سكارلت

سكارلت @skarlt

عضوة شرف في عالم حواء

قبل الوداع ( قصـة في حلقــــــات )

الأدب النبطي والفصيح



مشاعر اللوعة تسيطر عليها وتمزق قلبها الّذي طالما كابد الألم , فبعد قليل سيغادرها أحب إنسان إلى قلبها ونظرات العتاب تملأ عينيه إثر عبارة أطلقتها في وجهه الجميل :

- اللبيب بالإشارة يفهم .

قالتها بهدوء عجز أن يخفي المرارة الظاهرة في نبرة صوتها
بعد أن أتاها يسألها عن سبب فتورها وغياب ابتسامتها الصافية .

ارتسم الحزن والأسى على وجهه وقال :

- لا بأس يا غالية , على أية حال لا أملك سوى أن أعذرك .

أشاح بوجهه عنها ومضى يستعد للسفر , بينما دمعة ساخنة كانت تنحدر من مقلتها وزفرات حارة تحرق صدرها المكلوم

منذ فترة وهي تشعر بأنه يبتعد عنها بقلبه , لا يجالسها سوى لحظات عابرة تتخللها أحاديث متقطعة , حاولت أن تستغلها بالبوح له عما يخامرها من شكوك تسربت إلى قلبها , ولكن قبل أن تبدأ تجده قد انسحب من أمامها دون اكتراث

في الماضي كان يبثها همومه ويستمع إلى نصائحها ويناقشها , يبوح لها بأسراره وتطلعاته وأشجانه , يعبر عن أحزانه وما خلفته في نفسه من آثار , وكانت سعيدة لأنه يعتبرها صديقته المقربة ومرآته الصادقة , فبادلته الثقة واستودعته الكثير من خفايا نفسها المتعبة دون خوف أو تردد .

شعرت بالذنب وتمنت لو يعود الزمان لحظات إلى الوراء لتمنع لسانها من نطق تلك العبارة القاسية , عنفت نفسها بشدة واتهمتها بالسطحية والاندفاع , ابتلعت عبراتها ومضت إلى حجرته وطرقت الباب برفق تستأذنه في الدخول

كان قد انتهى من ارتداء ملابسه وحزم حقيبته , نظرت له بانكسار وحاولت أن تبتسم .

أحست بقلبها يتلوى ألما عندما لمحت احمرار عينيه ولمعانهما الحزين , ولكنها تمالكت نفسها وقالت بصوت مرتعش :

- هل لي أن أعرف سبب ضيقك وانزعاجك خلال الأيام الماضية ؟
هز رأسه وقال :
- لا شيء .
قالت من بين عبراتها :
- بل هناك شيء أجهله .
- أؤكد لك أنني بخير ... لا تشغلي بالك
دارت بوجهها بعيدا عنه لتجاهد دموعها المتدفقة ولكنها عجزت عن كبحها , أطلقت زفرة حارة أعقبها شلال انهمر من عينيها بغزارة .

- أرجوكِ توقفي عن البكاء , أقسم لكِ أنني على ما يرام
- إحساسي لا يخطئ .
- صدقيني ليس هناك ما يزعجني سوى بعض المنغصات اليومية التي لا وزن لها . خذي الأمور ببساطة ولا تحمليها أكثر مما تستحق .
- ولكني أحمل همك وأتألم من أجلك .

أحاطها بذراعيه وقبّل رأسها بحنان وقال :

- بربّك يا غالية كفي عن البكاء ولا تدفعيني لاحتقار نفسي لأنني كنت سببا في هذه الدموع الحبيبة .

مسحت دموعها وتنهدت بعمق أعاد إلى نفسها بعض السكينة والهدوء

عاود تقبيل رأسها :

- سامحيني يا أمي ولا تنسيني من صالح دعائك , لن أتأخر بإذن الله .

ضمته بقوة وقالت :

- بني .. وهل يملك قلبي سوى أن يدعو لك بالخير والسعادة ؟ أستودعك الله الّذي لا تضيع ودائعه

أوصدت الباب خلفه وتهالكت على مقعدها مستسلمة لنوبة أليمة من البكاء وتأنيب الضمير
76
10K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

**مرفأ**
**مرفأ**
مـــــرحبا بسكارلت الغالية

افتقدنـــــاك منذ فترة

عدت وما أجمل ماعدت به

وما أصعب فراق الغالين

أسأل الله أن يجمعني وإياك ومن أحببت

في الفردوس الأعلى
بحور 217
بحور 217
سكارلت ...

