مقالات في الإدارة التربوية (للفائدة)

الطالبات والمعلمات

حوو بيئة تعليمية/تعلمية سليمة: بعض آليات إدارة الفصل الدراسي العسكتربوي الحديث
توطئه:
مع مطلع الألفية الجديدة ظهرت على السطح جملة من المفاهيم الجديدة و التي تأتي كنتاج متوقع لطبيعة السنن التي أودعها الله تعالى في الكون كما أشار إلى ذلك ابن خلدون في مقدمته . و تأتي مفاهيم "العولمة" و" فكرة تسويق المصطلحات المسبقة التعليب"و " قيم الاستهلاك "…كأبرز تلك المفاهيم و أشهرها في الألفية الجديدة، وفي السياق التربوي الذي نحن بصدده الآن ظهر مصطلح "إدارة الفصل الدراسي" كمفهوم يتبلور لأول مرة بعد بروز مصطلحات الإدارة المتخصصة الأخرى كإدارة الأفراد و إدارة المجموعات و المستشفيات…وغيرها. و الحقيقة أن حداثة ظهور هذا المفهوم (الإداري/التربوي) تجعل المتعامل معها يقف أحيانا حائراً كالضب في الصحراء. "فالمسهل" وخصوصاً الجديدFACILITATOR (تعد هذه اللفظة أحد المفاهيم الجديدة التي تم تبنيها في الحقل التربوي و ذلك في إشارة إلى تغير دور المدرس/المعلم في الفصل، حيث أضحت مهمته "تسهيل" تحصيل المعلومة لا "تلقينها") كثيرا ما يطرح سؤلاً محيراً ينصب حول "آليات إدارة جماهير المتلقين" التي يمكن إعمالها داخل الفصل الدراسي بغرض ضمان أفضل لحسن سير "ديناميكية" الفعل التعليمي/ألتعلمي. و لعله من!
المناسب في الوقت عينه الإشارة إلى أن "الإدارة" المنشودة لا تعني بالضرورة أن يقوم المسهل بإعمال أساليب "الانضباط" بشكل صارم و حازم ،ذلك أن بيئة تلكم سماتها يمكن أن تكون أي شيء يخطر على البال إلا أن تكون بيئة تعلم /تعليم تتم فيها عمليه الإرسال/الاستقبال بشكل متبادل ؛إلا أنه في الوقت عينه ينبغي عدم إغفال حقيقةَ أن للبيئات العسكتربويهEDUMILITARY (أي تلك التي تجمع ما بين التعليم الأكاديمي و التدريب العسكري ككلية الملك فيصل الجوية مثلا لا حصراً) خصوصيةً يجب الالتزام بها ..وتتمثل هذه الخصوصية في كون الانضباط داخل صفوفها الدراسية يأتي كضرورة لاستكمال جانب التدريب العسكري ومع ذلك فإنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أن الانضباط المنشود هو انضباط "متوازٍ "و "مسؤول" قائم على "استشعار المسؤولية" و "خلق روح المراقبة الذاتية".
و في الأسطر القليلة القادمة سأحاول بجهد المقل أن أضع بعض النقاط العريضة التي أزعم أن تبنيها من قبلنا معاشر المسهلين كفيل إنشاء الله بإدارة مناسب للفصل الدراسي عموما و الفصل الدراسي العسكتربوي بخصوصيته المعروفة على وجه الحصر.

آلياتٌ مقترحةٌ لإدارة الفصل الدراسي العسكتربوي:
1. وجه رسالة قويه لجميع المتلقين بالحرص على الالتزام و الانضباط و ذلك من خلال العمل على بدء درسك و إنهائه في الوقت المحدد تماما.
2. ضع لك جدولا تلتزم فيه بمقابلة طلبتك خارج الفصل الدراسي…فمثل هذه المقابلات كفيلةٌ لتَؤُدَ كثيراً من المشاكل في مهدها.
3. إذا ما رغبت في التحدث مع أي طالب حول مشكل بعينه فاحرص أن يكون ذلك خارج الفصل و أن تقابل كل طالب على حدة. كن حصيفاً و لا تستخدم التلفون أو حتى البريد الإلكتروني فأنت بذلك تشعره بالخصوصية وبحرصك على الإصلاح لا التشهير و الانتقام.
4. حين الحديث مع أولئك الطلبة كن حريصا على أن توضح لهم أن تصرفهم ذلك يؤثر على سير الفعل التعليمي/التعلمي من جميع وجوهه: المتلقي و المسهل و المنشأة و الأسرة ..الخ.
5. احرص على أن لا تراهن على ذكاء و فطنة طلبتك، فحين يسألك أحدهم سؤلا لا تعرف له إجابة، لا تتأفف أو تتبرم أو تحاول أن تقول أي شيء..و لتعلم أن احترام طلبتك لك سيزداد حين تقول لهم "لا أعلم" على أن تحرص أن تبحث لهم بنفسك في الإنترنت أو المكتبة عن الإجابة الشافية مما يساعد على غرس حب البحث و التنقيب عن المعرفة في وجدانهم، وهذا بدوره سينعكس إيجاباً على انضباطهم.
6. لتكن طريقتك في"تسييس" جماهير المتلقين في فصلك الدراسي واضحة منذ اليوم الأول من ناحية الحضور و الغياب و التقييم..الخ.إذ أن وضوح تعليماتك و طريقتك في هذا الصدد كفيل بالحد من كثير من المعضلات و سوء الفهم التي كثيراً ما تقف حجر عثرة في إتمام الفعل الدراسي اليومي.
7. يجانب الصواب ذلك المسهل الذي يشدد على أهمية الالتزام بأمور بعينها في أول لقاء له مع طلبته ثم يخفق هو لاحقاً في التقيد بها، فينطبق عليه قول الطغرائي (..و انفرجت مسافة الخلف بين القول و العمل) ، ووجه الخطورة هنا هو أن مفهوم"القدوة" المتمثل بهذا المسهل قد أضحى شيئا "هلاميا" مفرغا من معناه الحقيقي في أذهان المتلقين الذين بحكم طبيعة المرحلة العمرية التي يمرون بها في حاجة ماسة إلى "تقليد" الآخر، فإذا لم يكن هذا "الآخر" هو المسهل فسيكون شيئا آخراً قد لا يرغب كثير من الآباء و علماء التربية أن يكونوا "قدوة" لأبنائهم . فحقيقٌ إذن بمسهل "يفعل ما يقول" أن يخلق لنا جيلا من نوع آخر لطالما تغنى به شعرائنا و تمنيناه في أحلامنا! و بالجملة لتكن قدوتنا جميعا معلم البشرية الأول نبينا محمد صلى الله علية و سلم .
8. يظل المسهل كسائر نسل آدم علية السلام عرضة للمشاكل العائلية و النفسية و تغيرات المزاج ..إلا أنه خليق بالمسهل ألا يناقش أيا من المتلقين بخصوص أية معضلة و هو في حالة نفسيه أو عاطفية غير مستقرة و في السياق عينه فليتجنب المسهل الحديث مع أي طالب يمر بنفس تلك الظروف حتى لا يزيد من تعقيد المشكل و تداخله مع مشاكل أخرى.
