منذ أيام عاودني الحنين إلى قلمي..فأحببت أن تشاركوني قصتي..
في يوم من الأيام ذهبت إلى المكان المعتاد الذي أعيش تفاصيل معاناته بحلوها ومرها..
دخلت إلى ذلك المكان الذي يقال له "دار المسنين"..
واتجهت إلى إحدى الغرف القريبة التي سكنتها إحداهن لايزال الوضع جديد بالنسبة لها..
فطرقت الباب ودخلت مشفقة على من سأراه في الداخل .. فإذا بعجوز !!!! ..
تدمع عيناها ، جلست بالقرب منها وقلت لها..
حدثيني عما في نفسك من ألم .. وأشعر بداخلي بأن قلبي أنا التي يعتصر عليها ألماً..
لاتنزلي هذه الدموع الحزينة .. لا يستاهلها أحد منك .. وبقيت بجانبها وأمسك يديها حتى أشعرها بالأمان..
فقد بقيت تنظر إلي وتذرف من دموعها اليائسة..وأنا أحاول أن أخفف عنها..
فنظرت إلي ثم أخذت نفساً عميقاً يتخلله الآهات الحزينة التي كادت أن تقطع قلبي..
ثم نطقـــــــــــــــت..
وردد قلمي صداه يكتب ويقول..
ماأجمل الليل يحمل في سكونه وهدوئه جمال الطبيعة الخلابة..
ويؤنس قلب عجوز حزينة بكت دماً من شدة المصيبة .. ودائما تتذكر في هذا الليل الطويل من احتضنه صغيراً..
وكان في المهد بريئاً .. تعبت وذاقت المر حلواً من أجل فرحه ..
تمنت أن يكبر وترى فيه الأمل الذي كانت تنتظره بفارغ صبرها .. وكبر شيئاً فشيئاً وأصبح رجلاً ..
فنسي ذلك المعروف!!!!!!؟
وأصبحت أمه منسية .. وقف على قدميه شامخاً .. وأخذ أمه ووضعها في دار المسنين!!
لكي يرضي غرور وأوامر غيرها!!!!!!!!!!
مالذي دفع هذا الإبن حتى يلقي أمه في تلك الدار .. لقد كانت بطنها له وعاء .. واليوم هذا البيت ضاق بها ..
أم أن تلك الزوجة لم تعد تحتمل أن ترى عجوز تشاركها بيتها.. التي كان مملكتها أصبحت جزء مكروه منه..!!
دع عنك العقوق فإن الحقوق ضاعت فهل تجد من يبحث عنها أو يرجعها إلى أصحابها؟؟!
ربياك صغيراً فأرحمهما كبيراً..
ومن ذلك انادي بأعلى صوتي .. فهل هناك من يجيب لهذا النداء؟؟!
ماذنب تلك الأم الحزينة وذلك الأب الشيخ الكبير؟؟!
دعهم يرون الشمس بخيوطها الذهبية .. دعهم يرون قطرات الندى على الأغصان الندية ..
ويسمعون ويتلذذون بصدى ضحكات أحفادهم البريئة ..
قال تعالى "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسنا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما
فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما
وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا"..
××××××××
حديث لم يصح
..~.. تنــــــــويــــــــــه ..~..
"" غاليتي لاتنسي بأن الله يرانا ""
..~.. وتذكري دائما ..~..
"" كما تدين تدان""
واللهم صلي وسلم على حبيبنا ونبينا
محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم..
لم تكن ثرثرة روزة .. وإنما نزف قلمي وقلبي ..
كما تدين تدان
جزاك الله خير وجعله في موازين حسناتك
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم