هـدوء الفجر
هـدوء الفجر
قال ابن القيم رحمه الله:
"ليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده من تدبّر القرآن+وجمع الفكر على معاني آياته
*فتشهده الآخرة حتى كأنه فيها.
*وتغيبه عن الدنيا حتى كأنه ليس فيها.
*
وتميز له بين الحق والباطل في كل ما يختلف فيه العالم.
*وتعطيه فرقانًا ونورًا يفرق به بين الهدى والضلال".
فنكه
فنكه
37

الحمدلله اتممت مراجعة سورة المعارج وسورة نوح والجن ~
من جزء المللك ~
سمائي السلوى
سمائي السلوى
الحمد لله تم مراجعة النصف الاول من الحزب الثاني في سورة البقرة

وحفظ الوجه السادس من سورة آلِ عمران
هدهد 62
هدهد 62
بسم الله
اختي دونا انهيت ربع ولقد جاءكم وربع ما ننسخ لاني بكره مش رح ادخل
تقبلي احترامي وتقديري الشديد لك
فتاة العين الدامعة
في ربيع العمر وزهرته، فتاة مشرقة ببياض وجهها وروحها، نقية كنقاء ماء المطر، زهرة من زهور مدرسة رقية، تتقدم زميلاتها لتخطو خطواتها وتقف أمام الفصل تتحدث وكأنها ليست منهن، اختارت موضوع تعبيرها الشفوي عن تلك التي تراها أمام ناظريها، كانت تصفها وكأنها تحيط بها: أنهار الجنة وأشجار الجنة وظلال الجنة ...، تحدثهن وفكرها وعينيها منساقات إلى ذلك النعيم، وكأنه يتراءى لها، وكأنها تدري أن مَلَكاً كان ينتظر الأمر في تلك اللحظة ليرفع روحها إلى السماء العالية عند خالقها وبارئها، لتسقط جسدا هامدا في أحضان معلمتها التي افترشت الأرض لها، التفت يداها على طالبتها وهي تراها بين حياة وممات، وزميلاتها يسقطن واحدة تلو الأخرى من فرط ما رأت أعينهن، انخطف لونها وتسمر جسدها وفارقت تلك الحياة الفانية لتقابل ربها. حملتها أكتاف التسهيل والتيسير وكأن الأمور كلها تجري لأجلها هي فقط، هب الجميع من أجلها لتصل إلى المشفى بفارق دقائق بسيطة من سقوطها، وتجد الطاقم الطبي جاثما أمام مدخل الطوارئ بانتظار تلك الزهرة الصغيرة، يزدحم المشفى شيئا فشيئا، يهب الجميع من أجلها، تلهج الأنفس بالدعاء وتتعالى الأصوات لفراقها، يهز خبر وفاتها أرجاء ولاية بدية وتكتسي الرمال ثوب الحداد لأجلها، حزنا على فراق تلك النرجسة.
"نرجس" كنرجسة يانعة في بداية عمرها وزهوة شبابها يكتب لها القدر أن تفارق الحياة وسط زميلاتها وهي تقف أمام الجميع وتتحدث عن ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ساقتها الأيام إلى ذلك الحين وتلك اللحظة وذلك المكان على طريق العلم ترسم مستقبلها وأملها في هذه الحياة التي كتب لها القدر أن تفارقها لتنعم بنعيم أبدي يضاهي ملذات هذه الدنيا بأضعاف مضاعفة، تغادر المشفى جسدا بلا روح لتبكي السماء من أجلها بكاءا حزينا مريرا، تنهمل دموع السماء غيثا مثقلا بالحزن على فراق تلك النرجسة، قطرات مطر نقية تبللها وتغسلها لتلاقي ربها بنقاء المطر، حورية من حوريات الجنة، ذهبت عن هذه الدنيا لتبكيها أعين لم تراها وأنفس لم تعاشرعها وقلوب لم تعرفها، ذهبت وتركت أم تبكي فراقها، وأستاذة يتراود لها احتضانها لها في لحظات الموت، وزميلات يفترشن المشفى من هلعهن، ومعلمات يخشين دخول الفصل لوجود فراغها، وأهل يرونها بمكانها وحديثها ومقتنياتها.

رحمك الله يا نرجس وأسكنك فسيح جناته.