9. حين مناقشة الطالب في أية معضلة كن هادئاً..امنح لسانك لا أذنك شيئاً من الراحة..أفسح المجال للمتلقي ليتكلم ، فالملاحظ أن الإنصات للمسهل كفيل بحل كثيرٍ كثيٍر من المعضلات التي يعتقد البعض خطأً أن لا حل لها سوى الصراخ و التشهير و الانتقام، و ينسي قول العملاق المتنبي في عجز بيت قريظ له(إن كنت ناصحه فداوي سقامه).
01. احرص على أن تحفظ الاسم الأول لطلبتك و نادهم بها على الدوام ..ففي ذلك إشعار للطالب"بالمسؤولية" و"بوجوده" و "أهميته" مما يقلل من ميل الطالب لارتكاب بعض السلوكيات التي تعيق سير الفعل التربوي، و التي يتخذها بعضهم بحكم المرحلة العمرية التي يمرون بها مطية لجذب انتباه الآخرين.
11. حاول أن تنظم مقاعد الطلبة داخل الصف بحيث تأخذ شكل نصف دائرة؛ حيث أن هذا التنظيم و بحكم التجربة يتيح للمسهل فرصة خلق جو من "المراقبة" المباشرة تكون مبنية على معاني "الحميمية" و "التواصل" بينه و بين طلبته.
21. ينبغي على الدوام تذكير المسهل أن مهمته التقليدية"كمدرس" و "كمعلم" و "كمالك أوحد" للحقائق المعلوماتية قد ولت ربما إلى غير رجعة و ذلك بحكم التطورات التي حدثت في أبعاد الحياة كلها و على رأسها البعد التربوي الحديث؛ حيث أضحت مهمة المسهل "اللاتقليدية" هي "تسهيل" تحصيل الفعل التربوي لا "تلقينه". وعليه فإن إصرار بعض المنتسبين إلى الفعل التربوي الصحيح على القيام بكل الأدوار داخل الفصل الدراسي يعد في المفهوم التربوي الحديث معيباً لعل أبسط سلبياته الدفع ببعض المتلقين للقيام بسلوكيات تعيق الفعل التدريسي وإدارة الفصل و ذلك بسبب إصرار ذلك المدرس التقليدي ،لا المسهل الحديث، على تهميش دور المتلقي الحقيقي و الاستحواذ على كامل الأضواء داخل الفصل. هذا بالإضافة إلى أن أسلوب الاستحواذ و السيطرة هذا يعد نقيصة في حق من يقوم به من ناحية ما ثبت لدى جميع المهتمين في العمل التربوي الحديث من أن مخرجاته تكون ذات أنماط معرفية صرفه قائمه على "التكرارية" و "التقليد" و"النمطيه" و بعيدة البعد كله عن الإبداع و الخلق و التميز الذي ظلت أمتنا في حاجة ماسة إليه لتكون لها الصدارة في العالم مرة أخرى.
31. كمسهل و رث مهنة الأنبياء النبيلة اعمل على زراعة الحماس و زيادة دافعية طلبتك للتعلم و الاكتساب..من خلال محاولة أن تكون أنت ذاتك خلاقاً مبدعاً داخل أروقة فصلك ..ابتعد عن "النمطية" و استخدام ذات طرق التدريس التقليدية التي ربما عُلمت بها والتي تورث الملل و السأم في نفس الطالب و تدفع البعض منهم إلى القيا م ببعض السلوكيات و التصرفات التي قد تعيق الفعل التربوي. إن المسهل الحديث يدرك ببصيرة أن مهمته تحتاج إلى"حلم الأحنف"و "دهاء إياس" و "صبر أيوب" و لذلك فهو يحاول جهده إدارة فصله إدارة سلسة سليمة من خلال إضفاء عناصر التشويق و الترغيب على الدوام في نفس طلبته و ذلك بإعمال طرائق تدريس متنوعة طوال اليوم …لا تكن أسير السبورة و الطبشور فحسب ..تلفت يمنه و يسرة ستجد في محيط البيئة المحلية ما يساعدك على تعزيز أدائك لرسالتك دون عوائق من خلال ربما الاستعانة بقصاصات الصحف و المجلات المناسبة و الزيارات الميدانية و مشاهدة الرائي وسماع المذياع أو الاستعانة بلقاء الطلبة ببعض أهل التجريب من مجتمع الطالب المحلي. و بالجملة فإن المسهل الحريص المخلص عمله لله سوف لن تعجزه الحيلة في إدارة فصله إدا!
رة تربوية حديثة ناجحة تأخذ بالأمة إلى مصاف الأمم إن شاء الله تعالى، ويكون ديدنه في مواجهة معضل "خصوصية" مهنته قول الشاعر:
دع المعاولَ تزبئرُ قساوةً
وضراوةً إن البناءَ متينُ

قبل و ضع القلم…
أما قبل ..فليس بعد هذا الزبور المتواضع حول آليات إدارة الفصل الدراسي سوى التذكير بأن ما جادت به الذاكرة في هذه العجالة ليس كل شيء في هذا المضمار؛ فالدعوة إذن مفتوحة موجهة لكل باحث متخصص يود تجريب آليات و طرق أخرى يمكن إضافتها إلى ما ذكر أعلاه. على أننا حينما نتحدث عن إدارة الفصل الدراسي فإننا نؤكد أنها من الأهمية بمكان ذلك أنه ثبت أن المسهل أحيناً يهدر ما يقرب من نصف اليوم الدراسي (أي نصف عمر المتلقي الدراسي) في الحديث عن أمور جانبيه لا علاقة لها مباشرة بصلب المنهج( أو المقرر إن شئت).(COTTON, 1990)


أنا المدير !
عبارة بكافة جوارحنا تقع منًّا موقع الألم فنرى أثارها بارزة على السطح ، فشل وفشل وهفوات وكبت .
كم عفا الزمن على هذا المنطق ، فمن يؤمن به أكاد أراه من العصور الوسطى لا يبحث إلا عن نفسه فيعيش لها وكأن مرؤوسيه عبارة عن ألآت لا مشاعر ولا علاقات .
مسكين ! أهمس قائلاً ما هكذا تورد الإبل كن أخا لمرؤوسيك قلبا نابضا بالحب والتقدير ، احتسب تحملك مشاق العمل رسالة ترجو بها رضا الله .
ذوب جبال الثلج التي أوجدتها في غياهب الصحراء ولتجعل هناك واحات للعطاء تزهو فيها ثمار الإنتاج ويشرب من غديرها كافة منسوبي دائرتك ولا تبني حول هذا المنبع الوحيد في هذه الصحراء القاحلة أسوار فتجد الجميع يبغضك وترى أكفهم مرفوعة بالدعاء .. لا تكن مسافر بلا راحلة أو زاد.. بل كن قائد لقافلة طويلة من المعطاءات ينتجها معك الأفراد لتجد من يقدمك على نفسه رغم حاجته ، فهل يا ترى ستقول أنا المدير وهو يقدم لك رشفة ماء تنقذك من الموت أجب فهو حالك أيها الوحيد .. عشت لوحدك وستموت لوحدك إن لم يمت جسدك فمشاعرك وروحك وعطاؤك ميت فأنت جسد ولكن بلا روح فالجميع يتمنى عندها أنك تروح . ..!!
3
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

لحن للقمر
لحن للقمر
واستكمالا للمقالات

الإدارة المدرسية والإشراف التربوي
حين كانت التربية تحصر هدفها في تلقين التلاميذ المواد الدراسية ، تمكينهم من إتقانها ، كانت الإدارة المدرسية عملا آليا " روتينيا " بنبغي التمسك بحرفيتها ، والتقيد بنصوصها !! فكانت الإدارة تعني الاهتمام بالنواحي الإدارية ولهذا كانت هي نفسها غاية من الغايات ..!!
