أعظم خلق الله صلى الله عليه وسلم

الملتقى العام

يشرفني ان اقوم بطرح موضوع يتحدث عن اشرف واطهر وأعظم الخلق

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

سأعود بكم الى قرون خلت ونقلب صفحات مضت نقراها جيدا ونتأملها

ونقوم بزياره لبيت رسولنا صلى الله عليه وسلم من خلال الحروف والكلمات

سندخل بيته .. ونرى حاله وواقعه ..ونسمع حديثه ..
نعيش البيت النبوي من خلال هذا الموضوع المتسلسل لنستلهم الدروس والعبر ونستنير بالقول والفعل

فلنستعد الان لهذه الرحله العظيمه حيث بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورؤيه دقائق حياته وأسلوب معاملته ..انه لأمر مشوق للغايه
واني لأحتسب فيه الأجر والمثوبه لي ولكم ان شاء الله

(( صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ))

ونحن نقترب من بيت النبوه ونطرق بابه إستئذاناً ..لندع الخيال يسير مع من رآى النبي صلى الله عليه وسلم .. يصفه لنا كأننا نرا
لكي نتعرف على طلعته الشريفه ومحياه الباسم

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً ليس بالطويل البائن ولا بالقصير

وعنه رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً بعيد ما بين المنكبين .. له شعر يبلغ شحمة أذنيه .. رايته في حُلة حمرا لم ار شيئاً قط أحسن منه

وعن أبي اسحاق السبيعي قال : سأل رجل البراء بن عازب : أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ قال : لا ..بل مثل القمر
وعن أنس رضي الله عنه قال : ما مسست بيدي ديباجاً ولا حريراً ولا شيئاً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت رائحة أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن صفانه عليه الصلاة والسلام

الحياء حتى قال عنه ابو سعيد الخدري رضي الله عنه : كان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رآى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه

انها صفات موجزة في وصف خِلقة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أكمل الله عز وجل الخلق والُخلق


(( كلام الرسول صلى الله لعيه وسلم ))

اما وقد رأينا الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض صفاته .. لنرى حديثه وكلامه

وماهي صفته وكيف هي طريقته ..

لنستمع قبل أن يتحدث عليه الصلاة والسلام

عن عائشه رضي الله عنها قالت : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا .. ولكنه كان يتكلم بكلام بيّن فصل ٍ يحفظهُ من جلس اليه

وكان هيناً ليناً يحب أن يُفهم كلامه .. ومن حرصه على أمته كان يراعي الفوارق بين الناس ودرجات فهمهم واستيعابهم

وهذا يستوجب أن يكون حليما صبورا
عن عاشه رضي الله عنها قالت : كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلاً يفهمه كل من يسمعه

وتأمل رفق الرسول وسعة صدره ورحابته وهو يعيد كلامه ليُفهم

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعيد الكلمه ثلاثاً لتُعقل عنه

وكان صلى الله عليه وسلم يلاطف الناس ويُهدئ من روعهم .. فالبعض تأخذه المهابة والخوف

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فكلمه فجعل يرعد فرائصه فقال له صلى الله عليه وسلم : هوّن عليك فإني لست بملكٍ إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد


صللى الله على محمد صلى الله عليه وسلم


(( داخــــــــل البــــيت ))


أُذن لنا وأستقر بنا المقام في وسط بيت نبي هذه الأمه عليه الصلاة والسلام لنُجيل النظر وينقل لنا الصحابة واقع هذا البيت من فرش وأثاث وأدوات وغيرها

ونحن نعلم ان لاينبغي إطلاق النظر في الحُجر والدور ولكن للتأسي والقدوة نرى بعضاً مما في هذا البيت الشريف

انه بيت أساسه التواضع والرحمه ورأس ماله الإيمان ... الا ترى ان جدرانه تخلو من صور ذوات الارواح التى يعلقها كثير من الناس اليوم !!!

فقد قال عليه الصلاة والسلام : لاتدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تصاوير

ثم أطلق بصرك لترى بعضاً مما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعمله في حياته اليوميه

عن ثابت قال : أخرج إلينا أنس بن مالك قدح خشب غليظاً مضبباً بحديد .. فقال ياثابت هذا قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكان يشرب فيه الماء والنبيد ( والمذكور بالنبيذ هنا هو بعض تمرات نبذت اي نقعت في الماء )
والعسل واللبن

وعن أنس رضي الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الشراب ثلاثاً

يعني يتنفس خارج الإناء

ونهى عليه الصلاة والسلام ان يُتنفس في الإناء او يُنفخ فيه

أما ذلك الدرع الذي كان يلبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جهاده وفي معاركه الحربيه وايام البأس والشده فلربما أنه غير موجود الان في المنزل .. فقد رهنه الرسول صلى الله عليه وسلم عند يهودي في ثلاثين صاعاُ من شعير إقترضها منه كما قالت ذلك عائشه رضي الله عنها

ومات الرسول صلى الله عليه وسلم والدرع عند اليهودي

ولم يكن صلى الله عليه وسلم ليفجأ أهله بغتتة يتخونهم .. ولكن كان يدخل على اهله على علم منهم بدخوله وكان يسلم عليهم

وتأمل بعين فاحصه وقلب واع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم

( طوبى لمن هُدي الى الإسلام وكان عيشه كفافاً وقنع ))

والق بسمعك نحو الحديث الآخر العظيم

( من أصبح آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ))

صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

(( الأقـــــــــــــــــارب ))

لنبي الامه صلى الله عليه وسلم من الوفاء في صلة الرحم مالايفي عنه الحديث

فهو أكمل البشر وأتمهم في ذلك ... حتى مدحه كفار قريش وأثنوا عليه ووصفوه بالصادق الأمين قبل بعثته عليه الصلاة والسلام

ووصفته خديجه رضي الله عنها بقولها : إنك لتصل الرحم وتصدقُ الحديث

هاهو عليه الصلاة والسلام يقوم بحق من أعظم الحقوق وبواجب من أعلى الواجبات .. إنه يزور امه التي ماتت عنه وهو ابن سبع سنين

قال ابو هريرة رضي الله عنه : زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر امه فبكى وأبكى من حوله فقال: استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت .


وتأمل محبته عليه الصلاة والسلام لقرابته وحرصه على دعوتهم وهدايتهم وإنقاذهم من النار وتحمل المشاق والمصاعب في سبيل ذلك

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآيه (( وأنذر عشيرتك الأقربين )) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريش فاجتمعوا فعمّ وخصّ وقال :

يابني عبد شمس ، يابني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار
يابني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار ، يابني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار

يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ، يابني عبد المطلب انقذوا أنفسكم من النار

يافاطمة أنقذي نفسك من النار...... فأني لا أملك لكم من الله شيئاً غير أن لكم رحماً سأبلها ببلالها ( أي : أصلكم في الدنيا ولا أغني عنكم من الله شيئاً )


وهاهو الحبيب صلى الله عليه وسلم لم يمل ولم يكل من دعوه عمه أبي طالب فعادو دعوته بعد الأخرى حتى أنه أتى اليه وهو في سياق الموت
( لما حضرت ابا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أميه فقال :

أي عم .. قل لا إله الا الله كلمة أحاج لك بها عند الله عز وجل !!

فقال ابو جهل وعبد الله بن أبي أميه :

يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟
قال: فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شي كلمهم به ،، على ملة عبد المطلب !

لقد دعاه الرسول في حياته مرات ومرات وفي اللحظات الاخيره عند موته ثم أتبعه الاستغفار له براً به ورحمه ... وهذه صور عظيمه من صور الرحمه للأمه وصوره من صور الولاء لهذا الدين والبراء من الكفار والمشركين حتى وأن كانوا قرابة وذو رحم


(( الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته ))

بيت الانسان هو محكه الحقيقي الذي يبين حسن خلقه وكمال ادبه وطيب معشره وصفاء معدنه

فهو خلف الغرف والجدران لايراه أحد من البشر .. وهو و مملوكه أو خادمه أو زوجته يتصرف على السجيه وفي تواضع دون تصنع ولا مجاملات مع انه السيد الآمر الناهي في هذا البيت .. وكل من تحت يده ضعفاء

لنتأمل في حال رسول هذه الامه وقائدها كيف هو في بيته مع هذه المنزلة العظيمه والدرجة الرفيعه

قيل لعائشه رضي الله عنها : ماذا كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته ؟؟

قالت : كان بشراً من البشر .. يفلي ثوبه .. ويحلب شاته .. ويخدم نفسه

انه نموذج للتواضع وعدم الكبر وتكليف الغير ..أنه شريف المشاركه ونبيل الاعانه .. وصفوة ولد آدم بكل ذلك

وهو في هذا البيت المبارك الذي شع منه نور هذا الدين لا يجد ما يملأ بطنه عليه الصلاة والسلام

عن عائشه رضي الله عنها قالت : أن كنا آل محمد نمكث شهراً ما نستوقد بنار إن هو الا التمر والماء



وعن الاسود بن يزيد قال: سألت عائشه رضي الله عنها ..ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في البيت ؟

قالت : كان يكون في مهن أهله فإذا سمع بالإذان خرج


ولم يؤثر عنه صلى الله عليه وسلم انه صلى الفريضة في منزله البته
الا عندما مرض واشتدت عليه وطأة الحمى وصعب عليه الخروج وذلك في مرض موته صلى الله عليه وسلم

وما ذاك الا من اهميه الصلاة مع الجماعه وعظم أمرها

قال صلى الله عليه وسلم :

من سمع النداء فلم يُجب فلا صلاة له الا من عذر ... والعذر هو الخوف أو مرض


فاين المصلون اليوم بجوار زوجاتهم وقد تركوا المساجد ..

أين عذر الخوف والمرض ؟؟؟؟


(( هديه وسمته صلى الله عليه وسلم ))

حركة الانسان وسكنته علامه على عقله ومفتاح لمعرفة قلبه

وعائشة أم المؤمنين ابنة الصديق رضي الله عنهما خير من يعرف خلق النبي صلى الله عليه وسلم وأدق من يصف حاله فهي القريبه منه في النوم واليقظه والمرض والصحه والغضب والرضا

تقول ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا مُتفحشاً ولا صاخباً في الاسواق ولا يجزي بالسيئه السيئه ولكن يعفو ويصفح

وهذا خلق نبي الامه الرحمة المهداة والنعمة المسداة عليه الصلاة والسلام



وكان النبي صلى الله عليه وسلم دائم البشر ، سهل الخُلق لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صاخب ولا عياب ولا مشاح .. يتغافل عما لايشتهي ولا يُــؤيسُ منه راجيه ولا يخيب فيه ..قد ترك نفسه من ثلاث : الرياء، ، والإكثار ،، ومالا يعنيه


