قصة بويه حقيقيه .......حزينيه.......مؤثرة << كاملة>>

الترفيه والتسلية

الســلام عليــكم و رحمــة الله و بــركاته

كيقكم بنات

اعتذر عن القصة ما ادري ليش حذفوها بس راح اكتبها لكم كاملة واعتذر مرة ثانية ..


أنــا مريــت على قــصة فــي منتــدى و الصــراحة وااايد عجبتــني
لأن أحــداثها حقيقــية
صــدق الكــتابة غير محــترفه لأني اللي أعرفه بنت في الثانوية كتبتها لأنها نقلتها عن تـجربتها الخـاصة
و تشوف اللهجــات تتغير من بحريني لسعودي لمصري.. بس بصراحة واايد حلوووة
و أي بــنت تمر بتجربة الثــانوية أو راح تمــر بالتــجربة راح تمــر
راح أتحس روحها متــصلة بهالقصــة و هي تقــراها
لأنــها من جــد أحداثها من واقعـــنا

أخليــكم مع القصــة اللي مو واايد طويلة و انشالله تعــجبكم و راح أضيف كل مــرة جزء


الفصل الأول: الماضي و الحاضر

نورة بنت عمرها 15 سنة.. ما يميزها عن باقي البنات هو وجهها.. فجمالها ليس كملامح ملكات الجمال.. بل أنه أجمل.. كيف؟؟
لقد سمعتم بالمقولة "الجمال الداخلي يعكس على الجمال الخارجي"
فقد أثبتت نورة هذا الشي.. هي بنت خجولة و لا تعرف كم هي جميلة.. أحيانا يخبرها بعض الناس و لكنها تظن أنهم يجاملونها..
هناك مشكلة مضايقتها و ما حبت تقول السبب الحقيقي اللي مضايقها..

سلوى عمة نورة: شفيك حبيبتي شاللي مضايقك؟؟؟
نورة: راح أبدأ أول يوم في الثانوية بكرة و أحس قلبي من الخوف راح ينفجر!
عمة نورة سلوى: و ليش كل هالخوف حبيبتي! مدرستك الجديدة مو مختلفة عن مدارس مصر
نورة: هذي مو الشي الوحيد اللي يقلقني..أمل و هدى يقولون إن المدارس الحكومة الثانوية متروسة مشاكل و بنات يركضون ورى المشاكل!!
عمة نورة سلوى فتحت عينها على الآخر!
"بنات يراكضون ورى المشاكل.. من وين لهم هالكلام!"
نورة: مادري يا عمتي المهم.. أنا بروح أنام.. بكرة أول يوم مدرسة و أبي أكون نشيطة"
سلوى: تصبحين على خير حبيبتي
نورة: و انتي من أهله عمتي.

نورة بنت درست طول حياتها في مصر.. لأن أبوها شغله هناك.. هي شافت و تعرف كل أنواع المصائب.. فأمها توفت و هي عمرها ثلاث سنين بس.. فكل الحنان اللي حصلته كان من أبوها في مصر.. بس أبوها لاحظ كيف هي تعيسة من غير أم تنصحها أو أخت تجابلها أو أي أحد يعطيها حنان الأم.. فقرر أن يرجع بنته بلدها في الخليج لتعيش مع أخته الكبيرة.. عمتها اللي حنانها حنانها يغطي على ديرة.
نورة من النوع الهادئ.. ما تكلم أحد من غير ما يبدأ هو بالكلام.. ما تحب تشوف أحد في عينه و هو يكلمها.. البعض يقول أنها طالعة على أمها.. خجولة و هادئة.. و الآخر يراها متأثرة من وفاة أمها.. فعمتها ما حبت الوضع.. فقامت و عرفتها على بنات الجيران.. أمل و هدى.. حبتهم من قلب لأنهم أول بنات تعرفت عليهم في حياتها و بدأت الشمس في بداية شروقها في حياة نورة..

غسلت وجها و وقفت تطالع روحها في المنظرة..
"أول يوم.. الله يعيني.. الكلام اللي سمعته من البنات خرعني"
فكرت نورة و هي تناظر روحها في المنظرة
"إنشالله يكون المنهج سهل.. هذا أهم شي"
سلوى: يلا نورة نزلي أكلي الريوق راح تتأخرين عن المدرسة
نورة: إنشالله عمتي أكاني ياية
لبست نورة قميص أكمامه طويلة و عليه المريول و ربطت حزام المريول بطريقة مرتبة
لمت شعرها البني الفاتح الطويل بربطة تناسب لون المريول و رشت رشة خنة صغيرة.. كان كل شي مرتب و
ناعم فيها.. بس ليلحين كان فيها نوع من الوسواس

نزلت نورة و هي تركض.. حبت عمتها و ركبت السيارة.. و بدأت تدلي السايق المدرسة.. كل ما قربت من المدرسة كل ما قلبها دق أسرع.. في مصر كانت تدرس في مدرسة خاصة تمزج فيها الأولاد و البنات و لكن شخصيتها و طبعها عمره ما قربها من أي من الأولاد.. و لا حتى البنات.. بس بسبب عمتها و تعرفها على هدى و أمل.. كانت نورة متشوقة للقاء بنات جدد.. بس ما تدري شنو راح يصيير لها في هذي المدرسة اللي بتكون لها أول مرة تحط رجلها في مدرسة حكومية في بلدها.

نزلت من السيارة و هي تناظر يميين و شمال.. كأنها خايفة من شي.. و بدأت تمشي بين البنات و هي منزلة راسها.. و كل ما ترفعه شوي كل ما تشوفه وجوه بنات.. الكثير من الوجوه و كلهم ممسوحين في نظرها لأنها ما قادرة تركز.. هذي أول مرة تشوف بنات بهالعدد في مكان واحد.

وقفت نورة في مكانها و هي لامة يدينها و تطالع الأرض و الشي الوحيد اللي حابة تسمعه هو جرس بدأ الإصطفاف اللي بساعدها من الإبتعاد عن الوحدة. المشكلة اللي زادت هم نورة هو ميولها المختلف عن ميول أصدقائها هدى و أمل.. هي تحب الطب و كل ما تتمناه حاليا هو أن تكون طبيبة تعالج الناس و تنقذهم من الموت.. من يوم وفاة أمها قررت هالشي.. مرض أمها و وفاتها خلها تحس بأهمية معالجة صحة الآخرين. فقد دخلت المسار العلمي. أما بالنسبة لهدى و أمل فهم يرون المسار التجاري أنجح هالأيام.
كانت نورة واقفة تفكر في هدى و أمل..
و فجأة!!!

أنقطع حبل التفكير بصراخ بنت.. بل بنتين
ظنت نورة بأنهم بموتون و حطت يدها على قلبها.. بس في الصج طلع أنهم فقط فرحانين بشوفة بعض.. و ما تم لمة و ما تم بوسة..
مرة وحدة سمعت نورة وحدة تكلمها من وراها.."اللي يقول ما شايفين بعض من دهر!"
ضحكت نورة و إلتفتت وراها لتشوف من كانت تتكلم
شافت بنت طولها نفس طولها بس كانت ممتلئة شوي و شعرها مربوط بنفس الطريقة بس كان أقصر من شعر نورة اللي يوصل لنهاية ظهرها و البنت كان مبين عليها حبوبة.
"لا تخافين منهم ترى كل سنة هالبنات يسوون هالحركات حتى لو الكل يدري أنهم يشوفون بعض كل يومين في الإجازة"
وقفت نورة مبتسمة و مستانسة بأن وحدة من البنات جات تكلمها.
" أنا أسمي العنود.. في صف الثاني الثانوي و انتي مبين على شكلك أن هذي أول سنة لك في المدرسة"
"هههههه.. أنا نورة و هذي أصلا أول سنة لي في البلد!"
العنود: من صجك! عجل ما تعرفين ولا شي عن مدرستنا و لا أحد من البنات!
نورة: أي والله.. أنا وايد خايفة بأن تكون المدرسة على سوء ظني.. عندي ربع نفس سني بس مدرستهم تجاري.. و سمعت منهم كلام يخوف!
العنود: كلام يخوف! مثل شنو؟
نورة بصوت واطي: صج في بنات يدخنون سجاير الله يكرمك.. في الحمامات من دون ما يعرف أحد؟؟!!
و تطلع العنود ذيك الضحكة العالية.. و تقعد نورة تتلفت وهي منصعقة لأنها أول مرة تشوف أحد يضحك كذا
العنود و هي تضحك: هاهاااااااااااي
العنود: شوفي بقولك حبيبتي.. مافي مدرسة في البلد كامل ما فيها مشاكل.. و لأني أخاف عليك بقولك أن التدخين أقل شي لازم تخافين منه.. في سوالف أخس من كذا..
نورة: هااااااا؟؟!! أخس من التدخين! شنو هذا اللي أخس من التدخين!! و ين المشرفات.. وين المديرة عن هالسوالف! أنا ما فاهمة!
العنود: و مين قال أن هذي السوالف الكل ينصاد فيها.. و المشرفات أصلا يدرون بس مافي في يدهم حيلة.. و مافي فايدة! بس انتي بتعرفينها و راح تشوفينها جدامك كل يوم.. إنتي خلك بعيد عنها و راح ترتاحين و تحملي تجربين من بنات لهم هالسوالف.. لأن ذبحتهم يفروون مخ الوحدة.
نورة سكتت و هي مفهية!
نورة: ما فهمت ولا شي من اللي قصدك! أي سوالف ذي!
العنود: يا الله!!!!!
الله يعينك حبيبتي.. إنتي بس خلك معاي و راح أفهمك اللي تبينه بعدين لأن أحين وقت الإصطفاف و راح نتأخر.
إبتسمت نورة للعنود و مشوا ثنتينهم و الجرس كان يدق.. وصلت العنود نورة لصفها و خلتها توقف بالأول.
العنود: أشوفك في الفسحة إنشالله.
نورة: مشكورة على كل شي حبيبتي.
العنود: هذا واجبي والله
راحت العنود و تمت نورة واقفة في مكانها و إلا تلمح بنت من بعيد خلتها ما تصدق اللي تشوفه.. أنا أتخيل و لا
حقيقية اللي أشوفه! كيف بنت بهالشكل في المدرسة و ليش؟؟؟

تتبع القصة مع الفصل الثاني



الفصل الثاني: أول يوم


وقفت نورة تناظر البنت من بعيد..
البنت طولها يمكن ينقال عنه طويل و كان شعرها قصة شعر أولاد و مسوية تسريحة بالجيل و مريولها كان واسع لآخر حد و كانت رافعته لركبها.. القميص يد قصيرة بس كافسته و كأنه من دون أكمام.. الساعة طبعا.. ساعة رجالية و الجوتي رياضي كأنه جوتي أولاد و نظارة سودة خاشة شكل عينها.
إلا تشوف نورة البنتين اللي كانوا يصارخون جايين لتلك البنت و قامت البنت و أخذت أحد البنتين و لمتها ليما أرفعتها عن الأرض و البنت الثانية تطالعهم و تضحك.
نورة ما فهمت اللي يصير أمامها.. بس طبعا هي مو من النوع اللي تحب الشماتة فقامت و لفت وجها و وقفت عدل للنشيد الوطني.

