~لولان~
~لولان~
كلي شوق لمزيدك فارجوك اكملي
Raheel
Raheel
الحمد لله

بحور......هذه قفزة عملاقة في واحتنا الأدبية.......
و كما هي العادة ، كنت أنت السباقة...
بارك الله في جهودك و جعلها خالصة لوجهه الكريم.
مع محبتي و تحياتي.
بحور 217
بحور 217
أفكر فيك ..

لولان ..

مرحبا بكم .

*******************************************

أقبل اليوم المشهود وسيذهب الصبي بعد درس الفقه إلى الامتحان في حفظ القرآن لينتسب إلى الأزهر رسميا ، وهناك .. دعاه أحد الممتحنين بقوله : " أقبل يا أعمى " ! ثم صرفه بقوله : " انصرف يا أعمى فتح الله عليك " ونجح في الامتحان لكن طريقة الممتحن في استدعائه وصرفه تركت أبلغ الأثر في نفسه .

أذن الله لوحدته أن تنتهي بوصول ابن خالته الذي كان رفيقه في القرية ليتعلم هو أيضا في الأزهر ، فكانا يلهوان معا ويقرآن معا ، ومضت الأيام وأقبلت الإجازة .. وسافر الصبي إلى قريته فأنكر على أهل قريته التوسل بالأنبياء والأولياء وكثيرا من المعتقدات التي كان الناس يؤمنون بها ولايقبلون بديلا فاشتهر في القرية !

ثم عاد إلى القاهرة واطردت حياته في ذلك العام متشابهة لاجديد فيها إلا ماكان يفيده من العلم كلما أمعن في الدرس ، وكان يجادل الشيوخ كثيرا ويناقشهم في كل ما يقولونه ولا يتقبل أية كلمة ما لم يكن مقتنعا بها تماما ، ثم بدأ يميل لدرس الأدب فحفظ مع أخيه معلقة امريء القيس وطرفة وعشرة مقامات من مقامات الحريري وبعض خطب الإمام علي من كتاب نهج البلاغة وبعض مقامات الهمذاني والكثير من ديوان الحماسة ..

وبدأ يحضر درسا لقراءة المفصل للزمخشري في النحو على يد الشيخ المرصفي فأحب شيخه هذا وكلف به ولزمه منذ ذلك الوقت يحفظ كلامه ويعي رأيه ويؤثر درسه على غيره واختصه الشيخ بمودته مع اثنين من زملائه الذين توطدت علاقته بهما .

ضاقت نفوس هؤلاء الفتية بالأزهر فزادها الشيخ ضيقا ، وكانت نفوسهم شيقة إلى الحرية فحط الشيخ عنها القيود والأغلال .. وما زالوا يتحدثون بالسوء عن الأزهر وشيوخه حتى نزل بهم العقاب فمحيت اسماؤهم من الأزهر ... لكنهم أعادوهم مرة أخرى .

ومرت السنوات والفتى يذهب إلى الأزهر حزينا ويعود حزينا لشدة الملل الذي اعتراه منه .. حتى أنشئت الجامعة فأقبل عليها وانتسب إليها فوجد للحياة طعما جديدا ، وأصبح لايذهب إلى الأزهر إلا مرة في الأسبوع أو الأسبوعين ..

واتصل الفتى بالجريدة ومديرها الأستاذ لطفي السيد وبالشيخ عبد العزيز جاويش وأخذ يجرب نفسه في الكتابة فعرف بطول اللسان والنقد اللاذع ، وكان ينقد الأزهر ويغلو في العبث بالشيوخ ، ومضت الأيام وتتابعت وحان وقت امتحان الأزهر لينال درجة العالمية فاستعد وحفظ ، ولكن الشيخ المرصفي أخبره أن القوم يأتمرون به ليسقطوه ...... وبالفعل سقط قبل أن يتم الامتحان !!
بحور 217
بحور 217
رحيــــــــــــــــــــــــــل ..

لم أر ردك إلا الآن ..

يسعدني أن هذه القفزة قد أعادتك إلى الواحة ..

