بسم الله الرحمن الرحيم
في ذلك الزمان الغابر
أقصد يوم كنت أدرس
كنت أصحو مبكرة وأنام مبكرة
وأعتمد على نفسي ولا أطلب من أحد المساعـدة.. ووو
بنات ما نط عليكم من الشاشة أرنب كبر الفيل
أعترف
لقد كان العكس هو الصحيح
وقد كنتُ
أصحو متأخرة
لأبحث عن حاجياتي المتناثرة
هنا وهناك
وصراخي يعم المكان
لقد كنت أنام مبكرة.. نعم
كنت أنام مبكرة
لكن أمي تسهر
لكي تكتب لي واجب التعبير
أو تخيط لي غرزة السنبلة، أورجل الغراب
وكانت تغفو رغماً عنها ثم تستيقظ لتكمل الكتابة
ثم تغفو
ثم تستيقظ
وهكذا
حتى تنجز لي عملي
بينما أنام أنا قريرة العين
ياإلهي!
ما أثقل دمي
وما أقسى قلبي
لقد كان الإعصار يأتي على بيتنا كل يوم
والعاصفة تهب عليه كللل صباح
بسببي أنا
وللأسف
وقد كان الجميع على أهبة الاستعداد
وعلى أتم الجاهزية للتعامل مع الكوارث
وصيحات الاستغاثة
الجميع مستعد للبحث العاجل عن الحاجيات المفقودة
أو
الهرع المفاجئ لحل واجب منسي، أو تم تأجيله لتلك اللحظة!
أيضاً
كان على الجميع أن يستعد للإنطقاق في السيارة حتى تأتي الأميرة
وليتها تركب وهي مستحية على خشتها
بل
وجه ابن فهرة
بدل أن تَقلّ وتصغر مسؤلية أمي تجاهي
لقد كانت تكبر مع الأيام!
لله درك ياأمي.. هلا صفقة منكِ على خدي تفيقني من غفلتي..!
وهكذا
كانت تحاول بين الفترة والأخرى أن ترشدني
وترتقي بي
ولكني أكابر
وعندما تقول لي في المساء بأني تأخرت في ذلك الصباح
أقول بكل ثقة : ها أنا ذا استطعتُ أن أصل إلى مدرستي في الوقت المحدد!
كانت أمي تريد أن تقول لقد وصلتيها على أكتافي، وعلى حساب صحتي
لكنها تتلطف في ذلك
فأرد بمكابرة: لم أجبر أحداً على مساعدتي!
كان والداي يحاولان تشجيعي
فيضعان ورقة مرقمة
1-
2-
3-
ويلصقانها على الجدار
ويطلبان مني ومن إخوتي أن ندوّن أسمائنا عليها حالما ننتهي من واجباتنا المدرسية
حسب الأولية
وحيث كنت أعلم بأني أنا الأخيرة؛
وأن الرقم 3- سيكون من نصيبي؛
فقد كنت أتركه شاغراً !!
عند ما أيقن والداي أن خططهما جميعاً قد باءت بالفشل
استسلما.. وسلّما أمرهما لله
واستمر مسلسل الكسل ينمو ويترعرع
وعندما تنتهي السنة وأستلم النتيجة
ليتني أهدي امتيازي لأمي
بل كنت أنسبه لنفسي ولــسناعتي!
وهكذا.. مرت الأيام
وكبرنا
وانتهت الدرااااسة
وبدأ الضمير يصحو رويداً رويدا..
وبدأ الإحساس يستيقظ
ثم بدأ الندم
لماذا أتعبتك أمي؟
ما ذنبك
تحمليني في بطنك تسعة أشهر
ثم تــلــــديـــــــــــنـــــــي...
تعانين في رعايتي وإطعامي وتنظيفي
وتلاقين ما تلاقين من سهر الليالي عليّ
ثم تقاسين في تربيتي
وتعليمي ونصحي وإرشادي
وحينما يحين وقت القطاف
وتنتظرين مني أطيب الثمر
؛
آتــي لأُكافئك بمزيد من العنــا والتـــعب؟!!