وبعد أن أصبحت التربية تهدف إلى تكوين الشخصية ، و إعداد الأفراد للحياة السليمة في مجتمع صحي سليم .. تغير معنى الإدارة المدرسية فأصبحت : عملية إنسانية تهدف إلى توفير الوسائل ، والامكانات ، وتهيئة جميع الظروف التي تساعد على تحقيق الأهداف التربوية ، والاجتماعية التي أنشئت المدرسة من أجلها .. وغدت الإدارة المدرسية وسيلة موجهة إلى تحقيق الأهداف التربوية الاجتماعية ، تحقيقا وظيفيا ..
وهذا التغير في معنى "الإدارة المدرسية " حملها رسالة ذات شقين : ـ
الشق الأول منهما يتعلق بالأعمال الإدارية ، أما الثاني فيرتبط بالنواحي الفنية ، وهو أهم القسمين لأن الأعمال الإدارية يمكن أن يعهد بها إلى بعض الموظفين الإداريين يصرفونها وينجزون ما يحتاج إلى الإنجاز منها.!!
أما النواحي الفنية فمحتاجة إلى الخبرة والحنكة والدراية وإلى كل صفات القيادة الحكيمة . في كل ما يتصل بأمور التلاميذ والمعلمين وأولياء الأمور وما يربط المدرسة بالمجتمع من علاقات ، وما يرتبط بالمناهج ، وأنواع النشاط التربوي ، وطرق التدريس ، والوسائل والأدوات المعينة عليه ، والإشراف التربوي .... وكل مايتصل بأمور التربية . والدراسات النفسية ، وما توصلت إليه من نتائج ، عن طبيعة الطفل وأهميته وأنه كائن إيجابي نشيط هي التي وجهت اهتمام التربية إلى دراسة الفروق الفردية والاهتمام بمراعاتها وإلى النظر إلى التربية على أنها عملية نمو في جميع جوانب الشخصية : من عقلية وجسمية وعاطفية ووجدانية وروحية وخلقية .. وليست مجرد نقل للتراث الثقافي ، في معزل عن المجتمع ، وبعيدا عن الاحتكاك بأفراده كما أصبح مطلوبا من التربية أن تعنى بدراسة المجتمع ، وأن تعمل على حل مشكلاته وتحقيق أهدافه ، وأن تهتم بتقريب المدرسة والمجتمع أحدهما من الآخر .
كان طبيعيا ـ إذن ـ لكي تقوم المدرسة برسالتها الجديدة أن يتحول اهتمام الإدارة المدرسية إلى تحقيق هذه الأهداف وأن يكون الجزء الأكبر والأهم من وظيفتها هو " الإشراف التربوي " .
بقلم / الفجر البعيد













الإدارة هي السبب
سؤال أوجه لكل مدير ومسؤول، هل تستطيع أن تخبرني ما هي آخر التطورات في مجال الإدارة والمجال التقني؟ إذا كانت معرفتك ممتازة بهذين المجالين وتقوم بتطوير قسمك أو مؤسستك بتطور المجالان المذكوران فإني أتوقع مستويات خارقة من الأداء وسرعة في العمل، وإنتاجية تقفز قفزاً بخطوات واسعة نحو الأفضل، وتعاون بين الجميع ممن يعملون معك، الاحترام متبادل والآراء مسموعة، والإبداع أساس من أسس التجديد والتطوير المستمر، موظفون يحضرون قبل ساعات الدوام ويخرجون بعده، الصلاحيات المالية والإدارية مكفولة للجميع، والثقة عالية، مكان العمل نظيف ومرتب ومريح للنظر، مراجعون أو عملاء راضون تماماً عن الخدمات التي تقدمها، أرباع عالية وتكاليف منخفضة، هل تبدوا هذه الصورة حالمة؟ لا... هناك مؤسسات ناجحة تكون بيئة عملها بهذه الصورة.
أما إذا كنت جاهلاً بما سبق، فالعكس صحيح لكل ما ورد أعلاه، وقد يستغرب أحدكم ويتساءل، هل الإدارة هي السبب الوحيد لنجاح أو فشل أي مؤسسة سواءً حكومية أو خاصة؟ دعوني اختصر عليكم الإجابة، نعم هي السبب، لذلك ابتكرت قانوناً إدارياً اقتبسته من أحد الكتب الإدارية وغيرت فيه، يقول القانون رقم واحد: إذا وجدت مؤسسة فاشلة فانظر إلى الإدارة فهي السبب لهذا الفشل ويقول قانون رقم اثنان: إذا لم تجد الإدارة هي السبب فانظر إلى القانون رقم واحد!!
الإدارة هي الأساس في كل مؤسسة فبدونها يكون العمل في المؤسسة خبط عشواء، وبها يسير العمل إلى الطريق الصحيح، لكن إذا اعوجت أعوج العمل معها وإن صلحت، صلحت المؤسسة، فهي بمنزلة العقل للإنسان والعقل إذا لم يطور تجمد بل تحجر.
والإدارة لا تقتصر على شخصاً واحد بل على عدة أشخاص يقودهم شخصاً واحد أو ما نسميه المدير العام، ولهذا المدير مسؤولون سواءً للمالية والحسابات أو لإدارة المشتريات أو خدمة العملاء وهكذا، وكل هؤلاء يطلق عليهم لفظ الإدارة، والإدارة تملك في يديها الموارد البشرية والمادية ولها الحق في تصريفها وترتيبها بطريقة معينة للقيام بأكبر إنتاجية.
الفقرة السابقة هي تعريف بسيط لشكل الإدارة، وذكرنا في هذا التعريف حق الإدارة في تصريف مواردها، لكن وسائل ترتيب الموارد البشرية كثيرة ومنوعة، فأي الطرق يستخدم مديرك؟ هل هي طريقة حديثة لا مركزية، أم أسلوب متسلط مركزي؟
الأسلوب المتسلط يقوم على نظرية أن الموظفين كسالى، يجب أن تفتش عملهم كل دقيقة، عديمي الأمانة فيجب أن تحكم الرقابة عليهم وتبتكر القوانين الصارمة، إنهم أقل ذكاءً وفهماً منك، فيجب أن تضع أهدافاً للأداء لهم أو حتى لا تخبرهم بذلك بل يكفي أن تكلفهم بمهام وسينفذونها من دون تفكيراً كالآلات!! ليس لهم الحق أن يسألوا لماذا؟ إنهم فقط يؤدون ما عليهم من واجب فلا يستحقون أي حوافز سواءً مادية أو معنوية، لا رأي لهم أو استمع لآرائهم ولا تلقي لها بالاً لكي تخدعهم وتجعلهم يظنون أنك تستمع إليهم.
