~*دلوعة السعودية*~
الجزء الثامن: السبت الأسود

نورة تمت في مكانها من غير ما تتحرك
بس مريم راحت لعند شوق
مريم: شوق شفيك كنا نتكلم بس.. ما له داعي كل هالكلام
شوق: مشيتي عني جدام كل البنات من غير ما تقولين لي عشان تقعدين هالقعدة الرومنسية معاها!
مريم: تمللت من كل هالإزعاج اللي داخل! و تمللت منك انتي! تبيني أمشي وراك 24 ساعة و كأني
خادمتك مو حبيبتك!
نورة طالعت مريم و هي منصدمة! مو مصدقة أنها قالت لشوق هالشي!
شوق بحمق: شنو قصدك!! تبين تنهين اللي بينا و بسببها هي!!
مريم ما ردت عليها.. بس تمت واقفة تطالعها.. و مثل ما يقولون السكوت علامة الرضا و شوق فهمتها
شوق: حلو.. وايد حلو! أنا اللي راح أنهي كل شي مو انتي!
إلتفتت شوق على نورة و هي تطالعها بنظرات إحتقار
شوق: الله يهنيكم مع بعض.. راح تندمين على اللي سويتيه!
مشت شوق عنهم لداخل البيت و هي معصبة
نورة ما فهمت قصد شوق من هالكلام.. و كانت مو مصدقة باللي صار
كيف تنهي مريم علاقتها بشوق و هم على طول مع بعض

نورة: مريم.. كل اللي صار بسببي.. أنا آسفة.. ما كنـــ..
مريم و هي تقاطع نورة: لا لا..
سكتت نورة و بدأت تصييح.. إلتفتت مريم عليها و راحت لعندها
مريم: نورة شفيك تبجين؟!
نورة: أنا فرقت بينكم! مثل ما قالت هي.. كل هذا بسببي.. أنا جيت هنا اليوم عشان أسعدك مو عشان
أزعلك و أفرقك مع صديقتك!
مريم و القهر طالع من عينها: و من قال أنك انتي السبب.. أنا عمري ما حبيت شوق.. ربعي هم اللي
خلونا نصيير حبايب.. لأن على قالتهم "نطيح على بعض و راح نعمل حركة في المدرسة".. هم اللي
عرفوني عليها.. بس ما يعرفون شوق الحقيقية! و ما يعرفون حقيقتي أنا كمان!
نورة سكتت و رفعت راسها إلا عينها في عين مريم.. مريم سكتت و هي تشوف عين نورة و هي تدمع
و كيف الكحل سايح على خدها..
مريم من غير ما تحس قالت اللي في قلبها لنورة..
مريم: انتي أجمل من شوق.. بكثير
نورة ما عرفت كيف ترد عليها و هي وجها جدام وجه مريم بالضبط
نورة و هي تقوم من مكانها: أممم.. الساعة 10.. لازم أروح البيت.. عمتي راح تذبحني!
مريم: تبين أوصلك؟!
نورة و هي تمشي بعيد عن مريم: لا لا السايق ناطرني برع
مريم وقفت تطالع نورة و هي تمشي لباب البيت من طريق الحديقة
حست مريم أن نورة ما تقدر تعاملها مثل قبل من بعد اللي صار.. حتى هي ما تقدر تعاملها مثل قبل من
بعد اللي صار..

رجعت مريم لداخل البيت و البنات كانوا كلهم واقفين في مكانهم و هم ساكتين..
الظاهر بسبب شوق الخبر انتشر بين البنات بسرعة البرق..
مريم بكل هدوء: الحفلة خلصت..
البنات كلهم قاموا و طلعوا برع البيت و راحوا على بيوتهم بس سمر و فاطمة راحوا لعند مريم قبل ما
تركب فوق لدارها
فاطمة: شوق قالت لنا شنو صار..
مريم وقفت في مكانها و ما ردت عليها
سمر: ما كان في داعي لكل الكلام اللي قلتي لها.. جات لعندنا و هي تبكي من القهر
مريم: تبكي من الفشلة إلا.. لأني أنا اللي تخليت عنها
سمر: أنتي قاعدة تسمعين شنو قاعدة تقولينه.. أحنا قاعدين نتكلم عن شوق.. بنت 24 ساعة كنتي
معاها.. شنو صار لك أنك انقلبتي عليها مرة وحدة!
فاطمة: أنا بقولك شنو صار.. نورة.. فرت مخها و قلبتها ضد شوق.. أنا من أول ما شفتها عرفت أن
هذي خطتها!!
مريم بحمق: نورة ما لها دخل.. خلوها برع السالفة!
سمر: راح نخليك أحين.. تفكرين باللي سويتيه.. و انشالله بكرة تردين لحواسك و تردين علينا..
فاطمة و هي تهز راسها: مسكينة شوق..
سمر و فاطمة مشوا من عند مريم و خلوها واقفة في مكانها و الحزن مغطي عليها

في نفس الوقت كانت نورة تطالع برع جامة السيارة و الدمعة على خدها
لما وصلت لعند البيت مسحت دمعتها
دخلت البيت بكل هدوء و ركبت فوق لدارها
عمتها سمعت صوتها تدخل البيت و لما أفتحت باب دارها شافتها نايمة في السرير و مغطية نفسها
باللحاف.. ردت الباب و هي ما تدري أن نورة كانت تسوي روحها نايمة لأنها ما حبت تكلم عمتها في
أي شي في تلك اللحظة..
يومين الخميس و الجمعة مروا و كل اللي سوته نورة كان ثلاثة أشياء..
تفكر في سالفة مريم و شوق.. تطلع أعذار لما يتصل أبوها عشان ما تكلمه.. و ثالث شي كان أنها
إكتشفت شي جديد تعمله.. الأكل!
هذا شي ما كانت تعرف عن نفسها نورة.. هو لما تكون حزينة تاكل عشان تنسي روحها همومها..

في يوم السبت كانت الساعة 7 الصبح و نورة جالسة في المطبخ لابسة ثياب المدرسة و تاكل بيض
عاملته لنفسها..
سلوى و هي داخلة المطبخ و الصدمة على وجها: نورة!!! شنو مقعدك هالحزة و من متى تاكلين بيض!!
نورة: ما كان في شي ثاني في الثلاجة آكله..
قامت نورة و شربت كوب الحليب اللي جدامها كامل..
نورة: خلص الحليب!!
ما صدقت سلوى اللي تشوفه.. قامت و جلست بجنب نورة على طاولة الطعام
سلوى: نورة في شي مضايقك؟!
نورة انصدمت.. كيف عمتها درت أنها متضايقة و هي ما تبين لها شي
نورة: أممم.. من قال أن في شي مضايقني.. ما فيني شي.. حتى شوفي.. قاعدة آكل كل شي في البيت لأول مرة!! ههههه
سلوى: "التغير المفاجئ لعادات المراهقين هو أحد الأدلة بأنهم يعانون من شي".. أنا ما عندي أولاد
بس أعرف هالشي! الأسبوع الجاي راح تكملين ال16 سنة يعني كبرتي و أي شي يضايقك راح أفهمه
و أساعدك..
سكتت نورة و فكرت كيف تطلع روحها من السالفة
نورة: عمتي صدقيني لو كان في شي مصايقني انتي بتكونين أول وحد أقول لها..
عمتها من ثقتها الكبيرة في نورة صدقت كلام نورة.. ما كانت تدري ان نورة تكذب عليها..
سلوى: أنزين قومي بسرعة راح تتأخري عن المدرسة.. عندي مفاجأة لك بعدين..
سكتت نورة و هي مبتسمة لعمتها.. شنو هالمفاجئة!

كانت نورة في السيارة بجنب المدرسة
توها تبي تنزل إلا تشوف كروزر مريم توقف في مواقف المدرسة
فخافت تنزل و تشوفها مريم.. تمت ناطرة ليما مريم تنزل من السيارة و تدخل داخل..
بس مريم طولت ليما دخلت المدرسة و بهالسبب تأخرت نورة..
نزلت نورة من السيارة و بكل سرعة راحت تركض للصف قبل ما يخلص الطابور الصباحي إلا أن
المشرفة الإدارية شافتها و مسكتها..
المشرفة: كل يوم تأخير! هذي ثالث مرة لك! أمشي معاي على غرفتي
نورة مشت معاها على غرفتها.. دخلت و خرجت برع و في يدها إنذار أول..
نورة و هي رايحة عالصف: أففففف!
دخلت نورة الصف و عطت المعلمة عذر التأخير من عند المشرفة
مشت نورة لطاولتها و هي تسمع البنات يتهامسون
و لما جلست سمعت كلام البنات و كأنها قاعدة تشرب سم
"هذي نورة اللي فرقت من بين مريم و شوق"
"أنا شفتها تكلم مريم يوم الأربعاء في الفسحة و كمان في الهدة"
"سمعت أن مريم نامت على حضنها في بيتها!"
"و أنا سمعت أن شوق صادتها مع مريم في غرفتها!"
نورة حست بالدوار.. مرة وحدة سمعت المعلمة تقول إسمها..
المعلمة و ورقة في إيدها: نورة.. المشرفة تبيك في غرفتها
قامت نورة من مكانها و عيون البنات عليها
طلعت برع الصف و هي خايفة من اللي راح يصيير في غرفة المشرفة
فتحت نورة باب غرفة المشرفة و شافتها جالسة تكلم شخص جدامها..
المشرفة: نورة دخلي لداخل..
لما دخلت نورة الغرفة.. كانت أكبر صدمة في حياتها..
أبوها كان جالس..
نورة و هي منصدمة: أبوي!!..
أبو نورة كان جالس يطالع بنته و هو فرحان..
أبو نورة: نورة شفيك منصدمة من شوفتي..عمتك قالت لي أنها راح تخليها مفاجئة بس أنا ما صدقتها!
نورة وقفت في مكانها تطالع أبوها و هي تبلع ريجها..
أبو نورة: أنا قلت أجيك المدرسة أفضل.. لأني كنت أشك إذا انتي عندك وقت تكلميني في البيت من
كثر إتصالاتي اللي ما تردين عليها.. خذيت إذن من مشرفتك و راح ترجعي معاي لبيت عمتك لأن في
موضوع مهم حاب أكلمك فيه..
سكتت نورة و عينها تدمع.. ما كانت تقدر تطلع اللي في قلبها لأن المكان ما كان ملائم لهالشي..
أبو نورة قام من مكانه عشان يمشي هو و نورة..
أبو نورة و هو يكلم المشرفة: شكرا على كل شي.. تعبناك معانا..
المشرفة: لا والله ما سويت إلا واجبي! أصلا نورة بنتنا و نفتخر فيها..
ولا كأنها توها زافة نورة على تأخيرها و ماعطتها إنذار

مشت نورة لبرع الإدارة و وقفت متكتفة تطالع أبوها بنظرات إحتقار و عينها تدمع
أبو نورة: نورة شفيك ساكتة؟! مو فرحانة بشوفتي؟!
نورة بكل صراحة ردت على أبوها..
نورة: لا!
مشت نورة من عنده و طافت من جدام حارس المدرسة للخارج
أبوها كان لاحقها مو مصدق باللي سمعه!
الحارس و هو يصرخ على نورة: heeeeey! وين رايحة! دخلي داخل..
أبو نورة و هو يكلم الحارس: هي معاي.. أنا أبوها
الحارس: وين بطاقتك و بطاقتها عشان أشوف الدليل
أبو نورة بكل سرعة طلع بطاقته و بطاقة نورة.. كان يبي يلحق عليها
أبو نورة طلع للخارج و هو يمشي ورا نورة
أبو نورة: نورة.. نورة أحترمي أبوك و أوقفي له و كلميه
نورة بكل حمق ردت على أبوها: أنا أعرف ليش أنت هنا!! مو لازم تقولي!
أبو نورة و هو متعجب من كلامها: أنا هنا عشان أشوفك لأنك واحشتني..
نورة و هي تبجي: بس!! لا تكذب علي.. انت هنا عشان تقولي عن سالفة زواجك! أدري والله أدري!
أبو نورة من الصدمة كل اللي فكر أن يرد عليها هو: من قال لك هالكلام؟! عمتك؟!
نورة: لا.. عمتي ما قالت لي شي.. الظاهر كانت خايفة تقولي لي..
أبو نورة: و ليش تخاف تقولك؟!
نورة: لأنها تخاف أزعل و أفقد عقلي!
أبو نورة: و ليش تزعلي! نورة أنا رجل كبير و لي حقوق و راح أتزوج على سنة الله و رسوله.. ليش
تبجين و تزعلين؟!!!

