تتعدد مواقفنا الطريفة على مدار العام و هنا تقصيت ما حدث لي في شهر رمضان و ما اتسمت به من إحراج
تفضلن أخواتي و آمل أن يكون دخولي عليكن خفيفا ظريفا
أمي تخيط الأيام
للصائم رهبة ومهابة فلما كنت صغيرة تقول والدتي أوووص أخوك صائم
أو دعي أختك نائمة فهي صائمة المهم علق بذهني أن الصائم يحوز على
الإهتمام و الإحترام
فقررت الصوم و أنا بعد ذات سبع سنوات فكانت أمي ترغمني على الأكل
و أنا أصر على الصيام
إلى أن توصلنا إلى إتفاق أن أصوم نصف اليوم الأول و من الغد أصوم
النصف الثاني و أمي جزاها الله خيرا تتكفل بإخاطة النصفين و يصير
يوم كامل أعجبني الأمرو أكثر ما شدني أن أمي الوحيدة القادرة على
تخييط الأيام
وكم كنت أود أن أشاهد هذه العملية و لكنها أفهمتني أنها لا تتم إلا حينما أنام
وهكذا نجحت أمي في إقناعي بل صرت أمتثل للكلام و أنام لتتم العملية بنجاح
و
أشعت الأمر بين أترابي من صديقاتي و بنات الجيرانو بنات خالاتي
و كنت أفتخر بقدرات أمي العجيبة على على تحويل الأنصاف حتى صرن
يتوسطن لدي لتتكرم حفظها الله بتخييط أيامهن و كنت شديدة الزهو بانجازات
والدتي الخارقة>>> وبالأصل كنت أنا الخرقاء
زرعت الرز في المطبخ
كان رمضان تلك السنة في فترة الامتحانات وكنت أخر يوم فاطرة
لعذر شرعي
و بطبيعة الحال لم أتسحر فكنت طوال طريق العودة أمني النفس
بتسكيت بطني التي علا صوتها و خفت أن يسمعه من يمر بجنبي
فقد فعل بي الجوع الأفاعيل و بطني تصدر المواويل تلو المواويل
و كانت تلك الأصوات و لكانها تستغيث فعجلت لألبي لها النداء
دلفت المنزل بسرعة جنونية ودخلت مباشرة صوب المطبخ
حقيقة لم أكن أرى من البيت غير المطبخ و أغرتني قصعة الرز
على الطاولة
و بدات أغرف لقمة اثنتان ثلاث ولا أدري كم زردت من لقمة حين
تفطنت أن زوج
أختي يجلس على الطاولة في الطرف المقابل 
قلت لعلها حمى الجوع و لكن كان فعلا موجودا وينظر الي باستغراب
ودهشة كاد يغمى علي وغصصت باللقمة و اختفيت كالقطيطة و راء
القصعة
فتزحلقت و شرقت و طاشت القصعة و انزرعت حبات الرز بالمطبخ
يتبع
-
أخ صديقتي رجل تقي و ورع ملتزم يؤدي فروضه وواجبته
على الوجه الأكمل
هكذا عرف بين الناس بصلاحه وتقواه وفي أحد أيام رمضان
كان عائدا من عمله كالمعتاد
حينما أبصر على الناصية عنبا شهيا فاشترى عنقودا وسلمه له
البائع في القرطاس
تحسس الرجل الحبات فاشتهاه وظل طوال الطريق يأكل و يتلذذ
حتى صعد الحافلة وثم المترو وواصل إلى البيت حتى قضى عليه تماما
ولم يكن يعي بحاله ولم يتفطن لأعين الفضوليين و استغراب العابرين
حينما وصل البيت وضع القرطاس الفارغ في أحد أركان المطبخ
و دخل غرفته ونام وصحا على صوت الأذان بعد أن أفطر تذكر العنب
فقال لأخته
هات العنب لأتذوقه فردت الأخت وهي مستغربة و لكنك لم تشتر
عنبا اليوم
قال :لقدحملته معي ووضعته في المطبخ هبّ الجميع هنا و هناك
ولم يتم التعثور إلا على كيس فارغ
هنا تذكر صاحبناو قفز و صرخ رباه لقد قطعت صومي و أكلت العنب
في الطريق
ضحك من في البيت وظل هو مهموما مكدورا فقد رآه العالم و هو
يجاهر بالأكل
ومن الغد كل من يعترضه في طريقه يخبره بأنه قطع صومه سهوا
و يحكي قصته مع عنقود العنب المغري واصل سردها طيلة الشهر
بعد أعوام ذهبت إلى منزل صديقتي تلك
و كان أخوها يحكي ووسط الحديث كان يقول في العام الذي سبق
أن قطعت صومي بعنقود العنب الحلو سهوا
فعلمت أن الرجل لم ينس الواقعة و لم يسامح نفسه بل صار يؤرخ
بذاك اليوم >>>وكانه عيد وطني أوما شابه
دعوات أختي لي بالنجاح
في أول أيام رمضان من سنين انصرمت كنت أنتظر نتائج شهادة ختم
التعليم الابتدائي
و في كل ليلة أرخي السمع فأنصت لأختي تشد في الدعاء لتنجح روح الفن
فأحببتها أكثر و سامحتها عن كثير من إزعاجاتها لي يكفي أنها تخصني
بالدعاء
و فعلا نجحت و بتفوق فرحت و عانقت أختي و قلت لها لقد كنت أسمع
دعاءك لي
قالت : فعلا كنت أدعو لك بالنجاح لأن العائلة اتفقت على اتمام خطبتي
بعد نجاحك
فلازم أولا يتم نجاحك حتى نعلن الخطبة الرسمية
ابتلعت لساني و تذكرت كل ازعاجاتها و حتى دعواتها كانت لغاية في نفسها
و الغريب
أن الخطبة لم تتم لأني كنت أدعو في الخفاء أن تفشل الخطبة >>>
ههههه روح الانتقام
و لكن أكرمها الله بعد ذلك بزوج ما شاء الله
باب العرش
في بلدتنا الصغيرة تلعب الخرافات في نسج الواقع وفي العشر الأواخر
وخصوصا ليلة السابع و العشرين يتحرون ليلة القدر و تسري الشائعات
بأن السماءحينها تكون كقبة خضراء ونورها يمتد في كامل الأرجاء
وذاك يعني أن باب العرش انفتح ومن يشاهده يصبح من الميسورين
الأغنياء
و كطفلة طمعت في نيل الثراء و قلت الثمن قليل
وهو السهر والتضحيةببعض النوم
وفعلا عقدت العزم و النية وتسللت إلى السطح و جلست القرفصاء
أنظر إلى النجوم و أعد و أطرح و أعيد و أكرر
تابعت وتابعت وبالأخير غلبني النعاس فنمت
ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان أرعدت السماء و أمطرت وفقت
و أنا مبللة بالكامل
والعائلة تبحث أين اختفت روح الفن فنزلت بخطى متثاقلة
فجروْا نحوي و كانني ملاك نزل من السماء ويسألونني أين كنت ؟
و لماذا في السطح؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ووو.......................و أمطروني أسئلة وحبا