من بعد ما خلص الإصطفاف ركبت نورة الدرج مع باقي بنات صفها و معلمتهم اللي تشرف على الصف.. كل البنات كانوا مبتسمين و يسالفون و مافي في قلبهم شي غير السوالف اللي منحوتة عليه. أما نورة كانت خايفة و مرتبكة.. صج البنات هذا أول يوم لهم في المدرسة كمان بس هم يعرفون بعض من المرحلة الإعدادية و حتى اللي ما كانوا مقربين تقربوا لأن الإنسان معروف عنه من بين الغريبين يرتاح للشخص اللي شايف وجهه و معتاد يشوفه.
البنات دخلوا الصف و نورة وقفت برع جنب الباب و هي تطالع البنات و هم يجلسون على كراسيهم و اللي زاد إرتباك نورة هو سماعها لإزعاج البنات و هم يسالفون.. فهي ما كانت تفهم اللي يقولونه بس اللي تسمعه كان خرابيط ما تنفهم و كلام ملخبط.. مرة وحدة راح التلخبط عن مخ نورة يوم سمعت..
"ليش واقفة عند الباب دخلي داخل الصف!"
قحصت نورة لما سمعت صوت معلمتهم وداد.. اللي يبين عليها من النوع الشديد
نورة: إنشالله

دخلت نورة الصف و هي تمشي بكل هدوء و خفة.. بعض البنات وقفوا سوالفهم و قعدوا يطالعونها بنظرات.. بس هي مشت و قعدت على كرسي فاضي في ثالث صفة.
و هي تطالع جدامها و ما تكلم أحد.
معلمة وداد: سكووووووت يا بنات.. وووه! كل سوالف الصيف طلعت أحين و شسالفة الفسحة عجل!
وحدة من البنات صرخت و هي في محلها: للأكل.. هههههه!
وقاموا البنات يتضحكون على ردها
معلمة وداد: واايد حلو.. و أنا اللي راح أدرسكم عربي فأحسن لك تتأدبي و ما تردين بهالإسلوب لأن السلوك له 10 درجات و أهم من المشاركة عندي.
سكتت البنت و هي تطالع الأرض.. ما توقعت ردت فعل المعلمة راح تكون كذا..
رن الجرس و طلعت المعلمة و دخلت معلمة الحصة الأولى من بعدها و وراها بنتين حاملين الكتب للمادة و كانت وحدة من هالبنتين تلك البنت اللي شكلها مسترجلة..
المعلمة: مشكورين يا بنات ما قصرتوا
البنت المسترجلة: تامرين على أي شي ثاني.. حاضرين لك والله
كانت تكلم المعلمة و صوتها خشن و مبين عليه أنها مدفشته عمدا و طريقة كلامها طريقة كلام الأولاد و حتى الوقفة و تعابير الوجه
المعلمة طالعت هذي البنت و ردت عليها
"أبيك تروحين الصف بدال هالدوارة في المدرسة.. ترى إنتي مو في مجمع عشان تفتريين!"
البنت: هههههههه.. لا إنشالله عشان عيونك بس والله راح أروح الصف..
نورة تطالع البنت و هي مو مصدقة أنها بنت في الأساس!
نورة: هذي مو بنت.. هذا ولد!
هذي اللي كانت تفكر فيه نورة في تلك اللحظة..
مشت البنت المسترجلة و قبل ما تطلع من الصف إلمحت نورة و هي جالسة و نورة من غير قصد كانت للحين تناظرها.. فقامت البنت تبتسم لها و مبين عليها منبهرة من شكل نورة اللي يجذب.
إستغربت نورة من نظرات البنت لها.. ليش تطالعها بهالطريقة و كأنها ولد شايف بنت!
قحصت نورة من تفكيرها لما حذفت وحدة من البنات الكتاب على طاولتها!
نورة: شكرا
ما ردت عليها البنت و مشت عنها.
خلصت أول ثلاث حصص و كان وقت الفسحة.. كانت حاسة روحها هلكانة..
كل البنات قاموا من أماكنهم و خرجوا برع الصف بس هي تمت في مكانها لأنها ما تعرف وين تروح في المدرسة..
مرة وحدة دخلت العنود الصف و راحت عند نورة..
العنود: هاااااا أنتي.. كيف حابة المدرسة؟
نورة: والله شاقول لك.. من بعد ما شفت الكتب و الجدول اليومي للمواد.. تعبت نفسيتي.. حتى المعلمات ما يريحون البال!
العنود: أكيد لازم كل شي في الثانوية غير.. المعلمات متشددين أكثر.. المواد أصعب بواااايد.. و حتى التعب و الجهد لازم يكون "دابل" اللي انتي كنتي تسوينه في الإعدادي و البنات أشكال و أنواع على كيف كيفك!
نورة كان بيغمى عليها من كلام العنود.. ما صدقت أن الثانوية بهالشكل!
نورة: بصراحة.. ما توقعت المدرسة كذا!
العنود: والله راح تعتادين عليها.. المهم إمشي معاي برع الصف.. أدري إذا ما طلعتي راح تتعقدين أكثر
نورة و هي قايمة من مكانها: و مين قال أني معقدة؟؟؟!!!
العنود: وييييييييي آسفة غلطنا في القرآن.. يلا سموحة
نورة و هي تضحك: أوكييي
خذت العنود نورة و راحوا يتمشون في ساحة المدرسة.. بعض البنات كانوا يطالعون نورة بنظرات ما كانت قادرة تفسرها.. كانوا البنات أكثريتهم مكحلين العينين من الزين.. و الشعر إستشوار و اللي مسرحته بالجيل و التراشي توصل للكتف.. و نورة طبعا ما يدش مخها هالشي.. بنات في مدرسة و شكلهم رايحيين عرس!..
نورة: العنود ممكن أسألك شي؟
العنود: سألي حبيبتي
نورة: كيف البنات متعدلين من الزين و يتمشون في المدرسة من غير ما تقولهم شي الإدارة؟ خبري هالأشياء ممنوعة!
العنود: حبيبتي هذي الشي سالفته من تحت لتحت
نورة: هاااااا؟؟!! ما فهمت!
العنود: يعني الإداريات يدرون إن في هالشي في المدرسة بس يسمعون عنه و ما يشوفون البنات بعينهم.
نورة: و كيف ما يشوفونهم؟؟
العنود: البنات في الفسحة و أي وقت المعلمات و الإداريات غير متواجدين تشوفينهم كذا متعدلين.. بس وقت وجود الإداريات و المعلمات يقومون بأسرع ما يمكن يمسحون الكحل و يخشون التراشي في جيوبهم
نورة: صج!!!!
العنود: أي صج.. انت كيف توك تدرين عن كل هالأشياء؟ من وين طالعة انتي؟!
نورة: ههههه.. لا بس أنا شخصيتي مو إجتماعية لهالحد.. يعني ما عندي أحد مثلك فاهم و يفهمني.
العنود: هااااا أقووول ليش..

مرة وحدة كورة سلة بكل سرعة تمر من جدام نورة و العنود و بكل قوة تضرب الطوف..
و من الخوف طلعت نورة صرخة صغيرة.
إلا ما تشوف إلا تلك البنت المسترجلة تركض من جدامها و تاخذ الكرة من الأرض و وقفت جدام نورة و إبتسامة على وجها و هي تقول: مسامحة يالحلوة..
نورة ما ردت عليها.. بس سكتت و البنت ردت للبنات اللي نفس شكلها تقريبا ليكملوا اللعب.
نورة ما كانت مستوعبة باللي صار.
العنود: إسمها مريم و هي في التوجيهي
نورة: شنو؟؟
العنود: البنت اللي خذت الكورة توها.. إسمها مريم
نورة: أها..
العنود: ما بتسأليني ليش شكلها كذا؟
نورة: هاااا.. ليش أسألك هالسؤال؟!
العنود: توقعتك تستغربي من شكلها.. و تسأليني سؤال عنها
توها كانت نورة تبي تقول للعنود شي و إلا الجرس يرن و إبتدت الحصة الرابعة
العنود: بييييييييه! علينا معلمة وداد! راح تذبحني إذا تأخرت.. أشوفك في الهدة نورة.. يلا بااي!
و دبيج للصف و نورة واقفة تطالعها و هي تتضحك
إلتفتت نورة و إلا مريم تطالعها من بعيد.. ما سوت شي نورة بس مشت على الصف عشان ما تتأخر و مريم خذت الكورة و مشت بعد.

انتظروا الجزء الثالث : الحقيقة والألم





.
الفصل الثالث: الحقيقية و الألم


دق جرس الهدة و نورة قامت تجمع الكتب الدراسية الجديدة و يوم رفعت راسها إلا تشوف العنود واقفة عند الباب ناطرتها.. قاموا يتمشون مع يعض لبوابة المدرسة اللي كانت زحمة من البنات عنده.. و إلا تحس نورة دزة قوية تجي في بطنها.. ما تشوف إلا مريم و بنتين نفس شكلها أو ستايلها يدزون البنات بكل قوة عشان يمرون بكل سرعة.
العنود: شفيهم هالبنات عزبالهم ريشة على راسهم عشان يدزونا بهالطريقة!
سكتت نورة و وجها مبين عليه نوع من الإستياء بس في نفس الوقت الإستغراب
طلعوا نورة و العنود من زحمة البنات لزحمة السيارات اللي واقفة عند المدرسة.

العنود: مين بجيك في الهدة و لا تبين أوصلك؟
نورة و إبتسامة عريضة على وجها: لا والله سايق بيت عمتي أحين بجيني
العنود: إنزين عيل نشوفك بكرة و تحملي بنفسك
نورة: مع السلامة
وقفت نورة عند بوابة المدرسة و هي ناطرة السايق يوصل
نورة في قلبها : أففف الجو وايد حار ليش تأخر علي!
إلتفتت نورة و إلا تشوف مريم و ربعها يركبون سيارة كروزر سودة و مريبنة كامل.. كانت السيارة لمريم الظاهر لأن هي كانت تسوقها...
مرت السيارة من جنب مريم ببطء و قامت مريم و نزلت الجامة و طالعت نورة..
ما فهمت نورة ليش كانت تطالعها فنظارتها السودة بروحها خشت نص ملامح وجها..
سكرت الجامة و مشت السيارة.. بل بالأصح شخطتها..

وصلت نورة البيت و هي تعبانة على الآخر.. دخلت المطبخ و إلا عمتها سلوى جالسة تقطع الخضروات للسلطة
نورة: السلام عليكم
سلوى: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و إستمرت بتقطيع الخضروات
قامت نورة و جلست و حطت يدها على خدها و هي تطالع الجزر و الخيار اللي مجابلها
عمتها إستغربت.. ليش جالسة كذا نورة
سلوى: شفيك حبيبتي؟ عسى ما شر؟
نورة: لا ولا شي عمتي.. هذا أول يوم و شوي تعبانة.. أستأذنك بروح أنام شوي
سلوى: شنوووو؟؟ تنامين هالحزة؟ و الغدا حق مين مسويته إنشالله؟؟!
نورة: حطيلي الغدا و إذا قمت من النوم راح آكله
سلوى: على راحتك حبيبتي

خذت نورة كتبها و حذفتهم على السرير.. خذت دوش سريع و لبست ثياب مريحة
إنسدحت على السرير و بدأت تقرأ أول 5 صفحات من كل كتاب عشان تكون عندها فكرة عن خلفية كل كتاب و عن شنو راح تدرس.

حطت الكتب حسب جدولها لليوم التالي و باقي الكتب في الدرج.
ما يميز نورة بعد أنها بنت تحب الترتيب و التنظيم و ما تحب شي يكون برع إطار الحياة الطبيعية للشخص.. مثل أمها بالضبط.
قبل ما ترد نورة الدرج لاحظت صورة في الدرج.. قامت طلعتها من الدرج و جلست على طرف السرير تطالعها.
و إلا دمعة تنزل على خدها.. الصورة اللي في إيدها.. صورة أمها اللي توفت و هي حاملتها.
مرة وحدة حست نورة وخزة في قلبها.. و كأنها تشوف شبح أمها جدامها و مو صورة
تشوف كيف أمها فرحة و هي حاملتها و كيف هي مبتسمة من قلبها.