سكتت نورة و إمسحت دموعها..
نورة: لأنك راح تستبدل أمي.. و أنا طول عمري أقول لنفسي أنك مستحيل تعمل كذا!
أبوها سكت شوي و راح لعند نورة..
أبو نورة: اللي تقولينه صح.. ولا أحد في الدنيا كلها يقدر ياخذ مكان أمك.. و لا حتى اللي راح
أتزوجها.. بس هذا ما يعني أني أقفل على روحي الدنيا و ما أتزوج لهالسبب.. نورة أنتي بنت كبيرة و
مفروض تعرفين هالشي..
نزلت نورة راسها و قعدت تفكر للحظة
أبو نورة: أنا جيت اليوم مو عشان أعايرك بزواجي.. جيت عشان آخذك معاي لمصر..
رفعت راسها نورة و هي من الصدمة مو مصدقة اللي تسمعه..
نورة بكل تعجب: ليش؟!
أبو نورة: ما تبين تردين لمصر و تعيشين معاي مثل قبل؟!
نورة ما ردت على سؤال أبوها لأنها تدري أن أبوها كان يبيها تعيش معاه و مع زوجته الجديدة على
أساس أنها أمها الثانية.. بس هي مستحيل ترضا بهالشي..
نورة: أبي أعيش هنا مع عمتي.. أنا أحبها وايد و ما أبي أتركها
أبو نورة: و أنا يا نورة! راح تتركيني!
نورة: عندك زوجتك و عيالها اللي راح يجون في المستقبل.. راح يعوضونك عني و زيادة.. عمتي
محتاجة لي أكثر منك!
مشت نورة من عند أبوها لعند باب المدرسة.. إلتفتت عليه لآخر مرة
شافته يمشي لسيارته و يمشي من عند المدرسة.
حست نورة و كأنها في حلم.. أول مرة تتخانق مع أبوها و في النهاية يمشون عن بعض من غير تفاهم
و إتفاق!

دخلت نورة المدرسة و الصيحة ليلحين في قلبها
ما عرفت وين تروح.. شافت الصالة جدامها و دخلتها..
و كأن ثاني يوم مدرسة قاعد ينعاد جدامها..
كانت مريم جالسة داخل لوحدها و لما شافت نورة تدخل قامت من مكانها لعندها
مريم: نورة.. نورة شفيك تبجين؟!!
نورة لما شافت مريم حست أنها الوحيدة اللي عندها في المدرسة كلها
قامت و حضنتها و قعدت تبجي..
مريم: نورة شفيك؟! شصاير؟!!
جلست نورة مع مريم على كرسي الصالة و قالت لها السالفة من بدايتها لنهايتها
مريم ما صدقت أن نورة كل هذا صار لها

نورة: مريم أنا من أول ما جيت على هالبلد و المصايب تتحذف علي من كل صوب و كأن أحد مدعي
علي!
مريم: نورة أنتي بس تحلي بالصبر.. كل شي بصيير أوكي.. صدقيني..
نورة: الله يسمع منك..
كانت مريم تمسح على وجه نورة و تطالعها بنظرات ما فهمتها نورة
رن الجرس فقامت نورة من مكانها..
نورة: راح أتأخر عن الحصة.. أشوفك بعدين في الفسحة انشالله
مريم: عندي تدريب كرة القدم في الفسحة..
نورة: في الهدة عجل..
مريم: عندي مباراة كرة سلة مهمة
نورة: بكرة.. المهم راح أشوفك..
مريم: لا ما أقدر أنتظر لبكرة.. تعالي لبيتنا اليوم..
نورة: ما أتوقع راح أقدر من بعد اللي صار
مريم: خلاص راح أجيك لبيتكم.. لا تقولين لي راح تطرديني!
طلعت نورة ضحكة صغيرة من بعد اللي سمعته
مريم: ضحكت البنت!! تطـــــــور!!
مشت نورة من عند مريم و هي في النهاية مرتاحة لأن عندها مريم

في الفسحة قررت نورة أنها ما راح تخرج من الصف..
كانت خايفة بأن شوق راح تشوفها و تفتح سالفة يوم الأربعاء من أول
و كانت خايفة كمان بأنها تسمع كلام ما ينطاق من بنات المدرسة
بس لما صار وقت الهدة كانت لازم تخرج برع الصف
حملت نورة أغراضها و إنتظرت لما تخف الزحمة داخل المدرسة
كانت نورة تمشي بروحها لعند الباب إلا تلمح العنود جدامها..
نورة من كثر الفرحة صرخت: العنووووووووووووووووود!
العنود ما صدقت أنها قاعدة تسمع نورة تناديها.. إلتفتت إلا تشوف نورة تركض لعندها
نورة: العنود! وينك ولا أشوفك.. أبي أكلمك.. عن الـــــ..
العنود: و أنا ما أبي أكلمك عن شي..
سكتت نورة من الصدمة و العنود مشت عنها..
نورة: العنود ليش! ما يسوى أنك تقطعين علاقتي فيك بسبب سوء تفاهم و إختلاف وجهات نظرنا!
العنود: و من قال أن هذا السبب!
نورة: شنو السبب عجل؟؟!
العنود: الكلام اللي سمعته عنك! كان المفروض ما أحذرك عن بنات مثل مريم و طختها لأنك طلعتي
وحدة منهم!
نورة و هي مستغربة: العنود أنا مو وحدة منهم.. أنا ما أحب أحد و ولا راح أحب أحد.. أنا ما أشوف
أن لهالسوالف معنى!
العنود: نورة أنتي قاعدة تكذبين على من! اللي صار في بيت مريم يوم الأربعاء المدرسة كلها تدري
عنه و ولا كلمة تقدرين تقولينها تنكر هالشي!

مشت العنود من عند نورة تاركة نورة واقفة في مكانها و هي مو مصدقة أن العنود زعلانة عليها

بسبب كلام البنات..
حست روحها في موقف صعب.. ما كانت تقدر ترافق مريم و العنود في نفس الوقت..
أو أنها تتخلى عن مريم عشان تبين للعنود أن كل اللي تقوله حقيقة
أو أن تتخلى عن العنود و تمشي مع مريم اللي الكل ماخذ فكرة مو حلوة عنهم
أو أنها ترجع مع أبوها لمصر و تصك السالفة بكبرها!
كل شي طرا على بال نورة في تلك اللحظة..

الفصل التاسع: في بيت مريم .. ليتج يانورة ما دخلتي هالبيت!!
~*دلوعة السعودية*~
الفصل التاسع: في بيت مريم

رجعت نورة البيت و من ما دخلت البيت شافت عمتها جالسة تنتظرها
من أول ما شافتها عمتها طالعتها بنظرة غضب
نورة عرفت أن عمتها درت عن اللي صار مع أبوها فبس مشت و هي ساكتة
سلوى: نورة أنا ما أصدق أنك طول هالوقت تكذبين علي!
نورة وقفت لأن حست كلام عمتها ينرفز
سلوى: أبوك قال لي أنك تعرفين عن زواجه.. تدرين و خاشة عني!
نورة بحمق: أنتي المفروض تقولين لي بدال ما تخلين أبوي يجيني للمدرسة!
سلوى: أنا قلت لنفسي أنك تسمعين الخبر من أبوك أحسن! بس ما كنت أدري أحد قال لك! من اللي قال لك نورة؟؟!
نورة مشت عن عمتها و ركبت فوق لغرفتها
سلوى و هي تنادي نورة: نورة.. من اللي قال لك!
إلا تسمع صوت باب نورة و هو ينرد

إنسدحت نورة على السرير و قعدت تبجي
عمتها دخلت عليها الغرفة و كانت أعصابها هادية عن قبل
سلوى و هي تجلس بجنب نورة: نورة حبيبتي ليش انتي متضايقة من هالخبر.. مفروض تفرحي..
نورة و هي تبجي: كيف أفرح.. أبوي نسى عن أمي و راح يتزوج غيرها بكل سهولة!
سلوى: نورة ولا أحد يقدر ياخذ مكان أمك!!
نورة و هي تقوم من مكانها: الكل يقول لي هالكلام!
سلوى: لأن هذا الشي حقيقة! نورة يمكن انتي كنتي صغيرة لما أمك توفت بس أنا عرفتها زين و عرفت شخصيتها و كيف كانت مميزة.. ولا أحد يقدر ياخذ مكانها!
سكتت نورة و خذت منديل و مسحت دموعها.. و قعدت على طرف السرير تفكر في كلام عمتها..
سلوى و هي تخرج من الغرفة: بس انتي هدأي و فكري بهالكلام زين.. و بموقف أبوك.. ترى هو فقد زوجته مثل ما انتي فقدتيها كأمك..
إنسدحت نورة على ظهرها و هي تناظر السقف
حست نورة بالتعب و غطت عينها

إفتحت نورة عينها شوي و هي ليلحين تعبانة
إلا تشوف مريم جالسة بجنبها و هدى و أمل جدامها
و سمعت مريم تقول إسمها
ردت صكت عينها لأنها حست روحها تحلم
ردت فتحت عينها إلا الصورة وضحت
طلع الأمر حقيقة.. مريم كانت جنبها و أمل و هدى جدامها
قامت نورة من النوم و جلست في مكانها تطالعهم
مريم: نورة!
هدى: ما أقول إلا جنت علينا البنت!
أمل: نورة انتي واعية؟!
نورة: أي أنا واعية! شفيكم هنا في غرفتي؟!
هدى: بـــال! طردة!
مريم: نورة نسيتي أني قلت راح أجيك هنا اليوم..
أمل: و نسيتي أن اليوم السبت و عندنا معهد!!
نورة: لا ما نسيت شي بس أحس بإحساس غريب!
مريم خذت يد نورة و مسكتها
هدى و أمل بس طالعوا بعض بنظرات تعجب
مريم: نورة بشنو تحسين؟!
نورة: بإحساس.. كالمرض!

