاَّ كـ شأنِ الصحابة, حين اجتمع عليهم أراذِلُ القوم .

فساموهم سوءَ العذابِ, حتَّى اشرقت شمسُ الحقيقةِ و العدالة و نور الحق و الإيمانِ من قلوبهم .
و بأرواحهم تِلْكَ التي أكرمها الله بـ الشهادة, فقال فيهم :

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *
فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ
مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
*
يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين


و الله, ما عذابُ أهلِ الحَقِّ إلاَّ ساعة, و ما ضَحِكَاتُ أهلِ الباطل إلاَّ عذاباً .
سيمتدُّ إلى الأبد, في نارٍ سيصلونها أذلةً خاسرين .


﴿إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ *
لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ

(
يُتْبَع)

[رسالة خير]
[رسالة خير]

2) شَذَراتٌ تفائُليَّة :

* حينَ أَرَى " عِبادُ الله " المؤمنين من المُستضعفين, بأيدي المُجْرِمين !
في يأسٍ فضيع !
تبقى " خفقاتُ قلبي ", تنبض بـ قولٍ واحِد :
﴿
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد

* صَرْخةُ " المظلوم ", حينَ يستبدُّ عليهِ " الظَّالم " .. !
حُرقةُ " الفاقِد ", حينَ يَخطِفُ المُجْرِمونَ, حياةَ " فقيده " !
جروحٌ " المُعذَّب ", حينَ يتسلَّط عليه " المُسْتَهزِئون " !

كُلُّ أولَئِك الضَّحَايا, إنَّما هُم " أغلالٌ " من جَحِيم, تُطوِّق رِقابَ " الطُّغاة " !
من " رئيسٍ " إلى " تابعيه " !!

...

* إنَّ النَّدم, لا يُقطِّع امرؤٌ قَط, إلاَّ من ظَنَّ حياتَهُ أبديَّة !
و انتصاراتِهِ على " المُستضعفينَ ", انتصاراتٌ تاريخيَّة !

...

* إنَّ العَذابَ, لا يَطَالُ, إلاَّ من استبدَّ حتى تَفَرْعَن !
وَ ظَنَّ أَنهُ على " أحرارِ و أعراض المُسلمين ", تمكَّن !

...

* إن الهَوانَ و الذُّلَّة, و الخُذْلانُ المُبيِن, و الهزيمَةُ النَكْرَاء !
لا تطالُ إلاَّ : أَهْلُ البِدَعِ و الأَهْوَاء !

...

* أولئِكَ الجُناة, عبدةُ الطغاة :
مَن ظَنُّوا : فوزَهُم نَصْراً, و تمكُّنُهم عِزًّا, و جبروتهم أَمْناً لَهُم !
لن تكونَ إلاَّ " الجحيم ", مثوى لهم !

...

* عَزْفُ المَوت, عَلى رؤوسِ " الشُّهَدَاء من الشُّرَفَاء " !
ليسَ كـ مثلِهِ إلاَّ مَثَلُ, من يَعْزِفُ " الرَّحيلَ إلى الجنَّة ", ابتعاداً عن " وَسَخِ الحياةِ الدُّنيا " !
كَذلِكَ نَحْسِبُهُم و اللهُ حسيبهم !

...

* فِرعونُ عَصْرِه, من ذاقَ " أَوهامَ العِزَّةَ و الجَبروت ", مِداداً من سنين !
إنَّما هِيَ " حينَ يذوقُ ويلاتَ الجحيم ", كـ ساعةٍ من نَّهَار !
يُقال : بشِّر القاتِل بالقتل, و لو بَعْدَ حين !

...

* أَلاَ يَعْلَمُ الحَاكِمُ الغدَّار, ذَلِكَ الذي استكانَت نفسه إلى : كَبْتِ الأَحرار بـ النَّار !
أنَّ اللهَ عليهِ و على المتغطرسين, لـ جبَّار !

...

* ذكِّروا المتغطْرس الجلاَّد, من ظَنَّ " طُغيانه ", سبيلاً للرَّشاد !
" إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد " !

...

نماذِجٌ يَكْثُرُ ذِكرها, من قديمِ الزَّمانِ إلى حاضره !

فراعنةُ عصورهم, أتى وعدُ الله فـ " دكَّ قصورهم " !
حتَّى خُسِفَ " ذكرهم ", و انتهُوا بـ " نهايةٍ مُذِلَّة " !!

و يتجدَّدُ العَهْدُ, و يتكرَّرُ الوَعد .. !
﴿
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ

...

