أخواتي الغاليات
إن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها ،
ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها ،
ثم قال : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد فــ بكلمة طيبة ) .
من المعروف ان دور المساندة في عملية العلاج مهم جدا في شفاء المريض ،
نجد كثيرا من أخواتنا تطلب النصيحة و الشورى فيما يتعلق بعلاجها أو أحد أقاربها
فــتفاجأ برد قاس من عضوة أخرى عن صعوبة المرض و خطورته و أهواله على عكس الواقع الآن !!!
او رد لأخرى تسرد فيه تجارب أليمة لأحد معارفها انتهت بالموت !!!!!
و نسوا أو تناسوا أن المريض يحتاج الى من يرفع معنوياته وهي عنصر مهم للمقاومة
نسوا أن المريض يحب ان يستمع للكلام المشجع والمطمئن
و أننا نحب و نتقرب من جميل اللسان و نكره و نبتعد عن سليطه
يؤكد الاطباء على أن الحالة النفسية لمريض السرطان مهمة جدا في العلاج
وتعتبر جزء من العلاج ومقاومة المرض .
إن المساعدة النفسية ذات أهمية كبرى
إذ تعمل على مرافقة المريض في كل المراحل التي قد يمرّ بها على تقبّل ما يصيبه،
كي يركز على الجانب الطبي ويتعافى
عوض الوقوع في دوامة الإكتئاب والإنهيار النفسي إضافة إلى التدهور في الحالة الصحية
و لا بد لنا من أن نتذكر دائما حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ،
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ،
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه )
رواه البخاري و مسلم .
تقول الاختصاصية الاجتماعية سناء الجبور:
هنالك علم يسمى "آداب التخفيف عن مرضى السرطان" ،
والذي كان عملا رياديا للدكتورة بيرنادين هيلي ، التي عانت سابقا من هذا المرض الخبيث.
وتضرب هيلي التي ترأست سابقا المعهد الوطني للصحة والصليب الأحمر الأمريكي
بعض الأمثلة على ذلك في كتابها و الذي يحمل عنوان Living Time ،
ومنها أن سيدة كانت تواسي صديقتها المريضة ، بالقول:
"تبدين رائعة ، إنه لأمر مدهش أن يبدو المرء جميلا وهو يحتضر !!!!!"
وفي مثال آخر ، تقول هيلي :
إن سيدة أخرى كانت تزور صديقتها المريضة ، فبدأت تحسس على شعر الأخيرة ، وسألتها: "
هل هذا شعرك الطبيعي ، أم أنك ترتدين شعرا مستعارا؟"
وتقول هيلي إن هذه العبارات لا يمكن ان تنتمي إلى لائحة سلوكيات التخفيف عن مرضى السرطان.
وتؤكد هيلي أن مثل هؤلاء الأشخاص يمكن أن يكونوا أكثر حساسية
إذا ما تخيلوا أنفسهم في موقع المرضى ،
مشددة على ضرورة أن يكون السؤال الأول الذي يخطر ببال الفرد قبل الحديث لمريض السرطان:
"إذا ما كنت مريضا بهذا المرض ، فبماذا أريد أن يواسيني الناس؟"
وتقول إن أفضل ما يمكن أن يبدأ به المرء هو الحنان ،
حيث يمكن توجيه عبارات مثل:
"أعتقد أنك تبدو رائعا ،
كما يجب أن تعلم أنني أهتم لأمرك كثيرا ،
وأحبك وسأبقى دوما إلى جانبك."
وتضيف هيلي أنه من المهم الاستمرار في طرح عبارات التشجيع ،
سواء الشخصية أو عبر رسائل قصيرة ، مثل:
"أعلم أنك قادر على قهر المرض ،
فالإصابة به ليست بالأمر السهل أبدا ، وعليك أن تعلم أنك قوي جدا."
وتحذر من إطلاق العبارات بدون تفكير للمرضى عامة ،
ولأولئك الذين اكتشفوا إصابتهم بالمرض حديثا.
وتؤكد على ضرورة حذف بعض المفردات السلبية من قاموس سلوكيات التخفيف عن مرضى السرطان
مثل أن هذا المرض لا يشفى ،
وأن هذه هي "المحطة الأخيرة" في حياتك ،
و"لا أمل من شفائك".
وفي نهاية كتابها ، تقول :
"إذا لم تملك الكلمات المناسبة للتخفيف عن المريض ، قم بأمور بسيطة ،
كعناقهم بحنية ، أو إرسال رسالة قصيرة وتكتب فيها عبارات ، مثل:
نفكر بك طوال الوقت ، ونثق بقوتك."
من ناحية ثانية ، تؤكد شيلي لويس ، التي أصيبت بسرطان الثدي ،
صحة وأهمية هذه النصائح التي تقدمها هيلي ، حيث تقول :
"جميع من سيأتي للزيارة هم من الأهل والأصدقاء ،
وهم إن تلفظوا بأي كلام جارح ، فهم لا يقصدون ذلك ،
لأن هدفهم الرئيس هو التخفيف عن المريض ، الذي لا يتقبل أي شيء بسهولة."
وتضيف: "أعتقد أنه من المهم أن يصغي الزوار لمريض السرطان بدلا من التحدث طوال الوقت."
و أخيرا :
قال الله تعالى :
{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً }
وقال جل جلاله :
{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
وقال سبحانه :
{ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }
قال ابن عباس رضي الله عنهما للسانه :
" ويحك ، قل خيرا تغنم وإلا فاعلم أنك ستندم .
قال : فقيل له : أتقول هذا ؟!
قال : بلغني أن الإنسان ليس هو يوم القيامة أشد منه علي لسانه ،
إلا أن يكون قال خيرا فغنم أو سكت فسلم "
و قال أنس بن مالك لرجل بعثه في حاجه :
" إياك و كل أمر تريد أن تعتذر منه ،
و إذا أردت أن تتكلم بكلام فانظر فيه قبل أن تتكلم به ، فإن كان لك فتكلم به ،
و إن كان عليك فالصمت عنه خير لك "
قال كعب :
" قلة المنطق حكم عظيم فعليكم بالصمت ،
فإنه رِعة حسنة و قلة وِزر و خفة من الذنوب ".
رِعة : من الورع و هو حسن الخلق
أخيتي الغالية :
هذا و اسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه
و أن يرزقنا حسن القول و العمل