أمل: يعني ما تبين تجين معانا المعهد؟!
هدى: تبينا نخليك ترتاحين هنا.. مع مريم؟.!
قامت هدى تنغز أمل.. بس أمل ما عطتها وجه
مريم فهمت على شنو تنغز هدى بس سكتت
نورة: لا راح أجي معاكم ولا يهمك.. لازم أجي
قامت نورة من مكانها و كانت ليلحين في ثياب المدرسة
وقفت نورة تطالعهم و هي تقول: لازم أبدل
هدى و أمل فهموا قصدها و طلعوا برع الغرفة
بس مريم تمت واقفة في مكانها!!
قامت هدى و سحبت مريم برع الغرفة
مريم قبل ما تخرج: نورة انتي معاي في الطريق..

برع عند غرفة نورة.. مريم سندت ظهرها عند الطوف منتظرة نورة تخلص
هدى خذت أمل على صوب عشان تكلمها
أمل: هدى شفيك؟!!
هدى بصوت خفيض: شـشـشـش.. شوفي مريم هذي
أمل: أي! شفيها؟!
هدى: ما لاحظتي أنها بوية!
أمل بسخرية: تصدقين لا أنا عمية! أنزين و شفيك يعني وايد بنات كذا!
هدى: أدري! بس ما لاحظت كيف تعامل نورة و كأنهم..
أمل: و كأنهم شنو؟!
هدى: حبايب!!
أمل: ههههههه من صجك أنت! ما حصلتي إلا نورة يكون عندها هالسوالف!
هدى: سبحانه مغير الأحوال ما تدرين يا أمل يمكن قاصة عليها!
أمل: أنت كيفك بس أنا هالشي مستبعدته!
هدى: و أنا متأكدة من هالشي! أنت شفتي شلون نورة كانت تتدلع عليها بالداخل!
أمل: بصراحة ما شفت شي!!

طلعت نورة من الغرفة و وجها مبين عليه التعب
مريم: بارزة؟؟!
نورة: أي..
مشت نورة مع مريم و هي من غير ما تحس ما عطت أي إعتبار بأن هدى و أمل واقفين لها..
هدى و أمل مشوا وراهم.. هدى طالعتهم و هي متعجبة!
كانت مريم حاطة يدها على كتف نورة و تمشي معاها للسيارة
و كأنها تسحب نورة بعيد عن هدى و أمل
أمل ما عطتهم أي إعتبار بس هدى كانت تحترق من داخل!!
وصلوا لعند المعهد و نزلت نورة من السيارة مع مريم و دخلوا مع بعض
هدى و أمل دخلوا على الصف على طول
بس نورة تمت واقفة مع نورة في إستقبال المعهد

مريم: في بنات أعرفهم واقفين هناك راح أسلم عليهم و أرجع لك..
نورة: أوكي بنتظرك..
وقفت نورة في مكانها إلا تشوف الولد اللي شافته ذيك المرة في المعهد
سرحت نورة و حست كأنها هي و هذا الولد بروحهم في المعهد
مرة وحدة تقحص نورة من سرحانها بشوفة مريم مرة وحدة جدامها
مريم: شفيك نورة.. سرحانة في شنو؟!
نورة: لا ولا شي..
إلتفتت مريم و شافت على من نظر نورة كان و عرفت أنه الولد
مريم: عاجبك؟!
نورة: من؟! شنو؟!
مريم: الولد اللي كنت.. سرحانة فيه
نورة: و من قال أني كنت سرحانة فيه..
مريم ما صدقتها و كملت كلامها و كأنها ما سمعت نكران نورة
مريم: يعني ما راح تبينين له إعجابك؟!
نورة: مريم شنو هالكلام! شايفتني أي نوع من البنات أنا!
مريم: هااااا صدناها! يعني صح اللي كنت أقوله كنت سرحانة فيه!
نورة: يا ربي منك! أروح عالدرس أحسن لي..
مريم: هههههههه على راحتك.. قبل ما تروحين.. عطيني رقم جوالك عشان أكلمك
نورة: ما عندي جوال.. كلميني على البيت أحسن
مريم: ما ينفع على البيت.. حلاته جوال عشان أدز لك مسجات و أتصل فيك أي وقت في اليوم..
نورة: والله شنو أسوي.. راح أفتح الموضوع مع عمتي اليوم و بشوف..
مريم: أووووكي.. أشوفك بعد الدرس..
__________________

دخلت مريم صفها عشان درسها و نورة دخلت الدرس اللي مع هدى و أمل
جلست نورة على طاولة بين هدى و أمل.. كان المدرس يكتب على اللوح..
نورة: هدى شنو فاتني من شرح المدرس؟َ
هدى: والله ليش ما جيتي معانا من وقت بدال ما تجابلين حبيبة قلبك مريم
إستغربت نورة من كلام هدى.. ليش تكلمها من غير نفس
نورة: هدى شفيك تكلميني كذا؟!
المدرس: هدوء لو سمحتوا! أنتو في درس!
سكتت نورة و قررت أنها تأجل السالفة لبعد الدرس

من أول ما خلص الدرس قامت هدى من مكانها من غير ما تقول لأمل و نورة و طلعت برع الصف
قامت نورة و بأسرع ما يمكن لحقت هدى لبرع المعهد
نورة: هدى.. هدى نطري شوي شفيك هادة!!
هدى إلتفتت و طالعت نورة بنظرة غضب
هدى: انت ليش مرافقتها!!
نورة: من؟! أمل؟!
هدى: لا مو أمل!!! ذيك المسترجلة اللي ينخاف منها و من أشكالها!
نورة: مريم!! شفيها إذا رافقتها؟!!
هدى: نورة الناس تتكلم! و خاصة" البنات.. صدقيني راح تندمين إذا قربتي منها أكثر من كذا!
نورة: ولا أحد راح يتكلم لأني أنا ما راح أعمل شي غلط! يعني انتي مو واثقة فيني هدى؟!
هدى: نورة أنا أعرفك زين و واثقة فيك أنك ما راح تعملي شي.. بس هي.. أنا مو واثقة منها!!
نورة حست بغضب على اللي كانت تقوله هدى.. فهي ما تعرف مريم عدل و ما لها حق تقول عنها كل هالكلام..
نورة: هدى ما لك حق تتكلمين عنها بهالطريقة.. فهي تعزني و تهتم فيني و وقفت معاي لما أحتجت لها.. و انت ما تعرفينها مثل ما أنا أعرفها‍!
هدى: نورة فتحي عينك عدل! مريم ولد و كل شي فيها مثل الولد! الولد مستحيل يرضى بأن يكون صديق فقط لبنت.. دايما يبي أكثر من الصداقة!! السالفة فيها مصلحة!!

نورة مشت من عند هدى و هي معصبة و مو مصدقة كلمة من اللي تقوله.. ليش تكلمها بهالطريقة و كأنها بنت صغيرة ما تعرف باللي تسويه.. صداقتها مع مريم مثل أي صداقة ثانية لها.. ما فيها أي شي أزيد!
أمل و هدى رجعوا البيت من غير نورة لأنها بترجع مع مريم في سيارتها..
كانت نورة طول الطريق ساكتة و هي تفكر باللي قالته لها هدى
بأن مريم صداقتها مصلحة.. بس شنو المصلحة من نورة!!
مريم: نورة شرايك تتعشين في بيتنا؟
نورة: لا ما أقدر.. عمتي ما ترضى!
مريم: لا لا أنا مصرة.. ما يخصني من عمتك و ولا أحد!
نورة: لو سمحتي ما أرضى عليها!
مريم: بيــــــــــه!! أنزين غلطنا!

نزلت نورة مع مريم لبيتهم و أول ما دخلوا كانت أم مريم قاعدة في الصالة اللي تحت و هي مندمجة في "اللابتوب"
كان مبين عليها أنها من الأمهات "الفري".. و أنها تشتغل طول الوقت و تعتمد على الخدم.. و هذا هو تعريفي لها.
مريم: قوة يمه..
أم مريم و هي مندمجة في اللي تسويه: هلا ريمو..
رفعت راسها إلا تشوف نورة واقفة مع مريم
أم مريم: و من هالحلوة اللي معاك؟ أول مرة أشوفك..
مريم: يمه هذي صديقة جديدة لي إسمها نورة..
نورة راحت لعند أم مريم و سلمت عليها
أم مريم: كيفك يا نورة انشالله تمام..
نورة: الحمد الله بخير..
مريم: المهم بنروح لداري.. يوعانة يمه.. طلبي لنا أكل..
خذت مريم يد نورة و جرتها معاها فوق الدرج

فتحت مريم باب دارها و شغلت النور
نورة بس قعدت تناظر في غرفة مريم..
حست و كأنها في دار ولد.. الألوان بيج و كحلي و أسود..
ريحة عطر مريم الرجالية فايحة في كل مكان
طاولتها اللي فيها منظرة ما عليها إلا جيل الدنيا مصفف و مشط و عطور رجالية
فصخت مريم حذائها و حطته داخل درج أحذيتها اللي غير الأحذية الرياضة ما فيه..
نورة مرة وحدة جاها شعور مقزز.. ما قدرت تفسره.

مريم: نورة جلسي.. شفيك كأنك خايفة..
جلست نورة على طرف السرير و جات مريم و قطت روحها على السرير و هي منسدحة على بطنها..
مريم: تعباااااااانة! ما راح أجي المدرسة بكرة..
نورة و هي تطالع مريم و كيف هي بجنبها: ليش؟! شصاير؟!
مريم: عندي تدريب في النادي..
نورة: يعني حبكة هالتدريب بكرة وقت المدرسة!
مريم: أنا أدري أنك ما تقدرين على فراقي.. بس شسوي!
نورة ضحكت من كلام مريم و كيف هي واثقة من نفسها
مريم: عندي فكرة! تعالي معاي التدريب بكرة و طنشي المدرسة!!
نورة: شنووووو!!! من صجك! أنا أبي أحط على روحي و أنتي تبيني ما أروح المدرسة!
مريم: يلا يا نورة بس ليوم واحد.. بس تعالي شوفيني ألعب و أكسر باقي البنات.. ما راح تخسري شي!
سكتت نورة و حست مريم بأنها ما بتقدر تقنعها...
مريم بتعمد: شوق كانت دايما تجي معاي التدريب.. عمرها ما قالت لي لا..

سكتت نورة و حست بنوع من الغيرة..
من بعد هالكلام قالت لنفسها لازم تروح التدريب مع مريم..
نورة: أوكي راح أجي..
مريم و هي تنط من مكانها من الفرحة: وووووهووووو.. والله طلعتي قمر!
راحت مريم لعند نورة و سحبتها من عالسرير و ضمتها بكل قوة..
حست نورة بدفء.. لأن عمرها ما ضمها أحد بهالطريقة..
خافت نورة من مقصد هذي الضمة في نفس الوقت..
بس ما قدرت ترد مريم!
أخيرا تركتها مريم بس شكلها ما خلصت..
قامت مريم و حبتها على خدها و كانت تبي تضمها مرة ثانية بس صوت أم مريم أنقذ نورة من هالموقف الحرج..
نورة وهي تدز مريم و هي مرتبكة: أمك تناديك روحي شوفيها؟!
أم مريم و هي تصرخ من تحت: مريم و صمخ! العشا جاهز!

