قطة نجدية

قطة نجدية @kt_ngdy

عضوة فعالة

عـنـدمــا تـأخـرت الحـافــــلة !!! فعالية تحت المجهر

الأسرة والمجتمع



بســــــــــم الله الرحــــــــمن الرحــــــــــيم



غالياتي

قارئات هذهِ الأسطر

الســــلام عليكـــم ورحـــمة الله وبركــــاته




كلماتي هذهِ للجميع.. وهي وإن كانت تهمُّ فئةً معينةً أكثر من غيرها،

إلّا ـأني أرجو أن يكون بها النفع للجميع....




بدايةً.. سأطرح هذا المثال أو هذهِ الحكـــاية


وبعدها نستطيع أن نستنتج المغزى والهدف سوياً




هناك فتاتان.. استيقظتا في الصباح الباكر...


تجهزتا للذهاب للمدرسة.. واستعدتا


ثم خرجتا لفناء الدار تنتظران حافلتهما






جلستا تنتظران بعض الوقت..

وتنتظران..



شيءٌ من القلق والاضطراب بدأ يسري في الموقف


يبدوا أن الحافة تأخرت !





مشت إحداهما باتجاهِ حديقة المنزل،


وأخذت ترش الماء على تلك النباتات الصغيرة، والأغصان، والأشجار





كان منظراً جميلاً،،

ورائحةً زكيةً بدأت تعمّ المكان..




حتى العصافير.. صارت ترتشفُ قطرات الماء من أعلى الأغصان..!




إلتفتت إلى الفناء،، وإذا بهِ يحوي على بعض القش والأوراق الجافة




فأخذت المقشة، وبدأت تنظف المكان...




مرّ بعض الوقت... وإذا بالفناء نظيفاً رائعاً



أحسّت بالرغبة بأخذ قسطٍ من الراحة والاسترخاء؛

فذهبت للداخل..
وحضَّرت لها كوباً من القهوة





ثم جلست في الفناء.. على أحد تلك الكراسي النظيفة
تحتسي قهوتها..
وشيءٌ من الطمأنينة والانشراح تحتسيه معها...







كانت تنظر هنا وهناك،،
وتخطط لأفكار جديدة تُضفي المزيد من الجمال
على تلك الحديقة الصغيرة..




كل هذا..... وهي لا تزال بانتظار الحافلة.. وحالما ترى الحافلة قد توقفت أمامها؛
فإنها بلا شك ستخرج لتستقلّها

ولكنها لم تكن لتضيع وقتاً في الانتظار والترقب فقط





حســنـاً،،

وما حال الفتاة الأخرى؟؟!






إنها هي.. على وضعها

لا تزال واقفةً.. كما تركناها


إلّا -أن القلق والاضطراب قد سيطرا عليها..!

والإنهاك والتعب أخذا منها كلَّ مأخذ






إنها لا تفكر إلّا ـبوصول الحافلة !

وكل ما تشعر به الآن،، أن الوقت قد ذهب وأنّ الفُرَص قد ضاعت.



لقد أعطاها الحزن نظارةً سوداء لترى من خلالها الدنيا كلها كذلك!


فالتشاؤم قد تمكّن منها ...




إنها تعتقد أن غاية الأماني أن تأتيها الحافلة في أول وقتها...!
وما دام أن هذهِ الأمنية لم تتحقق؛ فإنها تقضي بقية وقتها بالحسرة والندم




كل تفكيرها محصورٌ في "العالم الغيبي" الذي لا تملك منه شيء!

فوقتها كله جعلته للأحلام.. والأماني.. والتوقعات.. والتساؤلات..


أما الطموحات.. والتخطيط.. والإنجاز.. والعمل
فلم تُعْطِه شيئا من وقتها





يـــــــــــــــتــــــــــــــــبـــــــــــــــع
87
7K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

قطة نجدية
قطة نجدية



غالياتي.... أرجو أن الصورة الآن قد اتضحت
وأنّ المقصود قد تجلّى




فحافلتنا هي الزواج..

والفتاتان هما صورتان متباينتان لمن تأخر نصيبهما

ولم تلحقا بركب المتزوجات بعد




فعجباً لتلك الفتاة البائسة..

ألا ترى كم من فتاة وفتاة وصلتها حافلتها مبكرةً.. ولكن قُدّر عليها حادث سيرٍ أليم.. جعلها ترى في وضع صاحبتنا أكبر الأمنيات...؟


غالياتي
لا نقول إن حزنكنّ غير مبرر..

ولا نستهجن منكن هذهِ الرغبة وتلك الأمنيات

بل، لا يستطيع أحدٌ أن يطلب منكن التنازل أوالاستسلام


ولكـــــــن
أن نتقوقع في الحزن والترقب..
أن ننغلق...

أن نغفل أو نتغافل عن كون هذا الأمر بِيَدِ مدبر الأكوان
الذي "لا تأخذهُ سنةٌ ولا نوم"..؟!



اللطيف الخبير.. العليم الحكيم


الذي "أعطى كل شيءٍ خَلْقَهُ ثمّ هدى"....



أن نعتقد أننا دوماً محطُ الأنظار وأننا أهلٌ للشفقة

ونحيط أنفسنا بهالةٍ من الضعف والسلبيّة.. ونُعَقِّد حولنا العُقَد


هذا أكثر ما يسوءني في هذهِ النوعيّة من الفتيات والنساء




تعتقد أنها منبوذة وغير مرغوب فيها...!


إن هذا الاحساس أنتِ من رسمه حولك




فــشخصياً.. أعرف اثنتين -من بيئتين مختلفتين- تأخر نصيبهما.. واحدة منهن تعدّت الخامسة والأربعين


لقد كانتا ولا زالتا محط اعجاب الكثيرين

وكان حضورهما لأي مناسبة يحظى باحترام الكل


لم يكن ذلك بسبب تأخر زواجهما طبعاً؛

ولكن لشخصيتيهما المتميزتين

ولثقتهما وانطلاقهما

واحترامهما قبل ذلك لذواتهما



غاليتي

عندما تشعرين بالثقة والأهمية،، فإنك تعطين الآخرين انطباعاً عنك

فلا يجدون لديك مكاناً للشفقة والترحم



أمّا التعاطف العادي والطبيعي معك، فلا بأس منه

فنحن جميعاً كبشر نتعاطف مع بعضنا البعض

نتعاطف مع المريض، مع الفقير

نتعاطف مع ذات الزوج السيء، ذات الأولاد العاقين،، وغيرهم كثيــر.... فالدنيا دار كبد ونصب





ولكن يختلف تعاطفنا مع واحدة يبدو عليها الضعف والتأثر والانكســــار،،

ومع واحدةٍ نـتمنّى بعض ما عندها من التفاؤل والمرح والطمأنينة....!




غالياتي القارئات

لا ننسى قبل الختام أن نشير إلى أنَّ هذهِ الدنيا ماهي إلّا معبرٌ وممرٌّ إلى الحياة
الأبـــديّــــة الخـــــــآلدة

التي لا نصب فيها ولا وصب




ولا أماني ولا أحلآم.. بل

هنـــــــــاءٌ وســـــــــــرور، وبـهــجــــــــةٌ دائـــــــمـةٌ وحــبـــــــــــور

لمن اتبع الهدى، وسار على دروب الخيـــر




ختامـــاً..


شكـــــري وامتــــناني لكـــــل من قــــرأت أحــــــرفي

فقد كــانت فكرة هذا المقال قبل شهرين تقريباً..
في ردي على إحدى الأخوات هنا





وأمنــــياتي ودعـــــواتي للكــــــــلّ بســـــــعادة الـداريــــــــن



والســــلام عليــكم ورحـــمة الله وبركـــاته




قطة نجدية
قطة نجدية
أهـــلاً وســـهلاً بكـــــــــن
ترفيل
ترفيل
والله انك صادقه
موضوعك رائع
الله يجزاك خير<<<
قطة نجدية
قطة نجدية
الشيف روبا


آمين واياك
مشكورة على المرور
*هنودة كان إسمي*
موضوع قيم
وجهد طيب
فكر نير حملتيه لنا
أختنا الكريمة قطة نجدية
وفعلا هي طريقتنا في التعامل
مع كل ما يمر معنا من امور حياة
سواء زواج أو غيره
والقضية كلها متعلقة بالنظرة التفاؤلية أو التشاؤمية
التي نحكم على انفسنا بها وتكون من جرائها إما
إستمرارية لحياتنا ونجاحها أو توقفها وقتلها بيدينا
شكرا لك وموفقة لك بها أدعو