جلست نورة في مكانها و هي تتذكر كل اللي صار قبل يومين و اللي خلاها متضايقة لليوم ..
كانت الساعة 4 العصر و نورة كانت جالسة في الصالة مع عمتها و إلا جرس البيت يرن
قامت الخدامة و فتحت الباب.. و دخلت المرأة اللي كانت واقفة عند الباب
سمعوا نورة و عمتها صوتها و هي تقول: السلام عليكم
ردوا عليها: و عليكم السلام
وقفت المرأة و هي تطالع نورة.. "انتي نورة؟"..
نورة: أي نعم أنا نورة..
المرأة: عرفتيني؟
نورة: لا والله.. من تكونين؟
"ما ألومك.. آخر مرة شفتك كان عمرك أقل من سنة و من بعدها إنتقلتوا لمصر و ما سمعنا عنك شي"
قالت و هي تشوف نورة.. عمة نورة كانت مستغربة من كلامها..
سلوى: لو سمحتي ممكن تقولين لنا من انتي؟
"أنا منيرة.. عمة أمك الله يرحمها يا نورة"
سكتت نورة و طالعتها بنظرات تفاجئ
نورة: صج؟؟ انتي عمة أمي؟؟
منيرة: أي أنا هي.. و لما عرفت أنك تعيشين هنا.. قلت لازم أشوفك
سلوى: حياك الله في أي وقت
منيرة: الله يحييك
خذت منيرة يد نورة و هي تطالعها و هي فرحانة
منيرة: ماشالله عليك.. كبرتي و صرتي مرأة..
ضحكت نورة بخجل و نقلب وجها ألوان
منيرة: إنتي بصراحة نسخة من أمك..
نورة: كل من يقول لي هالكلام.. بس أنا أشوف أن أمي كانت أجمل مني بوايد
منيرة: ههههه لا والله الشبه بينكم هايل.. كأنك سارة أمك واقفة جدامي!
نورة إبتسمت إبتسامة عريضة..
سلوى: حياك إستريحي.. نورة قومي جيبي قهوة بسرعة

قامت نورة بسرعة لداخل المطبخ و هي ميتة من الوناسة بالكلام اللي سمعته من عمة أمها.. رتبت كل شي في الصينية و حملتها.. توها تبي تحط رجلها في الصالة.. بس سمعت كلام خلها واقفة في مكانها جنب المطبخ..
منيرة: أنا لما سمعت أن أبو نورة تخلى عنها و جابها عندك.. قلت لازم أجيك و أشوفها المسكينة!
سلوى: أبو نورة ما تخلى عنها.. هو جابها عندي لأنه مشغول وااايد في شغله في مصر.. و جابها عندي عشان أحسسها بالحنان اللي ناقصها من أمها..
منيرة: أنا اللي سمعته أنه قرر يرجعها بلدها في هالعمر لأنه ما يعرف كيف يربيها في هالسن
سلوى: سمعتي؟ و من وين سمعتي؟
منيرة: الناس تتكلم و الحيطان تسمع.. و الكلام ينتشر.
سلوى: ما يهم شنو الناس تقول.. أنا متأكدة أن أخوي ما يمكن أن يتخلى عنها.. فهي بنته الوحيدة.
منيرة: هو أنا اللي أبي أتطمن عليه حالة نورة من بعد ما سمعت الخبر.. أنا لما سمعته من جيرانا اللي أختها تعيش في الشقة اللي مجابلة شقة أخوك.. ما صدقت!
سلوى: أنا ليلحين ما قررت أقولها..
منيرة: و متى مقررة تقولين لها إنشالله! العرس بعد إسبوع و لازم تدري
نورة بدأت نظرات الشكوك على وجها.. عرس مين اللي يتكلمون عنه؟
منيرة: أنا اللي معور قلبي هو كلام الناس اللي يقول أن أبوها طرشها بلدها عشان يتزوج و يكون له عايلة جديدة في مصر من دونها.

نورة لما سمعت هالجملة.. كأنها شايفة جن مار من جدامها.. من غير ما تحس طاحت الصينية من يدها و إنكسروا الفناييل و أنكبت القهوة على الأرض. لما سمعوا صوت طيحة الصينية من يدها.. أركضت عمتها لتشوف شصار.
سلوى: نورة أيش صار لك؟
نورة بصوت متقطع و عينها في الأرض: مادري مادري
سلوى: نورة شصاير؟
نورة: ما صاير شي.. باروح داري شوي فيني عوار راس..
ركضت نورة لدارها و قفلت الباب و جلست على طرف السرير و هي تبكي
و هذي نفس حالتها اليوم.. حطت نورة راسها على الوسادة و الدموع ليلحين تنزل من عينها.. صكت عينها و غصبت نفسها أنها تنام عشان تنسى باللي صار و فعلا غطت عينها.

قحصت نورة من النوم لما سمعت طرق عمتها على بابها
سلوى: نورة قومي فتحي الباب.. هدى تبيك على التلفون
نورة و هي تمسح دموعها: إنشالله عمتي
قامت نورة و إنزلت تحت في المجلس وردت على التلفون من هناك
نورة: ألوووو
هدى:هلااااااا والله بنورة اللي نورنا صوتها
نورة: هلا بيك
هدى: شفيك.. صوتك متغير.. صاير شي؟
نورة: لا بس كنت نايمة و توها قومتني عمتي
هدى:باااااااال.. راقدة لهالحزة!
نورة: ليش الساعة كم أحين؟
هدى: الساعة 7 مساءا بتوقيت بيتنا.. هههههه.. تعالي كيف المدرسة؟
نورة: والله مادري شنو أقولك هدوي.. فيها الزين و الشين
هدى: كل المدارس كذا.. أنا و أمل ياتنا لوعة من المنهج.. بس حمد الله البنات حليوين و حتى المعلمات
نورة: الحمد الله..
هدى: المهم يا قمر.. أنا لازم أروح أحضر لدروس لبكرة و أنتي سوي نفس الشي
نورة: أنا حضرت قبل ما أنام
هدى: ويييييي.. أشوف الشطارة زايدة
نورة: ههههههه شنسوي بعد.. يلا حبيبتي نشوفك على خير.. سلمي على أمل وايد
هدى: وصل.. يلا باااااي

سكرت نورة الخط و قلبها مرتاح شوي.. لأن سماعها لصوت هدى ريح بالها..
نورة و هي تفكر: بصراحة نفسيتي تعبانة.. كيف بروح المدرسة بكرة.. والله ما أعرف ليش ما أتشجع أقول لهدى اللي في قلبي.. فهي أقرب مني فهما و سنا.. والله خاطري أقول لها بس أحسها ما راح تفهم.. ولا أحد يقدر يفهمني.. أحس نفسي وحيدة حتى لو عندي من يحبني حوليني.. يا رب سهل علي الأمور..

رجعت نورة غرفتها و خذت صورة أمها وحطتها تحت الوسادة.. و ردت نامت عشان تكون قادرة تقوم و نفسيتها أحسن للمدرسة..
مرة وحدة جات على بالها مريم.. تلك اللي تطالعها بنظرات غريبة.
نورة: أنا ليش أفكر فيها.. بس نظراتها غريبة لي و ما قادرة أنساها و ودي أعرف شنو قصدها.. و أنا أول ما شفتها أستغربت أن في بنت ترضى بأن يشوفها الناس بهالشكل.. كولد و أنها ترضى تتخلى عن كامل أنوثتها! راح أسأل العنود بكرة و انشالله أحصل أجوبة أسألتي من عندها..
طفت نورة الليت و نامت و بكرة يوم جديد في المدرسة.


يتبــع مع الفــصل الــرابع: البــدايـة مــع مـريــم







.
71
73K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

~*دلوعة السعودية*~
الفصل الرابع: البداية مع مريم

فتحت نورة عينها و إلا الشمس القوية تدخل في عينها و حست كأنها إنعمت.. قامت و قعدت في محلها و هي تمسح عينها.. طالعت الساعة اللي على الطاولة اللي بجنب سريرها.. الساعة 7!!!!

فتحت عينها على الآخر و نقزت داخل الحمام.. سوت كل شي اللي سوته أمس بس كأنه شريط فيديو على "الفورورد"
سلوى و هي تصرخ من عند الدرج: نورة.. نورة السايق ناطرك من ساعة!! وينك!
نورة و هي تركض على الدرج: أكاني يايــــــــــ...
و قبل ما تخلص جملتها رجلها إنعوت و طاحت 4 درجات..
سلوى: وي بسم الله عليك.. قلنا الوقت متأخر بس لا تسوين كذا في روحك.
نورة قامت و رتبت روحها اللي تبهدلت من بعد الطيحة..
نورة: أنا ما أحب التأخير.. كلش ما أحب يكون شي في حياتي مو منظم
سلوى: مو شرط كل شي في الحياة يمر على كيفك.. المهم بسرعة راح تتأخرين أزيد

ركبت نورة السيارة و هي تعري من الطيحة و بكل سرعة لمت شعرها اللي ما مشطته من قومتها..
نورة نفسيتها كانت ليلحين تعبانة.. السالفة اللي صارت قبل يومين أثرت عليها..
أسرارها و أفكارها دايما لنفسها.. و عمرها ما قالتهم لأحد..
هي من قبل يومين حلفت أن ما راح تبكي أو تبين حزنها..
بس من بعد ما شافت صورة أمها.. حست بوحشتها..
فهي محتاجة لها أكثر من أي شي في هالوقت.. و من بعد ما عرفت أن أبوها راح يتزوج من مرأة غير أمها.. حست أن الدنيا ظالمة.

وقفت السيارة جنب باب المدرسة.. كانت الساعة 7 و نصف..
نورة: تأخرت وايد.. راح أنزف..
ركضت نورة لصفها و قلبها يرقع من الخوف.. هي مو من عوايدها أنها تتأخر..
وقفت نورة عند باب صفهم و قامت طلت عشان تشوف من اللي كان عندهم..
و المفاجئة اللي خلت نورة تحس ببرود في جسمها كله
المعلمة اللي كانت عندهم هي معلمة اللغة العربية.. وداد
اللي لها موقف مع نورة من قبل

قامت المعلمة من مكانها و مشت صوب نورة..
و من الخوف تجمدت نورة في مكانها..
معلمة وداد: يعني لازم تكونين آخر وحدة في الصف..
نزلت راسها نورة و توها تبي تقول شي..
معلمة وداد و هي تقاطع نورة: يعني لازم أنا أجي عندك جنب الباب و أعطيك دعوة داخل عشان تدخلين الصف.. يعني تبيني آخذ عنك فكرة مو زينة..
نورة: لا والله..
معلمة وداد بحمق: بس ولا كلمة.. تروحين عند المشرفة أحين أحين.. و ما بدخلك الصف إلا بعذر من عندها.. و هذي مو كل شي.. راح أعطيها إنذار عنك أن إنتي من النوع اللي يحب التأخير.. يلا جدامي روحي..
رفعت نورة راسها و كل اللي تشوفه وجوه البنات و نظراتهم و هم يطالعونها من داخل الصف..
مشت نورة من عند المعلمة و قلبها متروس.. ما عرفت شنو تعمل..
و صراخ المعلمة لها خلها تحس بالحزن أكثر و أكثر من قبل..
مشت بروحها في ممرات المدرسة و هي لامة يدها و وجها كئيب..
ليما وصلت عند للصالة الرياضية للمدرسة..

