قصة زوجية جديدة ( عفوا .. زوجي ) بقلمي

الأسرة والمجتمع

بدت بثوب الحداد كالقمر متوسطا كبد السماء وشعرها الأسود المتموج بنعومة يتناثر على أكتافها ... ودمعة عالقة في أجفانها كقطرة ندى متشبثة ب بزهر الصباح ... ُذهِلَ نواف مما رآه وتدارك عقله قبل أن يجن فرحا في غير وقته الملائم ... جفلت كالغزال الشارد .. لأول مرة منذ عقد القران تراه هكذا بدون مقدمات .. وصورة ضبابية له نسجتها في مخيلتها .. بدا مهيبا .. في وقفته عزة وشموخ .. تنتصف وجهه لحية مشذبة وتشع منه هالة من نور .. أرخت أهدابها والحزن يكاد يفتقها ...
بصوته الواثق ..عارف أنه مو وقته الآن أجيك لكن من واجبي أعزيك ..
اغتصبت حروفها وبالكاد نطقت بمجاملة .. لا عادي الله يحييك
صافحها .. قبل جبينها واحتضنها بحنان ... عظم الله أجرك
ذكرها احتوائه الحنون ب والدها فا انسكبت مآقيها بلا شعور ... جزاك الله خير ..
بقايا الكحل ودموعها وأهدابها المنسدلة بحزن ناعس كفيلة بإيقاد مشاعره وإضرامها ..
















بعد زيارته تلك الليلة ... لم تنم من كم الصراع الذي لحق بها .. لم تصدق أن خطيبها هو نواف ذاته ! ... هالها رومانسيته المتدفقة .. ومشاعره الصادقة .. وهي التي ظنته جلفا .. قاسيا ... لا يجيد أي تعامل جميل مع الأنثى كما غيره من أصحاب اللحى .
بحكم تلك المقولات التي تتداول وتسمعها بكثرة .. أن الملتزم والحب كل منهما في وادي ! .. عقبت على ما يتردد داخلها من الأفكار المتناقضة.. لكن اللي شفته ايش ؟!!
لم تنسَ حينما طلب يدها للزواج كيف قابلته بالرفض القاطع .. ووالدها رحمه الله متعجب من تسرعها في الرد ..
أنا مابي ملتزم يضيق علي في حياتي وينكد علي عيشتي
يابنتي الله يصلحكِ ايش يضيق عليك وايش ينكد ايش الكلام هذا !!!!
نطقت وهي تتميز من الغيظ ..يبه الله يخليك ما أبيه كفاية اللي أشوفه واسمعه مااابي مطوع نهاااائي
بنفاذ صبر ظهر على طريقته في ضرب عصاه بالأرض ... شوفي يا سارة هذا اعرفه زين ما زين ولد أعز خوياي رجال ينشرا ...
يبه تكفى قلت لكَ مابيه يعني بتغصبني عليه ؟!!
حدق أباها في وجهها بنظرة حزينة ... أصابتها في مقتل .. وهذا أخر رجا لي في حياتي ما ترفضينه يا سارة أبي اتطمن عليكِ .
ارتعش جسدها وتسارعت دقات قلبها .. عسى عمرك طويل وعسى يومي قبل يومك .. اللي تشوفه ما أرد لك طلب أبدا ..











لجأت لصديقتها عهود لعلها تخفف من هذا الثقل الذي ناء قلبها عن حمله .. خبلة أنتِ كيف توافقي على ذا عز الله انكِ جبتي الشقا لنفسكِ ..
ما هان علي اكسر خاطر أبوي
ينكسر خاطره فترة ثم ينسى وينجبر إلا حياتكِ وي مستحيل أنا لو في مكانكِ أرضى على ملتحي هذا اللي باااقي أنتي ما تشوفين عمتي كيف مضيق عليها زوجها لا تخرج ولا تروح وكل شي عنده حراااام حتى التلفزيون يا حسرة مانعها عنه .
دب القلق في أرجاء سارة .. وي مو معقولة وش الحياة هذي سجن وربي .. ياربي شسوي مالي حيلة أبوي ماقدر أرد طلبه ..
والله وقلت لك دبري أمركِ وبيدكِ تنهينه ..
أغلقت الهاتف وهي تقدم رجلا وتؤخر أخرى .. فركت يداها بقلق .. تصبب العرق من جسدها .. وعلا الهم ملامحها الناعمة .. ساقتها قدماها لحجرة أمها ... .
وجدتها كعادتها في مصلاها تتلو الآيات بصوتٍ رخيم .. وبعدما انتهت فضفضت لها ما تكنه في صدرها .. أجابتها بحزم ..لا يا سارة مستحيل أكلم أبوكِ في ذا الموضوع صحته كل مالها ل أردى وأنا مابي أزيده
بقلة حيلة ذرفت دموعها .. يمة طيب أنا ما أبيه يعني ما أبيه أف من وين طلع لي ها المقرود !
مسحت أمها على شعر سارة بحنان .. يا بنتي يا سارة أبوكِ نظرته ما تخطي في الرجال ..ومافي أحد يهمه مصلحتكِ مثله ..






رضخت سارة لرغبة أباها خاصة بعد ظهور بوادر المرض عليه ... أصر أباها على عقد قرانها بسرعة .. وكأنه يُحِس أن الموت لن يمهله طويلاً .. سقط ذات مساء بعد ما تناول عشاؤه واطمئن على أطفاله وقبلهم جميعهم ..
غريب أمر هذا الموت هل يا تُرى يرسل إشارات تتغلغل في كل من أراد قبض روحه ويخبره بأنكَ يا فلان كن على أهبة الاستعداد ف قريب روحكَ مفارقة ؟!!
مضت أيامها كالحة السواااد .. كريهة المنظر .. تمسكت برغبة والدها أكثر .. برغم كل شي !
عهود تزورها شبه يوميا.. وفي مرة همست لها بخبث .. ها يا سارونة الحين بيدكِ تنهين موضوعكِ ماحد بيتدخل فيكِ .
رمقتها باستنكار .. الوفا ما ضاع يا عهود مو أنا اللي أضيع رغبة أبوي الله يرحمه !





يتبع




294
85K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ف-ر-ا-ش-ه
ف-ر-ا-ش-ه
يسعدني اكون اول وحده ترد عليك مااقول الا الله يعين هذا حال الدنيا
نورالضلام2009
نورالضلام2009
روووووووووووووووووعه كملي
هند أم زياد
هند أم زياد
بصراحه مبدعه كملي
em essem
em essem
روعه
ام بدوووري2005
ام بدوووري2005
لا تتاخرين علينا انا من متابعين ابداعاتك من خالد وريم والحين سارة ونواف