حكمة اليوم من حكم ابن عطاء تقول :
ما تعسر مطلب أنت طالبه بربك ، وما تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك
يقول الله تعالي:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }فاطر15
أنت تحتاج إلي الله عز وجل تحتاج إلي رزقه ،قوته ،عونه وحين تعتمد عليه تعتمد فإنك علي مصدر القوة والقدرة وإذا اعتمدت عليه ينصرك.
خذ بالأسباب وتوكل علي الله
أحكم في التدبير وفي قراراتك وفي عملك ومذاكرتك ولا تترك حياتك هباءاً ولكن تجرد من كل قواك واجعل اعتمادك علي الله واترك له النتائج و إذا أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان،
حتي في العبادات كلنا نعمل ونجتهد بقدر استطاعاتنا ثم نسأل الله القبول والفلاح ،النبي عليه الصلاة والسلام قال :"لن يدخل احد منكم الجنة بعمله ، قالوا ولا أنت يارسول الله ؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل"
مواقف من السيرة في الاعتماد علي الله
النبي صلي الله عليه وسلم في هجرته اعتمد علي الله بعد أن احكم في تدبيره وخطته ، فقد اختار توقيت معين للهجرة وميعاد للخروج من بيته وأخذ معه صاحبه وكلف راعي أغنام أن يمحي آثارهم ولكن رغم كل ذلك انتهي الكفار إلي فتحة الغار
حتي أن أبو بكر قال: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت رجليه لأبصرنا فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟
هذا هو الاعتماد علي الله عز وجل ، إنه يوصلك للأمان
في غزوة بدر كان عدد الصحابة صغير بالنسبة لكفار قريش ولكن اعتمد النبي علي نصر الله بعد الأخذ بالأسباب ،وفي ليلة المعركة وقف النبي صلي الله عليه وسلم يبتهل إلي الله ويرفع يديه بالدعاء حتي أن ابو بكر وقف يخفف عنه، قوة الجيش الإسلامي وقتها لا تقارن بقوة جيش قريش ومع ذلك نصرهم الله عز وجل ، ويوم خيبر كذلك نصرهم الله عز وجل.وغيرها من الحروب والفتوحات الإسلامية التي اعتمدنا فيها علي قوة الله ،عندما تركت الأمة الاعتماد علي الله بدأت تصاب بنكبات خطيرة لا يتخيلها عقل كالحملات الصليبية وغيرها.
عقوبة الغفلة عن الاعتماد علي الله
علي النقيض هناك مثل آخر يوم حُنين ، بعض أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم اعتمدوا علي قوتهم ، وجدوا الأسلحة كثيرة وعددهم مهول فقالوا: لن نُغلب اليوم من قلة.
اعتمادهم علي قوتهم أوصلهم للهزيمة في البداية أدّبهم الله وأدّب الأمة الإسلامية كلها إلي قيام الساعة بهذا المثل،وقف النبي ينادي أن ارجعوا سننتصر بأمر الله ، فلما عادو واعتمدوا علي الله كتب لهم النصر والنجاة.
لماذا ينتصر أعداؤنا علينا وهم لا يعتمدون علي الله؟
القاعدة التي يتكلم عنها ابن عطاء نخاطب بها من آمن بالله تعالي ولكن من لم يؤمن نخاطبه بقول ربنا عز وجل: {كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً }الإسراء20
الله يعطي لغير المسلمين كما يعطي للمسلمين ثم يتركهم يعيشون لحياتهم فقال فيهم : {ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }الحجر3
لكن الفرق أن المسلم حين يتوكل علي الله فهو يحقق العقيدة السليمة التي يريدها الله له
الإعتماد علي الله له شرط
اعتمادك علي الله يحتم عليك السير في الطريق الصحيح ، لا أن تسلك الطرق الملتوية ، هل الله يقبل أن تطلب أمراً بطريقة محرمة لا يرضاها. أنت مثلاً حين تذهب لعملك لتطلب الرزق ،فلا تقبل الرشوة، الطالب كذلك ذاكر واجتهد وسل الله أن ينزل عليك التوفيق والنجاح ، لا تطلب النجاح بالغش في الإمتحانات ،لأنك تعتمد علي الله سبحانه وتعالي وما توقف مطلب أنت طالبه بربك
إذاً دائماً اضع أمام عيني أنه لا يوجد أمر أستطيع ان انهيه بنفسي وإنما أُنهي أموري بأمر الله وتوفيقه سبحانه وتعالي،
شكر الله لكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صوتيات مرئيات ملخصات خطب الشيخ أحمد صبري
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
لحظه**
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة