<< إليك القصة >>
رأيتها كالحة اللون مصفرة الوجه ينتابها الإرهاق ويتعبها السهر قلقة جداً تريد أحد تبث إليه همومه
فلما رأيت قسماتها هكذا اقتربت منها وقلت لها
أيتها الطالبة الحبيبة
إني مدرستك ولن أبث همومك شيئاً إلى أحد أن الهم يكاد ينطق من ملامح وجهك
**
*
*
تنهـــــــدت واستنشقــــت نفساً طويلاً ثم نظرت إلى وقد خرجت من عينها المتألمتين دمعتان الماستان
ثم قالت لي :
أيتها المعلمة :إن مشكلتي وقلقي وحيرتي تختلف عن سائر المشكلات المسموعة أو المقروءة .
فبادرتها سائلة :
مـــــــــاهي ؟
قالت :إن الحياء يمنعني من نطقها.
قلت لها :بادري لاعليك فإن كلامك في بئر لا قاع له لايصل أحد إليه
قالت:يا أختاه إني ذات مرة اتصل بي شاب .في منزلنا
فخاطبني برقة ، فرققت له ثم ماهو إلا أن سلب لبي
فما أن أنزل سماعة الهاتف حتى إني كدت أجن أنتظر هاتفه وموعده الذي في الغد كلمني …وهكذا دارت الأحاديث بيننا، ثم ما هو إلا أن تحولت إلى قضية عاطفية فأصبحنا نتكلم مع بعضنا طوال الليل عبر سماعة الهاتف ،فلما كانت البارحة طلب مني أن أخرج معه لأننا سوف نتزوج ونعتزم على الزواج
وقال لي :
ذرينا نتقابل حتى نرى بعضنا قبل الخطبة فإن أعجبنا بعضنا وإلا فكأن شيئاً لم يكون !فأصر على مقابلتي فرفضت
ثم قال لي :إن هذا أمر يعين على الوفاق في الزواج
فمنذ تلك اللحظة وأنا في قلق دؤوب وهم مستمر وحيرة بالغة .بين حبه لي وحبي له وبين العادات وبين كيفية الخروج معه وبين الخوف من أن يرانا أحد.فهو كلما كلمني يطلب رؤيتي وأعتذر إليه.....فلذلك أنا في حيرة وقلق دائم.
لمــا سمعت مشكلتها تبسمت كثيراً وتعجبت لهذا الذئب
الجائع وكيف أن بنات جنسي ينخدعن بهذه الذئـــــاب
التفتت إلى وقالت ما بالك أيتها المعلمة لم تعيريني أهتمامن؟
فتنبهت من غفلتي والتفت إليهاوهدأت خاطرها وقلت لها أن
الذئــاب مثلهم كثيرون فكم أو قعوا من ضحايا
يسحرون الفتيات عن طريق الهاتف أو المسنجر بكلامهم المعسول ثم بتدريج حتى يقعن في الرذيلة ثم لاينفع الندم فالفتاه شرفها وهو أعز ما تملك يسلب نظراً لتساهلها بما تصنع من تزيين الشيطان لذلك ما مصيرها لوعلم أهلها؟
القتل مباشرة لا حل لهم سوى ذلك ......
أما الشاب إنما هو أخرج فضلةَ من جسده ورماها في مصرف نجس فإن أفتضحأظهر التوبة وعذره المجتمع وقال شاب طائش وتاب
قيل لبعض الشباب :هل تفكرون بالزواج من أحد منهن قالوا أجمعون:لا لا نفـــكر حتى بالاقتراب من عوائلهن لنخطب منهن إن تلك الفتيات ما هن إلا دُمى نلعب بهن كما يلعب الطفل بدميته.
وفي أحد التقريرات سئُل شاب عن شابة خليلة له زعماً ما هي في نظرك ؟فقال ((والله ما أنا إلا كالبحار آخذ الصدفة فأفتحها فآخذ لؤلؤتها ثم أرمي بالصدفة))
أما نتائجها على الشابة :
الهم والحيرة والقلق من المصير والفضيحة فالبعض يؤدي بها الحال إلى الانتحار أو الحالات النفسية أو الجنون فاستعجلت على نفسها لذةً وهواناً وخزياً في الدارين
التفتت إلي َّمقاطعة لي والبكاء قد حشرج في صدرها والدمع أغرق وجنتيها.وقالت:أيتها المعلمة لقد أيقضتيني من سُبات عميق ومن غفلة ولكن من الذي جرني وجر أمثالي من بنات جنسي إلى مثل ذلك
قلت لها:إن مثل ذلك يعود لأمور عديدة هــــــي
1—قلت المراقبة :إن الشابة نسيت مراقبة مولاها الذي قال:{يعلم السر وأ خفى}وقال{ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل
خلوت ولكن قل عليّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة
ولا أن ما تخفي عليه يغيب
2—عدم التفكر في المصير:ألم تعلمي أن الموت ينزل فجأ ة؟ألم تعلمي أن الموت يأتي بغته؟ألم تعلمي كم عروس جُهزت فتوفت قبل دخول عريسها عليها؟
أحكي لك قصة <<.ذهب بها واستمتع بها بالحرام والعلاقة علاقة هاتف فلما أوصلها إلى دارها ووقفت عند الباب سقطت فإذا هي السقطة الأخيرة والموت المفاجئ والغائب المنتظر قد حضر .ألا فكرت العاقلة لو قبضت روحها وهي معه في السيارة ألا تفكرت إلى أين مصيرها؟ما هو حالها في القبر المظلم الحالك مترٌ في متران ماذا تصنع ؟أهو حفرةٌ من النار أم روضة من رياض الجنة؟>>
قال تعالى {ووجدواما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا}
3—قلة الوازع الديني:وهو قلة العلم بالحلال والحرام هو الذي أدّى إلى هذه الأمور الشنيعة التي تستقبحها الفطرة. اعلمي أن الدنيا حطام وأن المكالمات والمعاكسات ليست بلذة وإنما هي حسرة
4—الصاحبات:إن الإنسان يتأثر بمن يخالط فلذلك قال صلى الله عليه وسلم((المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)) فاحذري مخالطة المرضى فتمرضين ثم بعد ذلك تهلكين ومرضك هو أن تستدرجي إلى بحر الرذيلة وهلاكك هو النار وبئس القرار.
5—الفراغ: الوقت أختي الحبيبة كالسيف إن لم تقطعيه قطعك ،فالوقت هو عمرك فقط لا غير لأننا سوف نسأل عن شبابنا فيما أبلينه .قال تعالى :{والعصر إن الإنسان لفي خسر........}
فلذلك لما لم نقدر الوقت حق قدره صرنا إلى ما صرنا إليه من الضياع وتتبع الشهوات والملذات
6—العماد: أن لكل شئ عماد فأنت هل فكرتِ بحق ماهو عماد حياتك وسعادتك الذي به تستقيم به حياتك وروحك تعلو ولا تنزل إلى الرذائل إن الصلاة هي سر خفي في سعادة القلب وانشراحه،قال تعالى :{إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}وقال تعالى{يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}
7—القفص:إن الطير وإن طار وذهب وسرح في النهار إنه لابد له أن يرجع وكره ويستأنس بعشه يحب أن يرجع إلى قفصه ليهنأ فيه أن الزواج هو القفص الذهبي قال صلى الله عليه وسلم((الدنيا كلها متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة)) فلا تتردي عند وجود الزوج الصالح
وذري عنك الحجج الواهية من إكمال دراسة فإن الزواج لا يُعيق عنها بل هو الموفق فيها.
التفت إليها وقلت لقد أطلت عليك ..
بادرتني مقاطعة قائلة والله يا معلمتي لقد أيقظتني نصيحتك من سبات عميق ومن جهل عظيم
ولكـــــن يا معلمتي :إنه يملك أشياء أخشى أن يستأ سرني بها كأشرطة مسجلة بيني وبينه فماذا أصنع؟
قلت لها :لا عليك يا حبيبتي فإنك متى تبت إلى الله جل وعلا فأنت في حفظه وكنفه ورعايته ولن يخذلك أبداً فهذا المخلوق وأشكاله من الذئـــــب لن يؤثروا عليك أبداً قال تعالى{إن الله يدافع عن الذين آمنوا}
وعليك بكثرة الدعــاء والتبتل بين يدي ربك حتى يصرفه عنك مدحوراً.
ولكن يا عزيزتي: بشرط أن تكون التوبة مع الله صادقة وعملاً صالحاً دؤوباً مصدقاً لهذه التوبة وعزماً على عدم العودة إلى الذنب وندماً عليه قال تعالى{يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}
وإنني آسفة على الإطالة والله يحفظكم وإيانا من كل
مكروه إنه سميع مجيب الدعاء
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
وجزاء الله من قام بتأليفها خير الجزاء ودعواتكم لي كاتبتها وأنتم عليكم نشرها لتحذروا الأخوات من الذئاب البشريه
دعواتكم ...........................
عمل جميل ويستحق النشر........
جزى الله مصممه كل خير.....
http://www.quranflash.com/quranflash.html