أما الأسلوب الحديث فيبنى على أسس متينة عماده الثقة والإخلاص وحب العمل والتعاون، فالمدير هنا يسمى قائد لأنه يحفز الآخرين نحوا أهدافاً اتفق عليها الجميع، وكل شيء في هذه المؤسسة يناقش من المبادئ والأخلاقيات العامة حتى الأساليب التطبيقية، مروراً بالشؤون المالية والإدارية، فكل موظف له الحق في إبداء رأيه وله الحق في أن يسمع، كل شيء يناقش في جو من الاحترام المتبادل والكل يضع عصارة فكره وإبداعه، وتتطور المؤسسة فتلغي الإجراءات العقيمة لتحل محلها إجراءات أكثر بساطة وإنتاجية، وتلغى النظم المعقدة المركزية إلى نظم لا مركزية، يتحمل الموظفون المسؤولية كاملة ودور المدير هنا أن يكون موجهاً ودرباً ومعلماً وقدوة، فعله أكثر من كلامه، والمعلومات يتيحها للجميع إذ لا سرية كما في النظام المتسلط.
كان ذلك في المجال الإداري، أم المجال التقني فهو وسيلة قوية في يد الإدارة الحديثة ووسيلة تفاخر في يد الإدارة المتسلطة... والمجال التقني يفتح آفاقا واسعة لتخفيض الكلفة والزمن لتحقيق المهام وتكون فعالة إذا ما استخدمت بالطريقة الصحيحة.
وأخيراً هذا بعضاً مما لدي أحببت أن أشارككم فيه، وتناولت في هذه العجالة بعض المبادئ الإدارية، وغطينا جانب صغير جداً من الإدارة، ذلك أن الإدارة هي بحراً واسع لكني لا أكل من السباحة فيه، وأنصح كل شخص يود أن يطور نفسه ومؤسسته من الناحية الإدارية والقيادية أن يشتري بعضاً من الكتب الإدارية البسيطة ويقوم بتطبيق ما فيها إذا اقتنع بما فيها!! واقرؤوا كتاب البحث عن الامتياز لتوم بيترز، وكتاب الثورة على الفوضى لنفس الكتاب، ولتعلم المبادئ الأساسية للإدارة فقرؤوا كتاب ممارسة الإدارة لبيتر دراكر، قد أطلت الكلام عليكم... سامحونا!
بقلم: عبد الله المهيري
لحن للقمر
لحن للقمر
وهذا هو الجزء الأخير.........
نحو إدارة أفضل
هكــــــذا إدارتــــــي
1. أحتسب الأجر في العمل واجعل في نفسي أنني في أمانة مسؤول عنها وعبادة أتقرب بها إلي الله وهذا من الدوافع التي تعييني على نفسي ومن الأمور التي تذكرني بوقت ربما يمل الإنسان أو يتضجر من المسؤولية والعمل


2. أكرم المتميز وأدعمه وارفع من شأنه في المدرسة واقف معه في كل صغيرة وكبيرة تحفيزا له وترغيبا لغيره وهذا طريقة الإسلام في حث المسلمين على إتباع أوامر الله حيث يقول الله:(( الله ولي الذين أمنوا يخرجهم من الظالمات إلى النور)). وقال مرغبا للذين يعملون صالحا أن لهم الحياة الطيبة في الدنيا قال تعالى:(( من عمل صالحا من ذكراً أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبةً ))الآية ومعلوم أن الحياة الطيبة هي أمنية جميع الناس
3. أرسم خطة للعمل وأحث الجميع على التقيد بها ولا يكون التوجيه بشكل عام وغير واضح وهذه الطريقة نستفيد ها من عظمة هذا الإسلام حيث جعل للمتقيد به طريق مفصل يسير عليه فمثلا الصلاة امربها في المسجد وان تعذر في البيت أمر بالطهارة وان تعذر الماء شُرع التيمم وهكذا وقد قيل في كل الأمور يتوقف النجاح على تحضير سابق وبدون مثل هذا التحضير لابد أن يكون هناك فشل وقيل إن قضاء سبع ساعات في التخطيط بأفكار وأهداف واضحة لهو أحسن وأفضل نتيجة من قضاء سبع أيام بدون توجيه أو هدف
4. أحرص أن أكون قدوة في عملي ودائما في الأمام في كل شي وهذا من منطلق تأثير الداعية على من خُص بالدعوة قال تعالى:(( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ))
5. أحرص جدا على إنهاء أي عمل ولا أتركه معلق ولا يخرج من عندي من كان له عمل ألا وقد أنهيته سواء تنفيذ أو توجيه وهذا من منطلق قول النبي صلى الله عليه وسلم:( أن الله يحب إذا عمل احكم عمل أن يتقنه )
6. أحرص على العلاقة الحسنة مع الزملاء مع أني أعلم أن رضا الناس غاية لا تدرك ولذا أحرص على الإنسان المتميز والعامل بجد
7. أعيش مع الزملاء كأخ وزميل لكني في بعض المواقف أكون مدير ومسؤول والجمع بين الصفتين من أصعب الأمور لكن هذه الطريقة أقرب للميدان وأصوب بالتوجيه
8. أحرص على الصراحة مع الجميع ولا أدع مجال للشك والشيطان فما كان في نفسي أقوله وقد عودت زملائي على ذلك
9. أحرص على العدل بين الزملاء وهذا أصعب شي في الإدارة لكني أبذل من أجل العدل الشي الكثير وكثير ما أخسر ما يكون لي معه علاقة خاصة خارج العمل وذلك من أجل العدل بينه وبين غيره وهذا من منطلق حديث النبي صلى الله عليه وسلم:(من أرضا الناس بسخط الله سخط الله وأ سخط عليه الناس ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس).
10. أربط العمل في المدرسة في مسألة الاحتساب وابتغاء ما عند الله والترغيب في ذلك كما اذكّر المقصر بالخوف من الله وانك مسئول أمام الله
11. كثير ما أ ذكّر بدور المعلم كأب يحب ابنه ويغار عليه وأن الطلاب أبناء للمعلم فعليه الحرص على المعاملة الطيبة وأن يعاملهم وكأنهم أبناؤهـ وهذا من ضرب الأمثلة وتحريك العاطفة
12. أيضاً أضطر في بعض الأحيان أن أذكر المعلم أنه يعمل بأجرهـ وبراتب حينما أرى التنصل عن تأدية بعض الأمور المكلف بها والتي نص عليها النظام
13. أتثبت من أي كلام يصل عن أحد أفراد المدرسة ولا أبني أي تصور أو قرار من أي كلام حتى أتأكد بنفسي على ما نُقل عنه وهذا من العمل في الآية الكريمة قال تعالى:(( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنباء فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة ))وهذا الأمر هو من أسرار محبتي للعمل
14. أحرص أن يكون لي منهج وأهداف واضحة ومعروفة للجميع ولا أكون مذبذب كل يوم لي طريقة لأن ذلك متعب لغيري من العاملين معي
15. أحرص على توزيع العمل وأعطي كل من كلفته صلاحيات في عمله واجعله أمام الأمر الواقع وأطالبه بالنتيجة ولا أتدخل في عمله ألا إذا عجز عن العمل وبشرط أن يكون قد اتخذ خطوات فشل من خلالها في علاج الموقف فكثير ما أسأل عن من طلب المساعدة ما عملت وما هي الخطوات التي بذلتها وقديما كتب الحجاج للمهلب بن صفرة في قتال الأزارقة فكتب له ( إن من البلية أن يكون الأمر بيد من يملكه لا بيد من يراه )
16. عند تطبيق فكرة أختار معلم متميز ونحاول تطبيق الفكرة وإذا نجحت أجمع المعلمين واطرح الفكرة وأقول زميلكم طبقها ونجحت حتى أسد الباب على أي تثبيط أو توقع للفشل
17. في الحفلات الرسمية أو زيارة المشرفين والمسئولين أو في الكلمات في الطابور انسب كل فكرة أو عمل لصاحبه وأذكر اسمه حتى يعرف الجميع أن كل جهد يقوم به لا يكون الثناء لغيره وأن حقه محفوظ ولأن العبرة عندي في عدد الإنجازات المحققة بغض النظر عن من الذي حققها
18. أضحي بالعمل من أجل الزميل وأبين له ذلك حتى يقدّر الزميل ذلك ويضاعف الجهد في العمل والعطاء وهذا النقطة أخذتها من عظمة هذا الدين فلقد أ مرنا الله تعالى بأوامر وعند ظروف معينه تترك هذه الأوامر مراعاة لراحة الإنسان كمثل قصر الصلاة والإفطار للصائم في السفر حتى لو اضطر الإنسان أن يسب الله فلا حرج إذا كان قلبه مطمئن وكل ذلك راجع لمصلحة الإنسان الشخصية والتي قُدمت على دين الله تعالى
19. أدير النظام بما يخدم المصلحة العامة للجميع ولا أدع من حولي يشعرون أن دوري بالمدرسة مجرد تطبيق لوائح وأنظمة حتى لو صارت في غير المصلحة بل وأحيانا أطرح حلول وطرق علاجية غير موجودة بالنظام المهم هو النتيجة الإيجابية للجميع بغض النظر عن الطريقة وهذا أخذتها من فتح باب الاجتهاد والقياس للأمة في الأمور التي لم يرد بها نص ولذا قيل في علم الإدارة يجب أن تثق بنفسك .. وإذا لم تثق بنفسك فمن ذا الذي سيثق بك !!؟؟ وقيل إن الخصال التي تجعل المدير ناجحا هي الجراءة على التفكير والجراءة على العمل والجراءة على توقع الفشل ..!!