جزاك الله خيرا
بحور 217
بحور 217
أصدرت الجامعة قرارا بعدم الإذن بالدخول إلا لمن قدموا بطاقات الانتساب وذلك لكثرة أعداد الحاضرين لسماع الدروس فيها ، وأقبل الفتى ومعه خادمه فسمحوا له بالدخول ولكنهم لم يسمحوا للخادم ! فذهب بعض الطلاب إلى السكرتير العام فلم يزد على أن قال :" النظام هو النظام " ،،،،،، وقد ذكر الفتى بعد سنين قصته هذه وقصته في الأزهر وقصته حين دخل غرفة الدرس لأول مرة في جامعة مونبلييه فسمع الستاذ يقول لزميله : أيكون زميلك مكفوفا ؟؟ وذلك لنه لم يرفع قلنسوته عند دخوله للدرس .

تعلم الفتى الفرنسية ولكنه لم يتقنها .ز وفي تلك الأثناء قرأ في الصحف إعلانا من الجامعة عن بعثتين لفرنسا فكتب إلى رئيس الجامعة أحمد فؤاد يطلب أن يكون أحد المسافرين إلى فرنسا في بعثة درس التاريخ .. وبعد أخذ ورد ورفض وقبول اشترطت عليه الجامعة أن يحصل على درجة الدكتوراه أولا .

أقبل الفتى على الدرس وساعده صديق له بقراءة آثار أبي العلاء المعري حتى بدأ في إملاء الرسالة وصديقه يكتب ثم قدمها إلى الجامعة وامتحن فيها فاستحق الدرجة وسافر إلى فرنسا .. وكان أول طالب يحصل على الدكتوراه في الجامعة .

بدأ في فرنسا بتعلم اللغة اللاتينية وإتقان الفرنسية وتعلم الكتابة البارزة وأحسنها ، وفي تلك المدينة التقى بالفتاة التي أحبها ، حيث كانت تقرأ عليه شيئا من شعر راسين ، وبعد مدة ليست بالقصيرة أعلمها بأنه يحبها ، ولبثت الفتاة مدة أيضا ليست قصيرة حتى أعلمته بأنها موافقة على الاقتران به بعد تردد شديد .. فبدأ حياته من جديد بالأمل .

كانت تحدثه عن الناس وعن الطبيعة والشمس والجبال والجليد والشجر حتى رأى الدنيا بعينيها ، وقد قضيا فترة الخطوبة بالدرس فأول النهار درس اللاتينية ثم الترجمة الفرنسية لمقدمة ابن خلدون ثم تاريخ اليونان والرومان ثم الأدب الفرنسي حتى ينقضي النهار ويأوي كل منهما إلى فراشه لينام حتى نال درجة الليسانس فأعد رسالة الدكتوراه عن فلسفة ابن خلدون الاجتماعية ومن ثم تزوج وبعد الزواج تقدم للامتحان ونجح ونال درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الممتازة .

وبعد ايام قليلة بدأ في إعداد رسالته ليظفر بدبلوم الدراسات العليا في التاريخ وبدأ في تعلم لغة جديدة هي اللغة اليونانية .. وفي تلك الأثناء جاءت ابنته أمينة .

وبعد أن ظفر بالدبلوم عاد إلى مصر ومعه زوجته وابنته وقد اضطر أن يستدين ليستطيع السفر ويتمكن من إنشاء بيت يعيش فيه مع زوجته .

وبدأ يلقي دروسه في الجامعة وكانت زوجته تساعده حيث جسمت له تضاريس اليونان على ورقة يتلمسها حتى لايكون درسه عن تاريخ اليونان ناقصا .

واستمرت حياته على ما هي عليه وشارك بعض الشيء في السياسة التي كانت مضطربة في تلك الأيام ، فقد كان يعرف نفسه حين يشقى في سبيل الحق وينكرها إذا داجى أو صانع ، وكان شعاره الذي يبادي به من يخاصمه كما كان يبادي به من يغريه قول أبي نواس :

وما أنا بالمشغوف ضربة لازب
.......................ولا كل سلطان عليَّ أمير !





انتهى ملخص الرواية .