مريم: انشالله ما عندك مانع تتعشين مع بيتنا..
نورة بصوت واطي: لا كلش عادي
نزلت نورة تحت مع مريم لغرفة الطعام
كان أبوها و أخوها راشد اللي أصغر منها جالسين
حست نورة بالفشلة لما شافت أبو مريم و أخوها جالسين
مريم: يلا جلسي.. ليكون مستحية!
أم مريم: ما عندنا أحد يستحي هنا! الكل على طبيعته!
مريم: و نورة طبيعتها تستحي.. ما سويتي شي!
جلست نورة بجنب مريم..
مريم: يبه رفيجتي نورة معانا اليوم
أبو مريم و هو مستغرب: وين ذيك عجل اللي على طول معاك.. شسمها.. شروق.. مادري شفق..
مريم: شوق يبه.. ما جات اليوم..
أم مريم: غريبة و ما جات الخميس و الجمعة كمان! شفيها؟.!
مريم: لا ما فيها شي بس تبي تخلي وقتها للدراسة أكثر..
راشد: زين تسوي! على الأقل نفتك من وجها شوي!
قامت مريم و رفست رجل راشد من تحت الطاولة
راشد و هو يتألم: آآآآخ يمه مريم رفستني!
أم مريم: زين تسوي فيك!
أبو مريم: أحسن لها والله شمس.. تجابل دروسها بدال ما تجابلك و تضيع وقتها معاك..
أم مريم: اسمها شوق يا أبو راشد..
مريم سكتت و حست بحمق من كلام أبوها..
أبو مريم: و انتي نورة.. انشالله شاطرة..
نورة: الحمد الله مجموعي زين..
أبو مريم: بس أبتعدي عن مريوم عجل لا تنزله لك.. هههههه
مريم حست روحها راح تنفجر.. ما قدرت تستحمل!

مرة وحدة تقوم مريم و تاخذ الصحن اللي في ايدها و تحذفه على الطوف
و يتكسر لأجزاء صغيرة
و بكل حمق تطلع برع البيت..
نورة ما عرفت شنو تعمل فقامت و لحقت مريم لخارج البيت..
أبو مريم و هو يوقف من مكانه و يصرخ: جنت هالبنت!! والله جنت!!
طلعت نورة من البيت إلا تشوف مريم جالسة على عتبة الدرج و هي منزلة راسها..
__________________


يتيع مع الجزء العاشر
~*دلوعة السعودية*~
الفصل العاشر: الوجه الثاني لمريم

نورة ما كانت قادرة تصدق اللي صار
فهي ليلحين منصدمة من ردة فعل مريم لكلام أبوها
قامت نورة و جلست بجنب مريم
ما قالت شي كانت ناطرة مريم تقول شي
رفعت راسها مريم و خذت نفس و طلعته
مريم بحمق: هو على طول كذا!
نورة: من أبوك؟
مريم: أي.. عمره ما يفهمها! أن هالكلام ينرفزني! و إذا تنرفزت يقول ما لي حق و اللي يقوله كله منعكس على حقيقية الشخص اللي صرته! كأنه يكلم وكيل شركته مو أحد عياله!
سكتت نورة و هي حاسة بالحزن و هي تشوف مريم بهالحالة
مريم: عمره ما أفتخر فيني! و ما يهمه شقد بطولات أفوز! كل يقولي أنها تفاهات أضيع وقتي فيها! ما يدري أنها حياتي كلها.. نورة انت ما تعرفين شقد أعاني معاه.. أكرهه يا نورة تعرفين شلون أكرها!

سكتت نورة و طالعت وجه مريم الغاضب
نورة: مريم بس في النهاية هو أبوك و يبي مصلحتك.. صدقيني مو قصده شي.. أحس هالنغزات كلها طريقة لتشجيعك!
مريم بحمق: يشجعني بهالطريقة! أي طريقة ذي! و القهر يهزأني جدامك!
نورة خافت من صراخ مريم عليها و ندمت أنها تكلمت
مريم: هذي ولا شي اللي شفتيه توك! جاته مرات إذا نخرج مع بعض و يشوف ربعه يقولهم أني ولده الكبير!
قامت مريم من مكانها و قعدت تمشي في مكانها
مريم: لازم أعمل شي.. لازم أريح نفسي..
مشت مريم عن نورة و راحت لعند سيارتها
نورة قامت و لحقتها..
نورة: مريم وين رايحة
مريم: لازم أشيل بالي عن هالسالفة..
نورة قعدت تطالع مريم و هي تدخل السيارة و تقعد تدور عن شي
ما عرفت عن شنو مريم قاعدة تدور..
مريم و هي تدور في كل أنحاء السيارة: أمممم.. رهام هدته هنا.. أنا متأكدة
نورة: عن شنو تدورين؟!
مريم: حصلته! قامت مريم و جلست على الكرسي و كان في يدها علبة
بس ما عرفت نورة شنو هو
مرة وحدة تشوف نورة مريم تطلع ولاعة من جيبها و تخرج جيقارة من العلبة و تولعها!!

نورة تلعثمت! ما عرفت شنو تقول و سكتت و هي تشوف مريم تدخن الجيقارة
مريم من بعد ما طلعت الدخان من ريجها: آآآآخ والله راحة.. نسيت طعمها
نورة و هي فاتحة عينها عالآخر: مريم!! أنتي تدخني؟!
مريم: كنت من زمان بس تركت هالشي من سنة
نورة: شايفتني عمية! جدامي قاعدة تدخنين أحين!!!!
مريم: هذا مو لي.. رهامو هدته في سيارتي قبل أسبوع.. بس كنت أبي وحدة.. نورة ما تصدقين كيف نفسيتي مرتاحة!
نورة وقفت و هي فاتحة فمها من الصدمة.. مو مصدقة كل ذي يطلع من مريم..
نورة و هي تحاول تاخذ الجيقارة: مريم وقفي هذا مضر لصحتك! بليز وقفي
مريم من بعد ما شفطت الجيقارة كلها: نورة بس وحدة في اليوم ما تضر! لو تشوفيني كيف كنت أدخن قبل شتقولين!
نورة: لو راح أتبرى منك! مريم وعديني أن هذي آخر مرة.. والله أخاف عليك!
مريم و هي تبتسم لنورة: فديت اللي يخافون علي.. لا أبوي ما راح أعملها بس كنت أبي أرتاح شوي! أحس روحي أحسن! تبين تجربين؟!
نورة: لا مستحيل! ما أطيق هالشي!
مريم: على راحتك..
نورة: مريم صدمتيني بصراحة ما توقعتك كنت تدخنين بالسابق
مريم: في وايد أشياء ما تعرفينها عني..
نورة: مثل شنو؟!
مريم: إذا قلت لك.. لازم أذبحك! هههههههه
سكتت نورة و هي ما عاجبها كلام مريم..

نزلت مريم من السيارة و أوقفت مع نورة
مريم: تعباااااانة! أبي أنام!
نورة: راح أخليك أحين.. بقول للسايق يجيني..
مريم: وليش تروحين بعد.. نامي عندي بالبيت!
نورة: أنام عندك!!!!! من صجك انتي!
مريم: شفيها! أحنا ربع و هالشي عادي
نورة: لا يا مريم.. أنا سالفة العشا عندكم ما عجبتني.. بصراحة انتي كل شي عادي عندك في هالدنيا..
مريم: لأن أنا أحب أعيش بهالطريقة.. على كيفي.. بقواعدي الخاصة و في عالمي الخاص.. انتي المفروض تسوين نفس الشي.. صدقيني بترتاحين..
سكتت نورة و هي ما فهمت قصد مريم بالضبط..
نورة: ممكن أستخدم جوالك عشان أتصل في السايق؟!
مريم طلعت جوالها من جينزها و عطته نورة
طالعت الساعة في الجوال.. كانت الساعة 9 و نصف
نورة و هي تتصل: ألوو.. تعال لي بيت مريم

جلست نورة مع مريم على عتبة الدرج و هي منتظرة السايق يجي
مريم: نورة لا تنسين عن تدريبي بكرة.. انت وعدتيني أنك راح تجيين..
نورة: أنا اللي هايفة منه أني ما بقدر أجي و ما بكون عندي طريقة أقولك فيها أني ما راح أجي!
طلعت مريم من جيبها جوال غير عن اللي تستخدمه
نورة تطالعها و هي مستغربة.. شسالفتها!
مريم: شوفي هذا.. خذيه لك..
نورة: ليش؟! حق شنو؟!
مريم: انت بس خذيه.. هذا عشان أقدر أتصل فيك على طول و عشان ما نبعد عن بعض.
نورة: أي بس عمتي ما ترضى! و أصلا جوال من هذا؟!
مريم: هذا جوالي القديم و الرقم اللي فيه رقمي القديم بس صالح للإستعمال و عمتك مو لازم تعرف.. خليه عندك و كلميني فيه باليل بس..
سكتت و ما قالت شي لأن السالفة ما داشة مخها..
مريم و هي تضغط على نورة: يلا نورة.. والله راح أزعل إذا ما خذيتيه!
نورة خذت الجوال و هي ليلحين ما عاجبتها الفكرة بس ما تبي تزعل نورة في أي شي..
مريم: عمري انت والله! والله أموت فيك!
خذت مريم نورة و ضمتها بكل قوة.. بس نورة من غير ما تحس دزتها..
مريم: نورة شفيك؟!
نورة قامت و طلعت أول عذر طرا في بالها..
نورة: ريحتك كلها جقاير و عمتي راح تغضب إذا شمت هالريحة فيني!
مريم: هااا أوكي فهمت.. سموحة!!

وصل سايق نورة و قامت من مكانها عشان تركب السيارة
قامت مريم و نطت من مكانها و فتحت باب السيارة لنورة
نورة انصدمت من حركة مريم بس ابتسمت لها على اللي سوته..
مريم قبل ما تصك باب السيارة: أتصلي فيني أي وقت.. رقمي مخزن بالجوال
نورة: أنشالله.. نشوفك بكرة..
رجعت نورة البيت و راسها يعورها.. حست روحها مسخنة..
أول مرة تشوف و تعمل أشياء تعور الراس و البطن و الجسم كله في يوم واحد!
جلست على كرسي الصالة و هي حاسة أن كل اللي صار حلم
طلعت من جيبها الجوال اللي عطتها مريم و هي تطالعه بتمعن
و تتذكر كلام مريم و خطتها..
حست نورة بنوع من الندم أنها خذته منها بس هي كانت تبي تطيب خاطرها من بعد اللي صار لها مع أبوها.
ركبت نورة لفوق و كانت تبي تشوف عمتها قبل ما تنام
كانت خايفة من اللي راح تقوله لها من بعد روحتها لبيت مريم

طقت نورة باب غرفة عمتها و انتظرت رد منها
سلوى: دخلي نورة..
فتحت نورة الباب و دخلت راسها بس عشان تشوف كيف وجه عمتها
كانت عمتها مستلقية في السرير و قاعدة تقرأ كتاب
عمة نورة هي مبتسمة: شفيك دخلي!
نورة استغربت من حال عمتها.. توقعت تشوفها غضبانة منها..
سلوى: أمل اتصلت فيني و قالت لي أنك راح تكوني في بيتها تراجعوا فقمت و طرشت السايق ياخذك من هناك..
نورة و هي مستغربة: على الساعة كم قلتي له؟!
سلوى: على الساعة 9 و نص.. ليش هالسؤال؟!
نورة: لا ولا شي!
فهمت نورة أن لما السايق كان توه طالع من بيت عمتها و كان رايح لها بيت أمل أتصلت في نفس الوقت و خلته يروح لها بيت مريم.
حست نورة نفسها محظوظة هالمرة و أن الشر طاف من جنبها!
نورة: ممكن أروح أنام أحين
سلوى: أي أكيد.. تصبحين على خير..
نورة و هي تخرج من دار عمتها: و انتي من أهله.