20. أقف مع زميلي في أ ي موقف حتى ولو كان على مخالفة ولكن لمساعدته في الخلاص من هذا الموقف ويكون بيني وبينه جلسة خاصة للتنبيه على الخطأ ولذا قيل امدح صديقك علناً … عاتبه سراً !!!!
21. احدد المشكلة ثم ابحث عن حل واطرحه ثم أنظر ردة الفعل من الميدان فهي عنوان نجاحها أو فشلها فربما الغي الفكرة أو اعدل فيها حتى تكون ناجحة
22. أحرص على أن لا يتغير سير المدرسة في حالة وجود ضيف من مشرف أو مسؤول ولا يشعر أحد بذلك من العاملين في المدرسة ولا حتى الضيف نفسه لأني أراقب الله والله معنا في كل وقت
23. إذا وعدت أحد بتنفيذ عمل أحرص على التنفيذ لأن عدم التنفيذ يُفقد الثقة بك وهذه مما حثنا الإسلام عليه وجعل إخلاف الوعد من صفات المنافقين
24. عند محاولة علاج تقصير ما من أحد أفراد المدرسة أحاول التنبيه على التقصير بورقة صغيرة بدفتر التحضير ثم عن طريق الوكيل أو المرشد وإذا لم تأتي بنتيجة اطلب المقصر وأتحدث معه مباشرة واذكره بالتنبيه السابق والقصور الذي فيه وأحرص على الهدوء في النقاش حتى نخرج بنتيجة إيجابية وأما المجالات الرسمية فهي آخر شي أفكر فيه
25. قرارات الإدارة أحرص على مشاركة كل متميز ومن له مكانه في المدرسة حتى تكون بشكل أفضل وأقوى وهذا من منطلق قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اهدي أحد العمرين للإسلام وهذا من البحث عن القوة في تسيير الأمور
26. لا أ كثر الكلام عن العمل ووجوب الانضباط والجدية في جلوسي مع المعلمين سواء في المدرسة أو خارجها وا نما يكون ذلك في الاجتماعات فقط حتى لا يكون جلوسي مع المعلمين ثقيل وغير مرغوب فيه
27. أتراجع عن رأيي مهما كان إذا تبين أن له نتائج سلبية على الغير ولذا قيل ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح.
28. أحرص على النزول للميدان من خلال الجولة في المدرسة ومن خلال اللقاءات مع الطلاب في دروس الانتظار وربما من خلال تدريس بعض المواد حتى يكون توجيهي سليم ومعقول
29. دوري في المدرسة ينتهي مع خروجي مع الباب وتنقل الصلاحية للوكيل مباشرة في كل شي ولا أجعل العمل يتعلق بي حتى في حالة غيابي ربما أتعمد أن لا أخبر الوكيل وعليه التصرف مع وجود كامل الصلاحية له في المدرسة مع العلم أنه كفء لهذه المهمة وقد أثبت نفسه من خلال تحمله للمسؤولية ولذا قيل ليس هناك وصفاً للقائد أعظم من أنه يساعد رجاله على التدريب على القوه والفعالية والتأثير. ( منسيوس )
30. يكون عندي بعض الجوانب والتي أرى أني متقنها فأقوم التركيز عليها وإثراء الميدان بها حتى تغطي على كثير من القصور والسلبيات التي توجد عندي
31. اعتذر وبشدة لمن أخطأت في حقه ومن رأيت منه أعراض ابحث عن السبب فإن كان السبب غير وجيه أتركه وشأنه ولذا قيل الاعتراف بخطئه والافتخار بهذه الحقيقة ليس من علامة الضعف بينما هو من علامة القوة.
