و الصلاة و السلام علئ خير خلق الله محمد صل الله عليه و علئ اله و صحبه و سلم
اخواتي كنت قد تطرقت فيما سبق في موضوعي ""عش مع القران"" الئ اهمية القران الكريم في حياتنا
و كيف انه ينبغي علينا ان نجعله الحكم في شؤوننا و المنارة التي تضيء طريقنا
ففيه الشفاء و الدواء لكل داء
و فيه تشريعات القوانين الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها من التشريعات التي ان عرفنا كيف نعمل بها ما ظللنا الطريق ابدا باذن الله
اليوم احببت اخواتي ان نقف عند بعض الايات من القران الكريم
و لكني انوه بانني لست ضليعة في التفسير و لم اقصد هنا تفسير الايات و لكن ما قصدته ان ناخذ بعضا من ايات القران الكريم و نسقطها علئ حياتنا
كيف يكون ذلك ?
متئ يكون ذلك ?
اما الاجابة عن متئ يكون ذلك ففي كل وقت و حين
اختي الغالية ان العيش مع القران سهل ان توفرت لديك الارادة و العزيمة لذلك
واما كيف يكون ذلك فباسقاط ما يحدث لنا في حياتنا اليومية علئ ايات القران الكريم
سواء ما تعلق ذلك بمشاكلنا همومنا او بافراحنا و سعادتنا
و اول وقفة اخترت ان تكون مع هذه الاية الكريمة
قال تعالئ "" انا جعلنا ما علئ الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا و انا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا""
اخواتي فلنتمعن بارك الله فيكن في الاية الكريمة و لننظر في ما جاء فيها
ان الله سبحانه و تعالئ يخبر بان ما هذه الدنيا انما هو زينة وضعها الرحمن للناس لينظر فيهم من الشكور و من الكفور
و ان هذه الدنيا دار ابتلاء سواء اكان ابتلاء بالخير و كثرة النعم ام ابتلاء بالشر و كثرة الفتن
فيخبر سبحانه بانه بعد كل هذه الزينة و المنافع لا يبقئ في الدنيا شيء فهي دار زوال و فناء فكل شيء سيفنئ و يذهب و لا يبقئ الا وجه الله الكريم
دعيني اسالك اخيتي ماذا تشعرين و انت تقرئين هذه الاية
هل يا ترئ تحسين بمدئ حقارة الدنيا و انها لا تساوي شيئا
هل تحسين بان ما اصابنا من هموم فهو انما ابتلاء ليعلم ربنا سبحانه من منا العبد الشكور من الكفور
هل تفكرين بانك ظللت الطريق باتباعك الشهوات و ركضك وراءها في كل الاوقات
هل احسست بانه عليك اعادة ترتيب حساباتك و حياتك علئ الوجه الذي يجعلك
تعيشين في امان
و لا يكون ذلك الا باسقاط هذه الاية علئ حياتك
فعندما تصابين بهم و كدر و ضرر فانما فكري بانه ابتلاء وقع عليك انه اختبار لك فعليك السعي للنجاح فيه
بادري بالاستغفار اولا و من ثم اهرعي الئ الصلاة و اجعلي لك وردا يوميا تتنفسين فيه رائحة الجنة من خلال ترتيلك القران الكريم
لا ترفعي من السجود و في قلبك شيء تكلمي ان شئت كما تتكلمين مع انسان يفهمك
فلن يفهمك احد كربك الرحمن و تفكري في اسمائه الحسنئ
ما ان تفرغين من ذلك انسي همومك او حاولي ذلك و لا تقلقي فهناك من لا تنام عينه يراك و يعرف همك و سيفرج عنك بمشيئته فلا تحزني
و عندما يشتد ضيقك تذكري الاية الكريمة فتصغر الهموم في عينك و كذلك تصغر الدنيا و تصبح لا شيء
و تحل محلها الاخرة الباقية
و هنا اجعلي من حديث المصطفئ صل الله عليه و سلم
((من كان همه الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته الدنيا فرّق الله عليه ضيعته
وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له))
و من هنا اجمعي بين ايات القران و سنة المصطفئ العدنان صل الله عليه و سلم و عيشي بسلام تام
غاليتي هي وقفة اخرئ ارجوها منك
هلمي لنقف سويا عند اية اخرئ عظيمة في كتاب الله العزيز