عودي إلى أقصوصتك .. إنها تناديك ...

سطورها غامضة ... وفيها حلقات مفقودة ...

هي نواة لقصة رائعة ...

أتمنى حقا أن تعودي ...




















كما أن الواحة تفتقدك كثيرا !!!
المحبه للوفاء
للحظه ظننتها زوجته ... ابدعتي الصياغه ... واتمنى ان تكمليها لاعرف ماسبب احزانه
وفقك الله
سكارلت
سكارلت
مشرفتنا الغالية مرفأ

الأجمل حقا هو مرورك العذب وكلماتك المضيئة

تحياتي وتقديري
سكارلت
سكارلت
تنبهت من بكائها على صوت المؤذن معلنا دخول وقت المغرب ,
أخذت تنصت له بسكينة وخشوع أعادا لقلبها الهدوء والاطمئنان ,
دعت لوالديها بالرحمة والمغفرة
ولابنها بالتوفيق وسلامة العودة ,
ثم توضأت لأداء الصلاة .

كانت قد بدأت تعود إلى طبيعتها الهادئة عندما دق جرس الهاتف
وكان المتحدث هو زوجها , لاطفها كعادته وتمنى لابنها المسافر أن
يعود سالما , كانت كلماته رقيقة , حنونة للغاية ,
مما دفعها للشعور الصادق بالامتنان الكبير لهذا الزوج الرائع .

أخبرها بأنه سيعود بعد ساعتين وسألها إن كانت تحتاج شيئا يجلبه معه
في طريق عودته إلى المنزل , فشكرته وتمنت له السلامة .

وبالرغم من حبها الشديد له وامتنانها الصادق لكل ما يبذله من أجل
راحتها وسعادتها , غير أنها لا يسعها اعتباره صديقا تبوح له بكل ما
يخالجها من مشاعر وهموم وأفكار !!!

اكتشفت بعد فترة وجيزة من زواجهما عدم التكافؤ في مستوى التفكير
وتحليل الأمور بواقعية وجدية , ولكنها لم تعلّق أهمية كبيرة على هذا
الاكتشاف وقنعت بحنانه وطيبة قلبه واعتبرتها تعويضا من الله لها
على ما لاقته في حياتها الماضية من ظلم وحرمان .

بل يكفيها أنه يعامل ابنها بكل رقة ولا يرفض له طلبا مهما كلفه ذلك ,
ترى لو كان كما تتمناه من حيث التفكير السديد والثقافة العالية فهل
سيكون بمثل هذه الروعة والرقة ؟؟؟

كل هذه الأفكار راودتها بينما كانت تهيئ نفسها لاستقبال زوجها بعد أن
أعدت له عشاء خفيفا بناء على طلبه , ألقت نظرة سريعة على صورتها
بالمرآة وشعرت بالرضا , فالحيوية قد عادت إلى وجهها وبدت متألقة
مبتسمة .

نظرت إلى ساعتها وأدركت أنه لازال أمام زوجها نصف ساعة على
الأقل حتى يصل , كما أن الوقت لا زال مبكرا للاطمئنان على ابنها الّذي
سافر برا بسيارته مع خاله وأسرته وقد تستغرق الرحلة عدة ساعات

تذكرت الأيام القليلة الماضية عندما كان شقيقها وزوجته وأبناؤه في
ضيافتها , كانت سعيدة بهم وكذلك كان حال زوجها ,
ولكن ربما ما كدّر صفوها وأفسد عليها فرحتها كان بسبب صدمتها
بابنة شقيقها الكبرى , لطالما أحبتها وعشقت حركاتها البريئة وثرثرتها
المضحكة وهي تحاول أن تحاكي والدتها وصديقاتها في أحاديثهن
المسترسلة , إلا أنها الآن وقد غدت في الثالثة عشرة تبدو غريبة
عنها !!! لم تعد تثرثر كالسابق , ولم تعد تصر على مجالسة الكبار
والانصات لأحاديثهم , بل لم تعد تلتفت لوجود أحد سوى شخصا
واحدا !!!