32. في كل عمل وفي كل مشروع يكون فيه مصدر للطاقة ومصدر الطاقة في المدرسة هو الطالب فمسؤولية المدير تفعيل الجميع من المعلمين والوكيل والمرشد والطلاب وولي الأمر والمجتمع ومن أجل تفعيل دور الجميع كان اهتمامي منصب على الطالب من حيث وضع حوافز ومكافآت ولكن عن طريق المعلم فكان الطالب يدفع المعلم للعمل من أجل أن تتحقق في الطالب الشروط من أجل تلك الحوافز فمثلا لا يمكن إعادة الاختبار للطلاب ألا بشروط
1-موافقة المعلم هذا لبناء علاقة طيبة مع المعلم
2- تقديم عشر مشاركات هذا لدفع المعلم للعطاء والعمل ولذا بالنظرة التقويمية للعمل يتكون الحكم على جدية المعلم من خلال تكليفه الطلاب ومحاولة استغلال اندفاع الطالب له
3-عدم وجود ملاحظات وهذا يدفع المعلم للمتابعة وعدم تسجيل الملاحظات يدل على عدم المتابعة علما أنه في الاجتماع ينوه على مثل هذه الأمور فيُشكر المعلم المتميز في أعطا المشاركات ويشكر أيضا على الملاحظات الوجيهة
4- عند وجود رحلات ومشاركات لابد من موافقة المرشد ورائد الفصل وهذا يعطي المرشد والرائد صلاحية تدفعهما للعمل من خلال ما هو مرسوم لهما من خطة سواء من إدارة المدرسة أو إدارة التعليم
ولذا التركيز على الطالب وجعل الطريق يمر على العاملين في المدرسة جعل الجميع يعملون وبجد وجعل العمل في توقد وحماس لأن المصلحة للطالب وهو دائما يبحث عن مصلحته
31- إذا لاحظت على أحد من في المدرسة سواء معلم أو طالب أو موظف تغير أحاول البحث عن السبب وابدي الاستعداد للمساعدة
32- - أحرص أشد الحرص على وحدة الصف في المدرسة ولا أسمح لأحد أن يكون على حساب الآخر في العمل قال تعالى:(( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم))
33- أحرص أن أتعامل مع كل المواقف بنفسية هادئة ومتزنة وبدون غضب وأحرص أن لا استجيب لأي مؤثر خارجي
قال النبي صلى الله عليه وسلم:( ما كان اللين في شيء إلا زانه وما نزع من شيء ألا شانه) وقوله صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة أوصني قال لا تغضب فردد مرار قال لا تغضب ولأن الغضب باب للشيطان ومفتاح لكل شر
ولذا قيل قدرتك على حفظ اتزانك في الطوارئ ووسط الاضطرابات وتجنب الذعر هي العلامات الحقيقية للقيادة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قناعات وتصورات بنيت عليها أسلوبي في الإدارة
من خلال عملي مدير المدرسة وضعت عندي قناعات وتصورات بنيت عليها أسلوبي وطريقتي في إدارة المدرسة وهي كتالي
1. أن الناس فيها خير عظيم وحب للعمل الصالح والتقرب إلى الله فاستغل هذا الجانب في الرفع من مستوى عطاء المعلم
2. أن الناس لا تتعب ولا تتضجر من العمل بقدر ما يتعبها ويدعوها للضجر الفوضى والتنظير المخالف للواقع ولذا أعط الإنسان عمل يرغب فيه وأعطه صلاحية ولاأتدخل في شؤونه وأكون داعما له في موقف يحتاج الدعم وانظر النتيجة وأحترم رأية واحفظ له جميلة ولذا النبي صلى الله عليه وسلم: نمى في كل إنسان تخصصه وحثه عليه فقال لحسان اهجهم وروح القدس معك وقال لأبن عباس اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل
3. المعروف يملك ويأسر الكريم ويقيم الحجة على المقصر
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فلطالما استعبد الناس إحسان
4. الناس لا يلومونك فيما لا تقدر عليه فلا تدخل في مجال ليس لك مجاملة لغيرك قال تعالى: لا يكلف الله نفسا ألا وسعها
5. أن ما كل ما يعلم يقال ولكل مقام مقال ولكل حادث حديث
6. رضا الناس غاية لا تدرك ولن تدرك فليس الفشل هو عدم رضا فئة من الناس وليس دليل النجاح كثرة المدح والإطراء من بعض الفئات
7. لا بد وأنت تدير المدرسة لابد من خسارة فئة من الناس فإذا كانت طريقتك صحيحة خسرت المتسيبين والمقصرين والذين دورهم ضعيف وسلبي وإذا كانت إدارتك فيها خلل خصوصا في التعامل فإنك ستخسر المتميزين والمربين والذين يستحقون أن ينالوا شرف المعلم المربي وهذه القاعدة تنطبق على الطلاب وأولياء الأمور
8. أنت في مكانك هذا رأس ومكان نظر الجميع ولذا قال الأب لأبيه لا تكن رأس فان الرأس كثير الآفات ولكن إذا كان هدفك الإصلاح وتسخير هذا الصرح إلى ما فية خير للجميع ورأيت النتائج الإيجابية فإنك تضحي من أجل الأفضلية التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم: الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم أفضل من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على آذاهم
9. أصعب شي في الإدارة العدل وهو يعجب الجميع، مع أنه قد لا يتقبله البعض لكنه في قناعتهم الداخلية هو الصحيح ولذا العدل لا يؤدي إلى نتائج سيئة تؤثر في سير المدرسة
10. عند توجيهك وحثك للعاملين معك في عمل ما يكون تقييمك للنجاح وقناعتك الداخلية أنك تطلب مائة ويأتيك ربما خمسين وعلى حسب الفكرة يكون النجاح فلا أكون فاشل إذا كانت نسبة النجاح أقل مما كنت أتصوره لأنه ليس كل إنسان يحمل الهم الذي تحمله ولذا عدم مبالاة هذه الفئة لا يعني عدم نجاح الفكرة
11. انه لا يمكن أن يوجد عمل كامل لا نقص فيه وهذهـ القناعة هي التي من خلالها تكيفت أن أعيش مدير مرتاح وأن ابتعد عن التوجيه والنظر المثالي
12. لابد أن يكون للإدارة هيبة ومكانة عند الجميع سواء معلمين وطلاب وان يكون التعامل معها تعامل خاص والهيبة الحقيقة لإدارة المدرسة تكون بضبط العمل وإتقانه وتجد جميع العاملين لا يفكرون بتجاوز مدير المدرسة لأنه أثبت نجاحه وذلك بالإجابة على كل استفسار والحل لكل مشكلة تواجهه تواجه العاملين معه أما أن يتصنع المدير الهيبة فالناس ليسوا أغبياء ويدركون كل شيء والناقد بصير قال الشاعر ومهما تكن عند امرئ من خليقة وان خالها تخفى على الناس تعلمي
وقيل لا يقاس النجاح بالموقع الذي يتبوأه المرء في حياته .. بقدر ما يقاس بالصعاب التي يتغلب عليها ..!!

13. المدير قاضي في المدرسة وربما كان الحق مع الطالب ضد المعلم لكن أخذ الحق للطالب يكون بطريقة ترد الحق للطالب وتحفظ للمعلم مكانته ولا يشعر الطالب أن الإدارة أذن صاغية على خطأ كل معلم
14. لا يمكن أن تعرف الإنسان حق المعرفة الأبعد التجربة والتجربة تعطيك النتيجة واظحة ولذا قيل إذا حُملت المسؤولية لمن لا يستحقها فسوف يكشف عن خلقه الحقيقي دائماً
15. الوصول للهدف الذي تهدف إليه ليس سهلا وينبغي أن تستعد لكل عقبة وان تتعامل مع كل موقف حتى تصل للهدف الذي تريد الوصول إليه ولذا قيل لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات. وقال الشاعر ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر
16. أن كل فكرة أو مشروع يطرح مهما كانت صعوبته إذا تم طرحه بشكل صحيح ستجد فئة تتفاعل معه ولو كانت قليلة وستكتشف بهذا المشاريع الصعبة والضخمة النوابغ والمتميزين لأن كل صعب لا يستطيعه إلا قوي وصابر وهم في المجتمع كالذهب غالي ونادر فمثلا لو طرحت مسابقة حفظ القران كاملا في مدة ستة أشهر لابد وأن تجد فئة من الطلاب تدخل المسابقة ومنهم من يصل للهدف ومنهم من يقف في منتصف الطريق ومنهم من يتراجع المهم أنه لن تفشل المسابقة وإذا فشلت فيكون العيب ربما في طريقة الطرح والتنفيذ
17. كل عقوبة مهما كانت سيتقبلها المعاقب بشرط أن لا يشعر بغير هدف المصلحة من وراء ذلك العقاب وأن تكون أقمت عليه الحجة بأنك سلكت طرق كثيرة معه للإصلاح وانك اضطررت للعقوبة اضطراراً