تلك الليلة النوم بالنسبة لنورة كان صعب
كانت تتقلب و تتقلب و تتقلب.. حست بالخنقة
كل اللي كان يدور في بالها كل شي صار مع مريم في هاليوم
كيف كانت تضمها و كيف رمت الصحن و كيف دخنت
و كأن هالأشياء اللي تدور في بالها جزؤ من حلم لها
بس المشكلة هي أنه كله حقيقة و أن نورة ما نايمة أصلا"!
قامت نورة و جلست في مكانها و مسحت وجها بيدها
نورة: شنو اللي قاعد يصيدني! أول مرة أفكر في أحد كذا! حتى أمي ما أفكر فيها هالكثر.. لازم في تفسير!
طلعت نورة من تحت وسادتها الجوال اللي عطتها أياه مريم
و قعدت تطالعه.. تتصل فيها ولا؟!
نورة: أنام أحسن لي.. راح أشوفها بكرة..

قامت نورة من النوم و من بعد عناء كبير!
حست روحها ميتة من التعب و اللي متعبها زود سالفة السايق اللي لازم تهتم بها.
لبست نورة عبايتها المطرزة و سرحت شعرها و نزلت لتحت
سلوى: أشوفك لابسة عباية للمدرسة اليوم
نورة: قلت أغير شوي.. تعرفين شلون
ركبت نورة السيارة و راحت عالمدرسة
لما وصلت نزلت و انتظرت ليما يروح السايق من عند المدرسة
و راحت أركبت كروزر مريم اللي كانت ناطرتها
كانت نورة تحس بإحساس فرح أنها مع مريم رايحيين تدريبها و أنها راح تشوفها تلعب.. بس في نفس الوقت كان قلبها يعورها على اللي كانت تعمله..
وصلوا مريم و نورة عند النادي الرياضي اللي راح تتدرب فيه مريم في كرة القدم مع بنات فريقها كله.
كانت مريم لابسة لباس فريقها.. قميص أسود و كحلي و مكتوب عليه من ورا اسمها.. مع شورت قصير و جوتي رياضة.

قبل ما يدخلون النادي سمعوا صوت وحدة خشن ينادي مريم بلقبها من بعيد
"حمووووووووووووووووود"
إلتفتت نورة إلا تشوف وحدة "بوية" لابسة نفس مريم توها نازلة من سيارتها و معاها فاطمة رفيجة مريم..
مريم و هي تكلم نورة: هذي وحدة من الربع معاي في الفريق إسمها شيخة و تعرفين حبيبتها فطوم اللي وياها..
جات شيخة لعند نورة و مريم و عطت مريم لمة سريعة
شيخة: هلا أبوي ولهنا عليك!
مريم: إلا كلام بس.. ما في إتصال يالقاطع!
فاطمة: إلا أنتي اللي قطعتي..
قامت فاطمة و خزت نورة و ما أعطتها أي إعتبار أنها معاهم..
مريم: شيخو بعرفك على حبيبـ... أقصد صديقتي الجديدة نورة
شيخة مدت يدها لنورة عشان تسلم عليها..
شيخة: تشرفنا والله
نورة كانت مستغربة من مريم.. كانت شوي و تقول لشيخة أنها حبيبتها!
و فاطمة طبعا كانت طفشانة من اللي كانت بتقوله و هي أصلا ما تطيق نورة من بعد اللي صار بين مريم و شوق.

دخلوا كلهم للنادي و راحوا لعند الملعب اللي راح يتدربون فيه
مريم و شيخة راحوا لعند بقية فريقهم و لعند مدربتهم
نورة و فاطمة لازم يجلسوا على الكراسي اللي على الملعب يتفرجون بس
جلست نورة و جلست فاطمة بجنبها و كأنها تبي تكلمها في شي
كانت نورة مندمجة في مريم و هي تحرق للمباراة مع الفريق
و كانت الإبتسامة مو مفارقة وجها
فاطمة: شكلك وايد تحبينها..
نورة: شنو؟!
فاطمة: مريم.. شكلك حابتها و حابة القعدة وياها..
نورة: أي أكيد ليش لا..
فاطمة: أي بس هالحب.. بيتطور؟!
نورة: شنو قصدك يتطور؟!
فاطمة: يعني يوصل لحد الغيرة عليها من باقي البنات و أنك تبينها لك وحدها..
نورة: مستحيل هالشي! مريم صديقة غيري مثل ما هي صديقتي!
فاطمة: من اللي أنا أشوفه هي تعتبرك حبيبتها.. مو صديقتها.. الدليل نظراتها لك..
لا تستغربين لما أقولك أن لمريم وجه ثاني غير اللي تشوفينه.. ترى تحب أن يكون عندها بنت تدلعها و تقعد معاها على طول.. و تموت في حركات الحب.. الضمة و ربعها.. أظن أنك من النوع اللي ما يرضى بهالشي.
نورة: أنا ما أصدق هالكلام و خاصة منك لأني أدري أنك ما تبيني أكون مع مريم و صدقيني لما أقولك أن ما بينا إلا صداقة.
فاطمة: و صدقيني لما أقولك أن هذي بداية العلاقة بس.. الصداقة أول شي.. بعدين تبتدي مشاعر الحب عندك و بعدين بتحسين أنك ما تقدرين على فراقها و بعدين تشوفين روحك مستعدة تعملين أي شي عشانها و أي شي عقب خطير و ما أحب أقوله. فكري فهالكلام و تركيها أحسن لك قبل ما يفوت الوقت و تندمين و الصراحة بيني و بينك.. انتي مو من مستواها أصلا.. يعني ما تصلحون لبعض!

تنرفزت نورة من كلام فاطمة لها و كأنها تكلمها من غير نفس!
مشت فاطمة من عند نورة و راحت لعند شيخة قبل ما تبدأ المباراة التدريبية
قامت شيخة و ضمت فاطمة و نورة جالسة في مكانها تطالعهم و تذكرت كيف تضمها مريم بنفس الطريقة.
لفت نورة راسها إلا تشوف مريم واقفة بعيد تطالعها
قامت نورة و ابتسمت لها ابتسامة مزيفة لأن كلام فاطمة كان معور راسها!

يتبع مع الجزء 11: إشاعة و صدقوها
__________________
~*دلوعة السعودية*~
الفصل الحادي عشر: إشاعة و صدقوها

بدأت مباراة التدريب و جلست نورة لوحدها تشوف مريم و كيف تلعب بمهارة
كل ما تجيب جول تركض و تصرخ و نورة بس تطالعها و هي مستغربة من
هالحركات الصبيانية!
خلص التدريب و كانت الساعة 11 ظهرا..
شيخة و هي تمشي مع فاطمة: نشوفك على خير حمود يالكريه
مريم: فاطمة عطي اللي معاك منظرة خل تشوف شكلها حمد الله و الشكر.. حمد
الله و الشكر!
شيخة: سخيف الرد بس لأنها منك صار حلو..
مريم: أووووه فاطمة مفروض تغيرين.. قاعدة تغازلني
فاطمة: هههههه إلا تجاملك و انتي الصاجة.. كل شي منك و معاك دايما كريه!

فهمت مريم أن فاطمة تقصد نورة بس سكتت عنها عشان خاطر شيخة
جات مريم لعند نورة و هي تنافخ و حاسة روحها ميتة من التعب
مريم بصوت رايح: آآآآآخ تعبانة.. شرايك في لعبي؟
نورة: أوكي..
مريم بسخرية: أوكي؟! بس أوكي!! أنا ذابحة روحي و تقولين لي أوكي بس!!
نورة بحمق: شنو تبيني أقول.. روعة ووووووه فضيع!!
و قامت نورة من مكانها و طلعت برع للمواقف
مريم وقفت في مكانها تبي تستوعب شنو توه صار
وقفت نورة في المواقف تتلفت و هي متضايقة
جات وراها مريم و هي واصلة حدها!
قامت مريم و سحبت نورة من كتفينها و مسكتها بقوة و كانت حدها غضبانة
مريم بحمق: كيف تكلميني بهالطريقة! شايفتني من أنا عشان تكلميني كذا! هــا!
نورة حست بالخوف من ردة فعل مريم.. و لاحظت مريم هالخوف من عينها
تركت مريم نورة و مشت شوي عنها و هدأت نفسها
نورة وقفت و هي تمسح على كتفينها اللي ألمها ضغط مريم عليهم
مريم و هي تلتفت على نورة: آسفة نورة ما كان قصدي..
سكتت نورة و هي تطالع الأرض..
مريم: نورة أنا ما عرفت كيف أتصرف لما صرختي علي.. إذا مضايقتك في شي
قولي لي..
نورة: مو انتي اللي مضايقتني..
مريم: إنزين.. يعني هالشي اللي مزعلك.. يخصني؟!

نورة سكتت و الدمعة شوي و تنزل
مريم راحت لعندها و حطت يدينها على وجه نورة
مريم بصوت خفيض: نورة.. شفيك عمري؟!
مرة وحدة نورة خذت يدين مريم و دزتهم عن وجها
نورة: هذا الشي اللي مضايقني!
مريم: شنو قصدك بهذا؟! أي شي؟!
نورة: كيف تلمسيني و طريقة كلامك لي.. مريم أنا أهم شي عندي سمعتي!
مريم و هي متعجبة من كلام نورة: وش دخل سمعتك في هالشي؟!
نورة: البنات مريم.. البنات يتكلمون عنا بطريقة ما تعجبني! يقولون عنا كلام ما

ينطاق! و سمعتي تأثرت وايد!
مريم: نورة إذا بتسمعين كلام البنات والله راح تعبين!
نورة: لا يا مريم الغلط غلط و ما له دخل في كلام البنات و أصلا هو الشي اللي
يخلي البنات يتكلمون في البـداية!
مريم: أي غلط! أنا ما أشوف أي غلط فينا!! شنو قصدك؟!
نورة من القهر حطت إيدها على راسها و حست أن راح يغمى عليها

نورة و هي تصرخ: مريم شوفي شكلك! هذا مو شكل بنت! و البنات لما يشوفوني
معاك على طول يظنون أن أحنا حبايب!
مريم بكل ثقة: شكلي أنا حرة فيه! و من قال أن أحنا مو حبايب؟!
نورة ما صدقت الكلام اللي قالته مريم توها
نورة: شنو؟! مريم أنا مستحيل أكون حبيبتك.. أنا صديقتك مو أكثر و حتى كل

من أعرفه خايف علي منك و ما تم من تحذير ما عطوني!
مريم: أنا ما راح أعمل أي شي يأذيك! مستحيل! بس نورة فتحي عينك و شوفي
كيف أحنا مع بعض! حتى الحيوان راح يفهم أن أحنا حبايب! كل هذا و ما تسمين
نفسك حبيبتي.. أعزك و تعزيني.. أخاف عليك و تخافين علي.. أبغى مصلحتك و
تبغين مصلحتي..