وترك الناس من ثلاث : كان لايذم أحدا ولا يعيبه ،، ولا يطلبُ عورته ،، ولا يتكلم الا فيما رجا ثوابه

وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير ..فإذا سكت تكلموا لايتنازعون عنده الحديث

من تكلم عنده انصتوا حتى يفرغ حديثهم عنده حديث اولهم


يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ولا يقطع أحد على حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي او قيام

تأمل في سجايا وخصال نبي هذه الامه صلى الله عليه وسلم واحدة تلو الاخرى وأمسك منها بطرف وجاهد نفسك للأخذ منها بسهم فإنها جماع الخير


(( بــــــنـــــاتــــه ))

كانت ولادة الانثى في الجاهليه يوماً أسود في حياة الوالدين ..بل وفي حياة الاسره والقبيله ... وسار هذا الحال بهذا المجتمع الى وأد البنات وهن أحياء خوف العار والفضيحه


وكان الواد يتم بصوره بشعه قاسيه ليس فيها للرحمة موطن ولا للمحبة مكان ... فكانت البنت تدفن حيه وكانوا يتفننون في تلك الجريمه

فمنهم من إذا ولدت له بنتا تركها حتى تكون في السادسه من عمرها ثم يقول لامها طيبيها ،،، زينيها ،، حتى اذهب بها الى أحمائها

وقد حفر لها بئرا في الصحراء فيبلغ بها البئر فيقول لها انظري فيها ثم يدفعها دفعا ويهيل عليها التراب بوحشية وقسوه !!!!

وفي وسط هذا المجتمع الجاهلي خرج رسولنا الكريم بهذا الدين العظيم الذي أكرم المرأه أما وزوجة وبنتا واختا

وقد حضيت البنات بحب الرسول فقد كانت اذا دخلت عليه فاطمة ابنته قام اليها فاخذها بيدها فقبّلها وأجلسها مجلسه وكان اذا دخل عليها قامت اليه فأخذت بيده وفقبلته وأجلسته في مجلسها


ومع محبة النبي صلى الله عليه وسلم لبناته وإكرامه لهن الا انه رضي بطلاق ابنتيه ام كلثوم ورقيه صابرا محتسبا من عتبه وعتيبه ابنيّ ابي لهب بعد أن أنزل الله فيه ( تبت يدا ابي لهب )

وأبى صلى الله عليه وسلم أن يترك أمر الدعوه أو أن يتراجع

فأن قريش هددت وتوعدت حتى طلقت بنتي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ثابت صابر لا يتزعزع عن الدعوه لهذا الدين

ومن صور الترحيب والبشاشه لبناته ماروته عائشة رضي الله عنها حيث قالت :

كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده فأقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم

فلما رآها رحب بها وقال :

مرحبا بابنتي ... ثم أجلسها عن يمينه او عن شماله

ومن عطفه ومحبته لبناته زيارتهن وتفقد احوالهن وحل مشاكلهن


اتت فاطمة رضي الله عنها للنبي تشكو اليه ما تلقي في يدها من الرحى وتسأله خادما ..فلم تجده
فذكرت لعائشه رضي الله عنها فلما جاء أخبرته

قال علي رضي الله عنه : فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال : ( مكانكما )


فجاء فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه في صدري فقال : الا ادلكما على ماهو خير لكما من خادم ؟؟
إذا اويتما الى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما ..فكبرا اربعا وثلاثين .. وسبحا ثلاثا وثلاثين .. واحمدا ثلاثا وثلاثين فهذا خيرا لكما من خادم


ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة في صبره وعدم جزعه فقد توفي جميع ابنائه وبناته في حياته عدا فاطمه رضي الله عنها

ومع هذا فلم يلطم خداً ولم يشق ثوباً ولم يُقم المآدب وسرادقات التعزيه


بل كان عليه الصلاة والسلام صابرا محتسبا راضيا بقضاء الله وقدره


وقد عهد الينا بوصية عظيمه واحاديث جليلة هي سلوة للمحزون وتنفيس للمكروب منها

قوله صلى الله عليه وسلم : إنا لله وإنا اليه راجعون .. اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها....... و الا أخلف الله له خيرا منها


صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم



(( معاملة زوجاته ))

في دوحة الاسرة الصغيره تبقى الزوجه مربط الفرس وجذع النخلة والسكن والقرب

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحه

ومن حسن خُلقه وطيب معشره عليه الصلاة والسلام نجده ينادي أم المؤمنين بترخيم اسمها ويخبرها خبراً تطير له القلوب والأفئده

قالت عائشه رضي الله عنها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً

يا عائش ،، هذا جبريل يقرئك السلام

بل هذا نبي الامه صلى الله عليه وسلم وأكملها خلقاً وأعظمها منزلة يضرب صوراً رائعة في حسن المعشر ولين الجانب ومعرفة الرغبات العاطفية والنفسية لزوجته وينزلها المنزلة التي تحبها كل انثى وامرأة لكي تكون محظية عند زوجها

قالت عائشه رضي الله عنها :

كنت أشرب وأنا حائض فأناوله صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ فيشرب وأتعرق العرق ( أي آخذ ما على العظم من لحم ) فيتناوله ويضع فاه على موضع فيَّ