18. كل نتيجة سيئة غالبا يكون لها أسباب خفية فسلوك الطالب السيئ في المدرسة ربما يكون ناتج عن ظروف قاسية في البيت وتقصير المعلم ربما يكون لظروف خاصة عنده نتج عنها هذه التقصير ولذا وجب البحث عن السبب و انه ربما يكون السبب بعيد كل البعد عن مكان العمل ولذا قيل عندما تعرض عليك مشكله أبعد نفسك عن التحيز والأفكار المسبقة..وتعرف على حقائق الموقف ورتبها ثم اتخذ الموقف الذي يظهر لك انه أكثر عدلاً وتمسك به
وأيضا رأيي الخاص أن غالباً كل ما يحصل من اعتداء على معلمين أو مديري مدارس أو المدرسة نفسها كل هذه السلوكيات إنما هي انفجار من ضغط على الطالب قال تعالى:(( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)) الآية فالطالب حينما يشعر بعدوانية أو هدف غير المصلحة ربما يدفعه للاعتداء وذلك انتقام لما يدور في نفسه من شعور بالظلم وأيضا قد تهيئ ظروف داخل المدرسة لمثل هذه المشاكل كأن تكون المدرسة متسيبة وفيها معلم منضبط فيكون في المدرسة كسابح ضد تيار فينتج مشاكل لهذا المعلم من سفهاء يجدوا من يعينهم على سفاهتهم
19. أن تتوقع كل شي يحصل داخل المدرسة فلابد أن أكون مستعد لأي شي كما أني أكون متقبل أي حدث وأكون متهيئ للتعامل مع أي مشكلة مهما كانت
20. أن فصل الطالب من المدرسة يعني قتله وتدمير لحياته وأيضا إضافة للمجتمع عضواً فاسداً ومفسداًً في نفس الوقت وإذا اضطررت إلى ذلك وتبين لي أن المصلحة فصل الطالب ابحث له عن بديل سواء مدرسة أخرى أو مجال آخر
21. أن تعامل المدرسة مع الطالب معاملة الرجال لها دور كبير في تهيئته للتعلم والنجاح وإعطائه الثقة بنفسه كما أنه وفي رأيي الخاص أني لا أحاسب الطالب على قدر عمره مراعاة للواقع الذي يعيشه والذي ُركز على إفساد الشباب فهو مستهدف من جميع الجهات ويواجه ضغوط عظيمة يحتاج إلى من يقف معه ومراعاة لوضع بعض المعلمين والذين سلكوا التعليم من أجل الوظيفة فكان دورهم وللأسف سلبي جدا والضحية الطالب وأيضا مما يلاحظ من تخلي بعض أولياء الأمور عن مسؤولياتهم تجاه أبنائهم مما سبب مشاكل نفسية وسلوكية أدت إلى انحرافه قال الشاعر أعاني في حياتي ما أعاني واقض العيش مفقود المعاني
واسمع بالسعادة لا أراها أ يبصرها حصير الطرف عاني
فأمي لم تسل والله عني ولم تدري يوما ما أعاني
22- ليس كل طالب قد خُلق للدراسة ولا يحكم على الطالب بالفشل إذا أخفق في المستوى الدراسي ولم يستطع النجاح فربما أتجه إلى مجال آخر فأبدع فيه قال النبي صلى الله عليه وسلم: اعملوا فكل ميسر لما خُلق له وقال الشافعي رحمة الله وقيمة المرء ما قد كان يحسنه وهذا دور المدرسة الأساسي وهي توجيه الطالب إلى ما ينفعه حسب ميوله وحسب مواهبه وذلك على حسب الأوضاع الخاصة والظروف المحيطة
23- أتعامل مع الطالب مراعي من خلفه من أمه وأبيه والذين دفعوا الشي الكثير وتحملوا الأمراض والهموم من أجله
24- المعلم الناجح عندي هو من نجح في تغيير الطالب ومن الانحراف إلى الصلاح ومن الضعف والإهمال إلى التميز والتفوق وأيضا يكون ناجح إذا استطاع إشغال الطالب بما ينفعه وأكسبه مهارات واكتشف ما عنده من مواهب
25- أن كلمة نعم ليس لها قيمة إذا لم استطع أن أقول لا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهداف أسعى لتحقيقها في إدارة المدرسة
أن كل عمل مقنن ومخطط له لابد له من أهداف وعند نهاية العمل ننظر في النتائج وننظر ما الأهداف التي تحققت وبعدها نقيم نسبة النجاح وأي عمل لا يوجد له أهداف فهو عمل ضائع وتصور أن شباب يلعبون كرة القدم واتى رجل وأخذ الأبواب وجعلهم بدون مرمى كيف سيكون حالهم وهكذا العامل في الميدان ولذا قيل إنسان بدون هدف كسفينة بدون دفة كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور ( توماس كار ليل )
ولذا كانت الأهداف التي أسير عليها في إدارة المدرسة هي
1. تهيئة جو مناسب للعاملين معي في المدرسة لكي يعملون ويقدمون ما هو أفضل
2. تهيئة جو مناسب للطالب في المدرسة لكي يحبها ويتقبل ما يجده من واجبات وتوجيهات
2. توزيع المهام وجعل من حولي يعلمون ويبتكرون وأعطيهم صلاحيات في مجالهم واحترم رأيهم
3. ربط الطالب بالمعلم وذلك من باب رفع قدر المعلم في المدرسة ولهذا الهدف كانت بطاقة التميز ثم ورقة الهمة العالية بحيث لا يحصل الطالب على أي مزية داخل المدرسة ألا بموافقة المعلم
4. أشغال الطالب خارج المدرسة في المشاركات أللا صفية وذلك من باب أشغال وقت الفراغ عنده واكتشاف المواهب ولهذا الهدف كانت ورقة تقديم المشاركات حيث قدم الطلاب ما يقارب من 1000مشاركة تم عملها خارج المدرسة
5. محاولة إشراك الرأي العام في الوقوف بجانب المدرسة لأن الإنسان ضعيف بنفسه قوي بأخواته ولذا كان رئيس مجلس المدرسة رئيس مركز القرية والنائب أحد الوجهاء
6. تفعيل دور المدرسة في المجتمع وذلك بالدخول إلى أعماقه ومحاولة المشاركة في علاج بعض مشاكله لأيماني الكامل بأن هذا دور المدرسة الحقيقي
7. ترسيخ فكرة أن تقوى الله علاج لكل مشكلة
8. تدريب الطلاب على بعض البرامج والمشاريع والتي ننفذها لهم في المدرسة من أجل أن ينفذوها حينما يكونوا عاملين في الميدان لكي يكون لنا الأجر أن شاء الله وتكون من السنة الحسنة
9. تغيير قنا عات بعض المعلمين الجادين والذين ترسبت لديهم قضية عدم الجدوى من الطلاب وانه لا فائدة من نصحهم وار شادهم
10-تغيير قنا عات بعض المعلمين عن أنفسهم أنهم غير قادرين على تقديم شي للطلاب وأنهم غير صالحين لمثل هذه البرامج والأعمال وذلك بتكليفه بعمل مناسب مع الدعم له بكل الوسائل وإقناعه بخوض التجربة
11. تغيير قناعات بعض الطلاب عن أنفسهم وأنهم فاشلون وغير مؤهلين للنجاح
12-تغيير النظرة لدى المعلم عن نفسه أنه مربي وليس معلم أو موظف
13- التركيز على مشاكل تعاني منها المدارس ثم محاولة علاجها ومنها مايلي
• الاعتماد على المتميز وتحميله جميع الأعمال بحجة أن الغير يرفض ولا يعرف وبذا كان ضحية تميزه وعلاج هذه القضية بتوزيع الأعمال بشكل متساوي
• إعطاء الطالب المشارك بالنشاط أكثر من حقه فتراه في المدرسة كأنه معلم يتجول ولا يدخل الحصص بل ربما لا تنطبق عليه بعض الأنظمة مما يسبب له الغرور بنفسه والانشغال عن الدراسة والرسوب في نهاية العام
• محاولة تنصل البعض عن المسؤوليات وتحميل غيره أعباء العمل كطلب البعض تقديم الحصص من زميلة وكأ إعطاء الانتظار أيضا لأحد الزملاء وأيضا التهرب من أعباء الاختبارات وغيرها
• تدخل المدير بأعمال الغير وأيضا ربما نقض قرار الوكيل والمرشد أمام الطلاب فالمدير في الخلف وعمله للحالات الصعبة فقط ولذا لابد أن يكون المدير يرجع الأمر لمن له التخصص فمثلا تقدم طالب لطلب الأذن بالخروج يرجع المدير الطالب للوكيل لأن هو المسؤول
• التركيز على المدرسة وقت الاستعداد للحفل بعدم الفوضى وجعل الاستعداد خارج وقت الدوام وذلك حفاظ على سير المدرسة وعدم تأثر الطلاب بذلك وعدم جعل الحفل ذريعة للخروج من الفصل
• الاهتمام بالأسبوع الأخير وعدم السماح للطلاب بالغياب وجعل الأسبوع الأخير وقت تحسين مستوى الطلاب وذلك بإعادة الامتحان للطلاب بعد توفر الشروط وذلك ضمن برنامج الهمة العالية








فن التعامل مع الطلاب
تمر التربية بأزمات خطيرة وتحديات صعبة لاتخفى عليك أخي المعلم ، فواقع العصر الذي نعيشه وما طرأ على المجتمع من تغيّرات اجتماعية واقتصادية وإعلامية وثقافية ……؛ أثّـر سلباً على التربية والتعليم، فساهم في ظهور سلوكيات ممقوتة عند بعض الطلاب خاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية ، ومما زاد في ذلك تخلي بعض الأسر عن دورها التربوي.