سكتت نورة و هي تطالع مريم و حست أن كلامها حقيقة!
مريم و هي تشوف نورة بالعين: أحبك و تحبيني..
سكتت مريم و هي تطالع نورة و كانت ناطرة رد منها على اللي قالته توها
نورة ما ردت على مريم و بس تمت ساكتة.. شنو ترد عليها!
مريم: نورة.. أنا أحبك و أنتي تحبيني.. صح؟!
نورة بكل هدوء: أي أكيد أنا أحبك.. و كيف ما أحبك بعد كل اللي بينا.. بس
علاقتنا ما تتعدى الصداقة مريم.. هالشي حطيه في بالك من اليوم و رايح..
مريم ما قدرت ترد على كلام نورة.. لأنها فهمت أن ولا كلمة منها راح يغير
مفهوم نورة..
مريم و هي مبتسمة: إنشالله.. بس مو يعني ما نعامل بعض غير.. نتم على نفس
هالجو الجميل اللي بينا لأن بصراحة من غير أي سبب أساسي أنا وايد أرتاح
لك.. و حرام كل هذا يختفي بسبب كلام البنات التافه و صدقيني أنا أعرفهم أكثر
منك و أنهم يقولون كل هذا لأنهم يغييرون منك!
نورة: يغييرون من شنو يعني؟!
مريم: من وايد أشياء.. من صداقتنا.. من طلعاتنا مع بعض.. من جمالك..
وقفت نورة تناظر مريم و هي تحس نفسها محظوظة أن عندها مريم
فهالكلام مستحيل تسمعه من أحد ثاني و عمرها ما سمعته من أحد
مريم: و لأبين لك كيف أنتي مهمة لي في حياتي..

ركضت مريم لعند سيارتها و ركبت ورى و طلعت "cutter"
السكينة الصغيرة اللي يستخدمونها لتقطيع الأوراق..
و جلست مريم في السيارة فيء مكانها
راحت نورة لعندها لتشوق شنو قاعدة تعمل مريم
و الصدمة الكبيرة اللي صادتها..
مريم حفرت إسم نورة على يدها بالسكين

نورة: مريم!!! شنو هذا؟!
مريم: أنا ما قلت لك راح أبين لك أهميتك عندي.. أحين إسمك راح يكون معاي
وين ما أروح!
نورة: مريم من صجك! هذا حرام لأنه تعذيب!
مريم: إسمك تعذيب لي! إلا عسل على قلبي!
نورة: مريم أنا ما أحب هالحركات التافهة اللي ما لها معنى!
خذت نورة يد مريم و قعدت تشوف الجرح اللي على إسمها و كيف شكله يألم!
نورة: شوفي كيف الدم طالع من الجرح و كيف يدك محمرة! ليش تعملي كذا
مريم! ما كان له داعي!!
مريم و هي تضحك: بصراحة وجهك يونس لما تكونين خايفة علي كذا!
نورة: و بكل صراحة ما أقدر أقول إلا الله يهديك!
مريم: و يهدي الجميع معاي!

طالعت مريم ساعتها إلا تشوف أن الساعة 11:20
مريم: تم وقت طويل على نهاية دوام المدرسة.. أمشي أبي أشوف ربعي..
نورة: نروح أحين! الوقت متأخر ما راح يدخلونا!
مريم: دام إنتي معاي غصبا عنهم يدخلونا!
ركبت نورة مع مريم في السيارة و مشوا من عند النادي
وصلوا لعند المدرسة و نزلوا مع بعض
نورة: مريم راح ندخل الحصص المتبقية طبعا؟!
مريم: فديت برائتك! أمووووت فيها! لا نوري راح ندور شوي مع بعض
نورة: و ليش ندور في المدرسة؟! من حلاتها!
مريم: عشان يشوفونا البنات..
نورة سكتت و هي مستغربة.. شفيها مريم وايد هامها أن البنات يشوفونهم مع
بعض.. هل في بالها شي محدد!!

دخلت نورة و مريم المدرسة و الحارس ما قال ولا كلمة
و هالشي إستغربت منه نورة.. كانت مريم لابسة ملابس فريقها و لا يوجد فيها أي شي يثبت أنها طالبة بهالمدرسة!
مشت نورة مع مريم في الممرات و كانوا كل البنات اللي في الصفوف يطلون من باب الصف ليشوفونهم
و البنات اللي في الممرات يطالعونهم بنظرات تعجب
وصلوا مريم و نورة لصالة الرياضة
لما دخلوا كانت سمر و باقي ربع مريم جالسين على الكراسي و كان عددهم يفوق العشرين بنت!

حست نورة بعدم الإرتياح بسبب نظرات البنات لها و كأنهم حاقدينها على كونها المكان اللي هي فيه مع مريم.. خاصة فاطمة اللي إستغربت نورة من كونها هناك..
سمر: حمووووود شجابك هنا؟! مو كأن عندك تدريب؟!
مريم: خلصنا التدريب.. و بعدين شدخلك!
ضحكوا البنات على رد مريم
نورة إستغربت.. مريم ما قالت شي يستحق كل هالضحك!
و لاحظت كمان أن نظر كل هالبنات و إهتمامهم و تركيزهم كله على مريم..
و أن لما تقول شي الكل يصيير آذان صاغية و اللي فيه خير يتكلم!
جلست نورة مع مريم و ربعها لمدة ساعة و هي بس ساكتة تسمع سوالفهم
معظم كلامهم كان عن أن "فلانة" تحب هالبنت و أن "فلانة" تركت هالبنت..
حست نورة بالملل.. لأن هالسوالف ما تعجبها أبدا بس ما قالت شي عشان خاطر مريم
كانت سرحانة في الجرح اللي في يد مريم اللي عملته قبل مدة قليلة و مرة وحدة حست بالخوف أن أحد البنات يلاحظ!

مرة وحد تقوم فاطمة و تسحب إيد مريم و تشوف الجرح
فاطمة بتعمد بصوت عالي: مريم شنو هالجرح اللي في إيدك أول مرة أشوفه
و كل البنات سكتوا و طالعوا الجرح
سمر: نورة! ليش تكتبين نوــ..
قامت حصة و نغزت سمر بأن تسكت لأن الكل يدري ليش مريم كاتبة نورة بالجرح! سكتت سمر و فرت وجها
البنات ساكتين و هم يطالعون نورة و ناطرينها تتكلم أو أن يكون لها ردة فعل!
مريم كانت ساكتة و تطالع نورة.. كانت تدري أن هالموقف بخلي نورة تزعل
مريم بكل هدوء: نورة أقرب وحدة لي الآن.. و هذا السبب الوحيد
الكل إنصدم من رد مريم.. حتى نورة..
توقعوها ما تعترف بهالشي جدام هالعدد من البنات!
فاطمة: أشوف بعض الناس نسوا حبهم القديم و ردوا حبوا من أول!
نورة إنقهرت.. لمتى تسكت! لازم توقف لنفسها و إذا ما ردت على فاطمة ذيك الحزة بتكره نفسها!
نورة: لو سمحتي لا تقطين نغزات على كيفك! أنا صديقتها مو أكثر و مو أقل و اللي صار مع شوق ما لي دخل فيه و مريم حرة باللي تعمله!
فاطمة: عشتوا! طلع اللسان و طلعت الهادئة على حقيقتها! أنتي تعرفين شنو أنتي بالنسبة لكل البنات اللي جالسين هنا؟! ولا شي.. ولا حتي نسمة هوا.. انت مخفية و من المستحيل أن وحدة مثل مريم تحبـــ..
قامت مريم و قاطعت فاطمة و هي تصرخ: فاطمة خلاص!! بس زهقتيني منك!!

قامت مريم من مكانها و طلعت من الصالة و نورة قامت معاها
كل البنات اللي في الصالة قاموا عن فاطمة و ولا أحد تم قاعد معاها..
اللي سوته و قالته كان في قمة الحقارة و تستاهل اللي يصيير لها..
نورة تمت تمشي ورا مريم و كانت مريم تمشي بسرعة و هي محمقة بين زحمة البنات اللي كانوا طالعين للهدة..
و نورة كانت تبي توصل لعند مريم بأسرع وقت ممكن
و لما وصلت لعندها حاولت توقفها بس ما في فايدة
ليه ما آخر شي قامت مريم و وقفت بنفسها بجنب باب المدرسة
مريم بحمق: هالتافهة اللي إسمها فاطمة مفروض تشوف حالها و بعدين تتكلم عن حالة غيرها! أنا ما فاهمة ليش هي كذا عليك!
نورة: مريم ما يخصك منها! هي منقهرة من أول ما شافتني في التدريب!
مريم: بصراحة صدمتيني اليوم.. كبف رديتي عليها..
نورة: أنا ليلحين منصدمة و مو مصدقة أن أنا هي اللي ردت كذا!
مريم: المهم.. إنسي سالفة فطوم السبالة شوي و خل نتكلم عن الغذا.. شرايك في بيتنا؟!

سكتت نورة و قعدت تفكر بأن مافيها شي يلا..
نورة: عاد بسرعة لأن لازم أرجع البيت من غير ما أتأخر..
ركبت نورة مع مريم و السيارة جدام بنات المدرسة كلهم و صارت عيون البنات كلها عليهم!
أول ما دخلوا بيت مريم كانت أمها جالسة تشاهد التلفزيون مع أخو مريم الصغير راشد
أم مريم: هلا بنورة.. نورتي البيت والله
نورة: هلا خالتي شلونك؟!
أم مريم: الحمد الله..
جلست مريم جدام أمها و خذت تفاحة من سلة الفواكه اللي جدامها
و مرة وحدة تركيز أم مريم صار على جرح مريم بدال التلفزيون
لو كانت شايفة جرح متعمد طبيعي لو ردة فعلها بتكون عادية بس لأن الجرح على إسم نورة.. ما قدرت تصدق اللي تشوفة و بدأ الشك في قلبها ينولد!
مريم: يمه أنا و نورة بنروح فوق داري.. إذا الغدا برز نادي..
أم مريم بس هزت راسها فوق و تحت من غير أي كلام و عينها ليلحين على الجرح
كانت مريم ناسية موضوع الجرح

ركبت نورة مع مريم لدارها و كانت نورة تحس بالسعادة حتى لو مصائبها مو قليلة..
بس تقريبا كل مشاكلها إنحلت.. هي خسرت العنود و هدى بس إكسبت مريم.. هي خسرت حنان أبوها و أمها بس عندها مريم تراعيها أحين..
من بعد اللي صار اليوم نورة شافت مريم بنظرة مختلفة و أصبحت تبغي تحبها لأنها كبرت بعينها!