من غير إحساس دخلت داخل و مرت من غير ما تشوف يمين ولا يسار..
الصالة كانت خالية.. ما كان فيها إلا مريم بروحها تلعب بالكورة و تنقزها على رجلها..
و لما شافت نورة و الحزن مبين عليها.. وقفت تطالعها و الكورة في يدها.
دخلت نورة غرفة التبديل الخاصة للصالة و هي ما تدري أن مريم شافتها..
الفضول كان ذابح مريم.. كانت تبي تعرف شفيها نورة.. فقامت لحقتها..
دخلت مريم غرفة التبديل إلا تشوف أن مافي أثر لنورة
إستغربت.. إلا تسمع صوت بكاء خفيف من داخل واحد من الدوشات اللي في الغرفة
نورة كانت تبكي لأنها حاسة الدنيا أنصكت في وجها..
عمرها ما جاها أحد و صرخ في وجها بهالطريقة لأن طول حياتها ما غلطت في شي أن يخلي أحد زعلان منها أو مستاء.
نورة تبكي و هي ما تدري أن مريم واقفة برع عند باب الدوش اللي هي قافلة على روحها فيه.. تسمعها و هي تبكي..

مريم عملت روحها ما تدري أن نورة هي اللي بالداخل
مريم: من هنا؟
نورة مرة وحدة لما سمعت صوت أحد يكلمها وقفت تبكي..
بس ما ردت على مريم..
مريم: أنا سمعت صوتك و إنتي تبكين فسكوتك ما راح يفيد..
نورة قعدت تفكر للحظة.. "وين سمعت أنا هالصوت من قبل!"
مريم: يعني ما راح تبقين في الداخل على طول.. هههههه
مرة وحدة إستوعبت نورة.. الصوت الخشن.. طريقة الكلام.. الضحكة المصطنعة!
اللي قاعدة تكلمها هي مريم!
"لا رحنا فيها.. مريم سمعتني أبكي.. سمعتي راح تنعوي من ثاني يوم مدرسة.. بس شسوي ما أقدر أسكت و هي صاجة ما أقدر أتم هنا على طول.."
مريم: يعني راح تتكلمي.. ولا أشقح عليك من فوق!
نورة و هي منصدمة من جملة مريم: لا لا لا.. راح أتكلم!!!
مريم: الحمد الله.. ظنيت أنك إنتحرتي من بعد ما راح صوتك
نورة: إنتحرت!!!!؟؟
مريم: الحمامات هي المكان المثالي للإنتحار في المدرسة.. يعني وين راح تختاري غيره.. الإدارة مثلا.. ههههه
نورة و هي مو مصدقة شنو قاعدة تقوله مريم: أنا عمري ما فكرت بهالشي و الله يبعدني عنه لأنه تذكرة سريعة لنار جهنم..
مريم: أدري أن انتي ما عندك هالسوالف..
نورة: و انتي شعرفك فيني.. انتي ما تعرفيني
مريم: بس أعرف أن في شي مضايقك.. و إذا فتحتي الباب و طلعتي يمكن أقدر أساعدك..
سكتت نورة شوي و مخها كان مشوش.. كيف تثق في وحدة مثل مريم..
تمت نورة ساكته و ما ردت على مريم..
مريم: على راحتك.. و كانت توها راح تمشي برع غرفة التبديل..
إلا تسمع صوت باب الدوش اللي كانت نورة بداخله ينفتح..
وقفت في مكانها و إبتسامة على وجها و إلتفتت عليها..
كانت نورة واقفة في مكانها بوجه حزين و شاحب تناظر مريم من بعيد..
مشت مريم لعند نورة و طلعت منديل من جيبها..
كانت نورة تطالع الأرض.. ما كانت قادرة تطالع مريم في عينها..
لأن وجها و ملامحها بالكامل و حتى رائحتها.. ما فيها أثر للأنوثة.. فحست نورة أنها واقفة جدام ولد.. بس في نفس الوقت كان عقلها يقولها أن اللي جدامها بنت.

خذت مريم المنديل و مسحت آخر دمعة نزلت من عين نورة.. رفعت نورة راسها تطالع مريم و هي تفكر: ليش تعمل كل هذا مريم!!
مريم: شكلك و إنتي تبكين..
نورة: شفيه؟؟؟!
مريم: كريييييييييييييييه!!
طلعت نورة ضحكة صغيرة من غير ما تحس.. أول مرة تسمع هالكلام من أحد
مريم: والله كذا وجهك أحلى.. وجهك في الأصل حلو وايد!!!
وجه نورة صار لونه أحمر.. ماروني بالأصح! كأن الكلام اللي سمعته كان من ولد! هذي اللي حسته ذيك اللحظة.
تغيرت ملامح وجه نورة لما سمعت الجرس.. لأنها إذا تأخرت على ثاني حصة كمان.. ما راح تسامح نفسها.. مسحت كل دموعها بسرعة و طالعت مريم و هي مبتسمة
نورة: شكرا على المنديل.. لازم أمشي أحين
و طلعت نورة برع غرفة التبديل و هي تمشي بسرعة.. بس مريم نطت جدامها و وقفتها..
مريم: أههههه.. نطري شوي.. خليني أوصلك لصفك.. ما أقدر أخليك بهالحالة
نورة: لا مو مشكــــــ..
قبل ما تخلص نورة من جملتها سكتت لأنها شافت بنت حنطية اللون و شعرها أسود و طويل و ملامحها جميلة الشكل..

البنت هي نفسها اللي كانت تلمها مريم بالأمس وقت الإصطفاف.. واقفة جدامها و تطالع مريم بنظرات.. ما قدرت تفسرها..
وقفت مريم تطالع البنت و هي مرتبكة
مريم: شوق!.. وينك ما بيتني اليوم؟
نورة واقفة في مكانها و هي تقول لنفسها.. "البنت إسمها شوق.."
مريم طالعت نورة بس في نفس الوقت إلتفتت على شوق إلا تشوفها متكتفة و تمشي برع الصالة..
مريم و هي تركض ورى شوق: نطري شوق.. لحظة
نورة إستغربت ليش تزعل شوق من مريم بسبب شوفتها لها تكلمها.. شنو السبب!
نورة: أنا ما أحب التدخل في شئوون غيري.. أحسن أسكت و أروح على الصف.
مشت نورة للصف و هي ما قادرة تنسى اللي صار للتو.. و الكلام اللي قالت لها مريم
بس في نفس الوقت كانت مرتاحة.. لأن اللي صار للتو خفف عن حزنها.. و ما عندها تفسير ليش اللي صار خفف عن ألمها اللي كانت تحس عمره ما راح يتركها.

يتــبع مع الفصل الخامس: معلومات دقيقة





.
~*دلوعة السعودية*~
الفصل الخامس: معلومات دقيقة



وصلت نورة لعند صفها.. ولما دخلت بنات الصف سكتوا و قعدوا يطالعونها..
حست نورة بعدم الإرتياح بسبب نظرات البنات لها.
"بصراحة زين سويتي في معلمة وداد!"
قالت وحدة من البنات لنورة و هي تطالعها بنظرات إعجاب
نورة سكتت و هي تتلفت و تطالع وجوه البنات اللي كلهم مبتسمين لها
"أي والله.. لو أنا مكانك أخاف منها و أركض للمشرفة و أجيب لها عذر"
قالت بنت ثانية لنورة.. "حتى أنا" ردت عليها بنت ثالثة
و كانوا تقريبا كل بنات الصف ملتمين على نورة.. يكلمونها كلهم في نفس الوقت و هم فرحانين.
نورة ما كانت تعرف كيف تتصرف في هالموقف.. تستانس للكانت تسمعه؟ أو تسكت لأنها تدري أن مافي داعي لكل هالإعجاب من البنات؟
اللي أنقذها من الموقف هو دخول معلمة الكيمياء.. كل البنات ردوا أماكنهم بسرعة..
ردت نورة مكانها.. و مرة وحدة حست بالدفء..
اللي كانت تفكر فيه أن لما كانت تدرس في مصر.. ما قد مرة صادها موقف خلها تحس بأنها مهمة.. و بأن أشخاص عددهم كبير حابين يتكلموا معاها و يسمعوها..
هذا الشي بعث شوي من الفرحة في قلبها.

إبتسمت نورة إبتسامة عريضة لما شافت أقرب وحدة لها في المدرسة.. العنود طبعا
نورة قررت أن ما تقول لأحد باللي صار مع مريم اليوم و لا حتى للعنود
حتى لو طول ما هي كانت معاها في الفسحة حست بأن خاطرها تقولها..
بس الخوف من ردة فعلها للموضوع و طول الموضوع غير رايها
نورة و العنود كانوا يتمشون في أحدى ممرات المدرسة
ولما وصلوا بجنب الصالة الرياضية.. قامت نورة من غير إحساس و طلت داخل الصالة
و كأن قلبها كان يهمس لها أن تطل و تشوف إذا مريم بالداخل

العنود وقفت تطالع نورة و هي مستغربة..
العنود: تدورين عن أحد؟
نورة و هي تحرك راسها يمين و يسار: لا.. بس حبيت أشوف شنو داخل الصالة
العنود بإستهزاء: يعني شنو بكون داخل الصالة.. أدوات رياضة و بنات يلعبون بالكور
نورة: أههههه.. لا بس حبيت أشوف إذا الصالة مختلفة عن الصالة الرياضية اللي كنت أشوفها في مصر.
العنود: إنت قلتي لي أن هذي أول سنة لك في البلد بس عمرك ما جبتي طاري وين كنتي تعيشين.. في مصر يعني؟
نورة: أي في مصر..
العنود: أهااا.. أحس العالم هناك غير عن هنا
نورة و فيها الضحكة: ليش يعني؟؟!
العنود: لأنك أنتي طلعتي مادري شلون.. غير
نورة: أنا غير؟؟!! والله لا
العنود: لا تحلفي بإسم الله.. أنتي ما تعرفي ولا شي عن اللي يصيير في مدرستنا.. من هالسبب أنا خايفة عليك..
نورة: أي صج أنتي ما قلتي لي.. شنو هي السوالف الخطيرة اللي كنتي تتكلمين عنها بالأمس؟؟! أنا ما فهمت قصدك!
العنود و هي تحط يدها على كتف نورة: أنا راح أفهمك أحين
و خلت نورة تدخل الصالة..
وقفوا هي و العنود في مكانهم و كانوا جدامهم بنات من بينهم مريم..
كانوا لابسين ملابس رياضية فضفاضة و في مبارة كرة سلة.. و كلهم أشكالهم توحي بأنهم أولاد
و البنات الباقيين كانوا جالسين على الكراسي يشجعون..

العنود: أنزين.. شوفي البنات اللي قاعدين يلعبون بكورة السلة
نورة تطالعهم و لمحت مريم من بينهم.. و هي ما فاهمة قصد العنود: أي.. شفيهم؟!
العنود: شنو يوحيلك شكلهم؟
نورة: ما أدري.. يمكن شوي أشكالهم دفشة.. بس
العنود: شوي؟؟؟!!! هاااهاااي
نورة: ليش شصاير؟!!
العنود: هالبنات لا تجربين منهم إلا إذا كان أمر عاجل يخص دراستك و هالشي نادر
نورة و هي منصدمة: ليش؟؟! ما فهمت.. شفيهم؟؟!
العنود: هالبنات يسمونهم بإسم "البويات"
نورة: بويات.. يعني شنو؟
العنود: يعني بنت شكلها و حركاتها و كل شي فيها مثل الأولاد
نورة: يعني مسترجلة.. أي أنا أدري أن هم أشكالهم مسترجلين.. بس ما فاهمة ليش تخافين علي منهم؟!
العنود: الكلام اللي بقولك أياه كل المدرسة تعرفه.. هالبنات سمعت عنهم أشياء تخلي الواحد يخاف منهم.. فالكل يعاملهم كأنهم أولاد. أو رجال!.. و في بنات تسمعينهم يقولون لا هم بنات نفسنا بس وقت اللي تجرب منهم كل شي يتغير و البعض الآخر مثلي يكرهم كره ما له حدود!!
نورة: بس أنا ما أحب أن أحكم على الكتاب من غلافه
العنود: أحنا ما قاعدين نتكلم عن كتاب تبطلينه و تصكينه أي وقت تبين.. أحنا قاعدين نتكلم عن بنات يحسبون نفسهم أولاد و يعاملون غيرهم على أساس أنهم أولاد!
نورة: بدال هالكره اللي في قلبك.. عامليهم بلطف و كرم على أساس أنهم بشر و أنسي أي شي آخر!

