التكرار والتوقف

حلقات تحفيظ القرآن

التكرار والتوقف

المراد بهما التوقف حين القراءة أو تكرار الآية؛ لاستحضار المعاني والتعمق في فهمها .. وكلما طال التوقف وكثر التكرار، زادت المعاني التي تُفْهَم من النص بشرط عدم شرود الذهن ..

والتكرار قد يحصل لا إراديًا؛ تعظيمًا أو إعجابًا بما قرأ .. وهذا مُشاهد في واقع الناس حينما يعجب أحدهم بجملة أو قصة، فإنه يُكثر من تكرارها على نفسه أو غيره.








أهمية التكرار والتوقف


إن التكرار نتيجة وثمرة للفهم والتدبر، وهو يفتح لك مغاليق أبواب المعاني والحكم والأسرار ..


قال ابن مسعود "لَا تَهُذُّوا الْقُرْآنَ هَذَّ الشِّعْرِ، وَلَا تَنْثِرُوهُ نَثْرَ الدَّقَلِ وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ"
وقال ابن قدامة "وليعلم أن ما يقرأه ليس كلام بشر وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه ويتدبَّر كلامه؛ فإن التدبُّر هو المقصود من القراءة وإن لم يحصل التدبُّر إلا بترديد الآية فليرددها" .








نماذج عملية من أحوال السلف


كان من عادة السلف أن يردد أحدهم الآية إلى الصباح، يقرأون أسرار الآيـــات ويستشعرون معانيها بقلوبهم .. قال النووي "وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم الآية الواحدة ليلة كاملة أو معظمها يتدبرها عند القراءة "
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحيانًا يقوم الليل كله بآية .. قال أبو ذر "قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} "
وعن القاسم قال: كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة أسلم عليها، فغدوت يوماً فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} وتدعو وتبكي وترددها. فقمت حتى مللت القيام فذهبت إلى السوق لحاجتي، ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي، تصلي وتبكي.


وعن القاسم بن أبي أيوب: أن سعيد بن جبير ردَّدَ هذه الآية: { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ..} بضعًا وعشرين مرة.
وردَّدَ الحسن البصري ليلة {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} حتى أصبح، فقيل له في ذلك، فقال: "إن فيها معتبرًا ما نرفع طرفًا ولا نرده إلا وقع على نعمة، وما لا نعلمه من نعم الله أكثر"
وقام أبو حنيفة ليلة كاملة بهذه الآية ..{بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}، يرددها ويبكي ويتضرع .. وقال زيد بن الكميت : كان أبو حنيفة شديد الخوف من الله فقرأ بنا علي بن الحسين المؤذن ليلة في عشاء الآخرة {إِذَا زُلْزِلَتِ ..} وأبو حنيفة خلفه، فظل قائمًا إلى الصباح وهو يقول: "يا من يجزي مثقال ذرة خيرًا خيرًا، ويا من يجزي مثقال ذرة شرًا شرًا، أجر النعمان عبدك من النار وما يقرب منها من السوء، وأدخله في سعة رحمتك"


قال أبو سليمان الداراني "ربما أقوم خمس ليال متوالية بآية واحدة أرددها وأطالب نفسي بالعمل بما فيها، ولولا أن الله يمنُّ عليَّ بالغفلة لما تعديت تلك الآية طول عمري؛ لأني لي في كل تدبُّر علمًا جديدًا، والقرآن لا تنقضي عجائبه"
5
827

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اخت المحبه
اخت المحبه
سبحان الله

وجزاك الله خيرا
بصمة مبدعه
بصمة مبدعه
الله يجزاك خير
جعله الله في موازين حسناتك
رورو ما شاء الله اختيارك للمواضيع في قمة الروعه
@غيوض
@غيوض

ماشاء الله عليك يارورو موضوع حلو
وضحى الثبيتي
وضحى الثبيتي
جزاااااااااااااااك الله خير يالغلا
KEFKM
KEFKM
بارك الله فيك