قامت نورة و ضمت مريم.. مريم إنصدمت صدمة قوية
لأن هذا مو من طبايعها..
قامت مريم و هب ميتة من الفرحة و ضمت نورة بقوة أكثر..
نورة: شكرا على اللي سويتيه.. ما قصرتي
مريم: حتى أنتي ما قصرتي بصراحة..
سكتوا شوي و هم يشوفون بعض بنظرات جديدة!
نورة: اللي قلتيه عني خلاني أبكي! لأن وناستي واصلة حدها!
قامت مريم و ضمت نورة من جديد بس هالمرة طولت
و مرة وحدة تفتح أم مريم باب الدار و تشوفهم ضامين بعض
و تحس بالغضب اللي ما له حدود!
أم مريم بحمق: شصاير؟! أبي تفسير أحين أحين!!!!


يتبــع مع الجـــزء 12 الــكل ضــدي
__________________
~*دلوعة السعودية*~
الفصل الثاني عشر: الكل ضدي

وقفوا نورة و مريم و هم يطالعون أم مريم و هم منصدمين من اللي قاعد يصيير
مريم: يمه شفيك تصرخين؟! شنو صاير؟!
أم مريم: أنا بقولك شنو صاير.. هالبنت اللي معاك مخربة عقلك و مخليتك تعملين كذا بيدك..
مريم غطت الجرح اللي في إيدها من غير ما تحس و نورة كانت ساكتة و خايفة من اللي راح يصيير
أم مريم و هي تكلم نورة: تكلمي لا.. شفيك ساكتة؟!
نورة ما قدرت تستحمل بدأت تبكي بصوت خفيض
لما مريم شافت أن نورة بدأت تبكي.. ما قدرت تسكت
مريم: شفيك انتي ما صار شي و ولا أحد مخربني و اللي في يدي أنا عاملته عن نفسي و مو نادمة عليه!
أم مريم بحمق: الله أكبر عليك! أحد يكلم أمه بهالطريقة! وين مربيينك في الشارع! مريم لا تخليني أعمل شي ما ودي أعمله!
مريم: جاية لعند داري تصرخين على رفيجتي و تتهمينها بشي هي ما سوته و كل هذا و ليلحين ما عملتي شي!
أم مريم و هي تصرخ: مريم والله أنــــ..
مريم و هي تقاطع أمها: خلاص لا تقولين شي أكثر ما راح أقعد في هالبيت مليت.. أبوي من صوب و انتي من صوب و حتى ربعي ما عادوا يريحوني.. زهقت من كل من!

سكتت نورة و وقفت تشوف مريم و هي منقهرة
طلعت مريم و هي محمقة من دارها و تمت نورة مع أم مريم لوحدهم
أم مريم بحمق: شفتي شسويتي! أنتي دمرتي حياة بنتي ياللي ما تستحين!
نورة بصوت واطي: أنا ما عملت ولا شي.. والله ما عملت شي!!
أم مريم: بس ولا كلمة.. راح تندمين! تقلبين بنتي الوحيدة على أمها و أبوها و ربعها و تخلينها بهالحالة! أنا مو عمية أشوف.. أدري أن شوق ما عادت تجي لهنا بسبب شي عملتيه.. خلاص ما أبي أشوفك مع مريم!
ردت نورة تبكي و ركضت لبرع دار مريم
طلعت لعند باب البيت كانت راح تمشي للبيت بس مريم كانت واقفة عند باب البيت تنتظرها..
سحبت مريم نورة من يدها عشان تكلمها
مريم: نورة.. اللي صار توه.. والله ما لك أي دخل فيه لا تزعلين علي
نورة و هي تمسح دموعها: أدري مريم.. بس أنا خلاص تعبت.. ما أبي أعمل لك مشاكل أكثر..
مريم: يعني شنو راح تعملين؟! تقطعين علاقتك بي؟!
نورة: إذا هذا هو الحل.. أي

مشت نورة من عند مريم و هي تمشي في الشارع و مو عارفة وين رايحة
مريم مشت وراها و هي محمقة
مريم و هي تمشي وراها: نورة.. نورة شنو هالكلام.. تقطعين علاقتنا بعد كل اللي صار
نورة و هي تلتفت على مريم: مريم علاقتنا شهر ما صار لها!
مريم: شهر بس كأنه سنين بالنسبة لي.. وقفنا مع بعض طول هالمدة
نورة: و وقفتنا مع بعض شكلها ما كان الكل راضي عليها
مريم: و يعني لازم نسمع كلام الكل..
نورة: مريم أنت شكلك ما قادرة تفهمين.. أنا طول حياتي كنت أعيش و كأني مخفية.. ما كنت أتكلم عن أحد و ولا أحد عمره تكلم عني.. كنت مرتاحة..
مريم: مرتاحة؟! من صجك كنتي مرتاحة؟! أنا أكثر وحدة أعرفك.. ما كنتي مرتاحة
نورة: و انتي شعرفك فيني مريم.. أنا مو مثلك و مثل ربعك.. أنا غير
مريم بحمق: شنو غير فيك.. ها؟! أنت تمثلين نورة.. تدرين أن الكل ماخذ فكرة عنا أن أحنا حبايب و عاملة نفسك متضايقة و انتي في الحقيقة فرحانة!

ما عرفت نورة كيف ترد على مريم.. اللي قالته لها خلها تحس أنها راح تنفجر
نورة: خلاص مريم ما أعرف شلون أكلمك.. بس خلاص أبغي أروح البيت
مريم هدأت من نفسها شوي لأنها شافت نورة وايد تضايقت منها
مريم: شوفي نورة.. تبغين تقطعين علاقتك فيني ما عندي مشكلة دام هذا اللي تبينه.. بس لا تمشين لوحدك كذا.. بوصلك للبيت على الأقل..
سكتت نورة و فكرت أن مافي أي طريقة ثانية توصلها للبيت..
هزت نورة راسها فوق و تحت أنها راضية
مشت نورة مع مريم لعند سيارتها و هم ساكتين
طوال الطريق مريم كانت مريم تلتفت على نورة بس نورة ما كانت تناظرها بالعين حتى
وقفت مريم سيارتها عند بيت نورة و جلسوا في مكانهم ساكتين
نورة بصوت خفيض: وين راح تنامين الليلة؟!
مريم: أمممم.. راح أشوف شيخو إذا عندها مكان لي
نورة: شكرا أنك وصلتيني..
نزلت نورة من السيارة و دخلت البيت

أول ما دخلت سمعت صوت ضحك جاي من الصالة
إلا تشوف عمتها جالسة مع هدى و أمل
وقفت نورة و هي منصدمة باللي تشوفه
شنو اللي جاب هدى و أمل لبيتهم بعد هوشتها مع هدى
سلوى: نورة شفيك واقفة؟! تعالي جلسي مع هدى و أمل.. توهم يقولون لي أنهم ولهانين عليك..
سكتت نورة و راحت جلست عند عمتها من غير ما تقول أي كلمة..
سلوى: راح أخليكم أحين.. تأخر الوقت ولازم أنام.. تصبحون على خير..
أمل و هدى مع بعض: و انت من أهله
نورة: و انتي من أهله عمتي
ركبت عمة نورة لفوق و خلت الثلاث لوحدهم
هدى قامت من مكانها و راحت جلست بجنب نورة
هدى: نورة أنا.. بصراحة أنا آسفة على اللي صار..
نورة كانت متضايقة من سالفة مريم فلما سمعت اللي قالته هدى بكت من جديد..
نورة: هدى أنا كنت الغلطانة.. أنا آسفة..
قامت هدى و ضمت نورة و هي تبكي و أمل كانت شوي و تبكي معاهم..
هدى: أنا أصلا أدري أن مستحيل يكون عندك هالسوالف بس كنت متشككة.. والله لو ما كان عندي أمل راح يبقى هالشك و راح نفترق..
نورة قامت و طالعت أمل..
نورة: الحمد الله أن عندنا أمل..
هدى: نورة أنا ما عندي مانع أنك ترافجين مريم.. بالعكس عادي أنا ما أقدر أتحكم فيك انتي حرة و..
نورة و هي تقاطع هدى: لا تخافين أصلا خلاص تفارقنا..

سكتت هدى و هي منصدمة من كلام نورة
هدى: لا تقولين أنكم إفترقتوا عشاني؟!
نورة: لا لا بس حسيت أن اللي بينا غلط.. و بس
هدى: زين عيل بروحك فهمتي شنو صح و شنو غلط..
ضحكت نورة ضحكة مصطنعة لأنها تدري أن علاقتها بمريم كان شي مهم بالنسبة لها و هي ما تدري شلون راح تتخطاها..
أمل: أنزين نورة يا قمر لازم نخليك أحين.. تأخر الوقت..
هدى: أي لازم تقومين من وقت للمدرسة.. أنا وايد فرحانة أني كلمتك
نورة: أنا بعد وايد فرحانة..
هدى: نشوفك بالمعهد..
نورة: انشالله
__________________
ركبت نورة فوق لعند دارها و حالتها نفس كل يوم من بعد ما رافجت مريم.. عوار راس و لوعة!
بس في نفس الوقت حزينة على اللي صار بينها و بين مريم..
إنسدحت نورة على السرير و هي ما قادرة تنام
قمت و حطت يدها تحت وسادتها إلا تحس بشي صلب تحتها
طلعته إلا كان الموبايل اللي عطتها مريم.. كانت ناسية عنه..
قعدت تشوفه لمدة و هي تفكر.. "شنو قاعدة تسوي مريم في هاللحظة"
مرة وحد يرن الموبايل في يد نورة و حست روحها ميتة من الخوف
ما قدرت تعمل شي إلا ترد عليه.. أكيد مريم..
قامت نورة و ردت على الإتصال و هي ساكتة.. إلا تسمع صوت مريم..
مريم: ألوو.. نورة
نورة: مريم؟! شفيك؟!
مريم: نورة زين رديتي.. خفت أنك ما تردين.. شوفي برع شباك دارك
نورة: شنو؟؟!!
مريم: بس انتي شوفي و راح تعرفين..
قامت نورة من السرير و راحت لعند الشباك..
إلا تشوف مريم واقفة عند سيارتها و هي تكلمها
نورة و هي منصدمة: شنو تعملين عن بيتنا هالحزة يالمجنونة!!
مريم و هي تضحك: كنت أبي أفاجئك!
نورة: مريم! ما فهمتيني لما قلت لك أبي أقطع علاقتك بي!
مريم: فهمتك بس أبي أكلمك شوي..
نورة: تكلميني! قولي اللي عندك أحين بسرعة..
مريم: لا مو على الموبايل.. فتحي لي باب البيت..
نورة: شنو؟! لا لا ما أبغي مشاكل..
مريم: ليش من في البيت هاللحظة؟!
نورة: أنا أعيش بس مع عمتي..
مريم: وين هي أحين؟!
نورة: نايمة.. ليش مريم شصاير؟!
مريم: فتحي الباب و راح أقول لك..