العنود ما عجبها رد نورة على الموضوع.. فهي ما تدري أن نورة في الحقيقة قاعدة تدافع عن حق هالبنات بسبب أنها إلتقت بمريم اليوم و حستها طيبة.
العنود: أنا ما راح أرد عليك لأنك جديدة على السالفة.. بس نصيحة من وحدة تحبك.. لا تجربين تعملين صداقات معاهم لو شنو صاروا أوكي معاك.. لأنهم ما راح ينفعونك في شي!
مشت العنود و خلت نورة واقفة في محلها بروحها.. نورة ما صدقت أن العنود زعلت منها بسبب هالموضوع.. فهي ما تقدر تكره مريم من بعد الموقف اللي صار لها الحصة الأولى.

رن جرس نهاية الفسحة و وقفوا البنات و مريم المباراة.. نورة بس وقفت مكانها تطالع كل حركة تعملها مريم و هي هالشي عمرها ما سوته.. أنها توقف في محلها بس عشان تشوف ما يسويه غيرها.. فهالشي مالها دخل فيه.
مشت مريم لعند شوق و جلست بجنبها.. كان مبين على شوق أنها ليلحين مستاءة من مريم.. و نورة فيها نوع من الفضول.. قعدت تفكر باللي قالته العنود.. أن هالبنات يحسبون نفسهم أولاد و الناس تعاملهم بأساس أنهم أولاد..
و مرة وحدة حست كأن مصباح نور فوق راسها.
لو بنت شافت ولد قريب لها يكلم بنت غيرها راح أكيد تحس بالغيرة و مريم هي كالولد و لما شافتني شوق معاها غارت و زعلت!!
نورة: هذي أكيد اللي صار.. بس كيف تغير عليها و هم بنات.. يا ربي ما فاهمة!

كانت مريم تكلم شوق و هي ماسكة إيدها و كأنها تترجى رضاها..
نورة جاها إحساس غريب.. و كأن موقفها بالنسبة لشوق موقف كره.. لأنها خلت مريم تترجاها عشان ترضى عليها.. لأول مرة تحس نورة بأن عيونها أنفتحت أكثر من قبل.. لأنها بدأت تشوف حياة غيرها.
بس سرعان ما إستوعبت وين هي مكانها في السالفة و هي بالأصل ما لها مكان في السالفة.. فقامت طلعت من الصالة و مشت للصف.

مشت الحصص بسرعة و نورة كانت تكتب في دفترها مقتطفات من شرح المعلمات بس ما كانت تفهم ولا شي من كلامهم.. اللي كان ماخذ بالها هو زعل العنود عليها و كيف راح تكون لما تشوفها بعد ما يرن جرس الهدة. كانت تحس برجفة في إيدها..
رن جرس الهدة و كانت نورة على أمل أن العنود راح تجيها جنب باب صفهم مثل ما عملت اليوم اللي قبله.
لمت نورة أغراضها و إنتظرت قدوم العنود.. بس بعد ما صار لها عشر دقايق جالسة في الصف بروحها.. قامت من مكانها و مشت بروحها في وسط الساحة و هي مشاهدة الأرض.

مرة وحدة تسمع صوت مريم تصرخ من بعييييد..
"أووووووووووووقفي"
إلتفتت نورة و إلا مريم تركض بسرعة لها من أول الساحة.
وصلت مريم عندها و هي شوي تنافخ من التعب.
نورة طالعت مريم بنظرة إستياء.. لأنها لما شافتها تذكرت أن هي السبب اللي خلاها تتزاعل مع العنود.
مريم و هي تضحك: شفيك تطالعيني بهالنظرة؟
نورة ما ردت عليها بس مشت من عندها..
مريم: لحظة هيييي.. شسويت أنا؟!
نورة: ولا شي.. بس حابة أمشي بروحي.. يعني إذا ما عليك أمر!
مريم: بييييييييه! مسامحة بس ما كنت أدري.. شكلك وايد مشاكل عندك.. صار لي يومين بس أشوفك و ولا مرة شفتك فيها كنتي مبتسمة أو فرحانة!
نورة حست بإختناق بسبب كلام مريم.. و أول مرة تحس بأنها خاطرها تكفخ أحد!

و في هاللحظة حست نورة أن لازم تطلع اللي في قلبها ولا راح تنفجر!
نورة بحمق: أبتسم!!.. أبتسم و الدنيا مظلمة! أبتسم و أنا ما لي أحد أثق فيه أو على الأقل أحد يسمع رايي في كل شي أو يتقبله.. والله أنا من أول ما جيت لهالبلد و أنا حاسة أن المشاكل راح تااكلني!

مريم إنصدمت من كلام نورة.. ما توقعت أن وراء كل حزنها و بكائها سبب يجرحها و يخليها تعصب لهالحد.. و ما توقعت وراء كل هالنعومة و الخجل.. بنت خاينها القدر و متعبتها الدنيا..
مريم: أنا آسفة .. ما كان قصدي.. بس حبيت أقول لك أن أسمي مريم و أن إذا أحتجتي أي شي مثل اليوم الصبح.. أنا حاضرة لك.. بس شكلك ما تحتاجين أحد يساعدك.
مشت مريم من عند نورة و هي منزلة راسها.. لأن حست بإنحراج من ردة فعل نورة.
نورة وقفت تطالع مريم و حست بالذنب.. ما كان لازم تطلع حرتها بمريم..
نورة: لحظة مريم.. ما كان قصدي أزعلك.. كفاية اللي زعلته غيرك اليوم.. و أنا ما أقدر أنام الليل و أنا مزعلة شخص ثاني عزيز علي..
مريم إلتفتت على نورة و هي مستغربة: عزيز عليك؟ يعني أنا شخص عزيز عليك؟ أنتي حتى ما تعرفيني! كيف صرت عزيزة عليك؟؟!

نورة: اللي سويتيه اليوم مو شي يسويه لي شخص كل يوم..
مريم إبتسمت إبتسامة عريضة.. و راحت لعند نورة و ضمتها بقوة!!..
نورة فتحت عينها عالآخر ما توقعت هالشي من عند مريم!
تركتها مريم و خذت يدها و سحبتها و هي تقول: لازم أعرفك على الربع يـــــــ؟؟ ما قلت لي أسمك! شنو هو؟؟
نورة سكتت و وقفت في مكانها و الصدمة على وجها.. أي ربع تبي تعرفني عليهم!
نورة: أسمي نورة.. و لازم أمشي أحين و الوقت تأخر و السايق ناطرني من ساعة
مريم: أفااااااا.. بس نشوفك بكرة.. راح أشتاق لك..
نورة ما عرفت شنو ترد على مريم.. من غير ما تحس قالت..
"و أنا بعد!"
و مشت من عند مريم بسرعة هادتها بإبتسامة أكبر منها مافي من بعد ما فسرت كلام نورة لشي ثاني! بس نورة ما تدري شنو هو تفسيرها طبعا!


يتبع الفصل السادس: دوامة أعصاب









.
~*دلوعة السعودية*~
الفصل السادس: دوامة أعصاب

ركبت نورة السيارة بسرعة و حاسة بالصدمة بس هدأت من نفسها شوي..
تمت طول الطريق ساكتة و هي مركزة و تهز رجلها..
إستوعبت و ردت للدنيا لما وقفت السيارة بجنب البيت.. طالعت نورة يمين و شمال و
بعدين نزلت من عند السيارة و دخلت البيت.

فتحت نورة الباب و بسرعة ركضت فوق غرفتها و ردت الباب من وراها..
عمتها طلت من المطبخ لأنها سمعت صوت نورة و هي تدخل البيت.. بس إستغربت ليش ما
يات و سلمت عليها
قررت أنها تركب لها فوق.. وقفت سلوى عند باب نورة و طقت عليها طقتين
سلوى: نورة.. نورة انتي هنا؟
كانت نورة ساكتة و ما ترد عليها..
سلوى قامت تطق على باب مرة ثانية..
سلوى: نورة!
نورة فتحت الباب و وقفت تطالع عمتها ناطرتها تقول اللي عندها
سلوى: ما تبين غداك؟؟
نورة: مو جوعانة.. حطيه لعقب..
توها نورة بترد الباب بس عمتها دزته و خلته مكانه مبطل
سلوى: أمس قلتي نفس الكلام.. و أنا كنت ناطرتك تجين و تاكلين بس ولا حتى شفتك من بعد مكالمتك مع هدى!!
نورة بحمق: يعني ما يصيير تغصبين أحد أنه ياكل إذا هو ما يريد!
سلوى ما صدقت اللي سمعته.. هذي أول مرة في ال3 الأشهر اللي تعرف نورة فيها ترد
عليها بهالطريقة.
سلوى بحمق: يعني ما راح تاكلي.. معليش.. ليش أعور قلبي! ما قول إلا جزاة الخير سواد
الويه!
و مشت عن باب نورة.. توها بتحط رجلها على عتبة الدرج إلا تسمع نورة ترد عليها.
نورة: أي خير! قولي لي.. أنتي ما تقصرين معاي بشي.. بس لأنك مطرة تعملين كل هالأشياء
لي.. مب حبا لي!
عمة نورة إلتفتت على نورة إلا تشوف عينها تدمع
سلوى: و مين قال إن كل اللي أعمله شي مطرة أعمله! ليش خذيتي هالفكرة عني؟! أنا
شسويت؟
نورة و هي تبكي: و أنا شسويت عشان يتخلى عني أبوي!
سلوى مشت لعند نورة.. "مين قال أن أبوك تخلى عنك.. هو يحبك!"

لما سمعت نورة جملة "أبوك يحبك" حست كأن سهم دخل قلبها..
و الألم بمعرفتها عن زواج أبوها رجع مرة وحدة كأنه صرخة قوية توجع الراس!
وقفت ساكتة في مكانها و عمتها تطالعها و هي مستغربة.. شاللي خلها توقف عن البجي!!
سلوى: نورة؟؟!
نورة: أنا راسي يعورني و أحسه بينفجر! و لازم أنام و إذا ما نمت راح أموت!
سلوى: نورة شفيك حبيبتي؟؟! شنو غيرك مرة وحدة و خلاك حزينة!؟؟
نورة: ولا شي.. بس ضغوط الدراسة مأثرة علي.. عن أذنك..
دخلت نورة داخل غرفتها و ردت الباب
عمتها بس وقفت عند الباب و هي ما عاجها الوضع اللي نورة فيه و الفكرة اللي هي ماخذة
عنها.. وقالت لنفسها: لازم أعمل شي يريح بالها!