عـفواً والدتـي وقـرة عيني
أسفاً وعذراً وسماحاً...
وهل يَـفـِي؟
لا أستطيع أن أقول:
أعدك أمي أن أستيقظ مبكرةً وأنام مبكرةً
وأن أقوم بواجباتي بنفسي
وأن أقر عينيك
وأُطمّن قلبك
لا أستطيع أن أقول ذلك،،
فقد فات الأوان
ولكن
أستطيع أن أنطرح الآن بين قدميك
آسفةً خجلى
وأعتذر
أن أعوضكِ ما فات
أو بعض مافات!
غالياتي
ممن لازلن يستيقظن في السادسة صباحاً
لن أقول:
جدي واجتهدي
وادرسي واستذكري
فهذا شأنك الخـــــــاص
ولكن سأوصيك كما أوصانا خير البشر صلى الله عليه وسلم
أمك ثم أمك ثم أمك
غاليتي
لماذا تبحثين لها عن التعب والشقاء؟
لماذا تستكثرين عليها الراحة؟
لماذا تستعجلين لها المرض؟
لماذا ؟؟
مالفرق بين أن تخرجي من البيت وقد رسمتِ على وجهها ابتسامةَرضىً
يرضى الله بها عنكِ
وبين أن
تتركينها لاهثةً مجهدةً متعبة..
قلقةً حيرى عليكِ؟؟!!
أيهما أفضل؟
وماذا ستختارين في ذلك الصباح،، أن يٌكتب في كتابك الذي لا يُغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها؟!
إلي كل الأمهات الغاليات
في الصباح الباكر.. وقبل الخروج للمدرسة
حين ترين ابنتك وفلذة كبدك تبكي..
وقد انهمرت الدموع من عينيها..
لأنها لا تدري أين وضعت كتابها
حينذاك؛
اهرعي إليها بحــنان واهمسي في أذنها:
أحسن، تستاهلين
ابحثي عنه من الليل في المرة الأخرى !
نعم.. هكذا يقول الطبيب النفسي
د.قطة نجدية
المتخرج من كلية الدلاخة بتقدير امتياز
طبعاً وللدكتور تعقيب على كلامه هذا- بعد أن استعاذ من الشيطان الرجيم-
فيقول:
لا يغيب عنكم أن خير الأمور الوسط
وأن الرفق ما كان في شيء إلا زانه
كما أخبرنا بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم
ولكن الحزم والجد مع الأبناء، وتعويدهم على الاعتماد على النفس مطلب مهم جداً جداً جداً جداً جداً جداً >هستر الدكتور
فعندما تتعود البنت أو يتعود الولد أن هناك دائماً من يقف بجانبه ويلازمه
ويقضي حاجاته
ويتولّى واجباته
ويتحمل أخطائه؛
كيف سيخرج هذا النموذج للمجتمع؟!
كيف سيستطيع الاعتماد على نفسه في المواقف التي لا يجد فيها أمه ولا أبيه ولا أحداً من أخوته بجواره؟؟؟
لاشك أنه سيكون شخصاً فاشلاً
أو
قد يتعلم
ولكن
العلم في الكبر كفلق الرأس بالحجر..!
وهاهو غبار ذكرياتي بدأ يهدأ
بعد أن عجعج عليكم وغبّر
فعذراً..
وتمنياتي لكم بعام دراسيٍ سعــــــــيد
تراني انا استقظ الساعة 2 او 3 و 4 او 5 الصباح <<< خلية مبنة الجوال تران تكرار مررررة الى ان اقوم من النوم
و امي ماتحل واجباتي بس تسوي فطور الصباح و انا اكشخ <<<< ماصرت طالبة الثانوية صارت معلمة خخخخخ
احيان صار نومي ثقيل حتى استقظ متاخرة <<< عشاني مانمت بليل بس سهرانه ((( النوم بالفصل اسرع من السرير )) خخخخ
اذا مانمت بالفصل اطلع دفتر و اشخبط او في الكتاب ((* من طلب منك تكتبين قصة حياتك *))