ولم يكن صلى الله عليه وسلم كما زعم المنافقون واتهمه المستشرقون بتهم باطلة زائفة وادعاءات باطله ... بل هاهو يتلمس اجمل طرق العشره الزوجيه واسهلها


والرسول صلى الله عليه وسلم في مواطن عديده يوضح بجلاء مكانة المرأة الساميه لديه وأن لهن مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة .... هاهو يجيب على سؤال عمرو بن العاص رضي الله عنه ويعلمه أن محبة الزوجه لاتُخجل الرجل الناضج السوي القويم


عن عمرو بن العاص انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
أي الناس أحب اليك ؟ قال (( عائشه ))

ولمن أراد بعث السعادة الزوجيه في حياته عليه أن يتأمل حديث أم المؤمنين رضي الله عنها وكيف كان عليه الصلاة والسلام يفعل معها

عن عائشة رضي الله عنها قالت :

كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد

ونبي هذه الامه لايترك مناسبة الا استفاد منها لإدخال السرور على زوجته وإسعادها بكل أمر مباح

تقول عائشه رضي الله عنها : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جاريه لم أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس تقدموا


فتقدمو ثم قال : تعالي حتى اسابقك فسابقته فسبقته ..فسكت عني حتى حملت اللحم وبدنت وسمنت وخرجت معه في بعض اسفاره فقال للناس تقدمو ثم قال :

تعالي اسابقك فسبقني فجعل يضحك ويقول هذه بتلك

إنها مداعبة لطيفة واهتمام بالغ يامر القوم أن يتقدموا لكي يسابق زوجته ويدخل السرور على قلبها ..ثم هاهو يجمع لها دعابه ماضيه واخرى حاضره ويقول هذه بتلك !


ومن ضرب في الارض وتأمل حال عليّة القوم ليعجب من فعله صلى الله عليه وسلم وهو نبي كريم وقائد مظفّر وسليل قريش وبني هاشم في يوم من ايام النصر قافلا عائدا منتصرا يقود جيشا عظيما ومع هذا فهو الرجل الودود اللين الجانب مع زوجاته امهات المؤمنين

لم تنسه قيادة الجيش ولا طول الطريق ولا الانتصار في المعركة أن معه زوجات ضعيفات يحتجن منه الى لمسة حانية وهمسة صادقة تمسح مشقة الطريق وتزيل تعب السفر

روي البخاري انه صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوة خيبر وتزوج صفية بنت حيي رضي الله عنها كان يدير كساء حول البعير الذي تركبه يسترها به ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب

كان هذا المشهد مؤثرا يدل على تواضعه
صلى الله عليه وسلم ..لقد كان هو القائد المنتصر والنبي المرسل يُعلم أمته أنه لا ينقص من قدره ومن مكانته أن يوطئ أكنافه لأهله وأن يتواضع لزوجته وأن يعينها ويسعدها

ومن وصاياه عليه الصلاة والسلام لأمته

الا واستوصوا بالنساء خيرا
5
710

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ملكة الليل2
ملكة الليل2
))

تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم إحدى عشر امرأة ... تدثرن بأسم أم المؤمنين ... ومات عن تسع نساء

وياله من شرف عظيم ومنزلة رفيعة حظيت بها تلك النساء الكريمات


ولقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم الكبيره .. والأرمله ... والمطلقة ... والضعيفة .. ولم يكن بين تلك الزوجات بكراً الا عائشة رضي الله عنها

تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين وجمع بينهن فكان مثالاً في العدل والقسمة


فعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ،، وكان يقسم لكل امرأه منها يومها وليلتها


ومن صور العدل ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه :

كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة فكان إذا قسم بينهن لاينتمي الى الاولى الا في تسع
فكنّ يجتمعن كل ليلة في بيت التى يأتيها ،،، فكان في بيت عائشه فجاءت زينب فمد يده اليها فقالت عائشه هذه زينب ،، فكف النبي صلى الله عليه وسلم يده



وهذا البيت النبوي العظيم لم يكن كذلك لولا ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم توفيق ربه والهامه إياه


وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل وإعانه الزوج والزوجه لبعضهما حتى إنها تأخذ منحنى جميلا في نضح الماء من الزوج او الزوجه لافرق ... عن أبي هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

رحم الله رجلا قام من اليل فصلى وأيقظ امرأته فصلّت فإن أبت نضح في وجهها الماء ... ورحم الله امرأت قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء


ومن كمال المسلم والتزامه بدينه اعتناءه بمظهره الخارجي إتماما لصفاء داخله ونقائه


كان عليه الصلاة والسلام طاهر القلب نظيف البدن طيب الرائحه يحب السواء يامر به قال صلى الله عليه وسلم
لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة

وعن شريح بن هاني قال : قلت لعائشه رضي الله عنها : باي شي يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل البيت ؟؟

قالت : بالسواك .

فما أجملها من نظافة واستعداد لاستقبال أهل البيت ..

وكان يقول عليه الصلاة والسلام عند دخول المنزل :

بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا ثم يسلم على اهله


وليهنأ أهل بيتك بالدخول بالنظافة والبدء بالسلام ولا تكونوا اخوتي ممن استبدل هذا بالعتاب واللوم والتقريع !!!


(( مزاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ))

النبي القائد صلى الله عليه وسلم مهموم بأمر أمته وبجيوشه وقواده وباهل بيته وبالوحي تارة وبالعباده تارة اخرى

وهناك هموم اخرى إنها اعمال عظيمه تجعل اي رجل عاجزا عن الوفاء بمتطلبات الحياة وبث الروح فيها

ولكنه عليه الصلاة والسلام اعطي كل ذي حق حقه فلم يقصر في حق على حساب آخر وفي جانب دون غيره

فهو صلى الله عليه وسلم مع كثرة أعبائه وأعماله جعل للصغار في قلبه مكاناً

فقد كان عليه الصلاة والسلام يداعب الصغار ويمازحهم ويتقرب الى قلوبهم ويدخل السرور على نفوسهم كما يمازح الكبار أحيانا


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

قالوا يارسول الله :

إنك تُداعبنا !.. قال نعم غير أني لا اقول الا حقاً


ومن مزاحه صلى الله عليه وسلم مارواه أنس بن مالك قال :

إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ياذا الاذنين


وعن أنس رضي الله عنه قال :

كان ابن لأم سليم يقال له أبو عمير ،، كان النبي صلى الله عليه وسلم ربما ما زحه إذا جاء ،، فدخل يوما يمازحه ،، فوجده حزينا !! فقال له :

مالي ارى أبا عمير حزيناً ؟؟ فقالوا يارسول الله مات نغره الذي يلعب به

فجعل يناديه : ... يا ابا عمير ما فعل النُــّغير ..

ومع الكبار كان للرسول مواقف يروي أحدها أنس بن مالك رضي الله عنه فيقول :

إن رجلا من أهل الباديه كان اسمه زاهر بن حرام ،، قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه وكان دميماً


فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه .. فأحتضنه من خلفة وهو لايبصر فقال :

من هذا ؟؟

فالتفت فعرف النبي فجعل لايألو ما ألزق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه وجعل النبي يقول :

من يشتري العبد

فقال يارسول الله إذا والله تجدني كاسدا ً فقال النبي :

لكن عند الله انت غالي


إنه حسن خلق من كريم سجاياه وشريف خصاله عليه الصلاة والسلام


ومع تبسط الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهله وقومه فإن لضحكة حداً


فلا تراه إلا مبتسما كما قالت عائشة رضي الله عنها :

ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكاً حتى تُرى منه لهواته
وإنما كان يبتسم


ومع هذه البشاشه وطيب المعشر إلا إنه صلى الله عليه وسلم يتمعر وجهه إذا انتهكت محارم الله

قالت عائشه رضي الله عنها :

قدم الرسول صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل ،، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم هتكه وتلون وجهه وقال :


ياعائشه أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامه الذين يضاهون بخلق الله


فدل ذلك على تحريم اتخاذ الصور في البيت إذا كانت بارزه واشد منه تحريما المعلقة على الجدار او التمتثيل المنصوبة في الاركان وعلى الارفف والمناضيد


فإن ذلك مع الاثم المترتب عليه يحرم أهل البيت من دخول ملائكة الرحمة في ذلك البيت


(( نوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ))

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :

إذا أوى أحدكم الى فراشه فليأخذ داخلة إزارة ..أي طرفه فلينفض بها فراشه وليُسم الله ،،
فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه ،،

فإذا اراد ان يضطجع فليضطجع على شقه الايمن وليقل :

سبحانك ربي وضعت جنبي وبك ارفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ عبادك الصالحين


وكان من توجيهه صلى الله عليه وسلم لكل مسلم ومسلمه :

إذا اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الايمن

وعن عائشه رضي الله عنها قالت :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى الى فراشه كل ليله جمع كفيه فنفث فيهما وقرأ فيهما :

قل هو الله أحد ـ قل أعوذ برب الفلق ـ قل أعوذ برب الناس .. ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ،، يصنع ذلك ثلاث مرات

عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى الى فراشه قال :

الحمدله الذي اطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لاكافي له ولا مُؤوي


وعن أبي قتاده : أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا عرّس ( اي نزل نزول المسافر آخر الليل للنوم ) بليل اضطجع على شقه الايمن وإذا عرس قُبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه


ومع نعم الله عز وجل التي أغدقها علينا
تأملوا اخوتي في فراش سيد المرسلين وخاتم النبيين وأفضل الخلق أجمعين خير من وطأت قدمه الترى

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه من أدمٍ حشوه ليف


ودخل عليه نفر من أصحابه ودخل عمر فانحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير عمر بين جنبيه وبين الشريط ثوباً وقد أثر الشريط بجنب رسول الله فبكى عمر فقال له النبي صلى اله عليه وسلم : مايبكيك ياعمر ؟؟ قال : والله الا أكون أعلم أنك أكرم على الله عز وجل من كسرى وقيصر وهما يعبثان في الدنيا فيما يعبثان فيه

وانت رسول الله بالمكان الذي أرى !!!