كانت نورة غرقانة في النوم.. فالمشاكل اللي تعانيها ما ينعدون!
شجارها مع العنود و كل اللي صار بينها و بين عمتها أثر عليها و نساها سالفة مريم طبعا.
مرة وحدة حست بشي سنين يمشي على وجها.. كان إحساس ينرفز!
و هي نايمة و من غير ما تحس ضربت الشي بيدها..
بس ردت حست بنفس الشي بس هالمرة كان في إذنها.
و إلا مرة تقوم من النوم و تجلس في مكانها وهي فاتحة عين وحدة بس.. و ما تشوف إلا
بنتين واقفين جدامها..
ما لاحظت من هم بس سمعت ضحكات خفيفة. و لما فتحت عيونها إلا تشوف هدى و أمل
واقفين جدامها و هم شاقين الحلج و في يد هدى قلم رصاص شكله هو الشي اللي كان
منرفز نورة
نورة بصوت تعبان: هدى..؟؟ أمل..؟؟
ثنتينهم ردوا عليها أييييييي و هم يتضحكون

نورة حست بفرح غير طبيعي لما شافتهم
قامت من مكانها و لمتهم و هي مو مصدقة أنهم زايرينها هالحزة و في يوم دراسي.
نورة: ما تدرون أنا شقد فرحانة بشوفتكم!
أمل: أحنا أكثر يا نوري! وحشتينا!!
هدى: والله أنتي غبية دخلتي مسار العلمي.. عزبالك شاطرة وايد!
نورة: ههههه.. لا بس أدري أني أذكى منكم و ما حبيت أنافسكم في نفس المجال!
هدى: وووووووووووه!!! ما قول إلا فلحتي بهالغرور اللي فيك!
أمل و هي تشوف ساعتها: تأخرنا.. يلا نورة قومي تبرزي بسرعة
نورة و هي مستغربة من الكلام اللي أمل قاعدة توجه لها: ليش؟!! وين بنروح؟!!
هدى: كيف ما تدرين و عمتك هي اللي أتصلت فينا و أقترحت علينا الموضوع!
نورة: أي موضوع! و متى كلمتوا عمتي؟!!
أمل: عمتك إتصلت فينا و خبرتنا أن عندك شوية مشاكل مع المنهج فـــ..
هدى و هي تكمل على كلام أمل: إقترحت أن نروح دروس خصوصية عند إستاذ في المعهد
الجديد اللي فتحوه جنب مدرستنا أنا و أمل.
نورة: معهد! ليش نروح معهد إذا نروح المدرسة!
هدى: عشان نخرطها في المدرسة و نتعلم بطريقة مبسطة أكثر في المعهد طبعا!
أمل: ههههههههه.. و مين قال إن ما نخرطها في المعهد بعد!
هدى: أي والله و إنتي الصاجة.. بس هالسنة راح نعقل لأن نورة معانا.. يلا قووووومي يا
نورة بعد أقل من 10 دقايق الدرس!
نورة: لحظة أنا أصلا مجالي غير عن مجالكم! يعني دروسنا غير
أمل: لا يا حلوة.. المواد اللي سجلناها مثل العربي و الإنجليزي كل المجالات ياخذونها.. يلا
قومي يلااا!

لبست نورة عبايتها اللي أشترتها لها عمتها أول ما جات من مصر.. كانت مطرزة بخيوط
ذهبية على منطقة الظهر و قليل على اليدين.. و قامت و ربطت شعرها بربطة بنفس لون
الخيوط اللي في العباية.. و خذت معاها قلم و دفتر و نزلت تحت مع هدى و أمل.

طلعوا هدى و أمل برع البيت.. إلا نورة وقفت في مكانها تشوف عمتها و هي ماعطتها
ظهرها و كان المصحف بين يدها و تقراه.. حست نورة بالذنب لما قالت لعمتها أنها ما
تحبها.. فاللي سوته عشانها أحين بين لها أنها حقا تحبها و خايفة على مصلحتها.
مشت نورة و ركبت السيارة مع أمل و هدى.

وصلوا البنات عند المعهد.. نزلوا من السيارة و كان عند الباب كثير أولاد متجمعين..
هدى: من الأشكال اللي تدرس في هالمعهد أنا مو مرتاحة
أمل: ههههه.. أي والله
نورة دخلت المعهد مع أمل و هدى و هي منزلة راسها
لأن الأولاد اللي كانوا واقفين ما تم نغزة ما قطوها!
هدى: لازم نسأل المرأة اللي هناك في أي صف قاعد مدرسنا الخاص؟
هدى قامت و مشت عند المرأة اللي تشتغل في إستقبال المعهد
هدى: السلام عليكم
المرأة: و عليكم السلام.. كيف أساعدكم؟
هدى: والله أحنا سجلنا لدرس خصوصي بإسم..
و إستمرت هدى تناقش المرأة عن درسهم بس نورة كان تركيزها بعيد عنهم..
لأنها إلمحت ولد شكله يدرس في المرحلة الجامعية واقف عند الباب..
كان طويل و حنطاوي.. لابس الثوب و الشماغ.. و كان الصراحة شكله يهبل
كان واقف يناظرها من بعيد و هي من دون ما تحس بادلته النظرات
بس الشي اللي خلاها تبعد نظرها عنه هو دخول مريم لداخل المعهد!!!
في هالحزة نورة لفت وجها أسرع ما يمكن عشان مريم ما تشوفها و تعرفها
نورة بصوت مرتبك: يلا هدى راح نتأخر.. يلا بسرعة
هدى و هي مستغربة من حالة نورة: أنشالله شفيك مستعلجة
نورة: لا بس راح نتأخر!!!
بعد ما خلص الدرس و طلعوا نورة و البنات من المعهد و هم زهقانين من الدروس..
وقفوا برع عند الباب ناطرين سايق أمل ياخذهم و يردهم البيت
أمل و هي تطالع موبايلها: أوووووه! وينه هذا! أنا قلت له أن يجينا بالضبط على الوقت!
هدى: معليش.. بس أهم شي ما يتأخر عن ال7 لأن أمي راح تذبحني إذا تأخرت!
نورة وقفت في مكانها و هي تشوف الولد اللي شافته قبل الدرس و هو يركب سيارته و
يمشي.
هدى: نورة شفيك ساكتة؟
نورة: لا ولا شي..
مرة وحدة تطلع مريم من المعهد و تشوف نورة واقفة
مريم و هي في مكانها: نورة؟؟!
نورة جاتها حالة توتر.. لأنها لما شافت الصدمة على وجوه أمل و هدى خافت..
لأنهم كانوا يظنون أن مريم ولد يعرف أسمها!

جات مريم لعند نورة و قالت لها: يا فرحتي لما شفتك
نورة بتصنع: هههههه..
إلتفتت مريم على أمل و هدى: أنا مريم.. رفيجة نورة في المدرسة
وجوه أمل و هدى إرتخت شوي لما سمعوا إسم بنت
هدى: هلا مريم.. أنا هدى
أمل: و أنا أسمي أمل
مريم: عاشت الأسامي..
هدى: عاشت أيامك.. بس نورة ما جابت طاريك.. هي أصلا قالت أنها ما تعرفت على بنات
جدد!
هدى عطت نورة نظرة غريبة
نورة: لأن توني اليوم تعرفت عليها و ما حبيت أفشي علاقتنا
مريم و إبتسامة فخر على وجها: أي طبعا لأن علاقتنا توها في بدايتها.. ليلحين ما دخلنا في
الجد!!
أمل و هدى طالعوا نورة و نظرات الإستفهام على وجوهم لأنهم فسروا كلام مريم شي ثاني

مريم: أنزين يا نورتي.. في أحد يوصلكم و لا تبوني أوصلكم؟
نورة: لا مشكورة فيـــ..
أمل تقاطع نورة: والله في أحد بس شكله راح يتأخر علينا
مريم: في هالحالة لااااااازم أوصلكم.. مب عدلة بنات حلوين مثلكم واقفين في الشارع
هالحزة.. يلا أمشوا معاي
نورة: والله مافي داعي.. ما عندي مانع أوقف في الشارع
مريم: على راحتك.. يلا هدى و أمل خلنا نمشي
نورة: لا لا لا.. عاد ما يصيير تركوني بروحي!
مريم وهي تفتح باب الكروزر لنورة: هاهاهاي.. كنت دارية أنك جبانة

بعد ما وصلت مريم نورة و هدى بيوتهم.. وصلت عند بيت نورة و وقفت
إلتفتت مريم على نورة و قعدت تناظرها
نورة حست بعدم الإرتياح لأنها بروحها في السيارة مع مريم و كان الهدوء مغطي على الجو
نورة: مشكورة ما قصرتي و أنشالله أردها لك
مريم: تبين تردينها لي أحين؟
نورة: هاا؟؟ شلون؟!
قعدت مريم تأشر على خدها بصبعها و هي تطالع نورة
نورة فهمتها أنها تبغى بوسة منها.. بس ما عطتها وجه
مريم: يعني ما راح تعطيني بوسة.. من شنو خايفة يعني.. أنا بنت.. من جنسك يعني
نورة ما كان عندها جرأة كافية عشان تقول لمريم أنها ولد أكثر من هي بنت بنسبة
كبيييييرة!
نورة: بصراحة مو عن شي بس أنا ما أرتاح أن أعمل شي كذا
مريم طالعت نورة و خذت المسألة بطريقة "خلك ايزي"
مريم: أوكي على راحتك بس هذا ما يعني إن أنتي رديتي المعروف
نورة إبتسمت لمريم و إفتحت باب السيارة و انزلت
نورة: يلا مع السلامة.. شكرا مرة ثانية
مريم: العفو نورتي.. يلا نشوفك بكرة..
مشت مريم من عند نورة و هي وقفت مكانها بجنب باب بيتهم و بعدين دخلت

لما دخلت نورة البيت شافت عمتها جالسة بالصالة تشاهد تلفزيون
راحت لعندها و جلست بجنبها
خذت يدها و حبتها..
نورة: أنا آسفة عمتي.. ما كان قصدي اللي قلته..
سلوى: حبيبتي أنا مو زعلانة منك.. أصلا كيف أزعل من قمر مثلك
نورة ماتت من الفرح على الرد اللي حصلته من عمتها
نورة: يعني سامحتيني؟
سلوى: أي أكيد سامحتك بعد شلون.. المهم عندي موضوع أناقشه معاك..
نورة: قولي عمتي.. أنا سامعتك
سلوى: راح أقولك أياه بكرة.. الساعة 9 أحين و لازم تنامين وراك مدرسة
نورة: لا يا عمتي أبي أسمعه أحين
سلوى عطت نورة نظرة معناها "سوي اللي أقولك أياه"
و نورة فهمتها على الطاير..
نورة: أنشالله أروح أحين..
ركبت نورة الدرج و دخلت غرفتها لتنام.

صباح اليوم الثاني كان مقلق بالنسبة لنورة.. فهي ما شافت العنود من بعد شجارهم.
و بعد زيادة علاقتها مع مريم.. فهي ما تعرف كيف تتصرف حولينها و حولين شوق القريبة
لمريم.
دخلت نورة المدرسة ما راحت الطابور الصباحي.. لأنها في تلك الفترة ما كانت تبي تشوف
العنود و ولا مريم.
جلست نورة في مكانها طول الحصص الثلاث. لما صار الوقت وقت الفسحة.
قررت نورة تقوم من مكانها و تدور عن العنود عشان تكلمها.
قعدت تدور بين الممرات و تطل داخل الصفوف ليما شافت العنود من بعيد حالسة بروحها
على عتبة درج الصالة الرياضية.

