( يا أيها الناس قد جآءتكم موعظة من ربكم وشفآء لما في الصدور ...) ... حملة كل يوم آية

الملتقى العام

( يا أيها الناس قد جآءتكم موعظة من ربكم وشفآء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين * قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )


يقول تعالى - مرغباً للخلق ، في الإقبال على هذا الكتاب الكريم ، بذكر أوصافة الحسنة الضرورية للعباد - فقال : ( يآأيها الناس قد جآءتكم موعظة من ربكم )
أي : تعظكم ، وتنذركم عن الأعمال الموجبة لسخط الله , المقتضية لعقابة ، وتحذركم عنها ببيان آثارها ومفاسدها (وشفآء لما في الصدور ) وهو هذا القرآن ، شفاء لما في الصدور من أمراض الشهوات الصادة عن الانقياد للشرع ،

وأمراض الشبهات القادحة في العلم اليقيني . فإن ما فيه من المواعظ ، والترغيب والترهيب ، والوعد والوعيد ، مما يوجب للعبد الرغبة والرهبة.


وإذا وجدت فيه الرغبة في الخير, والرهبة من الشر ، ونمت على تكرر ما يرد إليها من معاني القران ، أوجب ذلك تقديم مراد الله على مراد النفس ، وصار ما يرضي الله أحب إلى العبد من شهوة نفسه .


وكذلك ما فيه من البراهين والأدله التي صرّفها الله غاية التصريف ، وبيّنها أحسن بيان ، مما يزيل الشبه القادحة في الحق ، ويصل به القلب إلى أعلى درجات اليقين .


وإذا صح القلب من مرضه ، ورفل بأثواب العافية ، وتبعته الجوارح كلها ، فإنها تصلح بصلاحه ، وتفسد بفساده ، ( وهدى ورحمة للمؤمنين ) فالهدى هو العلم بالحق والعمل به .


والرحمة هي : ما يحصل من الخير والإحسان والثواب العاجل الآجل ، لمن اهتدى به . فالهدى أجلّ الوسائل ، والرحمة أكمل المقاصد والرغائب ، ولكن لا يهتدي به ، ولا يكون رحمة إلا في حق المؤمنين .

وإذا حصل الهدى وحلّت الرحمة الناشئة عنه ، حصلت السعادة والفلاح ، والربح والنجاح ، والفرح والسرور.

ولذلك أمر تعالى بالفرح بذلك فقال : (قل بفضل الله ) الذي هو القرآن ، الذي هو أعظم نعمةٍ ومنة ، وفضل تفضل الله به على عباده ( وبرحمته ) الدين والإيمان ، وعبادة الله ومحبته ومعرفته ( فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) من متاع الدنيا ولذاتها .



فنعمة الدين المتصلة بسعادة الدارين ، لا نسبة بينها وبين جميع ما في الدنيا ، مما هو مضمحل زائل عن قريب .


وإنما أمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته ، لأن ذلك مما يوجب انبساط النفس ونشاطها ، وشكرها لله تعالى ، وقوتها , وشدة الرغبة في العلم والإيمان الداعي للازديد منهما ، وهذا فرح محمود , بخلاف الفرح بشهوات الدنيا ولذاتها , أو الفرح بالباطل ، فإن هذا مذموم , كما قال تعالى عن قوم قارون ( لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين )



وكما قال تعالى في الذين فرحوا بما عندهم من الباطل المناقض لما جاءت به الرسل : (فلما جآءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم )
29
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دلوعه بس عاقله
جزاك الله خير ... تصدقين صرت استناك ويوم دخلت قبل شوي ادور موضوعك مالقيتك منزلة شي بصراحة فقدتك ...
تسلمييييييييييييييييييييين وعساك ماتعرضين على النار .....
miss- rano
miss- rano
جزاك الله خير
ترانيم قلبي
ترانيم قلبي
بارك الله فيكم وان شاء الله ما اتاخر المره الثانيه :)
شموخ الفرح
شموخ الفرح
جزااااااااااك الله خير


تقبلي مروري


شمووووووووووووووووخ
ترانيم قلبي
ترانيم قلبي
بارك الله فيكم