لم يخطر لي للحظة ما يجري الآن ,
ولم أتوقع ثورة المشاعر تلك المتأججة بداخلنا ..
ولا ملام ... فـ حال أمتي يرثى له ...!
تأملتها |~
ولمْ أجد سوا هدوء يسكنها , وصمت يُطبقها , وظلام يخنق فرحتها ..!
ظننتُ الوقت حينها بعد منتصف ليل كما هو حاله هكذا دائمًا ولكن /
ما إن ألقيتُ ببصري على ساعة الحائط فإذا بي أراها الثامنة صباحًا ..!!
الثامنة صباحًا .. ؟!!
وَ ما بال سَماء أمتي ملبّدة بـ الغيومْ ..؟
ما بال مطرها : آهات ثكلى تبلل روح شهيدها ..
ما بال نسيمها : ربيع ذا نسمات قارصة تكاد أن تراقص الريح مِنْ شِدتها ..!
أمّا ضوءها وآهـ يا ضوءهـا والذي بعدما كان أُفقْ الآن اُخترقْ ..
اخترقه عدو الله كَما اخترق الأَرصفة والطُرقات ..|~
وبعد ذلك لازلتُ انتظر شروق شمسها ..!!
يبدو ذلك أضحوكة نرقع بها مآسينا ولكن لازلت لـ شروقها مصرة ..
نريد شروقًا يرى العالم منه مآسي الشعوب ..
نريد شروقًا لـ يرى المجرمون دماء الدموع ..
نريد شروقًا يا آل السلام ..!
وأي سلام به تدعون ومن منطلقه تهذون ؟
وأي سلام ندفع عربونه دماءنا, وأشلاءنا , وبيوتنا ,
وأي سلام رمل نساؤنا , ويتم أطفالنا ..
أي سلام يكرم المجرمون ويمنحون فيه التصفيق والحماس ..!
بربكم .... أي سلام يا من خلف الطاولات , يا من تقيمون المفاوضات ..؟
ربما لا تشعرون بنا ولا تجررعون مآسينا ولكن نقولها لكم حقًا سئمنا ..!
سئمنا النداءات , سئمنا اللقاءات , سئمنا مشاهد الاستقبالات !
سئمنا سلامكم والذي ما خلف لنا إلا { ألم أكبر , ودمار أشمل ..
ماذا بقي من الأمة حتى نأثر لها ونعيد كرامتها المهدورة ..؟
أجيبوني يا عرب ...
ما بال قومكم ينتظرون ..
ما بالهم يشاهدون الرعب ولا يتحركون .. ؟
أم أن منظر الدماء أصبح شيئًا مألوفا على مرآنا ..
فلم نعد لـ رؤياهـ نحزن .. ولا الفؤاد يلين ..!
أجيبوني أتجمدت مشاعرنا أم كبلتنا القيود .. أم نحن كبلنا أنفسنا بأيدينا ...!
ونردد " مجد المسلمين قد زال وما بقي منه سوا أطلال "..!
هيهات وهيهات ..
إن كانوا هم يجعجون بـ القوة على ورق ورصاص قناص ؛
فنحن نملك رجالا كـ ابن الوليد وصلاح الدين ..
يزلزلون الأرض من تحت المتربصين ..
هيهات لهم هيهات فنحن أمـة قوتها إيمان , وضعفها امتحان ..
وعدها مولاها الرحيم بـ النصر المبين ..!
هيهات لهم هيهات فـ ربما عنأمتي لا يعلمون
هي أمتي في الذاكرة الحية لي ولكم باقية ..
نراها في الـ طيور المسافرة والحاضرة ..
نشتمها بينَ رائحة البرتقال المنعشة ,
نداعبها حول خصرِ صبية صغار يتلهفون القدوم إليها ..
هي أمتي بكارة العالم وَ وجدانه ..
نتغنى بجمالها على امتداد خارطة متفردة ..
حدّهــــا : صدور حُماة عارية ..
وَ
بحــرها : جراحهم النازفة ..!
أمتي :
بـ مداد الحب لها نكتب ..
حروفًا سقطت منا مرتجفة .
انهارت حائرة..!
بـ نزف وحزن سُكبت ..
علنا نقتلع خوفًا , ونشعل جليدًا ..
علنا نذيب صخرًا و نطفيء لهيبًا ..
ويعود لأرضها رآئحة المطر ..
ويتنفس الزهر ..
ويتوج عنقها بـ الزيرفون ..
كلاّ لا تقولون أن ذلك حلم ..
دعوني أمزق تلك الصور المغموسة بـ فعل مارد ,
وقلب شيطاني عنيد ..!!
ينقل جرمه إلى جبال أمتي تارة ,
ويرسل وحشيته إلى صحراءها تارة أخرى ..
أما مرفأها ... أتظنون قد سلم منه ..؟!!
لسنا بحاجة للإجابة ..
وكفى بـ الصور أن تنطق ولا تكذب
أليس كذلك ..؟
دعونا نخبرهم يا عرب ..
أننا سنمضي ... إليهم ...
لـ نعيد المجد , والعزة ..
لـ نعيد لأمتنا الكرامة ..
لـ نعود إلى الله نحن ..!
نعم أحبتي ..
لـ نعود إلى الله ..
فـ أمتنا أمة الإسلام رفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ رسالة السماء ..
رسالة حب طاهرة من صلى الله عليه وسلم ..
رسالة رفعت المسلمون من ظلمات الجهل وغياهب الشرك وإشراك التعصب ,
وبراثن الحروب القبلية إلى أن جعلها صلوات ربي عليه أمة تحمل شعار الخيرية على أمم الأرض ..
فماذا فعلت رسالة السماء بـ المسلمين ؟!
حولتهم تلك الرسالة العظيمة إلى حملة رسالة حب ,
و سلام حقيقي للعالم ..
فـ أصبحوا يحملون هم الناس تحت كل سماء و فوق كل أرض ..
لعلمهم أن رسالة السماء يجب أن تظلهم بكل ما فيها معاني سامية ..
فلم يعد بينهم حب الذات و لا حب التسلط و لا العصبية القبيلة ..
بل أصبحوا ذو أهداف واحدة ..
وأمانيّ متحدة ..
وقلوبهم تلهث لله الدعاء أن يوحد كلمتهم , وصفهم ..
أما عن حلمهم فماذا أقول ..؟
أكبر همهم توسيع دائرة الأخوة الإسلامية امتثالًا لـ رسالة رسول الله الأمين ..
فـ بماذا كافئهم الله ...؟
أعزهم القدير بهذه الرسالة الخالدة , أكرمكم بها ..
توالت فتوحاتهم وانتصاراتهم ..
رفعت راية دينهم ..
تمجدت مدارسهم , وعلمائهم ..
فـ ماذا عنا نحن ..
ألا يستحق الربيع الإسلامي أن نعيد له ذلك كله ..
فـ نعيدهـ ونعود معه ..!
ونقول لهم أعداءنا ..
أعداء الله ..
كفى بـ أمتنا ألا تسمعون ..؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكر خاص للغيمة المباركة وكل من عاونها ..
جعل الله جهودهن في ميزان حسانتكن ..