ما قدرت نورة ترد طلب مريم لأن شكلها السالفة جد
نزلت نورة لعند باب البيت و فتحته
دخلت مريم و وقفت في مكانها و هي تشوف نورة و هي مبتسمة
نورة كانت خايفة أن عمتها تقوم من النوم و تشوفها مع مريم هالوقت من الليل.. ما كانت تبي مشاكل أكثر..
نورة: تدرين وقفتنا هنا تخوفني.. أمشي معاي لداري..
لما سمعت مريم كلمة "داري" من نورة إبتسمت من غير ما تحس
ركبت نورة مع مريم لدارها و قفلت نورة الباب من وراها..
نورة و هي تجلس على حافة السرير: مريم قولي اللي عندك بسرعة ما أبي مشاكل أكثر..
مريم قامت و جلست جدامها على ركبها
مريم: نورة تدرين أني ما قدرت أنام الليلة..
نورة و هي ترفع حاجبها: أنزين و..
مريم: و أن بعد ما وصلتك البيت حاسة بالحرقة في بطني.. تدرين ليش؟!
نورة بسخرية: لا! يمكن لأنك ما تاكلين شي و تدخنين
مريم و هي تضحك: لا نورة! لأني ما أقدر أتخيل روحي من غيرك..
نورة قامت من مكانها و هي محمقة: مريم انتي من صجك ما تفهمين!
مريم قامت و راحت لعند نورة و لزقت فيها..
مريم و هي تهمس في إذن نورة: نورة يعني انتي تقدرين تبقين من غيري؟!
سكتت نورة و طالعت الأرض..
مريم: أدري أنك ما تقدرين و ما تقدرين تكذبين هالشي.. لأن أنا و أنتي نكمل بعض..

نورة بس تمت ساكتة.. ما عارفة شلون ترد على كلام مريم
مريم: نورة شفيك ساكتة ردي علي..
نورة: تبين أقولك ليش ما أقدر أفارقك.. لأني وقفت في وجه الكل عشانك.. الصديقة الوحيدة اللي جات و كلمتني أول يوم مدرسة ما تكلمني أحين بسبب علاقتنا.. قمت و طنشت كلام البنات اللي ما ينطاق عشانك.. غير الهوشة مع أمك.. من هالأشياء قلبي يعورني إذا فارقتك..
نورة جلست على طرف السرير و بدأت تبكي
مريم: يا ربي على هالبنت الحساسة كل تبكي!
نورة: شنو تبيني أعمل!
مريم جلست بجنب نورة: أنزين آسفة.. أنتي بس هدي شوي.. وايد تحاتين نوري..
سكتت نورة شوي و هي تشوف مريم..
مريم: انتي بس حطي راسك و نامي شوي..
قامت مريم و خلت نورة تحط راسها على الوسادة و غطتها باللحاف

راحت مريم لعند الطرف الثاني من السرير و حطت راسها على الوسادة بجنب نورة
فتحت نورة عينها لأن حست بمريم كونها جنبها
مريم: نورة تزاعلت مع شيخة و أحس روحي راح أموت
نورة قامت و جلست في مكانها و هي تشوف مريم و الصيحة في عينها
نورة: ليش؟! شفيها؟!
سكتت مريم و هي تشوف ايدها المجروحة
مريم: فاطمة قالت لها كل شي و خلتها تزعل علي و أنا مو مصدقة أن هالحقيرة قلبت شيخة علي!
نزلت دمعة من عين مريم و مشت على خدها ليما إختفت
نورة حست بالذنب أكثر من اللي هي حاسته
مريم ضمت نورة بكل قوة و هي تبكي
مريم: نورة أنا ما عندي أحد في الدنيا أحين إلا إنتي.. ما عندي عايلة و ما عندي ربع.. بس إنتي!
نورة سكتت ما عرفت شنو تقول..
مرة وحدة سكتت مريم.. طالعتها نورة إلا تشوفها نايمة
شكلها شكل طفل ما نام من أيام و التعب غالبه
نورة و هي تفكر: أحين شسوي و هي نايمة كذا!
قامت نورة من مكانها بكل رقة عشان ما تقعد مريم من النوم
طلعت من خزانتها لحاف و خذت الوسادة اللي بجنب راس مريم
فرشت لها على الأرض و نامت

صار صباح اليوم الثاني.. فتحت نورة عينها إلا تشوف عمتها واقفة جدامها
سلوى: نورة حبيبتي قومي..
مرة وحدة نطت نورة من مكانها لأنها تذكرت أن مريم نايمة على سريرها!
نورة حست بالخوف من اللي راح تقوله عمتها بأن مريم نامت في البيت و هي ما تدري
سلوى و هي مستغربة: نورة ليش تاركة السرير خالي و نايمة على الأرض؟! شصاير؟
نورة و هي تلتفت على السرير: خالي؟!
مريم ما كانت نايمة في السرير و هالشي خله نورة تستغرب!
ركضت نورة لعند شباك دارها إلا تشوف كروزر مريم مو موقفة عند بيتهم
نورة و هي تكلم روحها: شكلها راحت!
سلوى: من اللي راحت؟! نورة حلمانة انتي؟!
نورة: لا لا.. بس ليلحين نعسانة شوي..
سلوى: إنزين غسلي وجهك بسرعة لأنك راح تتأخري على المدرسة
__________________
جلست نورة في السيارة في طريق المدرسة و في بالها سؤال واحد..
ليش مريم طلعت من البيت من غير ما تقول لها..
وقفت السيارة و نزلت نورة و شافت سيارة مريم موقفة في مواقف المدرسة
دخلت نورة الصف و مثل دايما ما حضرت طابور الصباح و على طول راحت الصف
دخلت نورة الصف و جلست في مكانها منتظرة بأن يخلص الطابور و يجون باقي بنات الصف و المعلمة
دخلوا البنات الصف و كلهم لما يدخلون يطالعون نورة بنظرات حقيرة أو نظرات تعجب
البنت اللي ورا نورة و هي تكلم البنات اللي بجنبها: ما أصدق هي حبيبة مريم الجديدة
بنت ترد عليها: اييي حمد الله و الشكر خلصوا بنات المدرسة.. هالبنت من بعد شوق
بنت ثالثة: أنا أحلى!
البنات كلهم يضحكون مع بعض
نورة سمعتهم بس يضحكون حست بأن عليها و تضايقت
بس تشتت انتباءها لما سمعت البنتين اللي بجنها يكلمون بعض
"درستي لإختبار التاريخ؟"
"أي ذبحني وااايد صعب.. شنسوي!!"
نورة حست بقشعريرة في جسمها!! نست عن الإختبار!
طلعت من شنطتها كتاب التاريخ و قعدت تتصفح و تقرا بسرعة
بس ما في فايدة المعلمة دخلت و البنات فرقوا الطاولات
المعلمة: يلا يا بنات دخلوا الكتب بسرعة و..
قبل ما تكمل المعلمة كلامها دخلت طالبة و معاها ورقة لها
المعلمة: نورة.. روحي لعند المشرفة ضروري..
و بدوا بنات الصف يتكلمون عنها و هي توقف من مكانها و تمشي

اللي حصل نفس السيناريو اللي حصل آخر مرة لما أبوها كان عند المشرفة
لكن هالمرة نورة ما أعطت أي إعتبار لنظرات البنات لها و كلامهم و بكل سرعة راحت لعند المشرفة
وصلت نورة لعند باب المشرفة و خذت نفس قبل ما تدخل
لأن دخلتها لهالغرفة آخر مرة ما كانت فيها بركة..
طقت نورة الباب و إنتظرت رد
المشرفة: إدخل..
إفتحت نورة الباب إلا تشوف المشرفة جالسة و بجنبها..

أم مريم..
كانت أم مريم تناظرها بنظرات غضب و المشرفة كان مبين عليها الحزن
المشرفة: دخلي نورة نبي نكلمك في موضوع..
دخلت نورة و وقفت عند طاولة المشرفة
المشرفة: نورة انتي تعرفين ليش ناديناك هنا اليوم؟
نورة بكل هدوء: لا
أم مريم بحمق: لا تعملين روحك ما تعرفين! المشرفة تعرف كل شي..
المشرفة: أم مريم طال عمرك مو لازم نتعامل مع الموضوع بالصراخ..
أم مريم: لا أنا فيني حرة عليها.. أنا بس أعرف كيف تقبلون بنات مثلها في هالمدرسة!
نورة وقفت و عينها تدمع من الكلام اللي تسمعه
المشرفة: نورة أنا ما توقعت هالشي منك.. لما جات عمتك لعندي و قدمتك لهالمدرسة أنا ما شفت ولا سبب ان ما نقبلك عندنا لأن كان مبين عليك أنك بنت محترمة من عايلة مرموقة و في النهاية يخييب ظني فيك!
نورة بصوت مهتز: أنا ما عملت شي..
أم مريم بحمق: كذابة!
المشرفة: أم مريم لو سمحتي خلنا نتعامل معاها بهدوء..
سكتت أم مريم و هي تطالع نورة بنظرات حقيرة
أم مريم بطريقة هادئة: حضرة المشرفة هالطالبة اللي عندكم قلبت بنتي علي و خلتها تطلع من البيت.. لازم ما تسكتون على اللي سوته لأنها مصدر خراب في المدرسة!
المشرفة: راح ناخذ القرار المناسب لهالمسألة و صدقيني راح ترتاحي..
أم مريم و هي تقوم من مكانها: مشكورة على وقتك و أدري أني أقدر أعتمد عليك في حل هالمشكلة
المشرفة: أكيد.. مريم بنتنا و من واجبي أهتم فيها..

طلعت أم مريم و تمت نورة واقفة بروحها مع المشرفة
المشرفة: نورة.. أنا ما أصدق أن كل هذا يطلع منك
نورة و هي تبكي: والله ما عملت شي! ليش ما تصدقوني!
المشرفة: نورة.. أم مريم توها قالت لي كل شي بينك و بين بنتها.. و حتى عن الجرح اللي على إيدها اللي على إسمك!
نورة: و ليش تحطون الذنب كله علي! أنا ما عملت شي!
المشرفة: يعني تقولين أن لازم نعاقب مريم بعد..
نورة و هي تقاطع المشرفة: لا لا!! لا تعاقبينها!
المشرفة: يعني ما تبغينا نخبر أهلها إن هي لها دور كبير في هالمسألة
نورة: إذا عمتي ما تدري ما أشوف سبب إنكم تخبروا أهلها
المشرفة: و من قال أن ما راح نخبر عمتك؟!
نورة بكل صدمة: شنو؟! لا.. لا.. لا تخبرون عمتي..
المشرفة: هذا أقل شي راح نعمله.. أم مريم كانت وايد مستائة و الأشياء اللي قالت لي تتطلب الفصل
نورة بصدمة: فصل!
مشت نورة خطوتين على ورى و جلست على كرسي كان وراها
المشرفة: شنو تتوقعين من هالتصرفات.. الشذوذ في المدرسة منتشر و أي وحدة نعرف أن لها هالصفة نفصلها على طول!
نورة: شذوذ! أنا ما عندي هالصفة! عمري ما فكرت بهالصفة!
المشرفة: والله لو علي صدقتك بس عندي شاهد.. أم مريم قالت لي كل شي! أحين أنا بطرش أحد يجييب أغراضك و انتظري برع عند غرفتي ليما يصل أحد ياخذك..

نورة ما قالت شي بس بكل هدوء طلعت و الدموع تنهمر من عينها و جلست عند غرفة المشرفة
حست بقهر عمرها ما حسته..
صداقتها مع مريم الكل حاسبها شي ثاني و لو تكلمت من اليوم لبكرة..
ولا أحد بصدقها..
كانت تهز رجلها و متوترة لآخر حد..
و حست بشي كرهت نفسها أنها حسته.. حست بأن لازم يفصلون مريم بعد!

يتبــع مــع الجــزء الثــالث عشــر
__________________