والقضية التي سأطرحها بين يديك من أهم القضايا التي تشغل بال المعلمين والمعنيين بالتربية إنها: ( فن التعامل مع الطلاب ). فهي من أهم المهارات التي يجب على المعلم إجادتها وإتقانها . وفي هذه النشرة التربوية سينصب حديثنا على ثلاث قواعد رئيسة .
القاعدة الأولى : مفاهيم خاطئة للشخصية .
يعتقد بعض المعلمين أن التعامل مع الطلاب برفقٍ وشفقةٍ ورحمة ٍ وإحسانٍ ، وأن النزول إلى مستواهم ضعفٌ في الشخصية. ويرى البعض أن قوة الشخصية ترتبط بالشدة المفرطة والعبوس والتعسف والجور وذلك بجعل الفصل ثكنة عسكرية . ويزداد الأمر سوءاً عندما يضع بعض المعلمين حواجز مصطنعة بينهم وبين الطلاب من خلال نظرتهم التشاؤمية. كما أفرط بعض المعلمين في تعاملهم مع الطلاب بترك الحبل على غاربه متنكبين وفارين من المسئولية الملقاة على عاتقهم متحججين بذرائع هشة وأوهام خاطئة .
ولو تساءلنا لماذا يملك هذا المعلم حب الطلاب واحترامهم داخل وخارج المدرسة ؟ بينما نجد المعلم الآخر لا يملك إلا بغضهم وكراهيتهم !! إذاً لابد من وجود خلل !!
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فهو المعلم والمربي والقائد ، فقد كان يحسن إلى البر والفاجر والمسلم والكافر. قال تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم : {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر } آل عمران /159. وانظر أخي المعلم إلى رفقه عليه الصلاة والسلام بالأعرابي الذي بال في المسجد ، وحلمه على الشاب الذي استأذنه في فعل فاحشة الزنا ، فهما خير دليل على نظرته التربوية الصائبة . ولاغرابة في ذلك ، وهو القائل : " إن الرفق ما يكون في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه " رواه مسلم .

القاعدة الثانية : مؤهلات مطلوبة لكسب الطلاب .
لكي ينجح المعلم في كسب الطلاب لابد أن يكون مؤهلاً تأهيلاً نفسياً وعلمياً وتربوياً . وأهم هذه المؤهلات "القدوة الحسنة " فعلى المعلم أن يتحلى بالصبر والحلم والأناة والحكمة والشفقة والرحمة والتواضع ، وأن يكون على دراية بأحوال الطلاب وخصائص المرحلة التي هم فيها ومتغيرات الزمان وفلسفة التربية وأن يبتعد عن المثالية فطالب اليوم ليس كطالب الأمس . كما أن حسن المظهر وقدرة المعلم العلمية وفنه في إيصال المعلومة من المؤهلات الضرورية التي تساهم بشكل كبير في جذب الطلاب واحترامهم وحبهم للمعلم وتفاعلهم معه .
القاعدة الثالثة : كيف تكسب الطلاب ؟
لكسب الطلاب عليك أخي المعلم بهذه الخطوات العشر :
1-كن سمحا ً هاشاً باشاً ليناً سهلاً ، وأكثر من السلام عليهم تمتلك قلوبهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " .
2- ابتعد عن العبوس وتقطيب الجبين ، واترك الشدة المفرطة فإنها لا تأتي بخير، ولاتكثر من الزجر والتأنيب والتهديد والوعيد. (رفقٌ من غير ضعف وحزمٌ من غير عسف ).
3-لا تسخر منهم أوتحتقرهم ، وجرّب النصيحة الفردية معهم .
4-أكثر من الثواب والثناء عليهم ، واستمر في تشجيعهم .
5- اعدل بين طلابك ، ولا تحابي أحدهم على الآخرين .
6- اعف عن المسيء وأعطه الفرصة لإصلاح خطئه ، ثم عالج الخطأ باعتدال .
7-لاتضع نفسك في مواضع التهم ،ولاتستخدم طلابك في أمورك الشخصية وقضاء حاجاتك .
8- أدخل الدعابة والفكاهة عليهم ولاتبالغ في ذلك .
9- تحسس ظروفهم ، وساهم في حل مشكلاتهم ، وتعاون مع المرشد الطلابي في ذلك، وأشعرهم بأنك كالأب لهم أو الأخ الأكبر تغار على مصلحتهم ويهمك أمرهم .
10- ابذل كل جهدك في إفهامهم المادة واصبر على ضعيفهم وراع الفروق الفردية بينهم ، ونوع في طرق تدريسك ، وسهّل الأمر عليهم ، ولا ترهقهم بكثرة التكاليف المنزلية .
وأخيراً أخي المعلم: تذكر أمانة المهنة وجسامة الدور وأهمية التربية واحتسب الأجر والثواب وأخلص النية ، فأنت الأمل بعد الله في إصلاح الجيل، ولا تجعل من المعوقات والمحبطات والحالات الشاذة عذراً للتقاعس وعدم العمل . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته " . وقال الشاعر :
إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام
كتبه وأعده المشرف التربوي :
إبراهيم بن يوسف الأقصم
مشرف الاجتماعيات بمركز الإشراف التربوي بشمال جدة
إشراق 55
إشراق 55
مجهود طيب اختي لحن للقمر بارك الله فيك