كانت توها متجهة صوبها.. و العنود لاحظت أنها جاية صوبها..
بس يا فرحة ما تمت.. مريم وقفت في وجه نورة
مريم: هلاااا والله بالقمر..
نورة و تركيزها على العنود وهي ما ماعطة مريم أي إعتبار: هلا مريم..
مريم: أنا ما قلت لك أن لازم أعرفك على الربع.. تراهم واقفين هناك.. أمشي معاي
نورة: أنا مشغولة شوي و لازم أمشـــــ..
ما خلصت نورة كلامها إلا مريم جارتها من يدها صوب ربعها..
مريم بصوت عالي: يا ناس بعرفكم على بنت تهبل..
نورة كانت تناظر العنود و هي تقوم من مكانها بإستعجال و تختفي عن النظر..
فهالحظة درت نورة أن العنود شافتها مع مريم و كيف كانت تكلمها
فهي تدري أن العنود ما تحب بنات مثل مريم و شلتها.
مريم و هي تشير على البنات اللي جدامها هي و نورة: نورة بعرفك عليهم.. هذي فاطمة و
سمر و رهام و البنت اللي قاعدة تتضحك هناك هي هيفاء و اللي جنبها إسمها حصة..
نورة ما كانت مهتمة شنو نورة قاعدة تقول لأن فكرها كله مع العنود
نورة: أهههههه.. تشرفت أني ألتقي بكم..
مريم و البنت اللي أسمها سمر قعدوا يتضحكون..
سمر: كأنها جاية تحاضرنا..
مريم و هي ليلحين فيها الضحكة: لا عاد ما ارضى عليها.. لو كانت بنت كريهة ممكن أرضى بس
لأنها..
سمر: هاهااهااااي.. فهمتك عدل
نورة ما فهمت قصد مريم و سمر فبس سكتت..
مريم بصوت عالي: أنزين يالحلوين..
الكل سكت عشان يسمع شنو عند مريم
مريم و هي تخاطب الكل: اليوم يوم الأربعاء.. فاللمة ذي راح تكون بعدين في بيتنا و اللي ما
تجي يا ويلها مني يوم السبت!!
مرة وحدة نقزت فاطمة: بنات الجامعة راح يكونوا هناك؟
مريم: أكيد.. كل من فن راح يجي..
فاطمة: أهم شي بويات الجامعة يجون!!
و الكل قعد يضحك إلا نورة..
مريم: أي بس هاي اللي هامك.. ترى ما يبونك فلا تحاولين.. المهم تعالوا
و رن جرس إنتهاء الفسحة و قاموا كل البنات و تفرقوا لصفوفهم..
بس مريم و نورة وقفوا في مكانهم.. مريم: طبعا بتجين اليوم.. لا تقولين لا لازم ترى أنتي
من المدعوين تحت لائحة الأسماء الvip
نورة و هي تضحك: لا والله
مريم: بالنسبة لي.. أنتي الإسم الوحيد اللي على هاللائحة أصلا!
نورة ضحكت لمريم و مشت عنها لأنها لازم تروح عالصف
مريم و هي تصرخ من بعيد: يعني أي؟؟ راح تجين؟؟!
نورة: بفكر
و قامت مريم و حطت إيدها على قلبها و كأنه يألمها..
نورة بس اللي فكرت فيه ليش مريم تعاملها بهالطريقة
بس التفسير الوحيد اللي لقته هو لأنها طيبة.. و بالنسبة للكلام اللي سمعته من العنود هذا
الشي مستحيل.



يتبع مع الجزء السابع: الحفلة و الحقيقة .. وآه من هالحقيقة!!
~*دلوعة السعودية*~
الفصل السابع: الحفلة و الحقيقة

مرت الحصص الأخيرة و كأن مدتهم دقيقة بس
و لما رن جرس الهدة كل البنات قاموا من مكانهم بس نورة تمت جالسة في مكانها على أمل
أن العنود راح تجيها
جات وحدة من بنات الصف و وقفت عند نورة
البنت: نورة ممكن أكلمك؟
تفاجأت نورة.. لأن عمرها هالبنت ما كلمتها
نورة: أكيد ممكن تكلميني!
و تقوم البنت و تجلس على الكرسي اللي جدامها
البنت: اليوم في الفسحة شفت مريم تكلمك.. يعني أنتي رفيجتها؟
نورة ما توقعت البنت تسألها هالسؤال!
نورة بتعجب: أي.. يمكن تقولين كذا
البنت و هي ميتة من الفرح: صج!!!! والله وناسة!
نورة ما كانت قاعدة تفهم ليش هالبنت متخرعة أنها صديقة مريم
البنت: أبيك تقولين لي كل شي عنها! هي مغرورة مثل ما سمعت؟!
نورة قامت من مكانها و قالت للبنت: لازم أروح أحين تأخرت
البنت: يوم السبت قولي لي كل شي!! هههههه

مشت نورة بسرعة عن البنت و طلعت برع الصف و هي ما تعرف شنو سالفتها من
هالأسئلة
نورة طول حياتها تربت على أن ما تتكلم على الناس من وراهم و أن ما تفشي أسرارهم
فحست أن هالبنت أسألتها سخيفة!
مشت نورة لعند السيارة و كانت توها تبي تفتح الباب إلا تسمع أحد يصرخ
"نووووووووووووووووووورة"
إلتفتت إلا تشوف مريم تركض لها من بعيد
وصلت لعندها و في الحال تقولها
مريم: هذا عنوان بيتنا.. تذكريه.. أو أقولك كتبيه أحسن
نورة و هي مستغربة: ليش؟؟!!
مريم: عشان تجيين الحفلة اليوم!! لا تقولين نسيتي تراني بزعل!!
نورة بتصنع: لا لا!! شلون أنسى!
مريم: المهم.. هذا العنوان...
كتبت نورة العنوان عندها و لما رفعت راسها شافت شوق واقفة في مكانها تناظرها بإحتقار
و كأنها بايقة حلالها!
مريم: نشوفك اليوم.. باي
مشت مريم من عند نورة و راحت لعند شوق.. نورة وقفت تشوفها تكلم شوق شوي و بعدين
مشت.

ركبت نورة السيارة و هي ما عارفة كيف تخلي مشاعرها..
هل تفرح لأنها راح تروح لأول حفلة لها في بلدها و في بيت مريم كمان
ولا تحزن لأنها ما تراضت مع العنود و لازم تنتظر للسبت عشان تلاقيها
اللي كان في بالها أن لازم تروح الحفلة لأن من اللي تشوفه مريم وايد معتمدة عليها أن
تحضر و حست إذا ما حضرت الحفلة راح تزعل عليها و ما راح تعاملها بنفس
الطريقة اللي تعاملها الآن..
نورة هذي أول مرة تلاقي أحد يعطيها كل هالإهتمام.. و حست بأن مريم تبي تتقرب لها..
صار لها بس ثلاثة أيام تعرفها!
كان في بالها أن تسأل مريم عن السبب وراء هالإعجاب و الإهتمام الزايد
و الحفلة المكان المناسب لهالشي.

أول ما دخلت نورة البيت كان أول شي في بالها تسويه أن تسأل عمتها إذا ممكن تروح
الحفلة.
كانت عمتها جالسة تشاهد التلفزيون.. راحت نورة و جلست بجنبها
نورة: عمتي سلوى شلونك؟
سلوى: حمد الله و إنتي كيف حالتك مع المدرسة؟!
نورة: والله بخير الحمد الله
سكتت نورة شوي.. عمتها كان تركيزها على التلفزيون.. و قررت أن تفتح الموضوع
نورة: عمتي ممكن آخذ أذنك في شي؟
سكرت عمتها صوت التلفزيون و إلتفتت على نورة
سلوى: آمري
نورة: عندي صديقة في المدرسة.. في حفلة في بيتها اليوم.. كل بنات المدرسة راح يكونوا
هناك..
سلوى و هي فاهمة قصد نورة بس حبت تتغيبى: و المقصد من كلامك؟!
نورة: ممكن أروح؟!
سلوى: لا مو ممكن
نورة: ممكن أعرف سبب رفضك؟
سلوى: و شعرفني من هالبنت اللي عزمتك.. كيف أثق في بنت بس صار لك ثلاثة أيام
تعرفينها!
نورة: لا صدقيني البنت طيبة.. حتى أنها وصلتني بنفسها البيت من المعهد بالأمس
سلوى: بنفسها؟! معاك في المدرسة و تسوق سيارة!! كيف؟ راسبة هالبنت؟!!

نورة حست روحها غبية! قطت روحها في فخ هي عملته
نورة: لا لا.. سايقهم هو اللي رجعني البيت
سلوى: ها.. أنزين.. نورة انتي تعرفين كيف ثقتي فيك و ان أنا أدري أنك إذا رافجتي بنت
تكون من أحسن ما يكون.. من كذا راح أرضى أنك تروحين الحفل
نورة: صج عمتي!! والله أحبك!
سلوى: على شرط!
نورة: آمري..!
سلوى: قبل الساعة 10 تكوني في البيت.. إذا تأخرتي دقيقة بس.. ما راح أعطيك ثقتي مرة
ثانية
نورة: أنشالله.. ما راح أخيب ظنك فيني و عشان كذا راح آكل الغدا معاك اليوم
سلوى: صج والله! تطور هذا.. أشوف نفسيتك أحسن.. ليكون السالفة مصلحة.. لأني خليتك
تروحين الحفلة صرتي حليوة.. لا تخليني أهون أحين!
نورة: لا لا والله!! راح أروح أبدل أحين.. أشوفك بعد شوي
سلوى: نورة قبل ما أنسى.. أبوك أتصل اليوم.. كان يبي يكلمك.. قلت له أنك راح تتصلي
فيه لما ترجعي من المدرسة.
نورة: ما أقدر أكلمه أحين.. أحس روحي جوعانة وايد و بعد الغدا لازم أبدل للحفلة.. برد
عليه بكرة.
سلوى: على راحتك..
ركبت نورة غرفتها و ردت الباب.. سندت ظهرها على الباب و هي تفكر في أبوها
كيف تكلمه من بعد ما عرفت عن زواجه القريب..
و من بعد ما خيب ظنها.. نورة من هي صغيرة و هي تقول لنفسها أن أبوها ما راح يستبدل
أمها لأن حبه لأمها كان قوي و لا يمكن لأحد بأن ياخذ مكانها.
صكت نورة عينها و إلا وميض من الذكرى يجي في بالها
تذكرت رحلتها مع أمها و أبوها للحديقة.. ما كانت تتذكر اللي صار بالضبط لأن كان من
قبل سنين كثيرة. بس لقطات متقطعة في بالها
كانت تشوف روحها و هي صغيرة عمرها ثلاث سنين بس..
تركض في وسط الحديقة و أبوها يركض وراها و يحملها من يديها
تذكرت وجه أمها كيف هو جميل و هي تضحك
و فجأة شافت نورة روحها و هي جالسة في المستشفى و سمعت صرخات أبوها
و كأن كل اللي يصيير جدامها حقيقة تعيشها في هاللحظة!

فتحت نورة عينها إلا تشوف روحها نايمة على الأرض جنب الباب بثياب المدرسة
و عمتها واقفة بجنبها
سلوى: نورة شفيك تصرخين حبيبتي؟! خرعتيني!
نورة: أصرخ؟! ليش أصرخ؟!
سلوى: كنتي تحلمين.. عزبالي شي صار لك
نورة: شكله هذا اللي صار.
سلوى وهي مبتسمة: قومي غسلي وجهك حبيبتي و تغدي.. راح تتأخري عن الحفلة.

صارت الساعة 6 و نورة كانت متأخرة على الحفلة
لبست نورة تنورة توصل لتحت ركبتها لونها بيج مع بادي بني مطرز بلون البيج يغطي
رقبتها و يده قصيرة..
و لبست نعالة بنية و طبعا أقراط تناسبها و تناسب شعرها اللي كانت هادته على طوله.
قررت نورة أنها ما تتبرج.. لأن هالشي بعيد عن عادتها.. فتحس أنها تكون طبيعية أفضل.
ركبت نورة السيارة و عطت السايق العنوان و هو وصلها لبيت مريم.