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخره ؟ .. قال عمر بلى قال : فإنه كذلك

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم




(( قيام الليل ))

قد أقبل ليل المدينة وخيم بسواده عليها ..لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أضاء جوانحه بالصلاة وذكر الله وقام ليله يتهجد ويناجي رب الأرض والسموات ويدعو من بيده مقاليد الأمور استجابة لأمر خالقه وبارئه

يا أيها المزّمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه أو أنقص منه قليلا }

{ أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم يصلي حتى تنتفخ قدماه فيقال له

يارسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر ؟

قال ..أفلا اكون عبدا شكورا

وعن الأسود بن يزيد قال

سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت

كان ينام أول الليل ثم يقوم فإذا كان له حاجة ألم بأهله ،، فإذا سمع الأذان وثب فإن كان جُنُباً أفاض عليه من الماء وإلا توضأ وخرج إلى الصلاة



وصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم بالليل فيها العجب مايجعلنا نتأمل في طولها ونتخذها قدوة وأسوة

عن أبي عبد الله حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال

صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة فمضى ثم افتتح آل عمران فقرأها فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ..يقرأ مترسلاً

إذا مر بآية فيها تسبيح سبّح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع فجعل يقول

سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحواً من قيامه

ثم قال

سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ثم قام طويلاً قريباً مما ركع ثم سجد فقال

سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريباً من قيامه

صلى الله عليه وسلم
ملكة الليل2
ملكة الليل2
)

بعد هدوء ليل المدينة ومع إشراقات الفجر حيث تم أداء صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد كان عليه الصلاة والسلام يجلس بعد صلاة الفجر لذكر الله حتى تطلع الشمس ثم يُصلي ركعتين ..عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناً

وقد حث عليه الصلاة والسلام على الإتيان بهذه السنة العظيمة وذكّر بما فيها من الأجر والمثوبة



عن أنس رضي الله عنه قال

قال عليه الصلاة والسلام

من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم يصلي ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامه


((( صلاة الضحى )))



قد انتصف النهار واشتدت حرارة الشمس واقبلت السموم الحارقة تلفح الوجوه

إنها فترة الضحى وقت عمل وقضاء حوائج ومع كثرة اعباء الرسالة ومقابلة الوفود وتعليم الصحابة وحقوق الأهل فقد كان صلى الله عليه وسلم يتعبد الله عز وجل

قالت مُعاذ :

قلت لعائشة رضي الله عنها أكان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي الضحى ؟

قالت نعم أربع ركعات ويزيدُ ماشاء الله عز وجل

وقد أوصى بها صلى الله عليه وسلم

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال

أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أرقد

صلى الله عليه وسلم

((( صلاة النوافل في البيت )))

هذا البيت العامر بالإيمان المليء بالعبادة والذكر يوصي النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون لبيوتنا مثل ذلك فيقول



صلى الله عليه وسلم

اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولاتتخذوها قبوراً

قال ابن القيم رحمه الله



وكان النبي ضلى الله عليه وسلم يُصلي عامة السنن والتطوع الذي لا سبب له في بيته ن لاسيما سُنة المغرب فإنه لم ينقل عنه انه فعلها في المسجد البته



ولصلاة النوافل في البيت فوائد منها اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم



وتعليم النساء والأطفال كيفية الصلاة وطرد الشياطين منه بسبب الذكر

والقراءة وأدعى للإخلاص والبعد عن الرياء


(((( بكاء النبي صلى الله عليه وسلم ))))

كثير من الرجال والنساء يبكون ! لكن ياترا كيف يكون البكاء ولمن؟

نبينا عليه الصلاة والسلام كان يبكي مع ان الدنيا في يده لوأرادها ،، والجنة أمامه وهو في أعلى منازلها

نعم كان يبكي عليه الصلاة والسلام ولكنه بكاء العُبّاد

كان يبكي وهو يناجي ربه في الصلاة وعند سماع القرآن

وماذاك إلا من رقة القلب وصلاح السريرة ومعرفة عظمة الله عز وجل وخشية منه سبحانه

عن مُطرف وهو ابن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال

أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم

اقرأ عليّ فقلت يارسول الله أقرأ عليك وعليك أُنزل ؟! قال

إني أُحب أن أسمعه من غيري

فقرأت سورة النساء حتى بلغت

وجئنا بك على هؤلآء شهيدا ،،، فقال فرأيت عينيّ رسول الله تهملان

بل تأمل في شعرات بيض تعلو مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقارب من ثمانية عشر شيبة في لحيته الشريفة

وارع قلبك لتسمع من لسانه الشريف سبب تلك الشعيرات البيض

قال أبو بكر رضي الله عنه

يارسول الله قد شبت !!

قال صلى الله عليه وسلم

..شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت

صلى الله عليه وسلم


ارجو ان تكونوا مستمتعين بالرحله اخواني الاعزاء ؟؟

واعلم اننا نتمنى بإن تمتد هذه الرحله ولا نصل لنهايتها فليس من السهل التفريط في هذه الفرصه بالقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم

نستكمل الرحله ..

(((تواضعهُ.. صلى الله عليه وسلم )))



كان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقاً وأكملهم قدراً

فخلقه القرآن كما قالت عائشة رضي الله عنها : كان خلقه القرآن

ولقد قال عليه الصلاة والسلام

إنما بُعثت لأتمم مكارم الآخلاق

ومن تواضعه عليه الصلاة والسلام عدم محبته للمدح والثناء والإطراء

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله

وعن أنس رضي الله عنه

أن ناساً قالوا : يا رسول الله ..ياخيرنا وابن خيرنا وسيدنا فقال ياأيها الناس

قولوا بقولكم ولا يستهويكم الشيطان أنا محمد عبد الله ورسوله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل



وبعض الناس يطري النبي صلى الله عليه وسلم غاية الإطراء فيعتقد أنه يعلم الغيب أو أن بيده الضر والنفع ويجيب الحوائج ويشفي المرضى

