حياك الله يا شهر القرآن والغفران والعتق من النيران
سبحان الله
لا أعلم كيف تعيش هؤلاء الشخصيات
الذين يمارسون حالة الإنفصام بكل براعة
وكأن شهر رمضان بالنسبة لهم مسلسل مكون من جزئين
في الجزء الأول .. تظهر عليهم سمات الصلاح والتقوى
تجدينهم ما بين ترتيل وتسبيح وصلاة وذكر ,،
وهدوء وسكينة ووقار ليس بعدهُ وقار ,،
هذا الجزء تشاهدينه
قبل المغرب فقط
//
وبمجرد أن يؤذن المغرب
يبدأ الجزء الثاني
ومسلسلات وقنوات وملهيات ومغريات
وتسكع في الأسواق وتجول في الشوارع
ولا حسيب ولا رقيب
وكأن رمضان هو نهار فقط
شمس بإشراقتها يشرق التقى
وبغروبها لا تقوى !
فلنتجاوز هذا
ولننظر إلى انفصام الشخصية الأكبر ألماً
لنشاهد مسلسلاً مدبلجاً طويلاً مدتهُ ثلاثون حلقة
يظهر فيه الشخص طوال فترة رمضان
بصورة العبد الصالح الذي يحمل القرآن بين يديه
ويحرص على ختمه ,،
ويحافظ على الصلاة
ويؤدي التراويح
ووو إلخ
وبمجرد أن ينتهي رمضان
يبدأ مسلسل آخر من عمره
مختلف تماماً فيه عن المسلسل الذي تم عرضه في رمضان
فتهاون وتكاسل في الصلاة
والمصحف على الرف
ولا تطوع ولا نوافل
!!
هذه الشخصيات التي تعاني من الإنفصام
ألم تستشعر روحانية القرب من الله
ألم تذق لذة مناجاة الله
ألم تعيش روعة الهروب إلى الله
ألم تفكر كيف هو الإيمان بالله
؟
تظل الإجابة حبيسة في قلوبهم
التي تعاني من انفصام شخصياتهم
و أسفاً على من هذا حالهم ..
و أسفاً على من هذا فعلهم ..
صدق من قال ..
لقد أسمعت لو ناديت حيـا ** ولكن لا حياة لمن تنادِ
ولو ناراً نفخت بها أضاءت ** و لكنك تنفخ في رمـاد
هدى الله ضال المسلمين و أصلح حالهم و أحوالهم ..
و أرشدهم لـ درب الخير و الرشاد ..
شيخة
بارك الله فيكِ و فيما تكتبين ..
و حفظك وما تملكين ..
و رفع قدركِ في عليين ..