قال تعالئ ""(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)
كيف هي صحبتك اخية
فان كانت من الصحبة الصالحة التي تعينك علئ الخير
و تساعدك علئ البر و تنهاكي عن الاثم فهنيئا لك بها
و اما ان كانت صحبة طالحة لا رجاء منها سوئ الهلاك و الفساد و الضرر و الاثام
فابتعدي عنها اختي و انجو بنفسك فوالله ما تنفعك في شيء علئ العكس
فمن الممكن ان تجرك من الخلق الطيب الئ الخلق السيء و من الخير الئ الشر
فتخسرين بذلك الدنيا الفانية و الاخرة الباقية
و اجعلي لنفسك مع هذه الاية وقفة و جاهدي نفسك علئ تطبيقها في حياتك
و ابشرك بانك ستشعرين بالسعادة و الطمانينة باذن الله فهنيئا لك ذلك
قال تعالئ "" قل هل ننبؤكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون انهم يحسنون صنعا""
هل احسست اخيتي برعشة تسري في جسدك من هذه الاية
نعم اتعلمين لماذا لانك و انا نخاف ان نكون من من ذكرهم الرحمن و قصدهم في ايته هذه
و لكي لا نكون منهم
انتبهي اخيتي من ان تفعلي الخير و تجعلينه حديثك عند العام و الخاص
فاين ما حللت تخبرين انا فعلت كذا تصدقت بكذا و ابتعت كذا و كفلت يتيما و وو
غيرها من الاعمال الخيرة التي يستحب القيام بها
و لكن الخير اخيتي في عمل خير لا رياء فيه
اعملي لاخرتك اختي لا لدنياك
اعملي لقبر ترجين من الرحمن ان يكون روضة من رياض الجنة
لا لبشر ترجين منهم الافتخار و المدح و الثناء
اعملي لنفسك و اعرفي بان الاهم هو ان رب العالمين يعلم سرك و علنك و هو عالم بالخير الذي تقومين به فيعد لك الخير مثله و اضعافا كيف لا و هو الكريم المعطاء
اعملي الخير ابتغاء الاجر لا ابتغاء المدح
فلا مشكلة ان اخبرت احدا بعمل قمتي به علئ سبيل الاقتداء فيقتدي بك او ان تكون نيتك جذب الاخرين لعمل الخير فهذا جميل و لعل لك اجر الدال علئ الخير
اما ان تكون النية مبيتة عمل الخير لاجل مدحك فاين انت من الاية الكريمة اخيتي
و كيف ستقابلين الرحمن يوم لا ينفع مال و لا بنون
ستتمنين لحظتها لو انك قدمت ما عندك ابتغاء مرضاة الله وحده سبحانه
و لك في المصطفئ صل الله عليه و سلم و امهات المؤمنين رضوان الله عليهن و الصحابة الكرام رضوان الله عليهم و التابعين اسوة حسنة
اخواتي ما كتبته هنا انما اوصي به نفسي قبلكن
و لكني احببت ان تشاركنني فيه
فلنجعل القران الكريم الضوء الذي ينير حياتنا و طريقنا
فما ضعفنا اليوم الا ترجمة عن الابتعاد عنه و هجرانه اعوذ بالله من ذلك
و لتحاول كل واحدة منا قراءة القران بتدبر و العمل بما جاء فيه
و لنجاهد النفس الامارة بالسوء فهي لا تريد لنا الخير
فلنجاهدها و لنسقط ما يحدث لنا في حياتنا علئ ايات الله جل و علا
و لننهل من هذا العلم "" القران الكريم""
فان اصابنا الضر شكرنا و حمدنا الله و استغفرنا لذنوبنا و ابتهلنا اليه بالدعاء ان يكشف عنا الضر
و لنحاول عدم التسخط او التجبر
و لننظر الئ من كانوا احسن منا الانبياء و المرسلين و كيف ابتلاهم الرحمن و فرج عنهم بتقواهم فلنجعل قصصهم نبراسا في حياتنا
و ان انعم علينا الرحمن بالخير فلا نتكبر و لا ننسئ باننا من تراب خلقنا منه و اليه نعود
فنشكر و نحمد الله علئ نعمه سبحانه فيزيدنا الرحمن من نعمه و ياجرنا خير الاجر في الدنيا و الاخرة
و لا ننسئ ان ننهل من السنة المعطرة
اخواتي ان وفقت فمن الله و ان اخطات فمن نفسي و الشيطان لعنه الرحمن
و صل الله و سلم و بارك علئ سيدنا محمد صل الله عليه و علئ اله و صحبه اجمعين
و الحمد لله رب العالمين
تم بحمد الله