والله عز وجل نفى ذلك كله

فقال تعالى

قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ماشاء الله ولو كُنتُ أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السوء

وهذا النبي المرسل خير من أقلته الغبراء وأظلته الخضراء ..دائم الإخبات والإنابة إلى ربه لا يُحب الكبر بل هو رأس المتواضعين وسيد المنكسرين لربه

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال

لم يكن شخص أحب اليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهته لذلك

والق بطرفك لنبي الأمة صلى الله عليه وسلم في تواضع عجيب وحسن خلق نادر يتواضع فيه للمرأة المسكينة ويمنحها من وقته المليء بالأعمال

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال

إن امرأة جاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له

إن لي إليك حاجه..فقال

اجلسي في اي طريق المدينة شئت أجلس إليك

يروحُ بأرواح المحامد حُسنها ** فيرقى بها في ساميات المفاخر

وإن فُضّ في الأكوان مسك ختامها ** تعطّر منها كلُ نجد وغائر

وكان عليه السلام رأس أهل التواضع وعلمهم

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال

لو دعيتُ إلى ذراع أو كراع لأجبت ولو أُهدي إليّ ذراع أو كراع لقبلت

وللمتكبرين في كل عصر وحين يبقى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حاجزاً لهم ورادعاً لكبرهم واستعلائهم

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر

والكبر طريق النار والعياذ بالله حتى وإن كان مثقال ذرة

وتأمل في عقوبة متكبر مختال في مشيته كيف سخط الله عز وجل عليه وأنزل به قضبه واليم عقابه

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال

بينما رجل يمشي في حُلة تُعجبه نفسه مرجل راسه يختال في مشيه إذ خسف الله به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامه



صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم



((( خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم )))



هذا الخادم المسكين الضعيف انزله الرسول صلى الله عليه وسلم منزلة تليق به قياسا على دينه وتقواه لا على عمله وضعفه

قال عليه الصلاة والسلام عن الخدم والأجراء

هم إخوانكم جعلهم الله تحت ايديكم فاطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم

ثم تأمل في خادم يروي عن سيده كلاماً عجيباً وشهادة مقبولة وثناءً عطراً

وهل رأيت خادماً يُثني على سيده مثل ما قال خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال

خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أفً ُ قط وماقال لي لشيءً صنعته لم صنعته ولا لشيء تركته لم تركته

عشر سنوات كاملة ليس اياماً أو شهوراً

إنه عمر طويل فيه الفرح والترح والحزن والغضب وتقلبات النفس واضطرابها وفقرها وغناها ... ومع هذا فلم ينهره ولم يأمره

بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام بل ويكافئه ويطيب خاطر خادمه ويلبي حاجة أهله ويدعو لهم

قال أنس رضي الله عنه قالت أمي يا رسول الله

خادمك ادع الله له .. قال

اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته

ومع شجاعته عليه الصلاة والسلام فإنه لم يُهن ولم يضرب إلا في حق

ولم يقس على الضعفاء الذين تحت يده من زوجة وخادم

عن عائشة رضي الله عنها قالت

ماضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ولا ضرب خادماً ولا امرأة

بل هاهي أم المؤمنين رضي الله عنها تكرر الشهادة لخير الخلق وصفوة الناس أجمعين وقد سارت الركبان بالحديث عن حسن سيرته ونبل معشره حتى شهد له كفار قريش

تقول رضي الله عنها

ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مُنتصراً من مظلمة ظُلمها قط مالم ينتهك من محارم الله تعالى شيء فإذا انتهك من محارم الله تعالى شيء كان من اشدهم في ذلك غضباً وما خُير بين أمرين إلا اختار أيسرهم مالم يكن مأثماً

وكان صلى الله عليه وسلم ينادي بالرفق والأناة

قال صلى الله عليه وسلم

إن الله رفيق يُحب الرفق في الأمر كله


((( الهدية والضيف )))

في حياة البشر حاجات عاطفية ودخائل نفسية تظهر الحاجة إليها دوماً في المجتمع والأسرة والبيت

ومن الأمور التي تقرب القلوب وتذيب إحن النفوس الهدية

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ويثيب عليها

وهذا الإهداء والشكر من كرم النفوس وصفاء الصدور

وخُلق الكرم من أخلاق الأنبياء وسنن المرسلين

ولرسولنا صلى الله عليه وسلم قصب السبق والقدح المُعلى في ذلك أليس هو القائل

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، جائزته يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك فهو صدقة و لا يحل له أن يثوي عنده حتى يُحرجه

ووالله لم تشهد الغبراء ولا وهادها ولم ير الحجاز ولا الجزيرة بل ولا الخافقين أنبل أخلاقاً وأكرم صفاتاً منه صلى الله عليه وسلم

كحل عينيك أخي الحبيب لترى موقفاً من مواقفه العظيمة بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام

عن سهل بن سعيد رضي الله عنه أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببردة منسوجة فقالت

نسجتها بيدي لأكسوكها ،، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم مُحتاجاً إليها فخرج إلينا وإنها لإزاره

فقال له فلان أكسنيها ما احسنها !! فقال نعم

فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه فقال له القوم

ما احسنت ! لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليها ثم سألته وعلمت أنه لا يرد سائلاً فقال