* ما تجبَّرَ طاغٍ, و عاثَ في الدُّورِ فسادُه .
و إن طالَ الزمانُ عليهِ, فـ دمَّر .
إلاَّ ذَلَّ من عَزيزِ الكونِ, جلاَّ في عُلاه .

...

لَكُم فيمَن " تَفَرْعنوا ", فـ تجبَّروا, فـ أخذهم الله أخذَ عزيزٍ مُقتدر .
مِثالٌ لا يَخْذِلُ ذوي الإيمانِ و التُّقى و الصَّبْرِ الجميل .

...

* استصرخَ القَومُ بـ الجبَّار, و زالت عن أعينهم معاني العَار .
فـ ما زالوا يستصرخون, و ما زالوا يُنصرون !
و سيُنْصَرون !

...

* تِلكَ الأشلاء التي ما لاقت من الظالمين إلاَّ الإستهزاءُ و السخريَة .
سيأتي اليومُ الذي يكونون فيهِ, " في مجدٍ و عَمَار " !
في : دار الأحرار !


أما من اشتروا حياتهم الدُّنيا و استبدُّوا حتى تعالت ضحكاتهم "سُخريةً" !
فـ مُقامُ ذُلٍّ, في دارِ البَوَار .. !


فلا تَبْكوا على تِلكَ الأرواحِ الطَّاهرة, فما هِيَ إلاَّ في جِنانٍ عامرة .
بإذنِ الجَبَّار - سُبحانه و تعالى -, عمَّا يَصِفُ الجُهَّال و الأصاغِرَة .

...

* لا تنسوا يا مُسلمين, أنَّ لكم عندَ
الله وعدٌ لا يخذله .
سيسبقُ قول
اللهِ, دعاياتُ الظَّالمين, و هُراءاتُ المُتخاذلين :
"
وَ كَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ " !

(
يُتْبَع)

[رسالة خير]
[رسالة خير]

4) خِتام :


ختامٌ للموضوعِ, لا ختاماً للحق :


ما سلَّطَ الله على المؤمنينَ أشدَّ من المنافقين .
و ما أشدُّ أولئِكَ المنافقين, إلاَّ ذوو المذهب الرافضي النَّجِس .
و من وافقهم في ظُلمهم و انتسابهم زُوراً و بهتاناً لـ الدِّين الإسلامي الحنيف .


ألاَ فادحروهم يا أهل الحقِّ بـ الدِّفاعِ عن الحق
ألا فأدحروهم يا أهلَ السُّنةِ بالجهادِ و اتِّباع الدّين


و الله, لا تغمضُ جفنُ مؤمنٍ ولا مُؤمنة بإطمئنانٍ مُبين, و استراحةٍ تامَّة .
دونَ اهتمامٍ بما يُخطِّطُ لهُ أهلُ الكُفرِ و الزندقة و الضلالِ و السَّعير .
دونَ حرصٍ على دحرِ الباطل بالحق, و كبتِ المنافقينَ بـ القُوَّة .


إنما هيَ شهواتنا تُقيِّدنا عن الدِّفاعِ, و بَذْلِ الجُهدِ في دحرِ الروافض .
ألا إنهُ كَسَلُنا قيَّدت أرواحنا عن الدخولِ في مضمارِ الحروبِ على ديننا الحنيف .


مُكتفين بأهل العِلْمِ رادِّينَ على أهلِ البِدَع, دون أن يكونَ لنا كلمةٌ أو بَحْثٌ أو نقدٌ أو استفادة .
ألا فـ كونوا عوناً لأهلِ العِلْمِ و كونوا ورثتهم, فما الحياةُ الدُّنيا إلاَّ مضمارُ تنافس .

عمَّا قريبٍ عنها يا أهلَ الإيمانِ راحلون, فاجعلوا لكم فيها أثراً, و كونوا للدِّين سهماً .
يخترقُ أفئدةَ الضَّالِّين, ليورثهم بإذن الحَقِّ إلى الخُسرانِ المُبين .
إن لم يَكُن لهم في الهدايةِ " نصيباً " .


...


قد أطلتُ الحديثَ فـ عُذراً, ما ذَلِكَ إلاَّ من حُرقةِ فؤادٍ تلَّظى !
أجملُ التقديرِ لـ أهلِ الخير, و أطيبُ الأمنيات بأن يكونَ لحديثي هُنا تأثير :


رِسَالَةُ خَيْر

(فيونكة حمرا)
(فيونكة حمرا)
هذا مجهودك؟
الكلام ابداعك؟
ماشاء الله لاقوة الا بالله
انتي موهوووووبة
فناااانة
مبدعة..
كلامك راائع ومؤثر
الا لعنة الله على الظالمين