تابع ....
~*دلوعة السعودية*~
جلست نورة في السيارة شوي قبل ما تنزل لأن كثر السيارات اللي كانوا موقفين عند الباب
خرعها شوي.
بس خذت نفس عميق و طلعته و نزلت من السيارة.
كان البيت شكله جميل من الخارج و كان كبير في نفس الوقت.
رنت جرس البيت مرة بس ولا أحد فتح لها الباب.. رنته مرة ثانية و إلا نفس الشي!
آخر شي قررت تدخل بنفسها و إلا تشوف باب البيت مفتوح
أول ما دخلت تشوف غرفة الإستقبال مزدحمة من البنات.. كل الأشكال و كل الأعمار.. حتى
بنات ما قد مرة شافتهم في المدرسة.
و الموسيقى صوتها على الآخر!

إلا سمر و فاطمة يلمحونها من بعيد و يجون لعندها.
كانت فاطمة لابسة بادي من غير أكمام لونه وردي و تنورة بيضة قصيرة و سمر كانت
لابسة جينز "baggy" أزرق واسع مع قميص واسع لونه أحمر.
سمر و هي تكلم نورة بصوت عالي: انتي نورة؟! صح؟!
نورة: أي أنا نورة
سمر: شنو!!؟؟ ما أسمعك؟!
نورة و هي ترد عليها بصراخ: قلت أي أنا نورة!
سمر بسخرية: شوق راح تستانس لما تشوفك هنا! ههههه راحت على حموود!
نورة و هي تصرخ: شنو؟! ما سمعتك؟!
فاطمة: مو لازم تعرفي.. تعالي معاي
فاطمة خذت نورة لداخل حمام الضيوف
فاطمة: بليز قولي أنك نسيتي تتبرجين
نورة: ها؟! ليش؟!
فاطمة: مو عن شي بس ما في بنت هنا ما تتبرج.. إلا البويات طبعا.. لا تقولين لي أنك بوية

ناعمة؟!
نورة: لا لا.. بس أنا ما أحب أحط المكياج وايد
فاطمة: زين أنا عندك!!!
قامت فاطمة و قلبت حقيبتها و فرغت كل المكياج اللي داخل
فاطمة: خلك ثابتة و ساكتة و أنا راح أعمل كل شي
نورة فتحت عينها على الآخر و بس قعدت تطالع المكياج و هو في كومة من كثره

برع في الحفل و في الزحمة.. كانت مريم واقفة مع شوق
مريم كانت لابسة جينز ديرتي باللون الأخضر.. مع قميص أخضر و عليه جاكيت أسود و
كانت مسرحة شعرها بالجيل. شوق كانت لابسة فستان أسود قصيــر و عليه جاكيت جينز
ضيج.. و كانت عاملة شعرها فير
شوق كانت تسولف مع بنتين و مريم بس كانت واقفة في مكانها و ما معطاتهم أي إنتباه..
كانت ناطرة لما نورة تجي.
مرة وحدة شوق سكتت و إلتفتت على مريم
شوق و هي تضحك: مريم إنتي كنتي معاي لما صارت السالفة.. قولي لهم كيف كنت خايفة!
مريم سكتت تطالع البنتين و هم ناطرينها تتكلم.. كانت ضايعة في السالفة و ما كانت تعرف
شنو اللي كانت تتكلم شوق عنه للبنتين!
مريم و هي تركب أي كلام: أهههه.. كانت.. ميتة من الخوف!
شوق و هي تكمل السالفة: أيــــــي!.. و قعدت أصيح..
إلتفتت مريم إلا تشوف نورة و هي توها خارجة من حمام الضيوف مع فاطمة
مريم: شوق أبي سمر في شي بسيط.. راح أرجع
شوق من غير إهتمام: !ok whatever

قامت مريم من عند شوق و مشت لعند نورة
وقفت جدامها تناظرها و كان راس نورة منزل تطالع الأرض
و لما رفعته إستغربت مريم كيف شكل نورة مختلف بالمكياج
عيونها السودة كان شكلها روعة بالكحل الأسود الغامج و شفايفها ناعمين بالحمرة الوردية
الفاتحة.
مريم: واااااااااو!! الستايل رووعة!
نورة قعدت تضحك
مريم: ما تدرين شلون أنا فرحانة لأنك جيتي!!
نورة: حتى أنا فرحانة.. تدرين هذي أول حفلة أجيها في البلد!
مريم: صج..
سكتت مريم لأنها سمعت الأغنية تتغير لأغنية رقص rap و كانت تدري شنو راح يصيير.
سمر: حمووووود تعال بـــســــرعــــة!!
نورة: من حمود؟! في ولد هنا؟!
مريم و هي تضحك: أنا حموود.. ههههه
سمر وهي تصرخ: حمووووووووود!
مريم: يووووووه!.. بخليك دقيقة و راح أرجع.. أوكي؟
نورة: أوكي

وقفت نورة في مكانها إلا تشوف كل البنات يتجمعون و هم يصارخون
قالت نورة لازم تشوف شصاير.. مرت نورة من بين البنات عشان تشوف على شنو كانوا
متجمعين..
إلا تشوف بنات يرقصون رقص break dance على الأغنية
كانت سمر من بين البنات و مريم كانت واقفة على جنب
سمر قامت و وقفت على يدينها و قاموا البنات يصرخون لها
دخلت مريم في الوسط و قامت عملت شقلبة على ورا و البنات كلهم يصرخون لها
نورة كانت تطالع بدهشة.. كيف مريم و سمر يقدرون يرقصون بهالطريقة!!
هي شافت في مصر هالنوع من الرقص لكن كانوا أولاد اللي يرقصوا!
مرة وحدة تدخل شوق في الوسط لعند مريم و تلصق فيها و ترقص بس رقص dirty dancing
نورة تطالع شوق و كيف كانت ترقص مع مريم و هي تفكر: كيف ترقص كذا جدام هالقد
بنات!!!
كانوا ربع مريم هيفاء و حصة واقفين جنب نورة
هيفاء و هي تكلم حصة: يا ربي على الثقة الزايدة!
حصة ترد عليها: ما عليك منها إلا تبي الكل يشوفها مع مريم..
هيفاء: ههههههه ما أصدق!
نورة سمعت كلامهم و هي مستغربة!

مرة وحدة وقفت مريم من الرقص و طلعت برع زحمة البنات.. تخصبقت شوق لأنها كانت
ترقص مع مريم و ما توقعتها تمشي عنها في وسط الرقص!
حست شوق بالإحراج.. هيفاء و حصة قعدوا يتضحكون.. قامت شوق ترقص بجنب سمر
عشان ترقع السالفة.
نورة كانت ليلحين واقفة في مكانها إلا تحس أحد يمسك يدها و يسحبها لبرع الزحمة
مريم: تمللت بصراحة.. أمشي نطلع برع للحديقة
نورة: هااا؟! هذي حفلتك ما يصيير تتركين البنات بروحهم؟!
مريم: شوفيهم؟! تتوقعينهم يحسون أني مو موجودة!
طلعت نورة مع مريم لحديقتهم اللي ورى البيت..
كانت واسعة و جميلة.. حوض سباحة كبير و ساحة مخصصة لكرة السلة بجنبها و على
أطراف الحديقة على طول سور البيت ورود و أشجار..
نورة كانت جالسة على كرسي الحديقة تشوف مريم و هي تلعب بكرة السلة
كانت مريم تغني بصوت خفيض من دون ما تدري أن نورة تقدر تسمعها
إلتفتت على نورة و هي ساكتة
نورة: كنت أسمعك..
مريم: هههههه هذي اللي كنت أبي أعرفه.. بس راح أسكت أحسن لي
نورة: لا لا.. تخيلي أني مو موجودة

تركت مريم الكرة و جلست بجنب نورة
مريم و هي تشيير على الساحة: شوفي هالساحة.. كانت كلها حشيش أحضر و أشجار.. و
كان عليها أرجوحتين.. الأرجوحة اللي كانت على اليمين لي و اللي كانت على اليسار كانت
لأخوي راشد.. لما حبل أرجوحته إنقطع.. أنا و هو كنا نتخانق على أرجوحتي!
نورة: هههههه حلوة القصة
مريم: تتطنزين!
نورة: لا والله عجبتني السالفة خلصي..
مريم: علينا!! ههههه.. المهم من بعد ما دخلت الإبتدائي صرت مدمنة شي أسمه كرة سلة..
كنت أحن ليل و نهار على أهلي أن يحطوا لي سلة عشان ألعب. في عيد ميلادي العاشر
سافرت مع بيتنا أستراليا و لما رديت أبوي كان عامل لي مفاجئة.. كانت سفرتنا كلها خطة
عشان يحول هالمساحة لملعب خاص بكرة السلة كهدية لي.. بصراحة ما أقدر أوصف
شعوري لما شفت الملعب!

كانت نورة ساكتة و حاطة إيدها على خدها و هي تسمع مريم تتكلم
حست أن هذي أول مرة أحد يكلمها و الكلام اللي يقوله جاي من قلبه!
مريم إلتفتت على نورة: شفيك سرحانة فيني؟! لهالحد عاجبتك!
نورة مرة وحدة إستوعبت و قعدت عدل
نورة: لا بس إندمجت في السالفة
شافت نورة أن هذي الفرصة المناسبة عشان تسأل مريم السؤال اللي ماخذ بالها
نورة: مريم ممكن أسألك سؤال و تجاوبيني بصراحة؟!
مريم: سألي اللي تبينه عمري.
نورة: ليش كل هالإهتمام فيني؟!
مريم و هي ما فاهمة قصد نورة: شنو! ما فهمت قصدك!
نورة: يعني أحنا بس صار لنا ثلاثة أيام نعرف بعض و لاحظت أنك تعامليني و كأني
صديقتك من سنين!! و أنا بالنسبة لي.. قصدي بالنسبة للكل عامة".. هالشي غريب!

مريم سكتت تفكر في سؤال نورة.. و قامت أنسدحت على الكرسي و سندت راسها على
رجلين نورة..
ملامح نورة تغير.. ما توقعت هالحركة!
مريم: أممممم.. وجهك هو السبب
نورة و هي تلمس وجها: وجهي! شفيه وجهي؟!!!
مريم: ههههههههه.. لا تخافين ما فيه شي.. بس جذبني
نورة: جذبك! كيف؟!
مريم: من أول ما شفتك أول شي على البالي طرا أن لازم أتعرف عليك.. بصراحة أنعجبت
فيك و حسيت أن أقدر أقول لك كل شي!
نورة: كل هذا من وجهي!
مريم: بس تدرين أنا شايفتك في مكان من قبل المدرسة!
نورة و هي مستغربة: صج!! وين؟؟!
مريم قامت و أشرت على القمر اللي في السما..
نورة قعدت تضحك و مريم تضحك معاها..
نورة: يعني هذي هي الحقيقة.. هذي سبب إعجابك و إهتمامك الزايد فيني.. لأني جميلة يعني!
مريم: يعني شتبيني أرد عليك.. "لا لأنك كريهة تلوعين الكبد!"

نورة و مريم قعدوا يتضحكون..
إلا مرة وحدة يسمعوا صوت شوق تتكلم
شوق بحمق: لا كملوا قعدتكم الحلوة ذي!!!
مريم قامت من مكانها إلا تشوف شوق واقفة جدامهم
شوق و هي تكلم نورة: و انتي شسالفتك؟! لايكون تحبينها و أنا ما أدري؟!
نورة كانت جالسة مكانها و هي ما كانت فاهمة قصد شوق..
نظرات شوق لها كانت مخيفة لأنها حست أنها راح تقتلها!
مريم: شوق والله ما صار شي!


الجزء الثامن: السبت الأسود .. شو بيستوي في هالسبت !!