إني والله ما سألته لألبسها ،، إنما سألته لتكون كفني

قال سهل فكانت كفنه

ولا تعجب من خُلق من اصطفاه الله عز وجل ورباه على عينه وجعله القدوة .. رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب أروع الأمثلة

في السخاء والجود

عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال

سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني

ثم قال

يا حكيم إن هذا المال خضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى

وعن جابر رضي الله عنه قال

ماسُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قط فقال لا

ومع هذا العطاء والسخاء في اليد إلا أن سخاءه منقطع النظير في الجود والبذل وطيب النفس وحسن المعاشرة وصدق المحبة

كان من عادته أنه يبش ،، يبتسم ،، إلى كل من يجلس إليه حتى يظن أنه أحب أصحابه إلى قلبه

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال

ماحجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رآني منذ أسلمت إلا تبسم

ولك في وصف شاهد كفاية وعبر

وعن عبد الله بن الحارث قال

ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولماذا تعجب أيها القارئ الحبيب وهو القائل عليه الصلاة والسلام

وتبسمك في وجه أخيك صدقة

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم


((( الرحمة بالأطفال )))


أهل القلوب القاسية لا يعرفون الرحمة وليس للعاطفة في صدورهم مكان

إنهم كالحجارة الصماء ... جفاف في العطاء والأخذ .. وبخل بأرق المشاعر والعواطف الإنسانيه

أن من منحه الله عز وجل قلباً رقيقاً وحناناً دافقاً فهو صحاب القلب المثالي الحنون .. تكسوه الرحمة وتحركه العاطفة


عن أنس رضي الله عنه قال

أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ ولده إبراهيم فقبله وشمّه

وهذه الرحمة ليست خاصة لأقاربه فحسب بل عامة لأبناء المسلمين

قالت أسماء بنت عميس زوجة جعفر رضي الله عنها

دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمّهم وذرفت عيناه فقلت

يارسول الله .. أبلغك عن جعفر شيء ؟؟ قال نعم قُتل اليوم فقمنا نبكي ورجع فقال .. اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد جاء ما يشغلهم

ولما كانت عيناه صلى الله عليه وسلم تفيض لموتهم سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه

يارسول الله ماهذا ؟ فيقول صلى الله عليه وسلم هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم من الله من عباده الرحماء

وعندما ذرفت عيناه صلى الله عليه وسلم لوفاة ابنه إبراهيم قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

وأنت يارسول الله !!؟

فقال ياابن عوف إنها رحمة ثم اتبعها بأخرى وقال

إن العين تدمع والقلب يحزن ولانقول إلا مايرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون


وخُلق الرسول العظيم مدعاة إلى الأخذ به والسير على خطاه في زمن فقدنا فيه الإحساس بمحبة الصغار وإنزالهم منزلتهم

فهم الآباء غداً وهم رجال الأمة وفجرها المنتظر ... بلغ بنا الجهل والكبر وقلة الرأي وقصر النظر إلى أن تركنا مفتاح القلوب مغلقاً ومضيعاً مع الأطفال والناشئة !! أما الرسول صلى الله عليه وسلم فإن المفتاح بيده وعلى لسانه هاهو يجعل الصبي يُحبه ويُجله ويقدره وهو صلى الله عليه وسلم يُنزل الناشئ منزلة رفيعة

وكما أن الأطفال مشقتهم وتعبهم وكثرة حركتهم إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغضب ولا ينهر الصغير ولا يعا تبه

كان يأخذ صلى الله عليه وسلم بمجامع الرفق وبخطام وزمام السكينة


عن عائشة رضي الله عنها قالت

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُؤتي بالصبيان فيدعو لهم فأ ُوتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله


أما خطر في بالك أيها القارئ وأنت تتشرف بالجلوس في بيت النبوة أن تداعب صغارك وتمازح أبناءك وتسمع ضحكاتهم وجميل عباراتهم !!

كان نبي هذه الأمة يفعل ذلك كله بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب زينب بنت أم سلمة وهو يقول يازُوينب يازُوينب مراراً

ورحمته تطال الصغار حتى وهو في عبادة عظيمة فقد كان يُصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي العاص بن الربيع فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها

وعن محمود بن الربيع رضي الله عنه قال

عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجّةً مجّها في وجهي من دلو من بئر كانت في دارنا وأنا ابن خمس سنين


وهو عليه الصلاة والسلام يعلّم الكبير والصغير ..

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال

كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال

ياغلام إني أعلمك كلمات .. احفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا أستعنت فاستعن بالله


بعد أن عشنا مع بعض شمائله الكريمة وسيرته العطرة لعلنا نحيي بها القلوب ونقتفي خلفها الأثر في مسيرة الحياة فبيوتنا تُزهر بالصغار والأطفال الذين يحتاجون إلى حنان الأبوة وعاطفة الأمومة وإدخال السرور على قلوبهم الصغيرة فينشأ الصغير سويّ العاطفة سوي الخُلق يقود الأمة رجلاً .. صنعه الرجال والأمهات بعد توفيق الله عز وجل
منبع الاحساس
منبع الاحساس
جزاك الله خير على الموضوع ..
روعة الإيمان بالله
اللهم صلى على حبيبي المختار
عدد ما ذكره الذاكرون


و



غــفــل عنه الـغـافـلون
ملكة الليل2
ملكة الليل2
جزاكن الله خير أخواتي